20

أوري

ابتعدنا من تلك الضوضاء التي كانت بين الكبار فيبدو انهم مستمتعين مع بعضهم و مندمجين في الحديث اما انا و ليو فقط الصغار هنا فليس لدي أصدقاء غيره، اخذتنا أقدامنا الي مكان قريبا قليلا من الحفل يتسلط عليه نور القصر لتشغيل دمية نتاشا التي اعتطني اياها نتاشا، هذه الدمية الغالية أيضا لن تعوضني بوقتي مع أخي، لكن فالنتناسي موضوعها، هي التي اجبرتني لاخذها لست أنا من طلبتها فمال ضميري يأنبني علي ذلك، لكن لن ارضخ له ابدا.

أن الدمية بها مميزات جميلة و هذا ما جزبني بها فحسب تعليمات الكتيب، تحتوي علي عدة لغات اي يمكنها التحدث بعدد من اللغات  يحتوي دماغها الاصطناعي علي مليون معلومة من شتى العلوم و هذا مفيد بعض ما، و أيضا متطورة من ناحية الفنون القتالية لكن كتسلية فقط للأطفال.

و أثناء اندماجنا مع الدمية و انخراطنا باللعب بها تسلل احد ما و حالما شعرت بوجود شخص قربي كان قد تلاشى وعي بسبب المخدر الذي وضع علي أنفي و أفقدني كل حواسي.

بدأت ارى ما حولي و انا اشعر بألم فظيع في رأسي كأنه يتم خلع شعري من رأسي، جالت عيني بالمكان متفحصة ما حولي و ما الذي يحدث لكني لم استوعب شيء من اشكالهم بسبب الرؤية الضبابية التي تحيط عيناي فقط تلك الصرخة أعادة لي وعي الذي كدت ان افقده

"اتركها"

صرخ بابا بتلك الكلمة بصوت يتألم، لكن يترك من أنا لا أفقه شيء فقط رأسي يألمني بقوة، دقيقة واحدة هل هو ينظر نحو هل الكلام موجه الي، انا لا اعلم ما الذي يجري من حولي أن الدوار بدأ يداهمني بقوة

" ابعد يدك عنها"

صرخ بابا مرة أخرى بتلك الكلمات و بنظرات حادة لشيء خلفي، لأسمع ضحكة صاخبة خبيثة فاحاول أن التفت لاري ما يكلمه بابا، لكني لم استطيع بسبب الألم الذي استولي علي رأسي فهنالك شيء يجذب رأسي بقوة لأسمع صوت اجش خشن يخرج من خلفي

" في أحلامك، من الذي طلب منكم اصابتي لقد حزرتكم و لكن الآن ستتحملون نتيجة أفعالكم هذه"

فاحس بيد تحاوط عنقي و تعتصرها بقوة ليخرج مني تأوه متألما بسبب ما يحدث، لكني اسارع في تحكم في مشاعري لاصمد بسبب اضطراب بابا الذي بدى علي وجهه، فقط احس بأنه سينهار في هذه اللحظة.

ارتمت عيناي الي الأرض، فقط لاني لا أريد أن اري بابا ينهار، لا أريده أن يضعف بسببي فهذا يألمني أن أكون نقطة ضعفه دائما، و لكن من حسن حظي أن عيناي ارتمت علي شفرات لامعة حادة، يبدوا انها سكينة و هي قريبة من محور يدي حتى، و ذلك يرجع لذلك الشخص فبسبب إصابته علي ما يبدو أنه لم يستطيع النهوض و تركني قابعة في الأرض متحكما فيا بشده لشعري و عنقي لكي لا يرخي دفاعه ، مستقلا اياي في تحركهم فأي حركة منهم سيلوي عنقي، يريد أن يجد فرصة ليهرب أو أنه يملك خطة بديلة أخرى.



تحاول أوري الامساك بالسكين الذي قربها محاولة عدم جذب انتباهه، فيلاحظ رايز تحركات أوري، لكنه بدى قلقا عليها أكثر ليحاول جذب انتباه الرجل بالتحدث معه بهدوء

" أخبرني إذا ما الذي تريده، ساعطيك اي شيء فقط اتركها"

ضحكة ساخرة تخرج من فم الرجل ثم يقول لرايز بصورة مستنكرة " كيف لي أن أثق بك فقط تمت مهاجمتي بعد قولك لوعد مثل هذا المرة الفائته"

ليتحدث رايز بنبرة قلقة بعض الشيء " انا أعدك هذه المرة اني لن اخلف ذلك سأتحدث معهما لكي لا يتهورا فقط انت عدنا بتركها "

كاد رايز أن يجذب انتباه الرجل إلا أن ذلك لم يحدث، و ذلك باستشعر الرجل انجذاب أوري الضعيف نحو الأرض و كان ذلك في اللحظة الحاسمة لاوري فقد أمسكت السكين، و بحركة سريعة من الرجل امسك يد أوري التي تمسك السكين محرر خصلات شعرها، لتقاوم أوري عدم افلات السكين رغم أنه يضغط بشدة علي عنقها الا انها تناست ذلك.

في تلك اللحظة التي أصبح هنالك عراك بين اوري و الرجل تحركت قدما رايز نحوها بسرعة، ليصل إلي تلك اللحظة التي كاد فيها الرجل أن يدخل السكين في قلب أوري و امسك بها، ضربة قوية نحو وجه الرجل من قبل رايز ليرخي من قبضته علي عنق أوري، فتفلت منه، و يدخلا في عراك.



ترتفع أوري في الهواء بصورة مفاجئة جعلتها في حالة هلع عند احساسها بتلك اليدان اللتان تحملانها، لتجد نفسها في أحضان نتاشا، التي استقلت موقف تعارك رايز مع الرجل لتبعد أوري من محورهما، ليخف قلق أوري عند معرفتها انها نتاشا شخصا لن يقوم بأذيتها و توجه نظراتها الخائف نحو أخيها الذي بدأ متألما بسبب ضربات الرجل فرغم إصابته الا انه يبدو شخصا محترفا، كما هنالك شيء ناقص في نظر أوري و هو إصابة رايز في احد اضلاعه التي لم تشفي بعض .

ركلات و قبضات متواجهة بصورة متتالية نحو بعضهما، من دون تدخل كل من دانتي و نتاشا فرغم كل شيء هنالك مبدأ يمشون عليه منظمة ألفا، لن يدخلو في قتال غير متساوي الا عند تأذم وضع زميلهم لإنقاذه فإذا ما ذال قادرا علي كبح ما هو أمامه فلا يمكنهم مقاتلة اثنين لواحد، و رغم استولاء مشاعر الغضب و القلق على ما يحصل علي صديقهم الا انه ما باليد حيلة فهم يثقون به.



يلاحظ الرجل دفاع رايز المتواصل و الذي يحول حماية صدره فيراهن بأنه يملك إصابة فيه و ما أكد له ذلك إحدى قبضاته التي كادة تصيبه لكنها أصابته بصورة ضعيفة علي صدره فيتأوه رايز بألم طفيف، يبتسم الرجل ابتسامة متاكرة ليبدأ رسم خطته التي قد تنقذه.

ليبدي محاولاته في الدفاع بينما رايز اتخذ دور الهجوم عندما لم يبدي الرجل رد فعل هجومي نحوه فيصيبه رايز بعدة إصابات قوية علي معدته محاولا فهم سبب تغير الرجل لحركاته القتالية ما سبب تشتت في ذهنه، و ذلك كان بمخطط من الرجل و مكره ليشحذ طاقته و يوجه قبضته بقوة نحو اضلع رايز الذي ارتمي مرتد علي أرض بضع مرات و سقط متألما أرضا، فيستقل الرجل منفذ ليهرب لتستقر رصاصة علي رجله أوقفت حركته و اسقطته ارضا ليخرج صوت ذو نبرة حادة شرسة من الناحية التي أتت منها الرصاصة قائلا

" الي اين ستذهب بعد أحداثك لكل تلك الجلبة يا ترى"

اتسعت ابتسامة دانتي بشر الذي أخرج كلماته بصوت مخيف و اتجه نحو القابع أرض ليتقرفص و يمسك بشعره

"يبدو أن هذه الطريقة اعجبتك، لا ءأخذك فيها في أيضا خي طريقتي المفضلة لامساك الرهائن و تعذيبهم لكني لا استعملها علي الأطفال "

يصدر تأوه من فم رايز الذي يحاول النهوض يجعل من دانتي يلتفت نحوه و يقوم بإحاطة يده نحو فك الرجل و يعتصره بقوة، لتقوم نتاشا بمنع رايز من التحرك بينما أوري استولى علي جسدها الارتعاش و الخوف علي حالة رايز و لتسقط دمعة من عينها  معلنة تمرد الأخريات لتوقف دموعها عند سماعها لحديث رايز بصوته المنخفض و المتعب

" صغيرتي، انا أسف لوضعك في مثل هذه المواقف انا أسف حقا"

تمسح أوري تلك الدمعة خفية قبل أن يراها اخوها و ترتسم علي وجهها تعابير هادئة مبهمة غير مفهومة، ليفهم رايز انها تحاول كبت مشاعرها و عدم إظهار ضعفها فيقول

" أوري، انا بخير لا تقلقي، فعندما أراك هكذا هذا يصيبني بالقلق حقا "

فتخرج أوري من فاهه كلمات هادئة  و تقول " انا ايضا بخير فلا يجب علي بابا أن يقلق"

يتنهد رايز محاولا استنكار ما تقوله أوري، و قبل أن يتحدث بكلماته التي أراد بها تحرير مشاعر صغيرته انطلق صوت الرجل غاضبا نحو دانتي

" ماذا تخال نفسك، أيها ال*غد، هل تخالني احمقا لاعترف لك بما تريد في أحلامك، *غد كريه "

كاد دانتي أن يتصرف معه بوحشية و يريق دمائه الا ان نتاشا منعته قائلة

" دانتي تحكم بمشاعرك، سنتحقق لاحقا بكل ما نريده انتظر قليلا فقط حتى ندخله الغرفة المظلمة"

تنهد دانتي بيأس، ثم وجه نظرات مشمئزة نحو الرجل الذي فقد وعيه إثر أفعاله التي افقدته الكثير من الدم، صوت ركض اتجه نحوهم ليلتفت الجميع لمعرفة القادم الذي تحدث بنبرة متوترة

" ماذا حدث ما به رايز "

اغمض رايز عينيه بتعب ثم قال" انا بخير كيف هو ليو "

استقرت أعين سام القلق على رايز الذي لا يبدو أنه بالكاد سيعيش ليقول " اتمزح معي يا هذا، كيف تكون بخير و انت بهذا المنظر الذي يرثى به"

فتحدثت نتاشا مهدئتا الوضع " لا تقلق سيكون كل شيء بخير عند أخذه للطبيب، هل الصغير بخير"

اومأ سام باجل، و رسم علي وجهه علامات الهدوء لتردف نتاشا " دانتي خذا الرجل لذلك المكان"

فتوجه نظراتها ناحية سام و تقول" و هيا سام ساعدني لأخذ رايز ليتلقى العلاج ".


تقترب أوري بخطوات هادئة نحو السام الذي كان ينظر في نقطة فارغة لتقول " هل ليو بخير "

يعانقها سام بنظرات لطيفة و هادئة ثم يتحدث " انه بخير فقط بعض الخدوش، وانت ايضا يجب عليك رؤية الطبيب ليعالجك"

توما أوري بالنفي " انا بخير، ليس بيا شيء "


ليقول سام بنبرة مستنكرة " لكن هنالك دماء علي رقبتك"

ثم يحاول سام أن يلمس رقبتها لكي يتفقد الجرح، فتبعد أوري يده بحركة لا إرادية، مما يفاجئ سام ذلك، فهي تعلم أنه قد تم شفاء جرحها و تعلم أن لا شيء مثل هذا سيأثر عليها أو يأذيها، و هي تعلم أن لو تم جرحها بعمق أكبر ما كانت أن تموت، و كل ما يخطر في بالها لماذا اخاها يهتم بها هكذا الي درجة انه لا يريد منها التاذي برغم أن الأذى بالنسبة لها لسعة مياه ساخنة فقط.

تتساقط دموعها، منذرة عن توالي شهقاتها فيوتر ذلك سام و يزيد من قلقه ليفكر هل هو فعل شيء خاطئ لها، لتردف أوري بنبرة متألمة من وسط شهقاتها قاطعة شك سام الذي دخل في حيرته

"لماذا علي بابا أن يخاطر دائما من أجلي و ان يصاب بتلك، الإصابات الخطيرة، لماذا هذا العالم قاسي لا يتركنا نعيش بهدوء و نعيش سعداء، هل أخطائنا بشيء هل طلب السعادة شيء صعب، فقط انا اريد ان اعيش مع أخي، و أن نكون مثلما كنا سابقا"

ليبدأ جسدها بالارتجاف فيقوم سام بمعانقتها مخففا عليها لكن كيف لهذا أن يريحها فهذا جعلها تشعر بأنها أضعف أكثر و أكثر

" انا اريد ان اكون قويه، لا أريد أن أكون عائقا لبابا بعد الان "


فتسقط أوري في الظلام فاقدة الوعي و يهدأ ذلك الارتعاش الذي كان مستولي عليها، ليستشعر سام هدوئها و يعلم أنها قد اغشى عليها من التعب
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي