13

تشرق شمس الصباح معلنة للجميع بأن حان وقت استيقاظهم ليصل رايز مرسلا يطرق بابه طالبا منه الحضور عند سيدة المنزل.

تتقدم خطاه نحو ذلك الباب الكبير ليقوم بالطرق عليه فيدخل عند السماح له بالدخول، تتجول عيناه بذلك المكان الفسيح الذي يحتوي علي مكتب خشبي باللون الأسود و كرسي كبير مبطن بالوسائد مرافق للمكتب بقربه من الجهة اليمنى نافذة تتطل علي منظر جميل يقابل الحديقة و أما علي جهته اليسرا تتواجد تلك المكتبة الكبيرة التي تحتوي علي بعض من الكتب، ليتزين حائط المكتب ببعض من النقوش الذهبية التي تضفي علي لونه الأبيض رونق جميل.

تتوجه أنظار رايز ناحية نتاشا التي ابتسمت ما إن رأته  لتتوجه ناحية المكتبة و تقوم يديها بتحسس أسفل رف احد الرفوف الجانبيه و يظهر ممر ما إن ضغطت علي ذلك الزر الموجود هو حقيقة ليس زر بل هو مجرد ماسح للبصمات غير ظاهر يتحسس البصمات التي تلمسه و يفتح الممر إذا كانت البصمة المراده لتدخل و يرافقها رايز، فينقلق الباب بعد  دخولهم.
يظهر مصعد عند نهاية الممر لينزل بهم الي الأسفل بعد صعودهم، ليأخذهم الي ذلك الطابق الأرضي، يمرون بعدة غرف متجاهلين وجودها الي أن يصلون الي باب خشبي بلون ابيض، تفتح نتاشا الباب لتستقر عينيها علي تلك المجموعة الشبابية التي تحيط الطاولة المستطيلة، لتتقدم نتاشا و تجلس في الكرسي الرئيسي و يجلس رايز بالكرسي علي جانبها الأيمن
لتبادر قائلة " من دون رسميات امل ان تكونو بخير، و لنباشر العمل"

ليتحدث رايز " في غارتنا بالأمس لقد استطعنا  القضاء علي تلك المجموعة الصغيرة التي كانت تتكون من حوالي مئة شخص، حصلنا علي بعض المعلومات من رئيسهم، و يبدو أن بعض الأثرياء متورطون في الأمر"

فتتحدث نتاشا بعد أن انهى ما قال" و ما هي المعلومات التي تفيد انهم متورطون"

"لا أعرف كيف اصيغ هذا لكن هنالك شيء يجب أن تعلموه اولا و يجب إجراء بحثا حوله، لا أعلم أن كان الرجل يقول الحقيقة اما لا لكنه قال ان  الأطفال الرضع يتم تناولهم كإكسير للشباب " فيردف أحدهم من وسط دهشة الجميع بصورة مستنكرة" هل تمزح كيف لهم فعل ذلك "

و يردف آخر" يبدو أنه يهزي فهذا مستحيل "
بينما آخر يتكلم بصورة غاضبة" سيندمون إذا كان ذلك صحيح "

يبادل رايز نتاشا النظر فيقول" لقد قلت سابقا لا أعلم صحة المعلومة لذلك طلبت التحقق منها، و هنالك شيئا آخر، عن ما يحدث لباقي الأطفال يصبحون عبيدا أو فئران تجارب، فإن خططنا بسرعة  يمكننا إنقاذ باقي الأطفال لكن الذين اصبحو فئران تجارب ستكون فرصة نجاتهم صغيرة، لذا اتمنى تدققو في الموضوع"

ينهي رايز حديثه لتوجه نتاشا حديثها نحو شخص ذو ملامح جادة و وجه صلب برأس اصلع في منتصف العقد الثالث" و انت جونسون ماذا تملك "

ليتحدث بنبرة رزينة فيها بعض الحدة و جمال الإيقاع" لقد قضينا علي قطاع الطرق الذين ينهبون ما بين  قطاع ريكا و القطاع السابع عشر و قد تمت المهمه علي خير ما يرام فقط بعض الإصابات البسيطة لدى بعض من رفاقي و الآن بعد أخذ قليل من الراحة سنغادر بعد يومين لنكمل لباقي القطاعات "

تبتسم نتاشا و تقول " أحسنتم بذلك، سيقرر لكم آلين كل الإمدادات التي تريدونها امل التوفيق لكم "

ليبادلها بإبتسامة هادئة ثم يقول" لن نتوقف حتى ننهي ما بدأنا به "

يتحدث شاب يبدو في نهاية عقده الثاني بهيئة هزيلة يرتدي نظارات طبيه توحي بزكائه بعد وجهة نتاشا نظراتها إليه بمعني تحدث

" لقد اكتمل مركز الرعاية الذي طلبته بعد حسابات الأخيرة لقد استغرق بنائه فترة أقل ما خطط له بفارق شهرين كما أن الميزانية التي حددت زادة بنسبة عشرة في المئة تم توظيف مختلف الاعمار فيه ليقومون بعمل ما يستطيعون القيام به، جمعنا خلال الشهر المضى جميع الأطفال و العوائل الذين لا يجدون ملجأ اعطيناهم سكنا و طعاما و شرطنا عليهم العمل كما طلبت ليستمرو بالعيش و من خلال أعمالنا المختلفة وفرنا لهم الأعمال التي يفقهونها، بينما الأطفال سيتم تدريسهم بالملحق الدراسي الذي يخص مركز الرعاية و يقومون بالأعمال الصغيرة المخصصة للأطفال من عمر الحادي عشر  ليستطيعون تكفيل أنفسهم عند العمر القانوني "

تخرج كلمات نتاشا وسط ابتسامات الجميع فيعد هذا إنجاز عظيما بالنسبة لهم فهكذا ستكون هنالك مجموعة كبيرة تحت حمايتهم و موالية لهم و سينجزب الناس رويدا رويدا لمساندتها و الوقوف لجنبها في هذه المرحلة عليها أن تساعد الناس علنا بإبتسامة جميلة و تنشر سلطتها خفاءا حتي تتمكن

"واصل ما تفعله و لا تنظر للخسائر مهما يكن، و كذلك ابدأ البحث عن من يوالينا من الأثرياء و كما تعلم فقط اشرح فكرتنا الظاهرية لا تنغمس فقد يكون احدم ما زكيا و يفهم مخططنا، اجعلهم يعتقدون اننا نسعي لمشروع يستغل هذه الأسر لتنمية تجارتنا من خلال أعمالهم فبدل إعطائ أشخاص بسعر كبير نستغلهم بإعطائهم ثمن زهيد "

تتنهد نتاشا لتهمس" كم أكره الكذب "

يسمعها رايز فيقهقه لتنظر له مرفقة وجهها بإبتسامة مرحة ثم تردف" إذا لقد تبقي لي اخر اثنين يا إلهي تبقى الكثير، و بعدها لدينا مناقشة بعض الأفكار "

تتنهد بيأس و تقول" اريد ان استسلم قبل البدأ حتى "
ليضحك الجميع ليتحدث جونسون من وسط ضحكاته" أين ارادتك التي جمعتنا بها"

لتقول بضحكة ساخرة "ضاعت وسط كومة أوراق مكتبي"

فيضحك الجميع علي تعابير وجهها الباكي

تحرك كفيها بشكل متعاكس لتقول" اريد ان استقيل، لقد هرمت حقا، اريد الهرب معك بعد أن ننتهي، فسيأتي آلن بعد أن ننتهي و يمنحني كومة من الوراق الجديدة بدأت اكرهه حقا "

يظهر صوت من العدم بنبرة جادة" انتي لن تكفي عن المزاح نتاشا صحيح"

تقول بشيء من التفاجئ" ياااه عزيزي آل من ظهرت"

لتقول بشيء من المرح" انا امزح فقط، فكيف لي انا اكره وجهك البشوش"

يبتسم آلن ابتسامة مصطنعة و يقول" هذا لطف منك، أتيت فقط لاخبرك بأن لديك موعد بعد ساعة نسبة لانك ستنسيه و تتماطلين كالان، و فكرة هروبك ستلقى من جدولك الخيالي لأن لديك الكثير من الأعمال المتراكمة في المكتب ، اسف لتأخيركم"

ليلقي نظرة حادة عليها و يردف" عليك الالتزام بالجدية"

يرمي كلامه كالصقيع عليها لتبدو كطفلة حرمت من حلواها بوجهها البائس لتصدح ضحكاتهم عليها  فتقول لهم

" أرأيتم هذا، أليس لي الحق لاكرهه "

فيخرج صوت همهمة صغيرة من ثغر آلن ثم يقول" انا لم ارحل بعد "

فتقول من بين انزعاجها " لنكمل ما بدأنا به ".

يستأنفون ما قد قطع بسبب تماطل قائدتهم التي حولت الاجتماع الي دراما هزلية فيتم حسم الأمر بواسطة الن ليقبل خارجا بعد أن تأكد أن كل شيء يجري علي ما يرام رقم مرح نتاشا و تماطلها الا انها فقط تقول هذا لتقليل الحاجز بينها و شركائها  فهي تظن كلما قل حاجز التوتر و الجد سيكون مستريحين في إعطاء آرائهم و انتقادها إذا كانت علي خطأ، انها تسعى ليوجه بعضهم الآخر و يثق بعضهم ببعض و تقليل الجمود و الضغط من حولهم، و إفراغ ما يزعجهم مثل ما تفعل من دون تردد و عدم أثقال كاهل بعض.


نغادر تلك الغرفة التي تتسم بنسي اي شخص ما قيل له بعد خروجه منها أو بالأحرى يتناسى و لا يبوح بها فهم يبدؤون بتحرير ما أنجز و بعدها مناقشة خططهم القادمة و تحرياتهم التي توصلو لها و من ثم ما توصل إليه جواسيسهم من خلال تجسسهم.


في مكان آخر

تتواجد تلك البناية العملاقة ذات التصميم الحديث الذي يخطف الأنظار ذات الممرات الكبيرة الواسعة و مجموعة من المختبرات التي تقسم حسب تصنيفها العلمي الي عدة طوابق يترأسها الطابق الأخير الذي يكون فيه مكتب الرئيس.

يمسك مجموعة من الأوراق، يتصفحها واحدة بعد الآخرة بتمعن و علامات من الانزعاج و التململ يوجه نظراته ناحية الباب عند احساسه بدخول احد لتستقر عينيه علي صاحب الهيئة الزينة يوجه مقلتيه ثانية نحو الأوراق ليتحدث مايكل بصوته الهادئ قائلا

"أراك مجتهداً هذه الأيام"

ليهمهم آدم بعدم اهتمام ليردف الآخر " اتزكر تلك العينة التي احذناها المختبر منذ شهر و نصف"

ليعيد آدم همهمته مرة أخرى فيتحدث مايكل بنبرة حادة " لا تبدي عدم الاهتمام علي فهذا لا يناسبك"

ليتنهد بإنزعاج و هو ينزل نظارته لطبيه و يعيد شعره المتناثر الي الخلف ثم يقول بعد ان وجه نظرات ثابته علي مايكل "إذا ماذا هل ارتحت الان"

يرسم مايكل معالم البرود علي وجهه " لا يهم"

ثم يردف و هو يجلس في احد الأرائك" اتزكر عينة الدم التي اخذتها من تلك الفتاة الصغيرة"

فيقول آدم "أجل، فقد كنا نشك بشيء ما يخفيه ذلك الفتى"

ليتحدث مايكل مع ابتسامة ماكرة " و لم يخب ظننا به "

ليتحمس آدم قليلا و يقول "إذا"

" توجد فيه نفس الخلايا التي كانت متواجدة في جرعة الشفاء لكن يبدو فيها قليلا من التغير "

ليظهر شيء من الاندهاش علي معالم آدم  و يقول" كيف ذلك كيف يكون لدمها هذه القدرات، هل اختبرتم الدم"

فيومأ مايكل و يقول" أجل، علي نفسي لقد قمت بوضع قطرة من دمائها علي جرح طفيف قد احدثته  و قد التئم الجرح خلال خمس ثواني، لكن كان هنالك قليل من الألم أثناء التئامه يبدو هذا بسبب التحام الخلايا الجلدية مع بعضها"

همهم آدم شيء من الدهشة ثم قال" ماذا تكون، لو قلت من فصيلة U. B لكن مقدرة شفائهم ليست متماثلة فهم يستطيعون شفاء جروحهم خلال ثلاث ساعات، اما جراح الآخرين بعد استخلاص البروتين و ليس من خلال دمهم المباشر، و كذلك لا يستطيعون شفاء الأمراض كالذي فعله دمها، ماذا تكون هذه الفتاة"

فيتحدث مايكل بنبرة هادئة" يخالجني الشك بأنها بديل متقدم من ذلك الفصيل "


يخرج تنهيدة عميقة دلالة علي انزعاجه ثم يقول بنبرة حادة" يجب أن نحصل عليها مهما كلفنا الثمن "

" و ماذا عن ألفا، الا تبالي بالتهديدات "

فيتحدث آدم بانزاعج" بحقك و من يبالي بذلك بذلك فالتستطعفعل ذلك قبل اان ننهي حياتها "



ليقول مايكل محزرا" إياك أن تلعب بالنار آدم"


يطلق ضحكة ساخرة ثم يقول " و هل رأيت نار تحرق جحيما "



يلقي مايكل علي آدم نظرات باردة " سانتظر مصيرك المشؤوم، و لن أبالي بك "


فيضحك آدم و يقول "حقا انت تمزح معي "

تخرج كلمات امايكل بإيقاع حاد" و لماذا امزح، اتراني أتمنى الموت أو اريد الانتحار، عزرا فأنا أملك أسرة تهتم بوجود برغم كل شيء"