18

رايز

استيقظت اليوم قبل شروق الشمس لاترك صغيرتي أوري التي كانت تستلقي بطريقة لطيفة في السرير ، قهقت علي شكلها اللطيف و هربت مقررا أن اجهز لعيد ميلادها شيء مختلف من العادة لكن هنالك شيء واحد لن يتغير فيها و هي صنعي للكعكة التي تحبها


توجهت لاستحم بعد أن نزعت تلك الضماضة التي تلف كتفي، فإن شعوري بالألم الذي كاد أن يميتني قبل أيام قد اختفى بسبب شفاء الجرح بشكل بطيء بسبب منتج الشفاء الذي أعطتنا اياه منظمة الفا فهو مستخلص فقط من الأعشاب الطبيعية ليس كجرعة الشفاء التي تم استخلاصها من دماء أوري و بعض الأعشاب الحافظة و هذا ما لا نريد كشفه للناس، اما بالنسبة لكسر احد اضلاعي فقد تحملت ألمه بالأمس بجانب أوري و الحمد لله انه قد هدا بالقليل من المسكنات التي اخذتها.

ارسلت شخصا بعد أن انهيتي استحمامي و لف ضمادة حول ضلوعي ليخف الألم، ليوصل رسالتي لسام ليحضر و يساعدني في ما أريد تحضيره، تمنيت لو كان الوضع كما سبق قبل عدة قرون فبسبب عدم امتلاك العديد لهذه الأجهزة السلكية صعب التواصل و بسبب استخدامها المحدود لن استطيع التواصل معه بسهولة.

تحدثت مع رئيس الخدم بأني اريد استخدام الحديقة لاعمل احتفال صغير لمولد أوري مع بعض من اصدقائي و طلبت منه أن يحضر بعض الأشياء التي سجلتها له و ان يجلبها لي في الوقت المناسب.

استغرق حديثي مع رئيس الخدم ساعتين و ذلك كله لتسجيل ما نريد من زينة و شكلها و جلب الأشياء التي تحبها أوري و كيفية التميز بينها، و في الأخير اختتمت الأمر بالمأكولات و دعوة بعض اصدقائي.

صوت طرق علي الباب قد جزب مسامعنا ليطلب رئيس الخدم دخول ذلك الشخص لتدخل خادمة فيطلب منها التحدث فتقول

" أن الآنسة الصغيرة أوري تبحث عن السيد رايز"


فأبتسم رايز و اقول " فقط اخبريها اني قد ذهبت لفعل بعض الأشياء و سأعود لاحقا"

فتقول الخادمة " حسنا"

لأوقفها قبل أن تذهب و أقول " لا يجب عليها أن تعلم اني هنا هل يمكنك تحزير الجميع و أريدك أن تحاولي أن تجعليها تتجنب الحديقة هذه اليوم مهما حدث و آخر شيء سيأتي سام الي هنا و اخبربه اني في المطبخ "


تعلو الدهشة وجه رئيس الخدم و الخادمة بعد سماع كلماتي فيقولا" المطبخ"

لأومأ باجل فأتحدث مع كبير الخدم بأدب و قائلا" هل لي بزيارة المطبخ و استعماله "


يبتسم رئيس الخدم لي و يقول" يمكنك فعل أي شيء في النهاية انا مجرد خادم يخدمك ".



يبادل رايز كبير الخدم الابتسامة ليتجه كلا منهما للقيام بعمله.

تتبادر أفكار رايز السعيدة بما سيكون رد أوري اليوم بفكرته أن يقوم بمفاجئتها بحفلة عيد ميلاد جميلة تناسبها، تستقر قدميه أمام باب المطبخ الكبير ليدق عليه و يدخل، فيتفاجئ الطباخ و مساعديه بما يفعله رايز عندهم هنا فيتحدث رايز محييهم


" مرحبا كيف حالك، اليوم ساتطفل عليكم امل الا يزعجكم هذا"


فيتحدث الطباخ بشيء من التوتر و السعادة " لا لا بل هذا يشرفنا سيدي، لكن هل هناك شيء تريده"


فيبتسم رايز بلطف، فهو اليوم بقمة سعادته فيقول " فقط اريد صنع كعكة لصغيرتي"


تظهر معلم الدهشة علي وجه الطباخ و مساعديه فيتحدث بصورة شبه متوترة" لا عليك سيدي فقط أخبرنا ما هي الكعكة التي تريدها و نحن سنصنعها لك"

لايد مساعديه قول الطباخ و يقولها" أجل يمكننا فعلها من اجلك"


تخرج ضحكة صغيرة من رايز علي رد فعل الطباخ و مساعديه فيتحدث

" اليوم مناسبة مهمة بالنسبة لي و كل سنة في مثل هذا اليوم اقوم بصنع الكعكة التي تحبها أوري و نحتفل بها معا لذلك أن أعيد اليوم فعلها لتكتمل سعادتها، اعتقد ان اليوم سيكون ناقص من دونها، لذلك علي فعلها وحدي"

ليبتسم الطباخ و مساعداه بلطافة و يقولون " كم هذا لطيف "

و يتحدث الطباخ" انت حقا شخص رائع، لكن رقم ذلك سنساعدك، اخبرني ماذا تحتاج لاجلبه لك "


تتسع ابتسامة رايز و يقول" حسنا، حقيقة كانت تساعدني في صنعها،. لكن بما أنني اليوم قد قررت أن افاجئها فسوف تساعدوني، و يمكننا أيضا صنع جميع الحلويات التي تحبها سيكون هذا لطيف"

لتنتشر السعادة في أرجاء المطبخ بسبب رايز الذي لم يكف عن حكو ما كان يفعلانه هو صغيرته، و كيف كانت حياتهما اللطيفة معا و تصرفاتها التي تشفي القلب، لتبدو عليهم الدهشة فرغم معرفتهم بشكلها اللطيف الا انهم لم يرو سوى جانبها الذكي الذي اشتهرت به، فمنذ وجودها فقط تتفاعل مع اخاها و سام الذي قدم مأخرا لكن لم تتفاعل مع الخدم الا في تلك اللحظة التي سمعت خبر قدوم سام و ارتهم جانبها اللطيف الذي تحدث عنه رايز.



أوري


استيقظت من نومي العميق الذي لم اذقه منذ فترة، لأجد اخي ليس بقربي، لتتسارع دقات قلبي و افكر هل الي اين ذهب هل يمكن انه قد غادر مرة أخرى.


جبت كل مكان بعد استعدت لابحث عن اخي سئلت جميعا من كان في طريقي لكن لم أجد جوابا غير انهم قد رأوه في الصباح الباكر و بعدها لم يروه، الي أن انت تلك الفتاة التي قد أخبرتني انها ستبحث عنه و قالت إنها قد غادر ليفعل شيء ما بدت ملامح الحزن علي وجهي لاني تخيلت بأني سأحظى بعيد ميلاد جيد مع أخي و سنقضي اليوم معا لكن هذا لم يكن لاستطرد الحزن من وجهي فأنا قد صارحة عمي سام بأني سأصبح أعقل من قبل و يجب علي تقبل كل شيء توجهت مع الخادمة و لتناول افطاري و أرى ما هو روتيني اليومي الذي علي فعله، فاليوم ممل ليس علي الذهاب للمختبر أو فعل شيء فكرة في الذهاب الي الحديقة لكن الوضع ممل و الجو ساخن اليوم لاذهب الي هناك فقررت أن أبقى في غرفتي و اتدرب علي قدرتي الجديدة و هي الرؤية من وراء الأشياء الصلبة و قد تحسنت قليلا فبت أرى الألوان و قليلا من الملامح من خلال الجدران و هذا جيد للان بالنسبة لي، فكرت في إذا كان بإمكاني أن أغير لون شعري كما أفعل مع عيناي لذلك سأبدأ بالمحاولة في ذلك أيضا.


سام


تنهدة من الملل الذي حل علي فها انا انظر ليو و هو يقوم بالتجول في الارجاء من دون توقف منذ الصباح، لقد سئمت من طلب التوقف منه اللعب بهدوء لكن هيهات أن يستمع لي، طرقات علي بابي جعلت من انزعاج يقل لاذهب و افتحه لاجده احد خدم قصر نتاشا ليقول

" مرحبا سيد سام كيف حالك"

لابتسم لاه و اجيبه " مرحبا بك، انا بخير تفضل بالدخول"


لاتذحذح جانبا لافسح مساحة له ليدخل، فيبادلني الابتسام مجيبا " ليس هنالك ضرورة لهذا، أتيت فقط لا صل رسالة من السيد رايز و أعود بسرعة"


تفاحة فما الذي يريده رايز هل حدث شيء فأقول بشيء من القلق في ما الخادم بالسلب و يقول" لا ليس هنالك شيء لتقلق،. فقط انه يطلب منك الحضور لمساعدته فهو يقوم بتحضير حفل لاوري و بصورة سرية لذا يجب أن تستعجل بالقدوم "


ابتسمت علي ذلك فهذا شيء جيد جدا يغير هذا الجو الممل و الاضطراب الذي مر به الجميع لاتحدث قائلا " إذا أنت تقدم و انا سألحق بك حسنا "

يغادر الخادم لاقوم بتجهيز نفسي و ليو للاستعداد للمغادرة و تجهيز هدية أوري التي تستحقها.



تصدح تلك الضحكات السعيدة التي جذبت مسامع الجميع و أصبح في المطبخ ليس رايز و الطباخ و مساعديه فقط بل هنالك بعض الخدم من حولهم يستمعون لقصصه اللا متناهية حولهما و هنالك بعض منهم اصبحو يتحاورون معه و يرفقون قصصهم أيضا و مواقفهم المضحكة مع أطفالهم و أشقائهم، بعضهم كان منزعج من تصرفات و شقاوت الأطفال و بعضهم كان مثل رايز يحب كل ما يجري من صغيرته ليعطيه النصائح التي تأكد من فعاليتها ليستخدمها مع الصغار و كيفية التحكم بهم.

يقاطعهم صوت سام المفاجئ الذي قال " أراك فتحت مركز لتعليم كيفية التعامل مع الأطفال"


يقهقه رايز و يقول " أجل لقد فعلت و قد فاتتك اول محاضرة فيه يالا سوء حظك"

شاركه سام في ضحكه ثم قال " ماذا علي أن أفعل إذا"


يضع رايز يده في ذقنه ليقول " أين ليو اولا"

فأجاب سام " انه يرافق أوري، و لا تقلق لقد حزرته أن يخبرها بشيء و كذلك اخبرتها اني اريد ان افعل شيء و بعدها سأتي لاحقا "

ليقول رايز لقد" أحسنت حقا إذا هيا لنكمل صنع الحلويات و بعدها نذهب لتزين المكان"

أحاط الظلام القصر و ترصعت السماء بحلتها البهيه التي تضيء شيء منها المكان، و لكن تلك الألوان التي تكسو الحديقة من أضواء جميلة ملونة و حولها بعض الزينة الجميلة التي تجذب الأنظار ليبتسم دانتي و يقول

" اخيرا انتهينا، كان ذلك مرهقا"

فيتحدث رايز بشيء من السخط ناحية دانتي " يبدو لي انك تعمل من الصبح في هذا و ليس كأنك قد أتيت من بضع دقائق"

فيبادله دانتي بنظرة فخورة " بل منذ ساعة انا هنا، كدت اموت بفعل هذه الأشياء التي أخذت كل طاقتي"

فينظر له رايز بحدة و يقول" كلها ستين دقيقة، و تتفاخر بها، يجب أن تخجل من قول ذلك"


قهقه سام علي حوارهما الطفولي فيقول مقاطعا حديثها الغير مجدي " الا يحب علي أوري القدوم انها الساعة السابعة الان و كل شيء جاهز "


ليهمهم رايز و هو ينظر لدانتي بحقد و يقول " سأذهب لاجلبه، قبل أن يبدأ مزاجي بالتغير بسببه "

. يتجه رايز باحثا عن أوري ليجدها منكبة بين صفحات كتاب ما في غرفتها، بينما هي تغرق في إحدى خيالاتها، ليقترب رايز منها و يقوم بحملها بخفة لتتفاجئ و تخرج شهقة مفاجئة من فاهها، ليضحك عليها لتقوم بالعبوس عند معرفة ما هية الفاعل لتقول
" أين كنت منذ الصباح "


فيبتسم قائلا " كنت اقوم بعمل عظيم، لم أفعل مثله من قبل"


تظهر إمارات الحزن علي وجه أوري لتحجث نفسها هل هناك شيء أهم في نظره من عيد ميلادها أو نسيه فتقول بنبرة بريئة لطيفة بها شيء من الحزن

" ما هو هذا الشيء"


ليبتسم و يقول " دعينا نعلم ما هو هل تريدين الذهاب"

فابتسم ابتسامة هادئة تخبء خلفها الكثير تريد أن تقول من خلفها لا أريد ذلك لكنها تجيبه بما يريد " لمذهب"


يتجاهل رايز كل تلك المشاعر التي تبديها أوري لأنه يعلم أن كل ذلك يتلاشى بمجرد معرفتها ما يخبئ.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي