القناع

Tayseer Mohamed`بقلم

  • أعمال مشتقة

    النوع
  • 2023-10-01ضع على الرف
  • 40.1K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا العمل مشتق من الفيلم الهندي كريش

الفصل الأول
حياة ليست كحياة الأخرين، فبينما الجميع يستمتع ما بين الأصدقاء والعائلة، وأيضا التنزه.. هناك ما هو منعزل منطوي، يعشق الهدوء والوحدة، يرى الطيور بين الجبال هم الصحبة الوحيدة الصالحة التي اعتاد عليه وكما كانت جدته تقول له.

يمسك يديه بإستهتار، والإستهانة تظهر من عينيه، يحاول أن يظهر قوي تارة وضعيف تارة أخرى.. أما الأخر فكلما ظهر الأول أنه سيفلت يده يصرخ، وكلما وجده سينجده يعطي لذاته الأمل.
تحدث ذلك الذي يتواجد على حافة الهاوية يتعلق بأحباله الدائبة المتهالكة فيقول:
-أسرع يا أخي؛ فأنا في عداد الموتى الآن.
أما الأخر فقد تصنع التعب ليقول وهو يحاول أن يجذبه:
-لا أستطيع؛ فالرياح فالرياح شديدة لا تسعفني.
ليترجاه الأخر الذي يكاد يسقط من ارتفاع ان فلتت يداه سيهلك منه، يرى الكثيرين بالأسفل ينتظرونه يصرخون بقوة.. تتساقط العبرات من أعينه فيقول:
-سوف أموت.. عليك أن تقوى.
نظر هذا الذي يجهل ذاته بطل أمام الجمع فقط، وجد رجال الإنقاذ واشكت على الصعود له ليبتسم ببعض الشر ومن ثم يفلت يديه ليستمع لصرخاته ومن ثم يسقط لتملأ الدماء المساحة التي حوله.
التفت ما إن وجد رجال الإنقاذ قد أتوا ليقول بتصنع:
-رباه! لا أعلم كيف فلتت يداه فأنا لم أقوى على جذبه.
يربط أحدهم على كتفه يواسيه ليقول:
-لا يهم يا بطل فأنت فعلت ما بوسعك.. ولكن أخبرني ما اسمك؟.
ليجيبه سريعا قبل أن يرحل قائلا:
-كريشنا.
ليذهب ببسمة انتصار، فهو يرى ذاته ينتقم ولكن من من؟ لا يعلم.

يتذكر مع كل درجة يجتازها بداية المعرفة بالعالم الخارجي ليعود خياله مع الماضي.

عزدة للماضي..
تتقدم فتاة ذات عيون مأخوذة من لون العسل تأتي بصحبة بعثة ما من أجل شيء لم يتضح حتى الأن.
تقدمت والابتسامة على محياها لا تغيب، نصبوا عدة من الخيام ليقيم الجمع بداخلهم.. غافلين عن تلك الأعين التي تترقبهم في الخفاء والريبة تظهر بوضوح علي ملامحه.

تقدم ذلك الفتى المدعو "كريشنا" حيث جدته من أبيه والمدعوة "سونيا" والتي تبلغ من العمر خمسة وستون عام.
تقدم اليها ببعض التعجب ليقول:
-جدتي! أحقا هناك أناس غيرنا في هذا العالم؟.
تعجبت ناظرة إليه بقولها المتسائل:
-من أين أتيت بهذا السؤال يابني؟.
ليجيبها دون أن يهتم بسؤالها فقال:
-أجبيني أولا.
تنهدت فهي تعلم كم هو عنيدا فقالت متنهدة:
-حسنا.. لا ليس هناك سوانا، والآن هل لي أن أكمل اعداد الطعام؟.
أماء لها ذاهبا في تسلل يكمل مراقبت تلك المجموعة.
ولكن باله منشغل كثيرا كيف لجدته أن تكذب عليه لكل تلك الدرجة.

تقدم ليجد تلك الجميلة بعمل عدة حركات لل علم له بها، ترقبها باستمتاع وفرحة لا يعلم سببها هو.
ولكنه لاحظ أنها على وشك أن تسقط في تلك البحيرة التي هي علي حافتها، ليضطر إلى استخدام قوته الذي يخفيها خلف الجبال المحيطة به ليطير سريعا ومن ثم يمسكها بكلتا يده لتصبح على مقربة منه، جحظت عيناها بخوف فكيف له أن يطير كل تلك المسافة، وقبل أن تدرج شئ ومن هول الصدمة من قربه هذا قد غشي عليها بين يديه؛ ليتأملها ببسمة جميلة وهي مازالت على هذا الوضع؛ لكن ما جعله يتركها هاربا هي تلك الأصوات التي يسمعها تأتي من خلفه ليضعا أرضاً برفق ومن ثٌم ذهب يختبئ خلف تلك الجبال.

ليأتي الجمع متفقداً اياها ومن ثُم نقلوها حيث إحدى الخيم، أما كرشينا فقد قام بالانعزال من جديد يفكر كيف أن جدته قد قامت بخداعه.

أما عند تلك الفتاة التي تُدعى "بريا" فما إن استفاقت حتى تلفتت حولها تحاول أن تجد من قام بإنقاذها لكنها لم تراه.
تحدثت إليها صديقتها تحاول أن تعلم منها ماذا حدث؛ لكن بريا تجاهلتها لتنهض ذاهبة تبحث عنه بالخارج والجمع في ريبة مما هي عليه.

أتى المساء وسونيا تلك العجوز تحاول أن تجد حفيدها التي تخاف عليه من أقل شئ، نعم تعلم مخبئه السري لتجده بالفعل باكيا.
تقدمت منه بيد مرتعشة لتقول:
-بني! لما البكاء؟.
أزال عبراته ليقول كاذباً:
-ليس هناك شئ جدتي.
تقدمت لتجلس بجانبه لتقول:
-أخبرني لماذا تكذب علي تلك المرة؟.
التفت لها قائلاً ببعض الجراءة:
-أنتِ من كذبتِ علي، فكيف لي أن تقولِ أننا وجدنا في هذا العالم دون أناس أخرون.. أجيبيني.
صُدمت مما قاله هو لتنظر أرضاً، لينظر للبحيرة التي أمامه أما هي فقد لفت نظرها علي بُعد أضواء خافتة، لتعلم انه علي دراية بتلك الكذبة.
تنهدت بهدوء لتضع يدها علي كتفه قائلة:
-أنت تعلم انك الأهم في حياتي ولا اقوى علي خسارتك.
-من ماذا جدتي؟ أخبريني.
كان رده القاطع لتبتلع ريقها قائلة وعيونها أرضاً:
-سيأتي يوما وستعلم به كل شئ.

في صباح اليوم التالي
كان يقظ عازم الأمر على مراقبتها من جديد ولكنه لا يعلم ما سينتظره.
تقدم حيث مكانها التي تعلم به الرياضة الخاصة، وأثناء فعلها كانت تتفوه بقولها:
-عليك أن تظهر أمامي الآن لكي أشكرك علي الأقل.
توتر قليلا لكنه ظهر بالفعل والقلق يصحبه، لتلتفت ببسمة ومن ثُم تقترب قائلة:
-لماذا تهربت مني بالأمس؟.
وضع يده علي خصلاته ولا يعرف ماذا عليه أن يقول لكنه أجاب بصدق غير معهود لها من قبل فقال:
-كنت خايفاً.
تعجبت لتقول:
-من ماذا؟.
نظر أسفل فقال:
-لن تفهمي ما أود قوله.
تنهد ومن ثم قال:
-علي بالذهاب سأراكِ لاحقاً.
ذهب سريعا تاركا إياها لا تستطيع فهمه بتاتا.

عاد لمنزله دالفا إلى غرفته يسير بها ذاهبا وإيابا مفكرا فيما عليه فعله.. وللمرة الأولى يشعر إنه مقيد، وكأن الله قد جاء بتلك الجماعة لتعلمه أين عي الحرية.

خرج لجدته ليقول لعا دون مقدمات:
-أرغب في رؤية الدنيا.
نظرت لها من أعلي نظارتها تحاول أن تعلم أين سيذهب بتفكيره لكنها لم تعلم، تقدم منها جاثيا علي ركبتية فقال:
-أرغب أن أرى أناس أمثالي وأمثالك.
وضعت ما بيدها لتقول:
-هل ستقدر علي شرهم؟.
قطب حاجبيه لتلتفت في الناحية الأخرى تاركة أياه في خياله غارقاً لعل خوفه يعود ليتمسك به.
نعم إنها من ربته فتعلم أين هي ثغراته، ليذهب عائدا إلي غرفته يفكر مليا، لا علم له بما تقول تود فقط لو أنها تتركه يرى العالم المخبئ عنه منذ ستة وعشرون عام.

أتى الليل بظلمته ليتسلل حتى خيمتها خلسه ليراها تجلس في حضرته صديقتها النائمة، ليأتي لها يحاول أن يلوح لها.. وها هي أخيراً قد لاحظته.
تقدمت منه سريعا لتقول بصوت أشبه بالهمس:
-من أنت؟.
تبسم قائلا:
-كريشنا.
-أود أن أشكرك لكنك أختفيت.
التفت ينظر حوله ومن ثم اقترب قليلا ليقول بهمس:
-لا أرغب بأن يراني أحد.
-لماذا؟
تسائلت بعدم فهم لكنه لم يجيب، لكنه قال شئ أخر:
-متى سترحلون؟
أجابت في ريبة من أمرها:
-في الصباح الباكر.
تبسم ليقول مغادراً:
-إلى اللقاء بريا.
ليختفي من أمامها.

في صباح اليوم التالي، تقدمت سونيا تلك العجوز من غرفة حفيدها لتجدها فارغة تنتظرها ورقة مطوية على فراشه، تقدمت تتكؤ على الجدران لتصل بصعوبة فاتحة إياها لتقرأ التالي:
"سأذهب لأرى العالم الذي حُرمت منه ستة وعشرون عام، آراكِ قريباً جدتي"
لتجلس بصدمة مما قرأته.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي