الفصل الرابع عشر

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الرابع عشر

عوده إلى الحاضر

اعتدل في جلسته كريشنا ليفكر مليا كيف له أن تعلم كل هذا في وقت قصير؟ يفكر كيف له أن يكون لديه قوة خارقه وجدته إمراه عادية جدا، حتى أن والديه الذين سال عنهم مؤخرا بعدما علم الحياه وما فيها كانت تجيب عليه جدته إجابه عادية ليس فيها ما يميزها.
تنهد ليتذكر كيف انه طلب من بريا أن تعلمه كل شيء يجب ان يتعلمه في الحياه.

عودة للماضى
ما إن دبت قدميه الحافلة حتى إنه جلس مع بريا ليقول في ذهول تام:
-بريا أخبريني كيف هي الحياه، أنا لا اعلم شيء.. اعتبريني طفلاً صغيراً ولدت للتلو.
تنهدت لتقول له ببسمه لطيفه:
-استمع كريشنا نحن او أن كل فرد لديه والدين أب ذكر، وأم أُنثى يتزوجوا لينجبوك وينجبوني ويُنجب الجميع هكذا، من بعد ذلك يلتحق الطفل بالمدرسه الإبتدائيه ليتعلم القراءة والكتابة ثم الوسطى وأخيرا العليا ومن بعدها يتقدم للالتحاق بالجامعه فيختار التخصص الذي يميل له.
تعجب كريشنا فقال بتذكر:
-كانت جدتي تقول إننا وحدنا المتواجدين علي هذا الكوكب، وفي هذه الدنيا ولا أحد غيرنا موجودين، معنى ذلك إنني لدي والدي، وأنتِ ايضا إليك جدة أليس كذلك؟ اماءت له بريا لتجيب:
-نعم ولكنها توفيت منذ عدة سنوات، حتى أن الجدة هي أم الوالد أو الوالدة.
اماء لها باسف لتكمل:
-واذا كنت تريد الاستمرار في العيش لابد ان يكون لديك هويه.
تحدث بقوله:
-ماذا تعني الهوية؟
اجابت هي:
-أوراق تدل على وجودك بصورتك واسمك.
تحدث سريعا وهو يخرج ما لديه فقال:
-انا لدي عده أوراق قد آتيت بها من المنزل تطلعي عليها، أنا اعلم القراءه والكتابه جيداً فجدتي قد علمتني ذلك؛ لذلك علمت ان هذه شهاده ميلاد لي.
تبسمت بريا فقالت:
-هذا عظيم نحن الآن في الحافله ولكي نصل إلى انجلترا عن طريق الطائره علي أن اقوم بشيء ما لا أريد أن أقوم به.
تحدث كريشنا بعدما تعجب:
- ما الذي سأجبرك علي فعله؟.
-يجب أن يكون لديك جواز سفر لكي تذهب معنا.
ليقول مجيبا بتساؤل اخر:
-وكيف ساحصل عليه هذا وما هذا جواز السفر؟.
قالت بريا:
-انها هويه للعبور من حدود بلد إلى أخرى.
أمات لها بتفهم وهو مازال متعجبا.
تذكر في هذه اللحظه إنها فعلت المستحيل اثناء تلك  الليلة التي قضوها في فندق ما، انها ولحسن الحظ تعلم احدا يفعل هذه الأشياء ولأن لديها فضل على والدته التي أنقذتها في يوم ما قام بالاستجابه لها وفي اليوم التالي كان جواز السفر معهم.

عودة إلى الحاضر
كان يتذكر كل تلك اللحظات فجأة لا يعلم كيف إنه وصل لتلك المرحلة التي جعلته يقف في وجهه بكل شجاعة ودون أن يرمش له جفن.

استفاق على دلوف بريا التي ما إن آتت حتى احتضنت كريشنا بعمق ودون مقدمات
حتى إنها ظلت معانقة اياه قليلا، بادلها هذا العناق لكنه لا علم له بما في جوفها وما سبب هذا العناق المفاجئ يا ترى.
ابتعدت عنه أخيرا ولكنها صامتة نظر لها بتعجب من ثم قال:
-هل انت بخير ؟
اماءت له لتتفوه بكل تاكيد قائله:
-نعم انا بخير لا تقلق.
تنحنح ليقول:
- اعلم ولكن هذا العناق غريب ومختلف عما سبقوه حتى.
نظرت للاسفل ومن ثم قالت:
-لا اعلم ماذا بي.. منذ ان علمت بحملي وانني احمل طفلا في أحشائي وأنا أصبحت حساسه للغايه أشتهي أشياء وافعل الكثير دون مقدمات ووعي مني قد اشتهيت هذا العناق وشعرت وكأنني اشتاق أليك لذلك فعلتها ولا شيء اخر.
ضحك بهدوء ثم وضع يده على موضع جنين ليقول:
-هل أنت تجعل والدتك تفعل أشياء دون أن تحسبها؟. تعجبت بريا لتنظر له قائله ببعض الحزن:
-هل انت حزين من عناقي لك؟.
حركه راسه بالنفي سريعا ليقول:
-لا لم اقصد هذا؛ ولكني قد تعجبت لا أكثر.
نظرت له بحزن ومن ثم لم تعقب لتطفئ الأنوار ومن بعدها تغطي في سبات عميق، أما هو فقد علم إنها حزينه ليحاول ان يراضيها بعدة كلمات وهي لم ترغب فتراجع بيأس ثم طبع على وجبتها قبله رقيقه قبل أن يغلق الضوء الذي بجانبه ليتسطح هو على الفراش بجانبها، ما إن وجدته يبدأ في النوم لتبكي هي دون أن تصدر صوتاً فقد علمت ماذا حدث له.. تذكرت ما قالته الجدة لتتعجب كثيرا فهذه الأمور تحدث في الأفلام والروايات الخيالية فقط ليس لها أساس من الصحة. تساءلت للحظه هل الجدة تعاني من مرض ما خاص بالشيخوخه أم أن هذا الأمر حقيقي؟ ظلت كذلك حتى غابت في ظلمه النوم.
آتاها هذا الشخص الذي يشبه زوجها كثيراً ولكن ملامحه كبيرة وكان وجهه يمتلئ بالتجاعيد فقال لها:
- هل انتِ بريا؟.
كانت خائفه ولا تجيبه لكنها أشارت برأسها بأنها هي، حاول ان يضع يده على كتفها، لكنها ابتعدت بخوف.. تعجب ليقول:
-لا يعلم لماذا انتِ خائفه.. لحظه سأهتف باسمي زوجتي ليهتف لنيشا التي اتت ولكن بملابس غريبه كانت تشبه الجدة كثيراً فهي ترتدي ملابس بيضاء وكأنها لديها جناحات، شعرها أسود قصير، بشرتها بيضاء ناصعه، عيونها عسليه اللون.. كادت ان تتحدث لكنها ابتعدت تركض وتهرول بفرار منهم فهم لا يعلمون ماذا هناك لكن نيشا والتي هي تشبه سونيا أمرت عدة رجال أن يأتوا بها إليها وكأنها سيدة شريره تريد ان تنهي حياتها تركض بقوه طيله الحلم وتخفق حتى انها سقطت وكادت النهوض لكن لم تستطيع ليحصلوا عليها هؤلاء الرجال ومن ثم تصرخ بقوه ان يتركوها.. ظل هذا الصراخ متواصل إلى أن استيقظت مصاحبة لهذا الصراخ لينهض كريشنا من جانبها وحاول يهدأ اياها فهي كانت تبكي ليقوم بقوه معانقها سريعا لكي يهدئ من فزعها لكنها ظلت على هذه الحاله.
سمعتهم الجده لتأتي سريعا وهي تردد دعاء ما، اعطتها كوبا من المال لتقول:
-ماذا حدث يا بنيتي هل آتاكي كابوس ما.
لكنها لم تتحدث ظلت واضعة وجهها بين محياها تبكي. او تهدئ ذاتها من فزعها هذا وهم ينظرزن لها ولا يعرفون ماذا يفعلون.
وفي نهاية المطاف وبعدما استعادت ذاتها قالت هي وهي تزيل عبراتها:
-اسفه كثيره ايقظتكم.. اعتذر، إنني بخير الآن عليك ان تعودي للنوم جدتي أنتِ تنامي بصعوبه، حتى انت كريشنا لديك الكثير من العمل.
لكنه رفض فقال:
-ليس مهما بل انتِ أهم للآن عليكِ أن تهدي أولاً وسننام جميعا.
اغمضت عيونها وهي تقول:
- انا بخير صدقوني.. عليك ان تنام وانت جدتي هيا عودي.
كادت أن تتحدث مجيبة عليها لكن اوقفها كريشنا بقوله:
-حسنا جدتي لا تقلقي انا بجوارها ولن انام حتى اطمئن عليها.
استجابت له الجده ومن ثم مسدت على رأس بريا لتذهب سريع، أما كريشنا فوضع كفه على وجنتها محاولاً ان يشعرها بوجوده ومن بعدها مالت على كتفه في محاولة ان يجعلها تطمئن أكثر، أما هي فقد تردد في عقلها اسمين وهما موهيت والآخر نيشا لتغمض عينها في محاولة منها ان تنسى هذا الكابوس..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي