الفصل التاسع

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل التاسع

ظلت ناظرة إليها تستعجب لما يحدث وما تقول، تتذكر الأيام التي تجمعهم.. تحاول أن تستوعب إنها شقيقتها حتى أنها لا تصدق أنها الصغرى التي كانت تعشقها تخاف عليها بل هي شخص أخر قاسي القلب، شخص لا تعرفه ابدا.. تجهل ملامحه ونظراتها الرافضة لها..

اكملت سالوني بقولها الصارم:
- ماذا تريدين انتِ؟ هل أتيتِ لتقتلونني انا ايضا!.. لم ارغب في رؤيتك منذ هذا الامر وما زلت لا اريد.
أوقفها هل الجدة بقولها الهادئ:
- ابنتي! اهدائي قليلا، هل لك ان تسمحي لي بأن اجلس معك ولو خمس دقائق؟.. ساشرح لك الامر.
القت سالوني نظره عليها ثم نظرت إلى كريشنا ولم ترغب في النظر الى بريا.. لتفسح الطريق حتى تدلف سونيا ومن بعدها سالوني تاركة بريا تكاد تبكي مما فعلته بها شقيقتها، اما كريشنا فحاول ان يكبت غضبه لانها شقيقة بريا لا أكثر؛ لذلك تغاضى عن الأمر وذهب إلى حبيبته يمسك بيدها لعله يواسيها.

أما بالداخل
جلست سونيا وأمامها سالوني، القت نظرة على ابنتها الصغيرة التي تجهل عمرها لكنها حتما أتت على الحياة منذ أشهر عدة ولكنها قريبة.
تبسمت سونيا لتقول متسائلة:
-ما اسمها؟.
نظرت سالوني لابنتها بحب فقالت:
-أسميتها على اسم أمي.. سوهاني.
اتسعت ابتسامة سونيا لتقول:
-ياله من اسم جميل.. هل لكى أطفال أخرين؟.
وضعت سالوني يدها على معدتها لتقول:
-بعد عدة أشهر سأرزق بأخ أو أخت لها.
-هل قررتي الإسم إذا؟.
حركت رأسها بنفي لكنها قالت بابتسامة فرح متناسية معها القوة التي كانت بها منذ قليل:
-لا أعرف ولكنني أتفقت مع زوجي إذا كانت فتاة سنسميها على اسم والدته وهي بريتي، وإذا كان صبي سيكون ابهي كاسم والدي الغالي.
شردت سالوني قليلا وهي تتذكر والديها لتنظر لسونيا بقولها:
-كنت بجانبهم طيلة الوقت.. أتبع خطواتهم وكأنني ظلهم، لم أتوقع ذلك.
لتلتفت لها سونيا بجديه واهتمام لتقول:
-ماذا فعلت بريا اخبريني بالتفصيل؟.
تنهدت سالوني لتجيب بتلقائية:
-هي السبب في وفاة والدي.
-هل هي من قتلتهم؟
كان سؤال سونيا التلقائي لتجيب سالوني بعدما فاجأها السؤال فقالت:
-لولا سفرها ما كانوا تحركوا من منزلنا ليذهبوا إليها، فهم تعرضوا لحادث أثناء ذهابهم ل بريا.
-إذن فهي ليست المذنبة.
كان رد الجدة وكادت سالوني أن تبرر لكن سونيا أوقفتها بقولها:
-ماذا إن قامت سوهاني بادعاء الأمر ذاته مع بريتي؟.. أخبريني الآن هل ستكون ظالمة أم عادلة من ناحيتها؟.
صمتت سالوني وهي تفكر في حديث تلك السيدة، لتقوم بالبكاء واضعة يدها بين راحتها.. فعلمت الجدة إنها تعاني من أمر ما فقالت:
-عليكِ ان تعلمي أن والديكِ غاضبين كثيرا فهما يعلما إنكم على خلاف وخصام، تذكري إنها الكبرى وهي من قامت بتربيتك مع والدتكم، فهناك مقولة مشهورة الأخت الكبرى هي الأم الثانية، تذكري ذلك دائما.
ظلت سالوني على حالتها ومن ثم قالت الجدة:
-لم أكن أعلم بالأمر من قبل.. لكن بريا أخبرتنا عندما رغبت في التواصل مع أهلها حتى أطلب الزواج منكم.
صمتت سونيا قليلا لتكمل:
-فحفيدي كريشنا تحب بريا كثيرا ويراها زوجة له.. فكري بالأمر وأنا سأخرج إليهم.. إذا سامحتي أختك الكبرى فعليكِ أن توقفينا عن الرحيل وإن كنتِ غير ذلك أعدك إنني سغذهب بها وأرحل ووقتها سأكون عائلتها امام كريشنا.
القت عليهة نظرة وهي تفكر سالوني ومن ثم نهضت الجدة تتكؤ على الجدران، خرجت لبريا وكريشنا لتنظر الأولى بلهفة ولكنها يأست ما إن وجدت الجدة لا يظهر عليها أي ملامح.. كادوا أن يذهبوا وبريا في قمة حزنها لتركض سالوني إليهم قائلة:
-بريا! كيف سترحلي قبل أن تعانقيني.
اتسعت مقلتي بريا لتقوم سريعا مهرولة إليها لتدلف داخل أحضانها بسعادة والعبرات تهبط من مقلتيهم لتقول سالوني بسرها وهي تنظر للسماء:
ابي.. أمي! لا تحزنا فأنا سامحت أختي فهي قطعه منكما وإذا اشتقت لكما سأحتضنها بقوة لعلني أشعر ب جودكما بجواري بعناقها هذا.

لتنهي حديثها بسعادة لم تعهدها من قبل.

عودة للحاضر
تبسم كريشنا لجدته ما إن استيقظت بقولها:
-للمرة الأولى أشعر إنني أفعل شئ صحيح بالحياة، وخاصة إن كان هذا الأمر يتعلق بك يا بني.

دُق الباب لتدلف بريا التي ما إن وجدت الجدة مستيقظة حتى قالت بفرح:
-شكرا يا الله على سلامتها.. كنت مرتعبة عليكِ حقا.
تبسمت سونيا بقولها:
-لا تقلقي يا ابنتي.. الأمر ليس بهذه الخطورة، والآن أخبروني متي سأخرج من هنا؟.
نظرا كريشنا بتساؤل لبريا وكذلك جدته لتبتسم بريا بقولها:
-لا أعلم فهذه حالة زميل أخر لا أتدخل بها.

دق الباب مرة أخرى ليدلف الطبيب بقوله:
-لقد استيقظتي؟ هذا أمر لابد أن نتفائل به.
أجابته سونيا ببسمة مجهدة فقالت:
-إذا فستخرجني الآن أليس كذلك؟.
أجابها الطبيب بلطف فقال:
-بعدما اطمئن عليكِ وافحصك من جديد.. بريا هل لكِ أن تدعيني خمس دقائق مع الجدة.
أماءت بكل ترحاب فقال كريشنا:
-اشكرك على اعتنائك بجدتي.
ليجيبه بصدر رحب فقال:
-هذا الشكر على واجب.. لا داعِ.

تركوه ليخرجوا وما إن خرجا حتى امسكت بريا بيد كريشنا ومن ثم قامت باصطحابه إلى الغرفة الخاصة بها، اغلقت الباب عليهم لتجلس بتوتر.
قلق كريشنا للغاية فقال:
-هيئتك تلك أرعبتني كثيرا.. ماذا هناك لماذا أنتِ خائفة؟.
نهضت لتقف أمامه قائلة:
-تلك العينة التي أعطتني أياها.
ترقب منها المزيد ليقول بتدقيق:
-نعم ماذا وجدتي يابريا تحدثي؟.
اجابت وهي لا تصدق ما تقول:
-خلايا سرطانية.
اتسعت مقلتي كريشنا ليقول بعدم تصديق:
-لم أكن أعلم قط ما هذا السرطان كيف يكون ومن يصيب وكيف وإلى أي مدى يصل، وقد عرفته للمرة الأولى عندما تعرضت له شقيقة كرستيان صديقي، وما إن علمت بحثت كثيرا لأعلم إنه يهلك حد الموت.. إنه في قمة البشاعة كما بحثت عنه.
أماءت بريا بكل آسف فقالت:
-أعلم لذلك أنا صدمت ولا أصدق حتى الآن كريشنا...
توقفت تبكي ومن ثم قالت:
-تلك الأطفال كانوا يتعرضون للسرطان.. ومن العجيب أنه يظهر عليهم و ..
توقفت تتذكر شئ ومن ثم نظرت له فقالت:
-هذا السرطان مرض خبيث للغاية لا يظهر إلا بالصدفة البحتة كيف يجعلونه يظهر بتلك السهولة وكيف تكون هذه الأعراض هي الأعراض الخاصة به؟.
توقفت عن التفكير مرة أخرى ومن ثم قالت:
-كنت أفحص العينة بعناية ووجدت أمور مخالطة للخلايا السرطانية، لا أعلم ماهيتها ولكن تفاعلهم معا من الأكيد يفعل كل هذا.
ليكمل عليها كريشنا فقال:
-إذا لابد أن نعرف ونتعرف على خصائص تلك المواد ولكن لحظة.. كيف لا تعلمين هذا؟.
اجابته بمبرر يُعقل فقالت:
-لكل طبيب تخصصه وهذه المهمة ليست تخصصي نعم أعلم عنهم ولكن ليس بالتفصيل.
تنهد كريشنا ومن ثم قال:
-وماذا عن الطفل الأخير؟.
وكأنها قد تذكرت فقالت:
-يا الهي كيف نسيت عذا الأمر الهام.
تطلع لها كريشنا باهتمام فقالت بلهفة:
-هذا الطفل لم يكن قد تأثر بالجرعة من الواضح لإنه تعافى نوعا ما على عكس من الأخرين.
تسائل كريشنا فقال:
-هل تقصدين أن الجرعة إذا نقصت سم واحد فقط من الجرعة يُبطل مفعولها؟.
مطت شفتيها بانها لا تعلم ولكنها أجابت بشئ أهر:
-كان معي اثين من السنتيمترات فقط لا أعلم أيضا اذا كان ماتوصلنا له صحيح أم لا.
تحرك كريشنا وخرج من الغرفة وهو يقول:
-لابد أن أرى الطفل.
وبالفعل خرج لتخرج معه تصطحبه لمكانه.
ما إن تقدم حتى قابل والديه فقال بلطف:
-نشكر الرب على سلامته.
ليجيبه الأب بقوله:
-أشكرك سيدي.
قال كريشنا للأب:
-هل قمتم بإبلاغ الشرطة؟.
حر ك الرجل رأسه بلا ليجيب بانكسار:
-كيف يا ولدي فأنا لا أفهم شى على الإطلاق.
تنهد كريشنا ومن ثم قال للأب:
-استمع لي سيدي.. تعلم أن هذا الشخص المجهول قام باذية طفلك كيف لك أن تهدا ولا تقوم بالإبلاغ عنه لينال جزائه ولتنال أنت منه أيضا.
-هل تعتقد إنه مجرد لص؟
كان سؤال الأب الذي كان طيلة هذا الوقت يفكر ليجيب كريشنة بعد عدة ثواني فقال:
-لا أعلم.
تنهد الأب فقال:
-سأفعل ما قلته لي.. سأجعل الشرطه ترى كاميرات المراقبة المتواجدة في المكان.
ربط كريشنا على كتفه بتشجيع لينظر للطفل مقتربا منه فقال ببسمه:
-ما اسمك؟
اجابه ببراءة فقال:
-جون.
كان يتجدث معه الإنجليزيه فهو تعلمها سريعا حيث أن كريشنا يتمتع بعقل فز وسرعة استجابته لا يتخيلها أحد.
أجابه كريشنا فثال وهو يعطيه يده ليصافحه:
-اعطيتي يدك لتريني أهذا أثر على قوتك أم لا.
ضرب يده بقوته الطفوليه ليتصنع التوجع فقال:
-يا الهي كم أنت قوي بل اقوى من قبل بكثير.

كان لا يرى بريا التي تتابعه وتود لو أنها تذهب به لقول شئ هام قد لاحظته الآن.
ما إن انتهى حتى اصطحبته بقوة ولهفة لقول بفزع وهي تكشف عن ذراعه فقالت:
-كريشنا! اتذكر هذا الجرح؟.
تذكر الأمر والخوف قد تأكله لكنه تغاضى عنه فقال:
-لا تقوي بريا إنك تشكين انني حُقنت من قبل هذه المادة لا.
لا تجيبه لتصطحبه بقوة وهي تقول:
-لم اضيع وقتي في النقاش معك علي أن افحصك فهذا من المؤكد أن يكون هو.
ليوقفها بقوله:
-بريا انتظري.. ان الجرح قد التأم.
لا تجيب لتجلسه في معمل التحاليل والفحوصات وتكشف عن ساعده لتقوم بأخذ عينه من دمائه، وهو رغم قلقه لكنه ظهر في مظهر اللا مبالاة.. لنرى بعدها ما النتيجة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي