الفصل السادس

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل السادس

أعادها بيديه ومن ثم قال:
-ماذا تريد؟.
نظر له ثم للفتاة ألا وهي بريا ليقول:
-أريدها.
أماء كريشنا بهدوء ومن بعدها التفت ليذهب مصطحبها وكاد ليذهب لكن وجد أحداً أخر أمامه، تراجع خطوة للوراء وهي تتبع خطواته ليقول كريشنا بهدوء:
-من فضلك أفسح لنا المجال.
ضحك بسخرية وفجأة ودون مقدمات أمسك بيد بريا وقبل أن يتمادى قد قام كريشنا بافلات يدها من قبضته لتبتعد سريعا فقام بضربه بقوة وهذا جعله يعود للخلف بخطوات شاسعة أطرحته أرضاً بعد ذلك.
أما عند الأخر فبسرعة البرق قام بضربه قبل أن يمسك ببريا.
ليقوم كريشنا بامساك يديها ومن ثم هرولا ركضا حتى لا يمسك بهم أحدا منهم.
سارا في شوارع عدة وجوانبية أيضا؛ لتصبح مغامرة ومطاردة لا يعهدها هو ولا هي من قبل.
قامت بريا بامساك قلبها فنفسها اصبح مضطرب لتتوقف ولا تستطيع المسير قائلة:
-لا استطيع فقلبي كاد أن يتوقف.
القي نظره خلفه ثم لها، ثم عاد ونظر للخلف مرة أخرى ليجد هؤلاء الرجال قاربوا على الإقتراب.. أمسك بها بإحكام بعدما أعدل وقفتها ليأخذها ومن ثم طار للأعلى للتسع مقلتي بريا ومن ثم تغلقهم سريعا من خوفها.

تفاجؤا لإختفائهم ولم يجدوهم، أما الأخرين فكان يحلقان في السماء.
كانت متشبثة به ممسكة بملابسه بقوة مغمضة عينيها، أما هو فكان يتطلع لها بهدوء والبسمة تزين محياه.

تحدثت بصوت أقرب للبكاء:
-متى سنهبط؟.
ضحك من حديثها بهذا الاسلوب ليجيب بهمس بالقرب من أذنيها مما جعل أنفاسه الساخنة تضرب صفحة وجهها مما جعلها تشعر بالقشعريرة ومن ثم فتحت عيونها وهي تهيم به.

تحدث معها بقوله:
-هل توافقي علي الزواج مني؟

لا تجيب لتتسع ابتسامته فقال:
-اجيبي.
أماءت لها وكأنها منومه مغنطيسيا.
ابتلعت ريقها لتقول:
-عندما نهبط سأُخبرك.
ضحك مرة أخرى ليجيب:
-لقد هبطنا بالضبط.
نظرت للاسفل ومن ثم اتسعت مقلتيها لتبتعد قائلة بتوتر:
-ما هذا؟.
تنحنح لينظر للاسفل بسعادة.. نظرت له لتقول بغضب:
-كيف لك أن تفعل ذلك؟
-ماذا فعلت؟
يتحدث ببراءة وكأنه لم يفعل شئ لتقف أمامه مجيبه:
-هل تمزح معي! كيف لك أن تجعلني أطير؟.
نظر لها ببعض الجدية ليجيب:
-أترين كيف كانوا سينالوا منا؟.
نظرت له بهدوء الذي أتى فجأة ليتبدل حالها فقالت:
-حسنا.. علي الذهاب.
وقبل أن يقول شئ كانت تذهب وقبل أن يوقفها أيضا، لينظر لطيفها بحب جارف.

عودة للحاضر.
استفاق على يد صديقه الذي قال:
-اكمل يا اخي.. فاذا جاء المشرف سينال منك.
اماء لها ليبتعد هذا الصديق أما كريشنا فاكمل بالفعل.

عند بريا
كانت في عملها تقوم بكل ماتقوم به كل يوم، لتجد حالة طارئة تأتي أمامها لتقوم بريا باستلامها سريعا لتقوم باللازم.
لحظات لتقول بريا للمرضة:
-قومي باجراء فحص شامل الآن وعلى الفور.
اماءت لها لتجد أن هناك شئ ما في يده وكأنه كان يأخذ دواء ما.
تحدثت مع والدته فقالت:
-هل قمتِ باعطائه أي دواء؟.
حركت رأسها بلا وهي تبكي فقالت:
-لم أقم باي شئ.
نظرت لها فقالت:
-أين كان هو؟
-كان بجواري تركته خارج المتجر للحظات وخرجت على أصوات الجميع بأنه فقد وعيه لأتي به غلى الفور.

وهنا تذكرت شئ ما ولا تعلم لما ربطت هذا بذاك.

كان كريشنا عائداً في الطريق لتهاتفه بريا فأجابها سريعا.
تحدثت بريا سريعا وبلهفة فقالت:
-كريشنا!اتتذكر هذا الجرح الذي وجدته على يدك منذ عدة اشهر عندما هاجمك اشخاص في المنزل؟.
تذكر للحظات ومن ثم قال:
-نعم اتذكر.. ما الذي ذكرك بهذا؟.
-لقد وجدت شخصين حتى الآن يحملون الجرح نفسه.
-اعتقد انكِ تشبهين لا أكثر.
وضعت يدها غلى جبينها ومن ثم قالت بحيرة:
-لا أعلم كريشنا.
تنهد بقوله:
-أعتقد أن طفلنا هو السبب في هذا الشئ، سأمرء عليكِ حتى اصطحبك إلى المنزل.
حركت رأسها بلا فقالت:
-لا استطيع اليوم جاء إلينا حالات طارئة بعدد كبير سأكون معهم بكل تأكيد.
ضم شفتيه بأسف ليقول:
-اها.. حسنا سأنتظرك في إحدى الأماكن العامة لحين انتهائك.
لتعترض بقولها:
-لا كريشنا.. أنت متعب للغاية وعليك الذهاب إلى المنزل لتأخذ قسطا من الراحة.
-حسنا! سأذهب للمنزل لكي أُبدل ملابسي لأنتظرك في مكان ما.. حسنا؟.
أجابته ببسمة حنين:
-حسنا انتبه لذاتك.
-أنا من علي قول ذلك.. وداعاً.
ليغلق الهاتف وهي كذلك لتأخذ نفس عميق ومن ثم تعود إلى عملها من جديد تواجه ما تواجهه من صعاب.


عاد كريشنا إلى المنزل ليهتف باسم جدته:
-جدتي! جدتي أين أنتِ.
لا تجيب ليضع المفاتيح الخاصة به وقام بالبحث عنها في أركان المنزل ليجدها نائمة، دلف لغرفتها يتفحص الأجواء وكاد أن يخرج لتستيقظ هي بقولها الهادي:
-بني.
نظر لها لتعتدل في جلستها أما هو فجلس على طرف الفراش ليقول:
-لماذا تنامين في هذا التوقيت، هل أنتِ متعبة.. تشعرين بشئ؟.
حركت رأسها بالنفي لتقول له وهي تمسد على ذراعيه فقالت:
-لا ياولدي أنا بخير.. قمت باعداد بعض الاطعمة فأنا مستيقظة من الصباح الباكر لذلك شعرت بالنعاس في هذا التوقيت.
تبسم لها بهدوء ومن ثُم أمسك بيدها فقال:
-هل تعلمين أن عائلنتا ستزيد فرد أخر.
اتسعت مقلتيها بفرحة لتحتضنه بسهادة فقالت:
-مبارك عليك.. فسيكون جميل للغاية.
بادلها العناق ليجيب:
-سيصبح شبيه لكِ.
ابتعدت عنه ليدب الدمع مقلتيها لكنها تحاول أزالته ليقول كريشنا بحزن:
-لماذا تبكين جدتي؟ الأمر مفرح لا مجال للبكاء والحزن.
أجابته ويديها تحتوي وجهه:
-لم أصدق ما حدث يا ولدي، سترزق بطفل وقب ذلك تُحب فتاة وتتزوج بها وغير ذلك تتبدل الحياة تغير جذري.. أشعر بالندم أوقات لما أهدرته من وقتك ولم أفكر سوا بمخاوفي.
لاحظ تلك الكلمة ليسأل بعدم فهم:
-أي مخاوف جدتي؟.
شعرت يما تفوهت به لتتوتر قليلاً ومن ثم قالت محاولة أخفاء توترها:
-الشر.. الشر المتواجد في العالم هو كل مخاوفي يا حفيدي الغالي.
اماء لها ومن ثم قال:
-علي أن أذهب لاصطحاب بريا.. لا تذهبي لصديقتك تلك من جديد فأنا أرغب بقضاء بعض من الوقت معك، اتفقنا؟.
أماءت له بهدوء مجيبة:
-لا تقلق يا صغيري.
ابتسم ومن بعدها نهضت لتتمتم هي بقولها:
-صغير؟ فالصغير كبر وسيصبح هو الأب.. فات الآوان والأجل قد أقترب.
نهضت من فراشها ومن ثم نظرت للمرأة لتقول:
-لا أدري كيف سأموت دون اخبار كريشنا بهذا السر الذي أخفيته عليه طيلة حياتي.
صمتت للحظات تستعيد ما حدث ومن ثم أكملت فقالت لذاتها:
-لا أعلم.. سيكرهني حتما، أنا من خذلته بمختلف أنواع الخذلان.. يكفي إنني وحدي من كان يثق به، كيف له أن يثق بعدما أُخبره؟.
تنهدت مرة أخرى وهي تتذكر ولدها روهيت.. ذلك البريء.. فولده يشبهه تماما؛ ولكن والدته تلك "نيشا".
أغمضت عيونها واستعدت ومن بعدما تتحرك حتى تذهب لحفيدها لكي تخبره بالأمر.
وما إن خرجت كان يغلق الباب خلفه ذاهبا حيث يريد، تنهدت سونيا فقالت:
-كيف لي أن أتجرأ بتلك الطريقة لمرة ثانية؟
لتعود إلى غرفتها بخذلان.

وكأن الحياة إذا أرادت أن تتكاتف لتنهي على أحدهم تختار الاضعف والبريء، تختار ذو القلب الطيب.. وعندها تختبره أما هذه الضربات تقويه ليصبح كالأخرين أو تقتله ليصبح المتبقي هم متحجرين القلوب...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي