الفصل التاسع عشر

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل التاسع عشر

ما إن قالوا له هذا الأمر حتى تركوه بمفرده للحظات، ليقول لذاته بعدم فهم:
-أنا لا أفهم شئ ما هذا الكابوس المتواجد فيه هذا؟ كنت دائما وابدا بجوار الحائط ولا اكن الأذى لأحد أبدا، لماذا يحدث معي هذا الأمر.. هل هذا اختبار من الرب؟ لا أعلم لكني يا الله لست بحمل كل هذا.. أنا أريد شقيقتي أن تكون بخير وتُشفى سريعا.
هدأ قليلا ومن ثم قال:
-حسنا.. سأطلب منهم الدواء الذي سيشفي شقيقتي أولا ومن بعدها سأفعل لهم ما يشاءون.

عودة إلى كريشنا وبريا
كانت نائمة على الفراش وكريشنا يجلس مبتعد عنها يفكر فيما فعلته الجدة في صباح هذا اليوم، اصدرت بريا انين خافت وهي نائمه لتفتح عيونها ببطء ومن ثم تفوهت بقولها الهادئ:
- كريشنا! هل انتهينا؟.
ليقترب منها مجيباً:
-ما زال هناك القليل انتظري ولا تقلقي انا بجوارك.
اجاب عليها بعدما نظر للكم المتبقي من المحلول فقد اخبرته صديقتها ان هذا المحلول يحتوي على مهدئ ومن الممكن أن يصبح منوم لكي تهدأ من حركتها حتى يستطيع أن يأخذ مفعوله.
امسك بيدها لتعود هي للنوم مره أخرى لحظات وقد دلفت صديقتها لتقول له:
- هل مازلت نائمه؟
اجاب عليها بقوله:
- نعم فهذا من تاثير المحلول انتِ من قلتي لي هذا.
امات له بقولها:
-حسنا لا تقلق عدة دقائق ضئيله وستُعد معك إلى المنزل. كانت تنظر الى يديهم المتشابكة ببعضها البعض، وشردت قليلا بهذا ومن ثم رفعت عيونه لتتفحص كريشنا من الأعلى للاسفل، تفاصيل وجهه، وعيونه، وخصلاته، وكل شيء يظهر وسامته به، استفاقت على حديث كريشنا والذي كان قد هتف باسمها عدة مرات لكنها لا تجيب كانت تدعى صوفيا لتجيب هي بقولها: -اعتذر.. كنت شاردة قليلا فأنت تعلم كم العمل هذا متعب كثيرا.
اما بهدوء ليقول:
-الرب معكم وسيعينكم.
قالت وهي مبتسمه وما زالت تتأمله:
-حسنا سأذهب انا إلى العمل الآن عليك ان تجعلها تستريح وما ان ينتهي المحلول عليك باخباري حتى لا يؤثر عليها.
اماء لها بهدوء كدليل على الإنصياع، مجيبا بامتنان: -اشكرك كثيرا صوفيا فانتِ فعلتي لأجلنا الكثير.
وضعت يدها لتقول مجيبة:
- على الرحب فهذا واجبي وهذه صديقتي.
ومن بعدها عادت من حيث اتت، تحدث كريشنا إلى بريا الذي نظر اليها ما إن ذهبت صديقتها ليقول لها:
-هذه صوفيا نبيله للغايه وقفت بجانبنا.. يا لها من صديقه
صمت ليشرد قليلا وهو يضغط بقبضته على يدها وهو يقول متأثرا:
-كم انني حُرمت من هذه العلاقة الجميلة، علاقة الصداقة التي تجمع بين قلبين اختار بعضهما البعض بصدق بدون اي مصالح، تعلمي انني وجدت ذلك في صديقي كريستيان فهو شاب وفتي صالح للغايه، واهم ما عنده شقيقته.
قد تذكر شقيقته فصمت ليقون ثانيا:
- يا الهي.. هل تعلمين إنها أول من أصيب بهذا الفيروس، تبا لذلك آريا.
صمت وهو ينظر إلى يدها الممسكة بيدها ومن بعدها تبسم ليقول:
ولكن صديقتي الأولى كانت انت فانت من علمتيني الصداقه، وعلمتيني معاني كثيرا للحياه.. بل الحياه باكملها علمتيتي ان العالم ذو وجهين اسود وابيض،  الالوان لم تتواجد سوى مع اقرب الأقرب.
صمت مره ثانيه لا يقول بعدها شئ، وبعدما تذكر لحظاته في الهند مع جدته فقال دون مقدمات وبنبرة حنين:
-ايضا جدتي كانت الصديقة الاولى لي، هل تعلمين ذلك؟ انت تعلمي انها كل شيء في حياتي وان غضبي منها كان لانني كنت واثق كل الثقه بها، واذا ارادت حياتي فساعطيها لها، انت تعلمين أيضا كل هذا لا اعلم ماذا بها هي غريبه للغايه.. انت لم تلاحظي ذلك لانك كنت متعبه لكن بها شيء ما لا اعرف ما هو ولكن اذا عرفت ماذا بها ساصلح هذا الامر الذي لا اعرف من افسده ولكن لطالما اتفهم ما بها سينحل كل شيء.
اغمض عيونه محاولا ان يتناسى هذا الامر ليقوظ بعدها بترك يديها والخروج من الغرفه بعدما وجد المحلول اوشك على الانتهاء فقرر  ان يذهب للمكان المتواجد فيها صوفيا حتى تاتي لتنزع هذا المحلول او تبعث احدا من الممرضات لكي يساعدوا فهو لم يعرف.
تقدم بعد ما دق بابها ليجدها تجلس على المكتب تحدث قائلا:
- ايتها الطبيبه لديك مريضة الخاصه بك قد انتهى المحلول الذي كان معلقا بيدسها وهي تقول:
- حسنا انتظر سأتي معك.
نهضت لتسير معه وهي في قمة استمتاعها، فكم هو شخص وسيم وأيضا حتون للغاية فقد لاحظت معاملته لبريا حتى عندما كانت جدته هنا، دلفا سويا لغرفة بريا لتقوم صوفيا بنزع المحلول ولكن كريشنا قةل موقفا اياها:
-إلى متى ستظل نايمة؟
نظرت له بعدما انتهت لتقول:
-ساعة وستفيق.
اماء لها متفهما، لتقترب هي منه بسعادة فقالت:
-إذا أردت شئ ما أو أذا رغبت في النوم تلك الساعة عليك أن تاتي إلي الغرفة الخاصة بي، ستجدها مريحة للغاية.
تبسم لها قائلا بامتنان:
-لا تقلقي فأنا بخير الآن.. أشكرك.
ودعته ببسمة لطيفة ليعود بالجلوس بجوار بريا ليقول بفرحة:
-ستصبحين الآن على ما يرام لا تقلقي، تعلمين إنني ناقص من دونك.. بل إنني ضائع أريد من يوجهني، في تلك الساعات القلال أو التي تظهر كذلك لدى أي أحد لكنها بالنسبة لي تمرء كالساعات واكثر.
لثم ظهر يديها وهو مازال يقص عليها عدة احاديث.


أما عند صوفيا
فقد دلفت إلى مكتبها وما إن دلفت حتى اصبحت تتمايل، تطير وكأنها فراشة ذات أجنحة قصيرة لكنها خفيفة.
تتخبل كريشنا وماذا إن كانت هي للتي معه وليست بريا.
جلست على مقعدها وهي شاردة قي حياتها الأولى.. حياتها التي كانت بصحبة طوني، ذلك الشاب الذي احبته كثيرا أما هو فكان كل ما يريد تلك الأموال التي كانت تعطيها له وكأنها تعمل لديه، كان يقول انه يسعوضها قريبا، وهذا القريبا لم يأتي بعد.

عودة ألى كرستيان

دلفوا اليه أخيرا ليسأل أحدهم:
-ماذا حدث معك أيها الياباني أنت.. ماذا ستفعل هل ستنقذ شقيقتك أم ستحزنها عليك عندما نقتبك.
ابتلع ريقه بصعوبه ليقول أخيرا:
-حسنا.. ولكن لدي طلبين.
نظروا لبعضهم البعض سويا ليقول له احدهم بغضب:
-أتملي علينا شرزطك؟.
لكنه حرك رأسه بلا سريعا ليجيبه:
-لم اقصد هذا الأمر.. لكني أريد أن أحدث صاحب هذا الشئ، حتي يعدني أن يفعل لي ما أريد دون ابعودة في الحديث فيما بعد.
كاد أحدهم أن يعترض بالاضافة إلي ضربه لكن الأخرين ابعدوه بقول احدهم:
-لا تفعل شئ فنحن نريده دون أي خدوش أو جروح كما أمر الزعيم.

نظر لهم ليسأل بترقب:
-من هو هذا الزعيم؟

كاد أن يجيبه ليدلف من الباب شخص لا يعلم كرستيان ماعيته، تقدم منه والظلام يحاوط وجهه حيث أن الظلام يأتي على وجهه، ظل كريستيان منتظر وما إن ظهر وجه الطبيب آريا حتي صُدم مما رأه ليباسم آريا فيهمس مريس بعدم تصديق:
-هذا غير معقول.. الطبيب آريا؟..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي