الفصل الخامي عشر

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الخامس عشر

في صباح اليوم التالي استيقظ كريشنا ليجد بريا تجلس بجانبه ومن الواضح انها لم يغلبها النوم بعد ما حدث معها في فجرهم هذا.
نهض لينظر لها بجدية فقال بتساؤل:
-بريا! أخبريني الحق.. هل هناك شئ حدث معك؟.
نظرت له وهي تقول بصوت متحشرج:
-ليس هناك شئ، لكن من الممكن أن يكون الطفل هو من يفعل ذلك بكل تأكيد.
تأمل بها قليلا ليقول أخيرا:
-إذا أردتِ أن تخبريني ما حدث بالفعل، فأنا موجود وبكل تأكيد سأدعمكِ.
أماءت له ببسمة بسيطة لينهض إلى المرحاض، أما هي فلا تعلم ما المؤثر لكل تلك الدرجة في قصة والدي كريشنا، هل هي تأثرت لانه حُرم من والديه مثلها تماما؟ تجد الأمر مختلف للغاية.
توقفت عن التفكير لتقرر أن تظهر طبيعية أمامه حتى يذهب هو إلى عمله.
خرجت بريا ألى خارج غرفتها لتجد الجدة قد استيقظت لتقول لها ببسمه صباحية لطيفة:
-صباح الخير جدتي.
بادلتها البسمه مجيبة:
-صباح الخير صغيرتي.. كيف حالك اليوم؟.
جلست بجانبها لتجيب بهدوء:
-بخير.. اعتذر عما حدث في مساء ليلة أمس.
كانت تقولها بأسف مصاحبه الخجل، لتمسد سونيا على خصلاتها مجيبة:
-لا عليك حبيبتي فأنا أعلم بماذا تشعرين، واعلم ما سبب هذا.
التفتت لها باهتمام لتقول لها دون مقدمات:
-جدتي اخبريني، هل ما قلتيه لي صحيح؟ اقصد قصه والدي كريشنا.. أنا لا أعلم الآن هل والده على قيد الحياه أم وافته المنيا.
تنهدت الجدة وهي تقول بحيرة:
-لا أعلم صغيرتي لا اعلم فقلبي يتلهف لرؤيته واتمنى أن يكون على قيد الحياه ولو كان ليس في هذا العالم.
صمتت بريا برهة ومن ثم امسكت بيد الجده لتقول:
-لا تقلقي جدتي القدير يستمع لأمنيتكِ وحتماً سيلبيها لكِ عاجلاً أم آجلاً.

عند كريشنا
دلف للمصنع كعادته، وارتدى الملابس الخاصة بالعمل ومن ثم دلف إلى مكانه.
وجد صديقه كريستيان يجلس والهم يملأ مقلتيه، نظر له وهو يقطب حاجبيه ليقول له متسائلاً:
-ماذا بك يا كريس؟ لماذا انت تجلس هكذا؟.
نظر له كريستيان ليقول:
-لا اعلم ماذا اقول لك كريشينا! لكن اختي لا اعلم ماذا افعل معها.
كان حائرا للغاية ليجلس بجواره متسائلا باهتمام:
-ماذا حدث معها؟ أليست متواجدة في المشفى الآن؟.
اماء له متنهدا ليجيب:
- نعم ولكن الأمر أصبح مبهم بالنسبه لي.
اغمض كريشنا عينه وهو يحاول ان يستوعب ماذا يقول صديقه ليتساءل ثانياً:
-أرجوك ان توضح لي كريس ماذا حدث مع شقيقتك. ليجيبه مباشرة:
-هاتفوني من المشفى المتواجدة بها ليقول لي انهم يريدوني في امر ما، وما ان ذهبت لأقابل الطبيب المعالج لها قال لي أن الأمر ليس سرطان لكنه أمر آخر، اتضح انها الحاله الأولى المسجله في هذا الفيروس المنتشر هذه الايام.
نظر كريشنا إلى الاسفل بأسف وهو لا يعلم ماذا يقول له ولا بماذا يواسيه لكن كريشنا قال متنبئ بما سيحدث: -اعتقد أن الحكومه ستصدر بيان هام في الفترة القادمة لعلاج هذا الفيروس في القريب العاجل.
اجابه كريستيان بقوله:
-اتمنى ذلك فالأمر يتفاقم ولا اعلم هل هذا الفيروس معدي أم لل.
اجاب كريشنا مطمئنا إياه:
-اعلم انه ليس معدي فقد وجدت عده اطفال وتعاملت معهم ولم يحدث لي أي شيء.
أماء له كريستيان بقوله:
- اتمنى ان يمرء هذا الامر على خير.
تحدث كريشنا فقال بحماس:
-هيا يا رجل انهض علينا ان ننهي العمل ومن بعدها سأقوم بتناول القهوه معك ألم تحب القهوه التي تحتوي على بعض الحليب.
تبسم له كريستيان بهدوء ليقول:
- نعم احبه.
ربط كريشنا على كتفه يشجعه وما ان نهض فقال:
-هيا اسرع لننهِ عملنا ومن ثم نفر سريعا في نزهه قصيره.
ليستجيب له ومن ثم قام لينهي ما عليهما من اعمال ولكن عقل كلا منهما منشغل في امر ما.

مرء عدة ساعات

لتعلن منظمة الصحة العالمية عن وجود حالات الطوارئ حيث أن هناك عدد من دول قارة آسيا قد سجلوا عدد من المصابين بهذا الفيروس لتحذر بعمل اخلاءات لبعض المراكز الطبية بجعلها خاصه لعلاج هذا الفيروس وحده، غير أنها قامت بالتأكيد بأن هذا الفيروس ليس بالمعدي.

استمع كريشنا لهذا الامر وهو في صمت تام كان خارج العمل يسير في الطرقات ليقرر ان يصطحب صديقه الى إحدى المطاعم ليحتسي فنجان من القهوه، لكن الوضع كان غريب للغاية.. الطرقات فارغه نادراً ما تجد شخص يسير ولكنه خائفا فيسير على عجله.. من الواضح أن الرعب يملأ قلوب الجميع.
نظر كريشنا إلى كريستيان ليقول له بنبرة ساخرة تحمل ألم كبير:
- من الواضح إننا لم يُكتب لنا أن نحتسي القهوه يا صديقي فما رايك أن نعود لمنازلنا الآن.
ضحك كريستيان ليقول مجيباً:
-لا عليك يا صديقي فالأمور ليست على ما يرام وأعتقد إننا سنمر بأوقات صعبه.
نظر له كريشنا ليقول بجدية:
-لا تقلق الأمر لم يطل، حتى إننا ليس بمفردنا فهناك عدة دول أخرى مجاورة لنا.
نظر كريستيان بجديه وهو يقول متسائلاً بخوف:
-هل الأمر سيُصبح عالمياً؟.
حرك رأسه بعدم المعرفه ليقول كريشنا مفكراً:
-لا اعلم.. لكن من الواضح أن الأمر سيكون كذلك واتمنى أن يقتصر على هذا ولا يتفاقم.
اماء له كريستيان ومن ثم ودعا بعضهما ليأخذ كل منهما طريقه سيراً على الاقدام نظراً لعدم وجود سيارات لتنقلهم إلى منازلهم.

في مكان اخر يتواجد هذا الطبيب آريا الذي كان يضع قدماً على أخرى وهو جالس أمام جهاز الحاسوب يرى بعض الإحصائيات والمعدلات ليقول بسعادة:
-كم أنا اشعر بالانجاز الآن.. فقد اقتربت من العدد المطلوب لكي افوز بهذا التحدي.
تحدث إليه شخص آخر فقال:
- اعتذر سيدي ولكن متبقي لك مئة ألف أخرين.
نظل له بطرف عينه ليقول بثقة وكأنه يخطط لهذا:
-لا تقلق فأنا أعلم من أين سآتي بهم.
نظر له الأخر بعدم فهم ليمسك آريا عصاة رفيعة ويقوم بالإشاره على الخريطة المتواجدة أمامه على الحاسوب الأخر فقال:
-هذه المدينة تحتوي على مئتين ألف نسمه، إذا قمنا بحقن نصفهم هل سيصبح الأمر سيكون على ما يرام؟!. اجابه الذي خلفه يقف ينظر لما يقول ليجيب بقوله:
-لا اعلم لكن لم تسجل أي مشفى هذا العدد في مدينه واحدة، عليك أن تقسم هذا العدد على أربعه مدن على الأقل التفت له ببسمة لينظل بتفكير وهو يقف أمامه فقال وكأنه يفكر بصوت عالِ:
- نعم.. أنت محق ما رأيك أن أقوم بحقن المئة ألف نسمه في ستة مدن وليس أربع؟
أماء له الأخر وهو يجيب بحماس:
- عظيم ولكن هل لديك هذا الكم من المادة؟.
أماء اريا بكل تاكيد وهو يجيب:
-بالطبع لدي انت لا تعلم كم الاشخاص الذين يعملون لديه فهم جاهزون طيلة الوقت ويريدون هذا التحدي أن يكون لصالحي أنا وحدي.. فإن فزت بالجائزه سينولهم مني الكثير، وإلا فساضطر أن اراضيهم لا محالة ولكنني سأخسر الكثير.
توقف فهو كان يقول كل ذلك وهو يسير ونظر له بقوه وتحدي وهو يكون:
-ولكن آريا لا يعلم ولم يسبك أن كُتب له كلمة خسارة من قبل.. فالفوز لي لا محلة..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي