الفصل السادس عشر

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل السادس عشر

اذيع بيان في تمام الساعه العاشرة صباحاً من اليوم التالي، ليعلن عن وجود حالات طوارئ في عدة مدن إنجليزيه حيث أن من الواضح أن تم حقن جماعي في هذه المدن في وقت واحد، حتى لا يُمسكوا بالجرم المشهود.
كان يتم سماع هذا الإعلان وكلاً من كريشنا وبريا والجده متواجدون على مائدة الإفطار في هذا الصباح. ترك كريشنا الطعام من يده ليقول بحزن دفين:
-لا اعلم ما هذا؟ فالأمر قد ازداد سوءاً.
نظرت له الجده لتقول:
-ماذا عليكم يا اطفالي لا تقلقوا، وانا ارى انكم لم تذهبوا إلى العمل حتى يتم البت في هذا الأمر.

ضحك كريشنا بخفة ليقول:
-جدتي الأمر ليس معدي لا تقلقي، غير إننا لابد أن نذهب للعمل حتى نحصل على المال.
تحدثت الجدة بحساسية مفرطة فقالت:
-لن استطيع الاستغناء عنكم يا أطفالي.
امسك كريشنا بيدها ليجيبها بهدوء:
-جدتي أنا معك وبجوارك لم أذهب لأي مكان.. اتفقنا.
أماءت له ليقوم بعناقها.

أنا بريا فقد أتاها اتصال هاتفي من المشفي يستدعيها من أجل العمل لتفعل ذلك.
كان كريشنا ينظر للتلفاز ليرى المشاهد المؤثرة، وكيف للأهالي بأنهم يستغيثوا لكي يأتي أحد لاغاثتهم.
أتت على باله فكرة ما لينهض قائلاً ل بريا:
-بريا! ماذا يريدون؟.
اجابته سريعا:
-علي الذهاب فالوضع صعب ويتفاقم للغاية لذلك استدعوني.
اماء بهدوء ليقول:
-حسنا.. اذهبي ارتدي ملابسكِ سريعا.. ساثوم بايصالك ومن ثم سأذهب إلى العمل، اسرعي.

استجابت له لتفعل.

لحظات وقد استعدت بريا للذهاب مع كريشنا، قام باصالها في مده قد تصل الى خمسة عشر دقيقه تقريبا، وما إن دلفت إلى المشفى حتى قام بالكشف عن القناع الذي يمتلكه، فكر في امر ما ومن ثم ارتداه سريعا قبل ان يراه احد لينطلق من بعدها إلى عنان السماء، استطاع بعد عدة دقائق أن يصل إلى المدينة الأولى التي وجد فيها المصابين ليجد الحال كما هو عليه وسيارات الإسعاف متواجدة في الطرقات والإمر سيء للغايه  في هذا الميدان الكثير مغشي عليه والأمهات والأباء يبكون ويتوسلون لكي ينقذوا أبنائهم، هبط على أرض الواقع حتى إنه نظر يتفحص المكان ومن بعدها قام بحمل عدة أطفال إلى سيارة ما متواجده.
تفاجأ الجميع به ولكن ليس هناك وقت لتلك المفاجاة. استخدم إحدى سيارات الإسعاف ومن ثم استطاع ان ينقل جميع الأطفال بمساعده الأهالي في جميع سيارات الاسعاف، ليقوم بربط كل هذه السيارات ومن بعدها أمر أحد السائقين أن يعتلي السياره الأولى ومن ثم امر السائقين ان كل واحد يعتدي سيارته، سار الجميع في خط مستقيم حتى وصلوا إلى المشفى ظل متتبعهم حتى يطمئن، وما إن اخر سياره الاسعاف وصلت لمكانها حتى وجدوا أن المشفى تمنعه من الظروف بسبب العدد الزائد المتواجد عندها.. تعالى صيحات أهالي هؤلاء الأطفال المتواجدين في السيارات الاخيره ليسال كريشنا صاحب هذا المشفى المتواجد أمامهم بقوله؛
- هل يوجد مشفى قريبة أخرى.
نفي الجميع قوله ليجيب الأخر:
-ان مدينتهم ليست بالكبيره لكي يتواجد فيها عدد كبير من الأماكن والمراكز الطبيه ليفكر كريشنا قليلا ومن ثم سأل:
-هل الطرق طريق سفر للوصول للمشفى القادمة؟
اجابه الجميع بنعم وإنها على بعد مئتين كيلو متر تقريبا. نظر داخل سيارة الاسعاف ليجده ان العدد المتبقي هم عشرون طفل، ليقرر أن يطير بهم على عدة مرات.. قام بإمساك خمس منهم ليطير بهم، فتعجب الجميع بخوف ولكن لا سبيل أخر لإنقاذ أطفالهم، أتى بعد خمس دقائق تقريبا بعد ما اعطى الأطفال للمشفى الأخرى، ليفزعوا من وجوده ايضا، ليعود مره أخرى ونقل خمس أطفال اخرين  وتمت هذه العمليه على أربعه مرات تقريبا وفي المرة الخامسه لم يذهب إليهم ليقوم اولياء الامور بالذهاب في سيارة الاسعاف التي كانت بها أولادهم.
استعد كريشنا فقد قرر أن يذهب المدينة الأخرى التي حدث فيها الحادث ليجد أن الامر مستتب نوعا ما، الأطفال من يتواجدون أرضا والأطباء معهم بالفعل يقومون باللازم، يعلم أن وجوده لم يفعل شيء في هذه البلدة ليذهب للثالثة ليجدها متدهوره مثل الأولى ليفعل ما يستطيع فعله حتى ينقلهم إلى عده من المستشفيات قام بالفكرة ذاتها ولكن في هذه المرة كانت جميع المستشفيات تستقبل المرضى بصدر الرحم وعلى عجله، فهو لم يتعب كثيرا.. أما الرابعه والخامسة والسادسة، هناك منهم من لديها الكثير من الصعوبات لإنقاذ الاطفال.

وها هو الآن قد انتهي من المهمة التي شعر إنه خُلق لأجلها هذا اليوم ليقرر أن يستريح قليلاً بل يبتعد عم الأنظار حتى لا يتتبعه أحد ويعلم هويته أن يفكر في طريقة لإيقاف هذا آريا.

عاد إلى المدينة الخاصة به وقرر أن يذهب إلى المصنع الذي يعمل به ليجد الأمر كالتالي.. الجميع بالخارج والفوضى تملأ المكان.
تقدم كريشنا من كريستان صديقه الذي لمحه عن بعد ليقول له بهمس:
-ماذا حدث كريس؟.
نظر له ليقول بأسف:
-تم ايقافنا جميعا عن العمل حتى نستطيع أن نتفادى هذا المرض المنتشر في البلاد.
نظر له كريشنا بتعجب ليقول:
-لماذا تم ايقافنا فالمرض ليس بالمعدي، ومنظمة الصحة العالمية لم تقر بهذا.. هل هذا الأمر كانوا ينتظرونه لكي يستخدموا عن خدماتنا؟.
كان يقولها بغضب، ليحرك كريستيان رأسه بعدم معرفه ليقول:
- انا كل ما اعرفه إننا سنأخذ رواتبنا كاملة دون عمل ولا اعرف كيف، فجميع المؤسسات لم تقم بفعل هذا الأمر والجميع يعمل مقابل رواتبه، وكأن هناك ما يُخفى علينا. أماء كريشنا بصمت وهدوء وهو يتتبع ما يحدث دون ان يتحدث بحرف واحد لعله يجمع أطراف القصه وما يحدث في عقله اولا قبل أن يقرر شيئاً دون التفكير فيه. لحظات وقد علم ما في الأمر تقريبا فهذا المكان هو وقر لصناعه هذه مادة السامة التي يُصاب بها الناس، وللحظه اتى في باله شيء ما.. لماذا الأطفال فقط من يقومون بإصابتهم وليس الأشخاص الآخرين؟.
يا لها من نقطة لم يلاحظها من قبل وهذه المرة الأولى التي أتت بها على باله...

عاد من حيث أتى والفكر يشتت عقله لا يعلم ماذا عليه فعله، رى أن الله قد جعله يعلم كل هذا لكي ينقذ كل هذه الأطفال.. للمرة الثانية يشعر أن عزلتهوكانت عائق له في تنجاز أمر ما.
تحدث كريشنا لذاته فقال:
-فكر ولو قليلاً تستطيع أن تواجه.. هل أن خائفاً منذ مواجهتك الأولى له؟.
كان سؤال جعله يتوقف قليلاً بل كثيراً، يرى أن هذا الأمر لا يجوز، ولا يوازي قدراته الذي يعرفها جيدا ولا يستطيع إستخدامها حتى الآن بالطريقة الصحيحة التي تتناسب مع حجم الكارثة تلك.
دُق هاتفه لتكون بريا التي ما إن وجد اسمها حتى قام بالإجابة على الفور:
-مرحبا.
آتاه صوتها الذي يقول:
-مرحبا.. أين أنت كريشنا؟.
قطب حاجبيه بتعجب ليقول متسائلاً وقد دب القلق قلبه:
-ماذا هناك بريا؟ هل أنتِ بخير؟.
اجابته بقولها:
-نعم.. لكنني أشعر إنني لست متوازنه، أرغب في العودة إلى المنزل.
اماء بقوله:
-حسنا سأتي على الفور.
استجاب لها ليعزم الأمر على ألا يفكر في هذا أمام بريا ولا الجدة، فهو علم ان المرأة الحامل إذا تحاملت على ذاتها من الهموم كان الأمر صعب للغاية وسيؤثر على الجنين أيضا وليس صحة الأم فقط، حتى جدته فهي كبيرة بالعمر وإذا علمت إنه يظهر قدرته للجميع ستحزن وهذا سيؤثر غلى صحتها.

اما في الناحية الأخرى فكان آريا يتواجد ومن حوله رجاله، هو جالس وهم يقفون على هيئة دائره ينظرون له وهو يضحك ناظراً للإحصائيات المتواجده على الحاسوب أمامه ليقول بفرح:
-الآن استطيع أن أقول مبارك علينا الجائزة، والتي ليس لها مثيل من قبل، قد قبلت التحدي والآن أنا من فاز. نهض وهو يقول لهم مكملاً:
-استمعوا لي جيداً.. سأقوم بالدلوف في تحدي أكبر من هذا.. بل ومربح أيضا سيجعل كل واحد منكم ينهض نهضة كبرى.
ليسأل أحدهم دون مقدمات فقال:
-ما هذا التحدي يا ترى؟.
لينظر له آريا مجيباً:
-تحدي كبير من نوعه، لا أريد أن أخبركم الآن لإنني أُخطط لهذا التحدي ولانني وبكل تأكيد سأصنع هذا التحدي.
لينهي حديثه بضحكة فجلس مرة أخرى ينظر للحاسوب ثانية والشغف يملأ مقلتيه وقبل أن يتفوه بحرف أخر كان هناك اتصال هاتفي اتيً من قبل خصمه الذي ما ان هاتفه وأجاب آريا حتى قال الأخر متسامحا مع ذاته: -اهنئك أيها الطبيب.. فأنت من فزت بالتحدي وكنت أعلم ذلك فثقتك تدل على هذا والآن ما رأيك في تحدي اخر؟. عاد آريا بظهره للوراء مستندا على المقعد ليقول باريحية واضعا قدما على أخرى:
-اشكرك فأنت تتمتع بروح الرياضية، ولكن اسمح لي أنا من سيقود بهذا التحدي الآن.
ليوقفه الآخر بقوله:
- لا لا استمع مني فالعرض الآن مغري أكثر من ذي قبل. قطب آريا حاجبيه مترقبا ما سيقول هذا الشخص ليقول آريا:
-أعطيني ما لديك وأنا سأحدد إذا كان مغرياً أم لا ليوقفه الآخر بقوله:
- لا تنسى إنني من بدأت هذه اللعبه، وإذا رغبت في أن إُنهيها سأفعل ولكني لم اعتاد أن ادلف في شيء ما ولا اكمله حتى النهاية.
تنهد آريا بل وتافف ليقول وكان صبره قد نفذ:
-حسنا حسنا فهذا ليس بالحديث وإنما بالفعل سنعلم من هو الكبير، ولإنني أنا الكبير سأسمح لك بأن تعرض هذا التحدي مرة أخرى ولكن المرة القادمة أنا من سيقود التحدي.
ضحك الأخر مجيبا فقال:
-حسنا أيها الكبير ولكن اسمعني إذا... إن كنت كبيراً فستفوز ولكن اشك في ذلك.
لا تتلاعب بالحديث، فقل ما عندك مباشرة.
هذا قول كان لآريا ليتنهد الأخر بقوله:
-حسنا.. اجعل هذا الفيروس معديا.
اتسعت مقلتي آريا ولكن عاد في الحال حتى لا يُلاحظ أحد فقال:
-أنت تعلم أن هذا يسير جداً بالنسبة لي.
اجابه بكل تاكيد ليقول الأخر:
- نعم أعلم، لكن الأمر إصبح مضطرب الآن، وهذا سيجعل الجميع يترقب بالمرصاد وأنت ستصبح اسفل الميكروسكوب.. فاحذر.

-لا تقلق أنا سافوز بهذا التحدي ايضا.
كان هذا جواب آريا، فعلق الأخر بسخرية فقال:
-سنرى هذا الأمر في نهاية المطاف.. عليك ان تصيب خمسة عشر شخص فقط، وهم من ينقلوا الفيروس إلى عشره أضعاف هذا العدد، والآن حظ موفق ايها الطبيب آريا.
انتهت المحادثة ليغلق الهاتف فصُدم آريا قليلاً مفكرا، ولكنه لم يظهر هذا حتى لا يظهر في هيئة الخائف أمامهم، نظر للرجال ومن ثم نهض ليقول بهدوء:
-استعدوا فلدينا تحدي يفوق ذاك الأخر بمراحل.
سأل احدهم فقال بفضول:
-ما هذا التحدي الثاني أيها الطبيب؟.
نظر له آريا فقال:
-عندما انتهي من التركيبة الجديدة سأقول لكم ما هو. اماء الجمع وانصاع دون ان يعترض أي احداً منهم ليجعلهم ينصرفون، ومن ثم جلس مفكراً وهو يقول لذاته محفزا:
-علي أن أفوز هذه المرة وإن كنت سأضحي بأقرب الاشخاص لي..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي