الفصل السابع

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل السابع

انهت بريا عملها لتقوم بالذهاب الي كريشنا حسب المكان المتفق عليه.
ما ان جلست حتى قالت:
-كريشنا! هناك خطب ما بكل تأكيد.
قطب كريشنا حاجبيه فقال:
-أنا لا أفهم شئ، أهدأي وسأطلب لكي عصير اللمون التي تحبينه ومن بعدها قولي ما تشائين.
بالفعل طلب لها المشروب ليأتي على الفور، قامت باحتسائه وما إن هدأت قالت:
-اليوم أتى إلينا ما يزيد عن عشر حالات تحمل الأعراض زادتها ولا نعلم ما السبب.
فكر قليلا ليقول بالنهاية:
-هل هو مرض جديد في بداية ظهوره؟.
حركت رأسها بلا مجيبه:
-كيف؟ هل هذا المرض الجديد نحن من قمنا باكتشافه! بالطبع لا.. منظمة الصحة العالمية بكل تأكيد ستقوم بالاعلان عنه، وستعرض ما الأعراض التي تحمله كمان.

نظر لنقطة واهية يفكر ومن ثم سأل بقوله:
-هل تستطيعين أن تحددي ما الأعراض التي اشترك بها كل مصابي اليوم؟.
وهي تتذكر أجابت:
-نعم.. الأهالي اجمعوا أنهم سقطوا أرضا، إضافة إلى ذلك هذا الحرج المتواجد في يدهم اليسري.. أيضا شعورهم بالرغبه في التقيء، حتى الدوار يداهمهم والتحاليل التي قاموا بها تدل أن هناك فيروسات تهاجمهم مجهولة المصدر، والدماء التى تخرج من الأنف غريبة أيضا.
عند هذا الأمر تذكر كريشنا الموقف ذاته الذي تذكرته بريا.. فهو كان يشعر بالدوار ما إن استيقظ بعد مداهمة اللصوص له؛ لكنه أرجع ذلك لأثر الضربة، والدماغ التي رأها عند أنفه وهىء له إنها آتت من رأسه لأنفه عن طريق يده، وأخيرا هذا الشعور بالغثيان الذي داهمه للحظات كل ذلك، لكنه نفض كل هذا من رأسه ليقول لها:
-أعتقد إنه وباء سيمر بالجميع.
حركت رأسها بلا ومن ثم قالت:
-لا أعلم كريشنا، لا أعلم.

صمتوا قليلا ومن ثم أتى من يصرخ بقوة يستغيث، فإذا بطفل مغشي عليه وأنفه تنزف الدماء.
نهضت بريا سريعا لتجثو على ركبتيها ومن ثم قامت بالفحص لترى ماذا هناك.. توقعت إنها الأعراض ذاتها، لتمسك بيد الطفل لتجد هذا الجرح فقالت موجهة الحديث لوالدته التي كانت تستغيث:
-هل قمتي بحقنه بشئ ما؟.
حركت رأسها بلا وهي تبكي بقولها:
-كنت اتركه يبتاع المثلجات فنهضت لأدلف للمرحاض وعندما عدت ما إن التفت ليعود للطاولة غشي عليه.
تذكرت بريا الكلام ذاته التي قالته الأم في المشفى، نظرت للأم ومن بعدها قالت:
-احملوه إلى أقرب مشفى ليقوم بالفحوصات الازمة وأنصحك بمشفى ***** ( فهي المشفى التي تعمل بها ).
لتستجيب لها الز جة وما إن نهضت نظرت لكريشنا الذي ذهب لصاحب المثلجات فقال:
-أععذر منك.. هل تعلم ماذا حدث مع الطفل المصاب هذا؟.
أجابه صاحب المتجر فقال:
-أبدا سيدي.. فأنا كنت اعد المثلجات وكان هناك الكثير ممن يقفون ينتظرون طلباتهم، وليس هو الزبون الوحيد.

نظر للأسفل يفكر، ومن بعدما قرر أن يرى كاميرة المراقبة.
ذهب كريشنا وبريا لصاحب المكان الذي رفض أن يطالعهم على كاميرة المراقبة فقال:
-أعتذر سيدي، فهذا الأمر يحدث في حالة واحدة إذا كان هناك شرطة وقضية عندها فقط سأقوم بعرض ما حدث بالضبط.
نظر له كريشنا يحاول أن يوضح له الأمر قائلا:
-اعلم كل هذا ولكن تفهم الوضع أرجوك.. هذه زوجتي وطبيبة أيضا واجهها حالات مثل حالة الطفل هذا اليوم فالأمر مريب ولابد أن نعلم ما الأمر أهو وباء أم فيؤوس أو ماذا.
حرك رأسه صاحب المكان بكل أسف فقال:
-أعتذر سيدي فهذا ليس بيدي.. إن عادت الأم ومعها أمر من الشرطة بتفحص كاميرة المراقبة سأفعل هذا، غير ذلك أعتذر لا استطيع.
اماء له كريشنا بهدوء وذهب مصطحبا بريا التي قالت:
-كريشنا! علي أن أذهب للمشفى الآن علي أن أرى ما الخطأ فيما يحدث.
أماء لها ليصطحبها كما تريد هي.


عادت إلى المشفى برفقة كريشنا وما أن دلفت حتى وجدت العدد في تزايد لتقول لإحدى الممرضات:
-ماذا حدث؟
أجابت الممرضة بقولها:
-عدد الإصابة في تزايد.
ليداهمها سؤال أخر يدل على مهارتها فقالت:
-ماذا عن حالات الصباح؟.
أجابتها قائلة:
-اتضح إنهم يعانون من السرطان في النخاع الشوكي وفي حالات متأخرة.
صدمت بريا مما سمعت لتنظر إلى كريشنا ومن ثم أكملت بقولها:
-هل الحالات الجديدة يحملون نفس الأعراض؟.
اماءت لها الممرضة ومن بعدها ركضت بعدما وجدت حالة طارئة قادمة، شعرت بريا بدوار ليسندها كريشنا سريعا ومن بعدها أدلفها إلى غرفتها ليأتي لها ببغض العصير لكي تحتسيه علها تستعيد وعيها.
لحظات وقد فاقت وشعرت بما حولها لتقول ببعض الحزن:
-ماذا يحدث كريشنا؟ أنا لا أفعم شئ.
امسك يديها متشبث بها وكأنه يطمئنها، فقال وهو يجلس أمامها فقال بهدوء:
-اهدأي.. وهيا بنا لنذهب الى المنزل.
لكنها حركت رأسها بالنفي لتقول:
-لا.. أرغب بالذهاب لتلك السيدة التى سقط ولدها في المطعم.
ليعترض كريشنا بقوله:
-بريا! هذا ليس صحيح.. فأنتي تحملين جنين في أحشائك والأمر جديد عليك؛ لذلك عليكِ أن تستريحي.
أغمضت عيونها ومن بعدها قالت:
-أرغب في معرفة الحقيقة.
فكر قليلا ومن ثم قال:
-حسنا أستريحي أنتِ وأنا سأقوم بالبحث عنها.
اماءت له ليذهب سريعا يبحث عنها بين الوجوه ليجدها أخيرا بين الحشد تتمسك بيد ولدها وهي تبكي بعويل، تقدم منها كريشنا بهدوء قائلا:
-ماذا قال لكِ الطبيب؟.
أجابته وهي تذرف الدموع بكثرة:
-قال إننا ننتظر نتائج الفحوصات ومن بعدها سنفهم كل شئ.
تنهد كريشنا فقال:
-سيدتي.. أرى أن من الأفضل أز تبلغي الشرطة على نا حدث في المطعم.
نظرت له بتعجب فقالت:
-كيف، ولماذا؟ فولدي سقط دون أن يلمسه أحد قط، أو بالأحرى لم يؤذيه أحد.
حرك رأسه بلا ليجيب بالمنطق:
-لا سيدتي فولدك من الممكن أن يكون هناك من اعطاه دواء ليحدث به كل هذا.
أجابته وهي تمسك بيد ولدها ناظرة إليه بعسرة فقالت ببكاء مرير:
-نحن فقراء، لا سلطة لدينا ولا مال.. حتى الحق، فأراني أبالغ ولا دليل لدي من الممكن أن يكون ولدي لديه مرض ما.
كاد أت يتحدث مرة أخرى لكنه يرى أن لا فائدة من الحديث، نهض ببطئ على أمل أن تتراجع عن قرارها لكن بطئه هذا باء بالفشل.
تقدم في المشفى وهو يرى كيف الناس تموت من حوله، خاصة الأطفال.. فهو واضح للغاية.
دلف لبريا وأخذها رغما عنها رغم تساؤلها عما حدث ليوعدها أن يسرد لها ما حدث.. خرجا من المشفي ليجيبها كريشنا بعد الحاح كبير:
-حسنا حسنا سأخبرك..
تنهد ليقول بأسف:
-تلك السيدة سلبية للغاية، خائفة لا تريد أن تُؤذا.
صمت مرة أخرى ليقوة كريشنا بتفكير:
-لا أراها مخطاة.. فهي لا تجد أي ضرر وقع على ولدها من قبل أي أحد كان.
نظرت بريا للأسفل وهي تسير بجانبه، صامتة تفكر فيما يث وكيف ستعلم، ليتسمروا مكانهم ما إن وجدت صراخ من ولد والجميع يجتمع من حوله، أما كريشنا فقد بحث بعينه عن إذا كان هناك شحص ما يتخفى أو ما شبه ذلك.. ليتعجب بالفعل ما إن تعرف عليه ليذهب خلفه، بدأ هذا بالركض ليسرع كريشنا خلفه ومن هنا يبدا مطارده جديده.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي