الفصل2

الفصل 2

لم تمر دقائق حتى تمالكت نفسها ورجعت إلى حيث يجلس بأريحيه وكأن البيت ملكه، وتعجبت من تصرفاته وكأنه لا يفرق معه المكان وبساطته، ما أن اقتربت حتى وقف وهو يمد لها يده، يدعوها لترقص معه..

 نظرات التردد في عينها والخجل التي تشع منها، جعلته من يأخذ المبادرة كان يتحرك بخطوات رتيبة منتظمة وكأنه أعتاد على فعلها منذ نعومة أظافره ..
 
رفعت وجهها تقاوم ذلك الخجل الذي يتملكها لتنظر في عينه، وليتها لم تفعل شعرت بإن الدنيا تدور بها، وكأنها تنتقل عبر العوالم والأزمنة

عينه عالم بمفردها، وكأن عين "راكان" الذهبية الممزوجة بالأسود وكأنها  تخص حيوان مفترس، تجعلها تشعر بأن عظامها تذوب وهو  يستكشف ما بداخلها يعلم اسرارها الدفينة

 راكان: لما أنت مظطربة لا تخافي صوفيا لن أفعل شيء يؤذيك حبيبتي..

صوفيا: ماذا ؟

 الدهشة على وجهها من تلك الكلمة التي قفزت من بين شفتيه وكأنه يعني كل حرف فيها، عقلها يسأل وقلبها ينتفض هل هي حقاً حبيبته؟

ماذا يعني جلالة الملك هل آتى من عالم غير العالم؛ ليسرق سلامها الداخلي؟ ويجعلها تهيم به وفي النهاية لا تعرف إن كانت ستقابله مرة أخرى أم لا؟!

 عقلها الذي يفكر في ما بين كلماته ونظرة عينه التي تحمل معاني؛ أقوى بكثير ! تلك الرائحة النفاذة التي تخرج من من مسام جلده وكأنها رائحته هو، وليس عطر راقي أعدته باريس!

 وهي بالفعل رائحته هو، لكنها لا تعلم لم تشعر بهذه الرغبة في أستنشاق عطره، هي لا تدرك إلى الآن أنه رفيقها، وهذه الصفة أو هذا العطر لا يفرزه الذئاب عادة؛ إلا حينما يلتقون بنصفهم الآخر ! رفيقة الدرب ...

وها هي رفيقته بين ذراعيه، يتحرك بخطوات الرتيبة يضمها الى قلبه، وينتظر تلك اللحظة التي سوف يوسمها بها، سوف يوشم ذلك الختم خاصته على موضوع النبض في رقبتها، علامة مميزة لا يعرفها الا الذئاب..

 يمتاز بها المستذئبون فقط من يفعلون ذلك، وهو ألفا قطيع الذئاب النارية، لن يذهب من هذا المكان قبل أن تكون له، وتقبل  أن تحمل في أحشائها طفله، ولكن هل عليه إن يستغل سحره؟!

 أم ينتظر ليتقرب منها، لكن إن أستطاع هو الصبر هل يستطيع ذئبه الثائر إن يفعل؟!

 دون إن يشعر ألفا راكان اخذ ""جاك" يسيطر على أفكارها، يهمس لها بكلمات عذبة وهي ترفع وجهها لا تصدق ما تسمعه، وهذا الذي يقول أنه لم يعيش الحب من قبل ..

هل هذا حقيقي هل يصل رجل لهذا السن دون إن يتذوق المشاعر الحقيقة

 راكان: ألا تصدقينني ؟!

صوفيا : لم أقل ذلك ..

_ولكن الشك واضح على وجهك

- وهل تلوم علي ما اشعر به أنا لم أراك من قبل؛ وقد لا أراك مرة أخري 

_من قال لك هذا؟ بل سوف تريني كثيرا صوفيا؛ علاقتنا قد تبدأ اليوم،  لكنها لن تنتهي إلى الأبد ستكونين لونة مملكتي..

 صوفيا : أنا لا أعرف ماذا تعني كلمه لونة 

- تعني الملكة سيدة المكان، سيدة البيت الأساسي..

- إن كلامك ليس مفهوم بالنسبة لي ان ما أشعر به غريب، أن ما تفعله لا يصدقه أحد،  ولا أصدقه أنا نفسي، كيف أشعر بكل هذا من نظرة واحدة منك هل أنت؟!

 راكان : أنا ماذا ؟!

صوفيا بتردد قالت: ساحر!

 ضحك بصوت مرتفع، وليته لم يفعل تاهت في ضحكته العذبة، وهو ما أن تمالك نفسه حتى أسند راسه على خاصتها، وهو يقول:

_ لا صوفيا لست ساحرا ولكني أظهر ما أشعر به في الحقيقة، كل ما تشعري به تجاهي ربما هناك رابط خاص يربط بيننا، رابط لا تعرفيه،  قد يكون أقوى من الأيام نفسها، ربما لا نحتاج الى زمن لنتعارف..

_ لم أفهم  

_هناك أُناس قد تعرفهم في لحظة وهناك أُناس قد تبقى معهم العمر تشعر إنك لا تهتم لأمرهم.

_ وأنت تهتم لأمري

- أنا أكثر من مهتم، انا أعشقك.

 أرتبكت من قوة كلمته تحركت إلى الخلف ولكنه كان يحاصرها بذراعيه كادت أن تقع يضمها إلى صدره أكثر،   وعينه تتالق بوهج غريب وفي هذه اللحظة لم يستطيع السيطرة على ""جاك"«" الذي هدد في لحظه بأن يخرج

 وقتها وجد نفسه يتمتم بكلام جعلها تغيب عن هذه الدنيا تتصرف بدون ارادة منها وهو يقبل شفتيها بشفتيه  وهو يقربها منه أكثر بينما ""جاك"«"  يطلق صيحات فرح وهو يردد رفيقة أدمغها الآن  راكان أجعلها لنا ألفا 

تكلم معه راكان عن طريق الرابط الخاص بهم  كف عن الصراخ في رأسي حتي لا تظن أنني مجنون 

""جاك"«أنت عقل المستذئبون وكبيرهم ولكن أنا من سوف يصاب بالجنون» 

أبتسم "راكان" وهو يتحرك مع صوفيا إلى داخل الفراش يعتليها بعشق وهو ينظر إلى بشرتها ناصعة البياض وشعرها الأسود بلون الليل والذي يكاد يكون بنفس لون ""جاك"ذئب راكان  

كانت هي تمتم بكلمات اللهفة وكأنها قضت عمر كامل مع راكان كانت تأن بأسمه وكأن اللغة لم يعد فيها حروف تعبر بها عن ما تشعر به من إثارة إلا  بحروف أسمه

في الوقت الذي أخذ يقبل كل ما تمر عليه عينيه، يتزوق شفتيها كأنها شهد أخذ ينثر القبلات خفيفة علي عنقها يمهد الي تلك اللحظة التي سوف يخترق كتفها المرمري بأنيابه ليوشمها 

تحولت عينبه إلى لون داكن وهو يشعر بانه اثير لما يشعر به موجة من الجنون تزلزل كيانة

حتي كاد إن يتوقف قلبه وهو يشتم رائحتها العطرة ويده تتحرك علي جسدها المهلك له وعقله يفكر إنها سوف تحمل طفله الألفا القادم.

يده تستكشف معالم جسدها  وجد نفسه يقبل  كل ما يظهر من معالم أنوثتها لتشعر بأثارة غريبة وبركان ينفجر في شراينها  وهي لا تعرف ماذا عليها ان تفعل؟

هل تبعده عنها وتقاوم كل هذه النار المشتعلة بداخلها؟ إلى إن أخذ يتمتم بكلمات لم تفهم منها حرف، في اللحظة التي أصبحوا فيها جسد واحد صرخت وكادت أن تغيب عن الوعي وساعدها هو في ذلك وما ان فقدت وعيها

راكان: اسف حبيبتي ولكن علي أن اكمل باقي الطقوس 

وها هو تأكد من انها تحمل الان بذرة طفل بداخلها حتي تحول الي ذئب  اسود اللون ضخم يكاد حجمه ان يأكل نصف الغرفة وهنا اقترب ""جاك" من رقبتها بعد أن القي راكان  باقي الطقوس

وهنا أخترقت أنياب ""جاك" جلد صوفيا الرقيق ورغم انها فاقدة للوعي  إلا أنها صرخت بألم مزق قلب "راكان" فهو يعرف انها سوف تتألم  وخاصة لأنها بشرية 
وما أن انتهت الطقوس اخذ ""جاك" يلعق مكان الوسم وكأنه يريد أن يخفف آلامها ...

 أو بمعنى أصح كان ""جاك" يريد أن يشعر بأن هناك رابطا قويا بينه وبين صوفيا، تلك الجميلة التي للأسف الشديد لا تستطيع أن تتحول إلى ذئبة..

  لا تستطيع أن تكون مثله، يركض ويمرح معها لكنه أكتفي بالسعادة التي يشعر بها راكان...

بينما هو يفعل ذلك فتحت صوفيا عينها كأنها تقاوم تلك التعويذة التي ألقيت عليها، وهي تنظر له بصدمة ولكنها تمتمت:
_هل أنا أحلم؟ بالتأكيد أنا في حلم...
نظرات الذئب الأسود ذي العين الصفراء أخرجت شعاعا قويا، يدخل في عينها التي رجعت للنوم مرة أخرى وهي لا زالت تهمس:

- أجل أنه مجرد حلم لا يوجد ذئب بهذا الحجم في الحقيقة والأهم في غرفتي بالتأكيد...

بعد وقت انتهى الطقوس الوسم بالنسبة لها ولكنها لم توسمه لذا كان يرد ببعض الكلام حتى جعل جسدها يتقوس وتقترب من رقبته في نفس المكان الذي وسمها به، لتحاول بالإيحاء وتفعل ما فعله بها

ربما شعر بألم خفيف ربما لأن أسنانها رقيقة ولكنها استطعت أن تخترق ذلك العرق النابض في رقبته ليبدأ التواصل بينهما

ولكن ماذا سوف يفعل راكان هل سيرحل ويتركها؟! أم يلبي ذلك النداء الغريزي الذي يطالبه بالانضمام إليها؟! وها هو يستعيد شكله البشري ويرجع مرة أخرى ليضمها بين ذراعي وهو يتمتم بكلامه لا معنى له في عالم البشر.

في الصباح شعرت صوفيا بخجل ممزوجين ببعض الألم، وهي تنظر إلى ذلك الغريب القريب في نفس الوقت، هي لا تعرف ما الذي حدث؟ وكيف وصل بهم الأمر إلى هنا؟!

هل هذا أمر عادي بالنسبة لها وجهها الأحمر القاني، كان ردها على ما حدث

حاولت أن تتحرك قبل أن يستيقظ، ولكنها لا تعرف أنه بالفعل مستيقظ، يشعر بحركاتها ومحاولاتها للفرار من الفراش قبل أن يراها، ابتسم قلبه ولكنه ترك لها مساحة

ما عن خرجت، حتى فتح عينه ينظر إلى السقف ولكنه هو نفسه لا يدرك ما الذي يحدث...

لقد كانت عينه بلون مختلف كل الاختلاف، كانت أكثر توهج بريق، نهضة يرتب الفراش ويرتدي شيء من تلك الملابس التي كانت معه...

أما هي وقفت في المرحاض أمام تلك المرآة تنظر لوجهها الذي يشع بطريقه غريبة تنظر لشفتها المنتفخة وملامحها المرهقة هي تقول:

_ماذا حدث لي؟ كيف فعلت ذلك؟!
أخرجت الهواء من رائيتها لترجع لتقول:

_هل أشعر بالندم؟!
أتاه الرد من قلبها:
_على ماذا الندم؟ لقد تركت لقلبي العنان ليعيش، لما ألوم على نفسي؟!
شعرت ببعض الألم في كتفيها حركت عينها لتنظر إلى موضع الألم كادت أن تصرخ بصوت مرتفع..

بينما راكان يستمع إلى أفكارها الواضحة وضوح الشمس عن كل شيء من أول لقائهم...

صوفيا: ما هذا؟ هل هذا جرح أم كدمة؟ أم ماذا؟! أنا لا أذكر أي شيء! هل ممكن أن يكون سادي؟!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي