الفصل10

الفصل 10

الخوف أحساس فطري، ها هي تشعر بالخوف يتملك احشائها،أخذت تركض إلى سيارتها، وهي تتلفت خلفها كأنها تعتقد أن تلك الطبيبة تتبعها، وما أن ركبت السيارة حتى قادتها بسرعة مبالغ فيها..

لم تكن لتهتم بأي شيء إلا الهروب، من هذا المأزق الذي أوقعت نفسها فيه، وفي مكان بعيد كل البعد عن عيادة الطبيبة أوقفت السيارة وهي تترك رأسها على المقود...

دموعها تنهمر، قلبها ينتفض! وهي تفكر في شيء واحد؛ لمَ يحدث لها كل ذلك؟! لمَ هي دون غيرها؟

ولكن هل ما تقوله تلك الطبيبة حقيقياً؟

لمَ أتصرف كأني أصدقها؟! يجب أن أتأكد.

وجدت نفسها ترفع رأسها بعزم؛ تلتفت إلى المقعد الخلفي، تبحث في تلك الحقيبة الخاصة بالحاسب الآلي النقال «اللاب توب» خاصتها وتقول:

_ سوف أتأكد بنفسي؛ لست طفلة لأنتظر علي أن أبحث خلف ما تقوله تلك الطبيبة، ربما تكون...

سكتت وهي تسأل نفسها ربما تكون ماذا؟ هي تعلم جيداً أن كلامها حقيقي، كل ما حدث معها في الأيام الماضية، رسالته التي يقول فيها:

«أن عدت سوف أخبرك، وأن لم أعد ستعرفين بمفردك»

تؤكد شيء واحد أنه مستذئب، وإن كلام الطبيبة حقيقي..

_ اللعنة
كلمة خرجت من بين شفتيها، هي التي لم تنظر إلى التفاصيل، ولم تهتم بها، هي التي لم تدرك أنه كان يسيطر على أفكارها بسحره الذي يتملكه..

هي التي خاضت تجربة لا تعرف نهايتها، وعليها الآن أن تعرف هل تستطيع أن تتحمل طفلاً ليس بشرياً؟

ولكن هل تستطيع أن تجزم أنه سيكون مستذئب؟!

الخوف الذي يتملكها جعلها تكتب الكلمة على محرك البحث، وتنتظر الكثير من المعلومات، أتت لها كأنها سيل منهمر...

المستذئبون أسطورة أم حقيقة عناوين كثيرة ومواقع عدة تتكلم عنهم..

معلومات من العصور المظلمة وأسطورة لا تعلم إن كانت صدق أم كذبة..
_ يا الله هل هناك بالفعل مستذئبين ومصاصين دماء في الحقيقة؟!

كل هذا لم يكن يخطر في بالها..

قرأت بصوت مرتفع « أحد صفات المستذئبين، القوة البدنية الهائلة..

تركت الكلام أمامها وهي تقول:
_ لقد كان قوي بالفعل، بارز العضلات يفعل أي شيء دون أن يظهر عليه التعب، يسير لمسافة طويل دون توقف..

رجعت لتقرأ «يستطيعون السيطرة على أي كائن حي»

وهنا رجعت إلى ذلك اليوم في الغابة وهو ينظر إلى ذلك الضبع الذي فر هارباً وهو ينحني بعواء مكبوت، لقد كان يسيطر عليه، كما سيطر عليها أن ما تقوله الطبيب حقيقي!!

"يتواصلون عن طريق رابط خاص بهم حتي لو علي مسافة بعيدة وقتها قد. يشرد وكأنه ليس هنا"

«يتزوجون عن طريق الوسم! وفيه يتحول المستذئب إلى ذئب حقيقي؛ وتخترق أنيابه جلد رفيقته؛ ليتكون نقش علي الجلد، يكمل الرابط بين الاثنين، وكما يوشم الرجل أنثاه تفعل الانثى هي الأخرى»

وهذه بعض الصور التي توضع الوشم وهي تختلف من قبيلة لأخرى

أخذت تقلب في الصور وهي تدرك شيء واحد، أن من كتب هذا الموضوع واحد من إثنين أم مستذئب! أو عاشرهم..

ولكن كل كلمة يقولها تعني شئ واحد ان راكان جانو مستذئب

_ لا، ربما هناك أمل ربما هناك شيء قد ينقذني، مما أنا فيه، ما هذا الذي على كتفي علي أن أعرف علي أن أرى شكل ذلك الجرح...

اخذت الهاتف المحمول وحاولت أن تصور رقبتها من عدة زوايا

صوفيا: هذا سيؤكد إن كان كلام تلك الطبيبة صحيح أم لا

كبرت الصورة لتنظر إلى ذلك النقش كأنه دمغ كلام غريب مكتوب بين آثار أنياب اخترقت الجلد يشبه إلى حد كبير تلك الصور التي رأتها على "اللاب توب"

_ يا إلهي! يا إلهي! ما هذا؟ هل ما أراه حقيقياً؟ أي لعنة وقعت بها؟ مستذئب!

أفكار كثيرة تتولد فى عقلها، كل شيء حدث بينهم، من أول ما دخل إلى باب كوخها حتى اليوم..

ذلك الحجر من الألماس، بذلك الحجم لا يستطيع إنسان عادي أن يتركه، لقد كان يحاوط رقبته، لأنه حجر بيور..

لم يتم تشكيله ولا صقله، الا بأشياء بدائية منحوت على حجمه الكبير أنه يعادل ثروة كبيرة كيف أستطاع أن يتنازل عنه ويتركه...

أخذت عينيها تآكل الكلمات على محرك البحث، كل كلمة قيلت في حق المستذئبين وما بين أن كانوا خرافة أو حقيقة...

وصف دقيق لجسدهم القوي وبنيتهم العضلية أعينهم التي تتغير حسب حالتهم النفسية أشياء كثيرة كانت تشعر بها..

لكنها لم تفهمها وقتها، لم تتخيل أنها إستضافت في بيتها مستذئب!

وسمحت له بما لم تسمح به لغيره، بالإضافة إلى كل ذلك لما لم تنتبه لكلامه عن الذئاب بتلك الطريقة وصفه لهم بأنهم

« كائنات فريدة من نوعها»

أخذت تردد كلامه
« الذئب كائن فريد من نوعه؛ قد يكون الأسد والنمر أكبر حجماً، وأكثر قوة، ولكن الذئب لا يقدم عروض في السيرك»

لقد قالها بالنص، بكل فخر لمَ لم أفهم تحيزه للذئاب؟

_ لقد أخبرته أنني لا أحبهم وظل يدافع عنهم، لمَ لم يخبرني وقتها؟

رجعت لترد: وهل كنت ستقبلين كلامه؟ هل كنت ستطلبين منه الرحيل من بيتك؟

_ لمَ لا .. ردت على نفسها

_هل كان سيرضخ لكي ويوافق أم يخشى أن تكتشف سره، وقتها سيتحول لينهش لحمك...

رجعت لتبحث عن ما يأكله المستذئبون، لقد كان يأكل الطعام معها، البعض كتب طعام البشر العاديون، البعض كتب الدماء في بعض الأحيان، ولكنها دماء حيوانات، وذلك في أيام معينة..

. من يتم عضه من المستذئب، في أيام القمر قد يتحول إلى ذئب!

_ أن هذا جنون بالتأكيد لا يحدث لي هذا، لقد أتى القمر منذ أيام ولم يحدث لي شيء، أجل.. أجل لقد كنت طبيعية..

_ لكن هل كنت في وعيي في تلك الأيام؟ هل أعرف ما حدث لي وقتها؟ علي إن أهرب من هذا المكان.

لكن إلى أين لن أرجع إلى ذلك الكوخ، بعد كل ما حدث فيه، فهو يعرفه قد يستطيع أن يأتي!

ماذا حدث لك يا صوفيا؟ ألم تكوني تنتظري قدومه، لقد تغيرتي بمجرد انا عرفتي حقيقته؛ ولهذا السبب لم يخبرك الحقيقة!

نهرت نفسها مرة أخرى وهي تقول:

_ هل تبحثي له عن عذر؟ كفي أنت من تعاني الآن، حامل في طفلا لا تعرفين ماهيته، علي أن أجهضه..

ما النطقت الكلمة، حتى تحرك في أحشائها، وكأنه يعترض على كلامها القاسي، وكأنه يستمع إلى كل حرف تقوله...
صوفيا: اللعنة ما الذي يحدث..

أتتها ركلة أخرى في أحشائها من ذلك الجنين، وكأنه يخبرها بوجوده، يعلمها أنه موجود، وعليها أن تهتم...

شعرت بهمس داخلها كأنه هاجس يقول:
« عليك أن لا تتنازلي عني، أنت أمي»

الأفكار تتزاحم في رأسها، والمشاعر تموج في قلبها، هل ستعاقبه بذنب لم يرتكبه، ربما يكون كل هذا هراء، ولا يوجد له شيئا من الصحة...

_ وإن كان صحيحاً فلا زال أمامي الكثير من الوقت، لقد قالت الطبيبة، أنني بصحة جيدة وكتبت بعض الأدوية، سوف اشتريها وأشتري بعض الطعام وأذهب إلى بيتي هنا..

وبعدها قد أسافر لن يعرف احد مكاني..

بينما صوفيا ترتب امورها، تفكر ماذا عليها أن تفعل؟

كان هناك في ذلك الكهف الذي عفي عليه الزمن، وذلك الفراش البالي، كان درغان يستعيد وعيه..

ينظر إلى كيڤن وهو يشعر بالوهن، بينما ذلك العجوز يتوارى..

كيڤن: صديقي لقد استعدت وعيك أخيراً

درغان بوهن: أجل يبدو أن الإصابة كانت قوية

شعرك كيڤن بالقلق مما هو أت، وهو يقول:
_ أجل لقد إكانت إصابة قوية، لقد كدنا أن نفقدك، وفعلنا المستحيل من أجل بقائك معناً

_ أشكرك يا صديقي، أعرف أنه لولا تدخلك، لكن ذلك العين أنتصر ولكني سوف أرد له الصاع إثنين

_ لما؟ لما لا نترك أمرهم ونبتعد عن أرضهم، إن لدينا ما يكفينا.

_ وأين هذا الذي يكفينا؟! هذا الكهف! تلك الأراضي الجرداء! إننا نعيش في عازة وهم يعيشون في رخاء..

_ ولكن لم نجني من محاولة الاستحواذ عليهم؛ إلا الوجع والإصابة..

_ وهل تظنني أخشى من إصابتي؟ سأستعيد وعيي، وأصبح كما كنت..

كاد كيڤن أن يخبره أنه لن يستطيع أن يعود كما كان، بينما ذلك العجوز يتبادل مع كيڤن النظرات، نظر له كيڤن وجد سرواله مبلل...

درغان: لما تقف هكذا داروس؟ ماذا بك أيها العجوز؟ هل بللت سروالك؟!

داروس: مرحبا بك ألفا لقد عدت من موت محقق؛ ولقد فعلت المستحيل من أجل إنقاذك..

_ شكراً لك، ولكن لما أنت خائف؟

_ لقد كانت الإصابة بالغة ألفا لذا إضطررت أن أكوي الجرح

_ ماذا هناك هذا شيء عادي؟

_ لكن الجرح ترك أثر.

_ أي أثر أيها اللعين ماذا فعلت بي؟

_ أنقذتك من الموت!

حاول أن ينهض من الفراش ولكن قوته لم تسعفه

داروس : عليك أن تتناول طعامك.

_أريد أن أعرف ماذا فعلت أين تلك الإصابة التي تتكلم عنها؟

نظر داروس إلى كيڤن وهو لا يعرف ماذا عليه أن يقول؟! هل يخبره بالحقيقة؟ التي قد تكون قاسية! هل يخبره أن نتيجة الطمع كانت تشوه، وإن وجهه الذي كان يتباهى به بوسامته أصبح دميم؟!

هل يخبره أن تلك الندبة قد تبقى في وجهه إلى الأبد، أخرجه من شروده، صوت درغان الذي صرخ فيه، مما ارتعدت فرائصه وهو يقول:

_ في وجهك

هنا هب درغان واقفا وهو يقول:
_ ماذا قلت أيها اللعين؟ سوف أشرب من دمك الآن سوف أنهش أحشائك بمخالبي! هل قلت أنك شوهت وجهي؟! هل قلت إنك حولتني إلى مسخ؟!

_ ليس إلى هذه الدرجة.

_ ماذا تحاول أن تبرر؟ إن الإصابة في الوجه أيها اللعين.

كاد أن ينقض عليه ولكن كيڤن أمسكه حاول ان يوقفه وهو يقول:
_ اهدأ لقد كان يحاول إنقاذك من الموت.

_ وأي موت يقارن بما فعله في وجهي.

_ لقد سألني قبلها

_ وأنت وافقت، هل وافقت على أن يشوه وجهي؟ على أن يجعلني مشوه؟ كالمسخ!

_ الجرح ليس عميق..

وسكت لم يكمل، أن الجرح عميق وبشع ويحمل شكل مخيف، قد يرعب حتى أصدقائه، ولكن لا يستطيع ان يخبره، لذا تحرك إلى تلك المرآه على الحائط، يواريها..

بينما جذبها درغان ينظر إلى وجهه البشري، الذي أصبح مشقوقاً من المنتصف من الجهة اليسرى، الجرح من فوق عينه إلى نهاية رقبته، الصدمة على وجهه درغان أكانت واضحة..

_ ما الذي فعلته بي أيها اللعين؟! سوف أقتلك، لا أن قتلك سوف يريحك، سأجعلك تتمنى الموت..

داروس تمالك نفسه وهو يقول:

_ حتى لو قتلتني، ماذا كان بيدي لأفعله؟ لقد كنت على مشارف الموت، ذلك الجرح كان مفتوح على آخره، وكان ينزف بطريقة مهولة، لقد استنزف دمك، كل ما حاولت أن أنقذك أيها الألفا وهذا كلمه شكرا التي أطلقها منك..

_ هل تنتظر مني شكرا أيها اللعين؟ وهل تنتظر مني شكرا؟ سأقتلك قلت سأقتلك..

ولكن كيڤن أسرع يحاوطه ويمسكه بطريقة لا تسمح له بالحركة في اللحظة التي فر فيها من يده وهو يتحول إلى ذئب وكما كان الجرح في وجهه، كان الجرح في وجه ذئبه هو الآخر لنهاية رقبته..

مما جعل شكله مقزز، مخيف أكثر من شكله البشري، وهو يقترب من ذلك المسن، ليعتدي عليه بينما كيڤن يحاول أن يمنعه وهو يقول:
_ كفى ألفا إننا نحتاجه في علاجك، وهناك بعض الأدوية قد تغير هذا الجرح..

لكن درغان غمغم وهو يظهر أنيابه يفتح فمه يسيل منه اللعاب على الأرض يحرك قدمه عليها كأنه يستعد لينقض على ذلك المسكين بينما كيڤن وقف في وجهه ويقول:

_ أنه الوحيد الذي يستطيع أن يعالجك، عليك أن تتريث ربما المسكين لم يفعل إلا ما في استطاعته، حاول أن ترجع إلى صورتك البشرية، حاول أن تهدأ سنجد حلا، حتى لو أضطر الأمر إلى أن نخطف أحد الأطباء من العالم البشري ليعالج الجرح.

الغضب في وجهه كان واضحاً هو يدرك أنه سيصبح مدعاة للسخرية، سيتكلم عنه باقي القطعان، هو من كان يحلم بأن يقود جميع قطعان الذئاب في المنطقة، هو الآن لا يستطيع أن يخرج من هذا الكهف…

فبأي وجه سيوجه الغابة ومن فيها، محاولة كيڤن جعلته يستسلم ليس لأنه اقتنع، بل أن جسده الضعيف لم يعد يحتمل الوقوف؛ لذا إنهار أرضاً..

في هذا الوقت حمله كيڤن على يديه كأنه ذئب ضعيف، لا يستطيع أن يتحرك ويتحرك به إلى الفراش وهو يقول:
_ حاول ان تحقن ببعض المكملات التي تسمح له باستعادة وعيه.

نظر له داروس بصدمة وهو يقول:
_ هل تطلب مني أن أساعده ليستيقظ حتى يقتلني، سوف يستعيد وعيه ولكني ساذهب الآن

_ إلى اين أيها اللعين.

_ أن هذا كان قرارك وأنت كنت تعرف قبل مني أن هذا سيكون رده؛ لذا دعني أذهب قبل أن يقوم بقتلي، وأنا لم أفعل شيء إلا مساعدته..

_ لن تذهب ولن يفعل لك شيء

_ وهل تضمن لي غدره؟ أنه يتمتع بحيلة ومكر..

_ هل تجرؤ وتتكلم عن الألفا بهذه الطريقة؟

_ ليست جرأة بقدر ما هو خوف منه!

في هذه اللحظة استعاد درغان وعيه وقال:

_ أنا أضمن لك أن لا أؤذيك.

_ حقا؟!

_ اجل ولكن…

_ أستمع إليك ألفا أخبرني ماذا تريد؟

_ عليك أن تجد علاج أن تجد شيئا يخفي هذا الجرح

_ سوف أفعل أبحث عن شيء يستطيع أن يخفف من أثر

_ يخفف من أثره هل يعني ذلك أنه لن يختفي؟!

_ آسف ألفا ولكن الجلد تم كيه

_ اللعنة عليك داروس حتى إنك لا تعرف كيف تكذب علي وأنا في هذه الحالة

_ لن أستطيع الكذب عليك وإن حاولت؛ لذا عليك أن تعرف الحقيقة وتتقبلها.

_ أتقول ان وجهي الوسيم أصبح مشوه؛ لا.

_ ولكنه مخيف.

_ ماذا؟!

_أجل مخيف أنه يخيف أصدقائك في لحظة غضبك؛ فما بالك بأعدائك؟! سوف تزرع الرعب في قلوب الجميع، حتى راكان نفسه.

استهوته الفكرة ولكن في الحقيقة هو لم يقتنع، ويعرف جيدا أنهم بحاجة لذلك العجوز الخرف، ولهذا حاول أن يداهن عله يجد له علاجا
ومع ذلك كلامه المتملق كان يرضي نزعته ونرجسيته وكبريائه المكسور حتى لو كان بوجه مشوه!!

أما هناك….

يتبع..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي