الفصل 17

الفصل 17

كان البيتا إيوان يقود المجموعة إلى العالم البشري، كانوا هذه المرة أكثر من ذي قبل..

لذا كانوا يسكنون في مبنى كامل يخصهم، وهذا ليمنع أي ثغرة قد تحدث، أي عين قد تلقط لحظة غضب، من احدهم يتحول فيها الى كائن اخر يكون سببا في هلاك الجميع...

وها هو بيتا يقسم الأدوار بينهم، من سيفعل ذلك...

ديفي: ماذا تعني؟ هل تريد مني أن أقوم بتنظيف المطبخ..

إيوان: هذا بالظبط ما أريده

_ولكن يا بيتا انا لا أعرف..

_ لكن يا ديفي عليك أن تعلم أن كل واحد منكم سيقوم بعمل معين..

_ لما لا نحضر خادمة؟!

_ هل تمزح؟ هل تريد خادمة تعرف أسراركم؟! تعرف ما يحدث لكم! هل أنت أفضل من ألفا راكان؟!

_ هل تريد أن تخبرني إن ألفا راكان كان يعيش بمفرده وبخدم نفسه..

_كلنا كنا كذلك وليس ألفا راكان فقط، اذا كان قائد قطيعك وحاكم المملكة كان يخدم نفسه، يقوم بغسل ملابسه وترتيبها وتنظيف مكانه وكل شيء...

_ انا لا اعترض

_ ولا تستطيع الاعتراض عليك ان تستمع لي، ان كنت تهاونت معك في بعض الكلام فهذا لا يعني انك ستقوم بالرد على كل كلمه اقولها

_حسنا ولكني لا احب تنظيف المطبخ

_ حسنا قم بتنظيف الملابس تنظيف الغرف قم بالطهي ما الذي تحبه وانا اجعلك تفعله

_ لا لا اريد شيئا اخر المطبخ اهون مما تقول

ابتسم بيتا وهو يتحرك اعطى لويس بعض التعليمات فانصاع له هو وغيره من المجموعة...

ولم تمر أيام حتي إطمئن على ذلك النظام، الذي اعده لهم..

وتحرك ليبحث عن اللونا المستقبلية للمملكة، أخذه الطريق إلى أحد العيادات النسائية

أخذ يسأل عن مريضة أتت منذ شهر او أكثر تدعى صوفيا، ولكنه لم يحصل على نتيجة،ورغم أنه قدم للموظفة مال كافي ليجعلها تتكلم إلا أنها أرته أسماء المرضة في الأيام الماضية..

هز رأسه وأنصرف ومن عيادة إلى أخرى، حتى أصابه اليأس فلم يحصل على أي شيء يوصله إليها...

كان يقف أمام عيادة الطبيبة ماريان، وتردد أن يصعد فالنتيجة ستكون مثل غيرها..

ولكنه جهز مبلغ كبير من المال ونزل من تلك السيارة الفارهة وهو يتحرك إليها

حاول الكلام مع الممرضة ولكنه كان يغفل أن الطبيبة تستمع إلى كل شيء يقوله، لم يدرك أن هناك جهاز موصول بين الإثنين ولأن الممرضة تذكر جيداً ما حدث في ذلك اليوم..

ضغطت علي الزر لتستمع مريان إلى ما يحدث..

إيوان بابتسامة على وجهه الوسيم وتلك البدله التي لا يرتديها إلا الاثرياء، يضع نظارة شمسية تخفي جزء من وجه، شعره السوداء جسده العضلي..

كان وسيما إلى حد أن تلك الممرضة قد تعطيه أي شيء ولكن ما أن قال:

_ هل أتت إليك منذ فترة حامل اسمها صوفيا..

سمعت مريان سؤاله ورد ڤيكي:

_ ربما ولكني لا أستطيع أن أخبرك عن أي شيء، يخص المرضى..

_انا لا اريد شئ يخصها، فقط أتت أم لا، سؤال بسيط وقد أجزل إليك العطاء

_ الموضوع لا يخص المال ايها الوسيم..

إبتسم لها وهو يقول:

_الامر يهمني ولذا قد اعطيك ما تريدين، وربما اكثر بكثير ها هل أتت مريضة تدعى صوفيا...

_ هناك الكثير من المرضى أتوا بهذا الإسم

_هل من الممكن أن تتذكري إحداهن إذا أعطيتك وصفها

وقفت مريان بباب الفاصل وهي تقول:
_ قد أفيدك أكثر، لكن عليك أن تكون صريحاً معي..

_طبعا انستي، ساكون صريحاً معك ولكن هل سنتكلم هنا؟!

مريان: بالطبع لا تفضل معي وانت ڤيكي يمكنك الاعتذار لباقي المرضى

_ حسنا دكتورة سوف أنتظر أي تعليمات أخرى منك

إيوان هز رأسه لڤيكي وتحرك خلف مريان الى حجرتها وهو يبتسم لقد وصل لخيط...

عينيه كانت تعمل كأنها كاميرا تلقط كل شيء، في الغرفه باب اخر يفضي الى حمام، نافذه كبيرة تطل على شارع عملاق، كل شيء كما يجب..

يبدوا أن كلام راكان صحيح، صوفيا تملك الكثير من المال، وإلا ما استطعت الكشف في هذه العيادة الباهظة..

اشارت له ليجلس على ذلك المقعد، وهي تجلس مكانها..

ماريان: هل تريد قهوة

_ أن لم يكن هناك إزعاج أشربها مضبوطة..

_ لا يوجد أزعاج..

لم تمضي لحظة حتى أتت العاملة تحمل القهوة، أنتظرت ان يرتشفها بالكامل وهو يقول:
_ اشكرك لقد كنت بحاجة إليها لقد مررت بيوم طويل

_ لما؟!

_ كنت ابحث عنها

_ عن صوفيا، اريد ان اعرف ما السبب الذي يجعلك تبحث عن مريضة هل تعرفها معرفة شخصية؟

_ أعرفها ولكن ليس بصورة شخصية.

_ ماذا تعني؟!

_ أعلم أنها تعاني من شيء..

_من أين لك أن تعرف؟ وهل ما أفكر فيه حقيقياً، هل يوجد بالفعل من هم على شاكلتها؟! أو على شاكلة من تحمل طفله؟! اما ان الموضوع لا يزيد عن أسطورة..

_لا استطيع أن اجزم بشيء أنا ادرس هذا الموضوع منذ فترة، آسف لم اعرفك بنفسي...

نظرت له بابتسامة كأنها تنتظر أن يكمل أخرج هويته دكتور إيوان اندرسون متخصص في الطفرة والتحول الجيني...

مريان: اهلا بك يا دكتور، لقد ظننت شيء آخر..

_ يبدوا ذلك، انا ابحث عنها لأني اظن أنني استطيع أن أعرف من خلالها أشياء كثيرة

_مثل ماذا؟!

_ربما تكون قد تعرضت لمَ يسموه المستذئبين وسماً..

_ هذا بالطبع ما رأيته علي عنقها، لقد اتت هنا منذ شهرين تقريباً

_ شهرين..

_ أجل لقد كانت خائفة مضطربة تخشى أن تكون حامل، ربما لا تعرف ممن حملت، وما أن واجهتها بما أشك حتى أنكرت في البداية..

_في البداية...

_أجل لكنها أستطاعت ان تغفلني لتهرب...

_هل تملكين صورة لها؟!

_ليس بشكل واضح، من كاميرا المراقبة..

_ حسناً أريد أن أرى صورة تلك المخلوقة، التي ابحث عنه...

هزت رأسها وهي تقلب في ذلك الملف، الذي حفظته، تحاول تكبير الصورة، حتى يراها بوضوح، لقد عرفها في لحظة..

ولولا دراسته في الجامعه وتخصصوا الأضطرابات الجينية، لما جعلها تخبره كل شيء...

_هل أت مرة اخرى..

_ بالطبع لن تاتي، لقد عرفت أنني أعرف أمرها، وما أن تأكدت أنها بالفعل تحمل جنين قد يكون غير بشرياً، حتى فرت...

_كيف ساصل لها ولجنينها الذي،يخدم دراستي في التحول الجيني وتمحور الخلايا...

_ربما تكون أجهضت حملها

ورغم أنه شعر بالحزن من كلامها، إلا أنه هز رأسه وهو يقول:

_ربما يكون هذا أفضل نحن لا نريد جنساً ثالث، أو نوعا جديداً، لكن لا اعرف كيف استطيع الوصول إليها..

_ أترك لي هاتفك، سوف أتواصل معك، أن أتت إلي مرة أخرى، ولكن عليك أن تكون قريباً حتى تستطيع أن تراها وجها لوجه..

_ سيكون هذا جيد دكتورة، لكن هل الجنين مشوه يحمل جين مختلف

_لا ولكن الوشم علي رقبتها قرات عنه منقبل..

_ شكرا لك على القهوة

_ انا التي اشكرك

_ هل استطيع أن احصل على صورة لها..

_ سوف أطبعها لك حالا..

_شكرا لك مرة أخرى...

رغم أنه يستطيع الوصول إليها، إلا أنه على الأقل يحمل صورة لها، يعرف ملامحها..

يحمل هدية قد تفرح قلب ألفا راكان

كان ينزل إلى سيارته الفارهة، رغم أنه لاحظ أن مريان تقف في النافذة، تنظر له إلا انه لم يلتفت..

فكيف يلتفت لها فهي في طابق شاهق؟! ومن أين له أن يرآها وهي في هذا الأرتفاع..

كان يرجع إلى حيث يسكن مع باقي أفراد القطيع، وهو يسأل:

_ أين ليون؟!

أقترب ليون يخرج من غرفته وهو يقول:
_ انا هنا بيتا؛ هل تريد شيئا؟!

_ أجل، أنت تخصصك حاسب آلي وبرمجة..

_ أجل

_هل تستطيع أن تعيد بناء صورة

_هذا شيء سهل

_حسنا ولكن هل تستطيع أن تبحث عن إنسان عن طريق الصورة

_ أستطيع

_ إذا أرني موهبتك..

أعطاه الصورة، وتحرك ليشرب شيء يطفئ عطشه، انه لا يحب القهوه ولكنه ارتشفها..

هو الآن يدرك أن مريان قد تفكر في شيء واحد، من اين له انا عرف كل شيء عن صوفيا؟! او عرفه انها موجودة من الأساس..

لكن كل هذا لا يهم، هو يحمل بين يديه ما يتسلح به في عالم البشري، يحمل ضبط نفس تعلمه في سنوات طويلة..

يحمل شهادة حصل عليها بجهد وتعب، وها هو يخرج لينظر إلى ليون وهو يقول:

_هل فعلتها يا بطل

_ أجل ها هي الصورة..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي