الفصل5

(5)

التراجع أفضل بكثير من أن تخوض حربا؛ ستكون في نهايتها خاسرا ! وخاصة إن كنت تحارب من أجل قلبك وضده في نفس الوقت..

هو في هذه اللحظة لا يعرف ماذا عليه أن يفعل؟ فكل ما قالته فيما مضى، إعلانها الصريح عن كرهها للذئاب! تجسد أمام عينيه، بالإضافة لنظرة الخوف في عينيها؛ جعلته يؤكد لها أنه كان يمزح..!

لكن إلى متى سيظل يحمل في قلبه الخوف من أن تعرف ماهيته و حقيقته؛ التي قد تكون صادمة بالنسبة لها..

مر اليوم وأتى غيره ما بين خوفه؛ الممزوج بالرغبة، وشعوره القوي بأنه يستطيع أن يرحل؟ ولكن هل يستطيع أن يعجل بالرحيل الاجابة.. لا !

لذا كان جامحاً متطلباً كمن يريد أن يكتفي منها، ويزرع جذور العشق في قلبها؛ حتى تأتي اللحظة، التي لا يفرق معها على أي شكل يكون؟

لكن في ذلك الوقت، كان هناك من يتربص ليس به بل بالقطيع الخاص به هناك ! تلك الحرب التي كانت بدايتها استدراجه خارج حدود مدينته وبعيداً عن قطيعه؟

وهناك "دُرغان" ألفا قطيع الذئاب الشاردة، كان يقود جيشاً كاملاً وهو يتحدث "لكيفن" البيتا خاصته:

_هل أنت متأكد من أنه ليس في المكان وبين عشيرته؟

_ أجل ألفا هو ليس هنا لم يعد! أكيد فارق الحياة!

_ لا لم يرحل يا "كيفن" لازال على قيد الحياة!

_ هل أنت متأكد؟!

_ وهل لديك شك؟! إنه لا يخلو من المكر والحيلة! يستطيع أن يعود في أي لحظة؛ علينا أن نغير عليهم و ننتهي من هذا القطيع قبل أن يعود ..

_اشاركك الرأي ،ولكن يبدو انهم يشعرون بالقلق؛ ويعرفون ما حدث! فإن لم يتصل بهم؛ سوف ينتابهم الشك، وهذا يبدو واضحا من وجود عدد كبير من الحراس، في كل الأماكن .

_ هل تريد أن تخبرني أن نعود بعد كل ما فعلناه؟! لا أظن أنني ساتراجع..

_ لم أطلب منك التراجع، لكني أتكلم بصفتي صديقك، قبل أن أكون البيتا الخاص بك!

_ أعلم ذلك "كيفن"لا تحتاج تبريرا لكلامك! ولكني لا اشاطرك الرأي؛ إن كانوا يشعرون بالخوف عليه، فستكون عقولهم غير مدركة لأي شئ أخر ! وعندها نستطيع أن نضربهم في مقتل!

_ لكنه ..

_ لم يعد! ربما يكون مصاباً أو جريحاً أو فاقداً للذاكرة؟

_ هل هذا ممكن ألفا ؟!

_ لم لا ؟... لا تنسي تلك اللعنة التي القيت عليه!

_صحيح.. هو لن يستطع أن يتواصل معهم حتى لو كان بكامل قوته!

_هذا ما أريد قوله؛ سيظل وحيداً وأنا أتابع كل المداخل والمخارج، لن أسمح له بالولوج إلى هنا! لن يستطع العودة وحتى أن وصل إلى هذه المنطقة نستطيع أن نقضي عليه...

كان وجهه ملئ بعلامات الغضب والكره تظهر عليه، وهو يتحدث عن إتفاقهم، وأشياء كثيرة سيفعلونها أو فعلوها في الماضي.

لأنهم يعلمون جيدا أن قطيع الذئاب النارية، يملك الكثير من الثروات فإنهم من المميزين في بيئتهم؛ هم اثرياء بارضهم التي تحمل في تربتها الماس، الذي يجعلهم يعيشون بثراء فاحش..

بالإضافة إلى أنهم، يختلطون بالبشر ويستطيعون أن يتعايشوا على أنهم منهم، يستطيعون أن يتاقلموا في أي مكان وبجاروا البشر في التعليم الذي يبحثون عنه، في عالم متطور،.
وليس مثلهم ! هم قطيع "درغان" الذين يعيشون على لعنة متوارثة من مئات السنين! يخشون الظهور للنور وإن ظهروا بين البشر سيكونون كالبدوي أتى من الصحراء حالا...

لذا يحقدون عليهم، يحاولون أن يسلبوهم ما يملكو! خاصة "ألفا درغان" الذي يدرك أنه أدنى بكثير من "الفا راكان" ومن والده الذي سمح له بأن يتولى زمام الأمور وهو لازال على قيد الحياة..

كل ذلك الغضب في قلبه ليشعل فتيل الحرب ؛ ولكنه لم يحارب بنزاهه بل بالمكر والخداع.

بينما هناك داخل القصر كان "البيتا ايوان" يتحرك بسرعة إلى حيث مكتب "الالفا السابق جانوا" القى التحيه وهو يقول:
_ عذرا سيدي!

_ماذا هناك "ايوان" هل تريد ان تقول شيء؟

_ للأسف.. لقد رصدت أجهزة المراقبة الخاصة بالقطاع حركة قريبة رغم بعدها عن اراضي القطيع، الا أنهم يتربصون بنا!

نظرة الدهشة على وجه "الفا جانو" جعلت بيتا يتكلم ويقول:

_أعتقد أنهم من بدأوا الخدعة هم قطيع الذئاب الشاردة!

_لكنك تقول على مسافة بعيدة عننا؟!

_ أجل ألفا هم على مسافة بعيدة.. لكنهم في نفس الوقت يضمرون الشر بنا ومتربصين لنا ، ويربدون أن يغيروا على منطقتنا، وأنت تعلم أننا حلم لهم وأن هذه الأرض الخصبة المعطاء الغنية بالكنوز أملا لهم بأن يحصلوا عليها..

ابتسامه خفيفة على وجه الفا جانو جعلت بيتا يتسائل:

_ ماذا تريد أن نفعل سيدي؟

_وهل هذا سؤال يصدر منك بيتا تكلم مع قائد الجيش واجعله يستعد بينما سأحاول التواصل مع "راكان"؟

_ حقا ؟!

_عن ماذا تسال لم أفهمك؟

-هل أستطعت التواصل معه الألفا ؟!

أبتسم له وهو يربت على كتفه:

_ تحرك "إيوان" ليس وقت إستفسار عن صديقك المقرب الآن، أنه وقت الحرب هل الكل على أتم استعداد؟

_ بالطبع سيدي تواصلت مع قائد الجيش؛ عن طريق الرابط الخاص بي، وها هو يستعد لاسوء الإحتمالات..

_وماذا عنك؟

_ انا سأقوم بتأمين القلعة والقصر الأساسي وأقوم بنقل الصغار والنساء ، بالإضافة إلى ذئاب الاوميجا لمنطقه أمنه !

_احسنت "إيوان" أحسنت يا بني عليك فعل ذلك أحمي مجموعة الأوميجا منه، وصغارنا ودع الحرب لرجالنا الاقوياء، سوف نجعلهم يندمون على اليوم الذي فكروا فيه أن يقتربوا من ارضنا!

_حسناً ألفا ولكن هناك مشكلة

_ يبدو إنك لم تقل كل ما في جعبتك.؟

_ أجل سيدي لمَ لم أشعر بهم حتى وهم بهذا القرب! هل هناك لعنة ألقيت على حواسنا؟!

هنا نظر جانو إلى البيتا إيوان وقال:

_ يبدو ان كلامك صحيح هم يستعملون شيء بعيداً عن العلم؟

_ يلجأون إلى السحر

-ربما ..أو من أين لهم بألقاء لعنة كهذه؟

_ لا أعرف ألفا ؟

_لكن أنا أعرف.. لقد تم القاء لعنة على "راكان" من قبل، حتى يفقد التواصل معنا، ولهذا لم تستطيعوا أن تتواصلوا معه أو تجدوا له أثر

_ماذا تقول ألفا؟! هل ألفا راكان بخير هل أصابه مكروه؟

_ إطمئن بيتا ..الفا بخير وسيعود سالماً، لكنه إستطاع أن يكسر اللعنة بطريقة ما !

_لم افهمك سيدي أي طريقة أستطاع ان يلجأ إليها الألفا راكان ؟ ونحن سوف نفعلها لنكسر تلك اللعنة التي تعطل حواسنا الاستشعارية..؟

_ الامر ليس هيناً إلى هذه الدرجة إيوان ؟

_ماذا تعني؟

_عليك أن تجد رفيقتك!

الإبتسامه التي ملئت وجه "إيوان" وهو ينظر إلى" الألفا "السابق والذي يعد والدا له هو الاخر وابتسامه على وجهه وهو يقول:
_ حقا هل وجد رفيقته؟ أنا سعيد من أجله؛ لقد ظننت أنه لن يحدث ابداً !

_ رغم أن الوقت ليس مناسب إلا أن كلامك صحيح، ولكن يبدو أن أستدراجه إلى ذلك المكان؛ كان له فائدة في النهاية.

هيا فليستعد الجميع ...

و لم يكد ينتهي الألفا من حديثه ؛ حتى كانت القلعة تستعد بفتح جميع الأضواء عالية الكاشفة جميع الحدود من على بعد كيلو مترات،وتلك الأشعة التي ترصد أي حركة في نطاق ثلاثه كيلو متر، وتلك الأسلحة المتطورة التي تحمل بداخلها رصاص من الفضة؛ الذي يوقف عمليه التحول لدى المستذئبين، يجعله يقف في نصف المرحلة لا هو ذئب ولا هو انسان...

كل هذا كان موجود لدى قطيع الذئاب النارية ؛ فهم ليسوا ضعاف !
ولم يعيشوا خارج الزمن، هم ارتادوا جامعات البشر، وعاشوا في أفخر المناطق واستطاعوا ان يتاقلموا، في كل البيئات المختلفة..

وهذا السبب الأساسي الذي جعل "راكان" يستطيع التأقلم مع صوفيا ويعيش حياته في سعادة..

ولكن هل سيتركه والده في هذا النعيم، بينما هم يعيشون على أبواب الجحيم!

ما أن خرج بيتا حتى كان دارك ذئب الألفا جانو يهمس إلى جاك عن طريق الرابط الخاص بينهما وهو يقول:

_" عليك العودة جاك"

_ ماذا هناك أبي؟!

_ نحن على مشارف الحرب

بصدمة حاول أن يواريها لكن في هذه اللحظة كانت صوفيا في سبات فقال:
_ أي حرب..

كان يتكلم بصوت وكأنه تناسى أنه ليس في بيئته، وليس بمفرده وإن راته وهو في هذه الحالة قد تظن أنه قد أصابه الجنون..

ولكن والده أخذ يخبره عن المعطيات وكل التجهيزات في هذه اللحظة لم يدرك ماذا حدث له..

تولى "جاك" الأمور اخذ يحثه ليفعل أشياء..

منها امساك القلم وخط رسالة لصافي تحمل في طياتها الاعتذار لرحيلة!

ولكن هل تكفي بعض كلمات لها أو حتى له ؟!

وجد نفسه يطوي ملابسه ويقف عاريا؛ يخلع ذلك الطوق عن عنقه، الذي يحمل حجراً ماسيا نادرا كان له ولعائلته مذ قرون طويلة، وضعه فوق الرسالة المكتوب فيها:

«هناك أشياء كثير لم أقوى علي قولها؟ ولكن هذه الكلمات تغفر لي رحيلي؛ إني لم ولن أعشق غيرك! أني لا أريد من الدنيا إلا أنت ِ.
وان الظروف جمعتني بك
لا اعرف كيف اخبرك ؟

ولكن عليا الرحيل على وجه السرعة، ولو كان بيدي لبقيت في أحضانك إلى الأبد؟
ارجوكي صوفي اغفري لي؟ وانتظريني سوف أعود حبيبتي .. سوف يجمعنا هذا الحجر النادر؛ أنه إرث عائلتي ، لقد سبق وشاركتني وصفة عائلتك ولكني اشاركك نفسي!

أنا راكان جانو الفا مملكة ... »».

لم يكتب حرف آخر سوى «احبك صوفيا ان استطعت العودة سوف اخبرك كل شىء، وأن لم أستطع سوف تعلمين بمفردك.. »

وتحول إلى ذئب ضخم! في اللحظة التي فتحت فيها "صوفيا" عينها تنظر له بصدمة وهي تكاد أن تصرخ بصوت مرتفع!

ولكن من يغيثها؛ وهي في مكان بعيد كل البعد عن المدينةً؟!
بالإضافة إلى أنها لا تعرف أن كانت في الحقيقة أم في حلم؟!

في اللحظه التي أخذ يتمتم بكلمات لا معنى لها في عالمها، فقدت الوعي اقترب يلعق مكان الوشم وهو يهمس بلغة غير لغة البشر..

ثم لم يجد بدا من أن يرحل، هناك من هو أهم من قلبه، في هذه اللحظه هناك ملك وأهل وأم وأب وقطيع باكمله يعتمد عليه، هو ليس مجرد رجل يسعى خلف ما يشعر به..

هو "الفا راكان" الفا قطيع الذئاب النارية، وها هو يتحرك يقاوم كل شيء؛ يضع أمام عينه هدفا واضحا يتواصل عن طريق الرابط الخاص به مع والده...

صوته الذي يعوي يشق سكون الليل! ويمزق احشاء الصمت وهو يشق طريقه على بعد آلاف الكيلو مترات.

رغم أنه يشعر بالانهاك ،الا انه بعد ساعات كان قريبا كل القرب من المنطقة في الوقت الذي طلبه والده بأن يتوقف؟

_ ماذا تقول ابي؟َ!

_ أقول لك عليك أن تتوقف؛ هم يتربصون بك، هم يريدونك!

_ وهل تظن أنني ساخاف منهم؟

_ لا أظن ذلك.. وأعرف أنك تستطيع أن تريهم نفسك وقوتك، ولكني أريد أن اخبرك شيئا! انت بمفردك هناك بينما هم قطيع والآن عليك أن تستمع لي

_حسنا أبي إنني أنصت لك، ماذا أفعل؟!

_ ستتحول إلى بشري!

_ يا إلهي لا يوجد معي شيئا لارتداءه؟!

_لا يهم

_حقاً أتريد مني أن أكون عارياً ؟!

_أجل ...

_بالطبع لا...!!

يتبع....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي