الفصل15

الفصل 15

_ هذا جيد سوف أفعل من أجل أن أنتهي من هذه العلاقة، التي لا اريدها

_ لا صوفيا عليك ان تعودي هناك من يتربص بك.

_ لن تستطيع ان تخيفني، لقد عشت سنوات طويلة دون أن يأذنِ أحد، ودون أن أهتم بمن يأتي ومن يرحل، فهل تظن أنني أخاف الآن من بضع كلمات تقولها أنت، أنا لا أثق بك..

_ رغم أنني الإنسان الوحيد الذي لا يريد إلا سعادتك..

_ كفي كذباً أي سعادة هذه التي تتكلم عنها؟ لقد كنت سبباً في تغير حالتي النفسية، وتغير سلوكي لقد أصبحت..

_ أصبحت ماذا صوفيا؟ أريد أن أعرف..

_ تعرف ماذا؟ تعرف أنني أستمع أشياء غريبة هل يعني هذا أنني سأتحول إلى ذئب..

_ بالطبع لا!

_ حقاً هل كلامك صحيح؟ إن تلك الطبيبة قالت لي:

« أنني يجب أن أخضع للحظر أنا وطفلي»

_ إياك أن تسمحي لهم بأن يحولوا لفأر تجارب، أنت لم يحدث لك شيء، لقد حرصت على أن تبقى على ما أنت عليه..

_ حقا راكان؟ هل تكذب عليا؟

_ بالطبع لا حبيبتي لا اكذب عليك، كل ما كان بيننا كان وسم، رابط يربط بين روحينا..

_ ذلك الرابط الذي جعلني أستمع إليك

_ ربما لأنك تبعدين عن المكان بضع كيلو مترات..

_ هل تعني أنني لو كنت في مكان أبعد ما كنت استطعت ان تتواصل معي؟!

_ ربما يكون كلامك صحيحا، ولكن كلما تعرضت للألم كان أحساسي بك أقوى، ولهذا أنا أشعر بك..

_ هل تشعر بي حقا؟! هل تشعر أنني رأيت كابوس من اسوء ما قد يراه أي إنسان في حياته؟! هل تدرك أنني رأيت رأس ذئب تخرج من بطني؟! هل تريد أن تخبرني أن كل هذا مجرد تخيلات وكذب وانني لن احمل في احشائي ذئب حقيقي

_ان كنت لا تصدقي يمكنك الذهاب إلى أي طبيبة، ولكن عليك أن تواري الوسم..

_ ماذا تقول؟ ماذا يعني الوسم؟!

_ ذلك الوشم على رقبتك؛ هو الوسم والرابط بيننا، هو من يجعلك تسمعيني..

_ سوف اقوم بازالته..

_ لا تستطيعي حبيبتي، ان الرابط بيننا يسري في الدم..

_ ربما لا اصدقك..

_ كيف تسمعني اذا؟ أنا لست في ذلك المكان الذي أنت به! ولا أعرف أين هو على التحديد، ولكني استطيع ان اتواصل مع أفكارك وعقلك..

_ ربما تكون مجرد جني..

ضحك بصوت مرتفع وهو يقول:

_ لست جني صوفيا، انا مستذئب..

_ لم تقل لي من قبل إن الذئاب كائنات ملكية

_ اجل كائنات الملكية، صوفيا الذئب من الدم الملكي، نحن نعيش بطريقة إنسانية أكثر من بعض البشر..

_ ألا تعيش في حظيرة او الغابة..

_ لما تظني ذلك؟ صوفيا لقد اخبرتك انني ألفا مملكتي..

_ هل تعني ان مملكتك بعض الخواص وعشش؟ ماذا تعني؟

_ اعني انني اعيش في قصر كبير ستكونين سيدتي حبيبتي

_ لن تراني مرة أخرى، لاكون سيدة قصرك اللعين، ولا اريد ان أرى وجهك راكان..

_ حقا

_ ما تتخيل أني أكذب، ربما إنتهى سحرك الذي مارسته علي، ولهذا أنا حرة في اتخاذ القرار..

_ حسنا اسمعيني

_ لن اسمعك سالقي ذلك الحجر في الجحيم، حتى لا اسمعك

_ افعلي ما تريدين صوفيا، ألقي الحجر في الجحيم في الماء، أي مكان تريدين احتفظي به في خزانة بعيدة ولكن عليك أن تستمعي إلى شيء..

_ ماذا

_ إن ما تحملينه طفلا، ليس ذئبا وتستطيع ان تذهب لأي طبيب يعينك وترى صورته التلفزيونية، لقد مر قرابة الثلاثة أشهر، هل ستقتله بعد ما نزلت بداخله الروح؟! بعد ان اصبح حي في قلبك، ألا تشعرين به؟!

_ ان كل معاناتي لانني اشعر به راكان انه ابنك

_ انه ابننا

_ سوف أجهضه

_ لا أستطيع ان امنعك ولكنك لن تقتلي حملك فقط تقتوليني انا لإنك تحملين جزءا مني

_ لم أعد أريد منك شيئا

_ أفعل ما تراه مناسباً ولكنك بذلك تساعديهم في هزيمتي، كل هذا لاني احببتك أكثر من أي شيء في هذه الدنيا، وان ترفضني انا وذئبي قد نموت..

_ ان كلامك مجرد استجداء حتى اغفر لك

_ لست انا من يستجدي الحب صوفيا، ان هناك الكثيرات يحلمن ان انظر لهن

_ حقا، ربما يكن مثلك اي ذئاب..

_ هل تدركي كم واحده في الجامعه تمنت فقط أن ألتفت إليها

_ ولم تلتفت؟

_ لم التفت الا لك؛ لم المس امراه غيرك، لم احب غيرك صوفيا.

اخذ يهمس بكلام حميم جعل قلبها يرق، ينتفض ولكن بنغمة مختلفة، والسؤال هنا هل ستغفر له؟!

وتسامحه وتبدأ معه حياة جديدة هل ستقبل به بكل اختلافه؟!

ولكن في لحظة عادت الى مخيلتها صورة ذلك الحلم الذي كان سبب في تأريق مضجعها إلى الآن..

راكان: أين ذهبت صوفيا؟ هل انت معي حبيبتي؟!

_ لست حبيبتك؛ وان كنت تريدني ان احتفظ بذلك الجنين…

_ انا اسمعك..

_ سوف اتاكد ان كان بشريا او لا

_ حسنا

_ بالاضافه الى انه ان احتفظت به لن تبحث عني..

_ وهل تريدين مني ان أموت بالبطيء

_ وما شأني أنا؟ انت من اخترت؟!

_ وهل الحب اختيار صوفيا؟

_ لا اعرف!

_ هل حقا هذا ما تريدي؟!

_ ماذا تعني؟!

_ هل حقا تريدينني ان ابتعد

_ ان كنت تريدني ان ابقى على ابنك

_ انه ليس ابني بمفردي

_ حتى لو

_ يمكنك ان تهدي صوفيا لن اجبرك على شيء، لن افرض رجولتي ونفسي عليك، فلست أنا يبحث عن فتافيت الحب تحت أقدام امرأة..

اغلق الاتصال الرابط بينهما، بينما هي تحاول ان تسمع الهمس وكأنها تبحث عن صوته..

قلبها: هل رحل؟!

عقلها: وهل اتى من الاساس حتى يرحل؟!

_ غدا سوف نرى إن كنت سوف أجهض هذا الطفل أم..

مر عليها الليل طويل مرهقا يؤرق أعصابها وهي تفكر هل تستطيع فعلا أن تاخذ قرارا بهذا الحجم؟!

هل تستطيع فعلا أن تقتل روح؟ أي كانت! فما بالك إن كانت هذه الروح ابنها أو ابنتها؟!

الوجع الذي أحاط قلبها، جعلها تنام، من هذا التعب الذي يتملك أحشائها، ويستنزف روحها، وفي الصباح كانت في إحدى الأحياء الفقيرة، ذهبت إليها حتى تكون بعيدة كل البعد عن مجال دكتورة ماريان التي استطاعت أن تعرف كل شيء عنها، مجرد ان نظرت الى ذلك الوسم

كانت تنزل من سيارتها التي قامت بصفها بعيدا عن مكان العيادة التي تواصلت معها من قبل، وها هي تسير بضع خطواته وهي تقول:
_ الآن سوف أتخذ قراري ان كان وحش على قتله وإن كان بشري، لا اعرف ان كنت سأحتفظ به أم لا، ولكن كل هذا يترتب على نتيجة هذا الكشف..

كلامها مع نفسها وكأنها تتكلم مع شخص لا وجود له، وها هي تتأكد من ذلك الوشاح قبل الدخول إلى العيادة التي تعد عادية ولكن بها كل الكماليات، التي قد تحتاجها لتتأكد مما تريد..

دخلت لتجلس امام الطبيبة التي اشارت لها الى ذلك الفراش :

_ اهلا بك روفان

صوفيا: اهلا بك دكتورة الكسندرا

نظرت لها الكسندرا بابتسامه وهي تقول:
_ كيف أستطيع مساعدتك روفان، ان اسمك جميل

_ اشكرك

لم تزيد حرفا بعد كلمة الشكر، فماذا تقول لها؟! انه ليس اسمي على اي حال، انه اي اسم استطيع ان اعلم به ماهية ما انا فيه..

تسطحت، تنتظر ذلك الكشف بالموجات الكهرومغناطيسية والتلفزيونية تنتظر نتيجة ما تخشاه، في كلا الحالتين..

ان كان ذئب، او بشري! هي تشعر بالخوف فذلك الوعد الذي وعدته لراكان، الاتفاق الضمني بينهما الذي لم يوافق عليه الى الآن يعني انها عليها المحافظة على الطفل أن كان بشرياً عليها ان تقبل به في كل حالاته..

ما دام يحمل صفات البشر، أخذت الطبيبة تحرك ذلك الجهاز على بطنها، وهي تقول:

_ كل شيء في حالة جيدة الحجم طبيعي، يبدو انك تجاوزتي الشهر الثالث..

ازدردت صوفيا لعبها وهي تقول: حقا ؟!

_ ألم تعرفي كم مضى عليك، أن هذا الجهاز يحدد كل شيء عن جنينك طوله مناسب حجمه يعد مناسبا جدا

_هل هو بصحة جيدة

_ أجل لقد أخبرتك

_ أريد أن أتأكد إن كان مصاب بتشوهات

نظرت لها أكسندرا بدهشة وهي تقول:
_ لما تظني ذلك؟ قلت لك كل شيء جيد!

_ لكني أريدك أن تجري بعض التحاليل، التي تثبت إن كان الجنين يعاني من خل أو تشوهات سواء كانت عضوية أو عقلية؟

_هل لي انا اعرف سبب خوفك وقلقك..

_هناك بعض الأمراض الوراثية في عائلتي، أخشى أن تصيبه، لقد أنجبت إحدى أفراد عائلتي طفل معوق..

_ اه ان كان هذا السبب؛ سوف اجري لك ذلك التحليل لا تقلقي، ولكن هل لو كانت النتيجة كما تخشين هل ستقومين باجهاضه؟!

_هل لديك مانع؟ ان تقومي بتلك العملية دكتورة ألكسندرا؟

_لا أنا فقط أريد أن أستفسر منك؛ إلى أي مدى قد تصلي بعد ان تعرفي أن طفلك قد يكون مصابا روفان؟!

نظرت له صوفيا مطولا وهي تقول:

_ دعينا لا نسبق الاحداث أنا فقط أريد أن أطمئن هل طفلي معافى؟

_وإن كان ما به شيء بسيط تتمسك به؟!

انتهي حوارها مع الطبيبة ها هي جلست في الخارج، تنتظر ذلك التحليل الذي أجرته لها، لقد أخبرتها الطبيبة أنه عليها أن تأتي في اليوم التالي، لتحصل على النتيجة ولكن تحت نظرة الرجاء، والاصرار في عين صوفيا، او التي تعرفها الطبيبة بروفان..

جعلها تطالبها بالانتظار أخذت ترتشف بعض القهوة وهي تشعر بالخوف، يعتصر قلبها كل لحظة..

وفي اللحظة التي طلبت منها الممرضة أن تدخل كانت تسير معها الى الداخل وهي تقول:

_ اطمئني النتيجة جيدة..

لم تدري صوفيا لما شعرت بالخوف، هل كانت تمني نفسها ان تكون النتيجة غير مرضية، لتحلها من ذلك الاتفاق الضمني الذي كان بينها وبين راكان، أخذت تستمع الى كلام الطبيبة وهي تقول:

_ لا يوجد أي أثر لتشوه لا يوجد اي شئ يدل أنه طفل غير طبيعي لذا اطمئني ابن بخير، وقد يكون أفضل بكثير من عدد كبير من الأطفال الذين ولدوا على يدي..

_ هل يعني هذا أنه سيكون طبيعيا

_ان كنت تسألي أنه سوف يمشي يتحرك، لن يمرض بسهولة هذه أشياء أقولها لك كل مؤشراته الحيوية طبيعية كسائر الأطفال في هذه المرحلة…

نظرت للطبيبه في حيرة وهي تقول:

_ هل تنصحيني أنا أحتفظ به؟

نظرت لها ساندرا وهي تترك القلم من يدها وتقول: ربما الأمر ليس من شأني ولكني أريد أن اعرف هل انت ام وحيدة

_ ليس بالصورة التي تتوقعيها ولكني ام وحيدة انفصلت عن والده وسوف أحمل مسؤوليته بمفردي فإن كان…

لم تكمل ولكن الطبيبة فهمت ماذا تعني؟ ان كان سيكون عبئا عليها فيجب أن تخبريها الآن هزت راسها وتقول:

كسندرا: سيكون ابنك قويا على غير العادة وسيكون سند لك اطمئني عليك ان تحتفظي به إلا إذا كانت حياتك لا تسمح لك بإعالة طفل..

نظرت لها مطولا ولم تدري ماذا تفعل هي لأخر لحظة تفكر بأن تطلب منها تشغل ذلك الجهاز ليفت اللحم والعظم وقومي بإستخرجه من داخلي، لكنها ما أن وصلت الى هذه الفكرة حتى انتفض قلبها وهي تهز راسها وتقول:

_ سوف احتفظ به..

_ هذا جيد بروفان اذا احتجت شيئا ساكون في انتظارك تستطيعي ان تاتي الي بين الحين والآخر

_ شكرك لك

تحركت لتخرج وها هي تصل الى بيتها تنظر لنفسها في المرآة وهي تسأل لما أخذت هذا القرار؟!

بينما هناك كان هو كأنه أسد حبيس أو بمعنى أصح ذئبا حبيس في ذلك الكوخ، يحارب أفكاره و يصارعها..

ينتظر تلك اللحظة التي قد تخبره بأنها لا ترفض شيء يربطها به

ربما لم تدرك أو تفهم كلام الطبيبة سيكون ابنك قوي..

امسكت الحجر وهي تضع كفها على بطنها تستشعر حركة أبنها

راكان: صوفيا حبيبتي هل اطمئن قلبك؟

صوفيا: ليس بعد ولكني سوف احتفظ به وهذا يعني انك سوف تبتعد عن طريقي …

راكان: لا أستطيع
صوفيا: ليس من شأني سوف أأخفي هذاالحجر بعيد عني لذا لا تحاول الوصول إلي وإلا..

كان الرد دمعة خائنة
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي