الفصل13

الفصل 13

قول والده وهو يحاول أن يجعله يسترخي

_ أهدأ يا بني..

كلمة بسيطة جعلت نيران الغضب تتفاعل داخله، وهو يقول لوالده بين الرابط الخاص بينهما:

_لا تطلب مني الهدوء يا أبي، فأنا الآن لا أريد إلا أن أهلكهم جميعاً، وأهلك ذلك اللعين الذي فكر في أذيتها

أما ذلك الذي يقوم بالحراسة لم يكن بمفرده، كانوا أربع ذئاب ولكن بشكلهم البشري، إلا أن رائحتهم تصل إلى راكان بوضوح، افكارهم كأنها كتاب مفتوح امامه، ينتظر أن يقعوا في فخ غضبه بإردتهم، فهو ليس ذلك النوع الذي يتفاخر بقوته، ولكن الغضب كان سبب جعله يفكر فعلياً في تمزيق أجسادهم….

وهاهم يقتربون من المكان، بينما راكان يجلس على ذلك المقعد يضع ساق فوق الأخرى، فكر داغر احد الذئاب الشاردة، أنه يستطيع ان يقتص من ألفا راكان، علي ما فعله بوجه الفا درغان وتعلو مكانته لدى ألفا درغان..

فهو لن يكتفي بالتلصص على القطعان المجاورة وتقصي الأخبار كأنه لا قيمة له، وها هو الآن عليه أن يأخذ مكان أفضل، وبما سوف يفعله قد يصبح "بيتا" وليس مجرد.جندي…

داغر: سوف نغير عليه، وننهي حياته؛ وقتها سنكون فرقة بمفردنا! ما رأيكم ؟!

براون: هل أنت متأكد؟!

داغر: من ماذا من أننا نستطيع ان نمزقه وتنهش مخالبنا

جراي: أنا لا أعترض فأنت قائد المجموعة

براون: ولكنك رأيت ما فعله في ألفا

داغر: وهذا هو السبب سوف نقتص منه

ماكرون: ربما علينا أن نتريث هو ليس ضعيف

داغر: لقد كان في غيبوبة، طريح الفراش وها هو يأتي مسرعاً من أجل رفيقته، وبدونها هو ضعيف نحن أقوى منه سوف نستغل أنه بمفرده ونتمكن منه سوف أحمل فروته إلى ألفا درغان

رغم نظرة التشكيك في عين ماكرون، إلا أنه لم يتكلم بينما جعل الجميع يفكرون في قراره، هم أربعة وهو بمفرده، ها هم يتحولون إلى مستذئبين، ولكنه ليس تحول كامل، لم يصبحوا ذئاب بعد…

هم بشر لكن ينبت الشعر في جسدهم بطريقة واضحة وجههم يغطيه الشعر وانفم اصبح مفلطح وأنياب بارزة ووجه به بعض البروز، كانوا يتحركون امام النافذة وهو يراهم ولا زال مكانه، كأنهم أتوا في وقتهم المناسب، ليفرغ طاقة الغضب فيهم…

ما أن حاول احدهم، أن يلج من الباب، حتى كان يفصل رأسه عن جسده، تراجع الاثنين وظل واحد بنصف عقل ينظر له بدهشة وخوف، بينما ركان يظهر مخالبه يضرب بها وجهه جراي مما ترك علامة مكونة من أربع خناجر شقه اللحم…

وهو ينظر له ويقول:

_ أمامك دقيقة لتفر، إلى حيث كنت، وإلا…

ولكن ذلك الغبي لم يستوعب، ماذا يقول راكان؟! فكان الحل من راكان أنه أنهى حياته، دون ان يرف له جفن…

نظر الإثنين الأخران تراجع أحدهما بخوف من ذلك القوي الذي لا يأخذ وقت في انهاء حياة أحد ورغم ان داغر هو صاحب الفكرة الا انه شعر بالخوف والندم علي فكرته التي سوف تنهي حياته

دفع براون بتجاه راكان وحاول الفرار وجعل الآخر يواجه غضب راكان المتاجج وهو يقول:

_ أخبره أنه إن فكر فيها سيكون موته على يدي

كان قد مزق الثالث قتله بدم بارد وبوحشية، يؤججها غضب راكان وقلقه على صوفيا وطفله..

لكن داغر لم يستطيع ان يبتعد عندم شعر بمخالب راكان أصابته إصابة بالغة في عنقه الذي اخذ الدم يسيل منه كانه صنبور مفتوح عن آخره وهو يقول:

_ أبلغ درغان رسالتي انه أن فكر في مس شعرة من رأس اللونا سيكون الموت حلم يتمناه

داغر: حسناً الفا راكان سوف أخبره بكل ما تريد، أنا لم أفكر في ايذائك..

راكان: حقاً، أيها المخنث أتكذب في وجهي

داغر: أنا

راكان: أجل أنت أغرب عن وجهي فأنا سمعت كل شئ إتفقت مع هؤلاء البؤساء عليه…

_آسف سوف أرحل

_ ولكن عليك تأخذ روفات أصدقائك معك

_حسناً ألفا كما تريد..

_ فتى جيد، الآن كما أريد، ألم تكن تفكر في قتلي لتصل لمكانة أكبر من ما أنت عليه، في قطيعك اللعين الذي يحوي اللقطاء والذئاب الضالة

_انا لم أفكر

_لم تفكر في قتلي أيها اللعين، أنا ألفا راكان من أقاتل النار يأتي مخنث مثلك، يريد أن ينتصر علي..

_لقد أخطأت

_في حق نفسك، هذا الجرح سوف يذكرك إنك عبث معي، هيا اذهب..

بينما كان يأخذ رفات أصدقاءه ويهم أن يتحرك..

راكان: إنتظر..

الرعب الذي سرى في شرايينه، جعله يلتفت لهو ينظر بخوف كأنه يخشى أن يرجع في كلامه، ولا يسمح له بالذهاب أو يقوم بالقصاص من سيده فيه…

راكان: قم بتنظيف المكان جيد من اثار الدماء ااتي تخصكم .

_ ماذا؟!

_ألم تسمع أيها اللعين ؟!

_ بلا.. بلا سمعت، سوف أفعل، كل ما تأمر به ألفا..

تحرك لينظف اثار الدماء عن المكان ويفعل كل ما أمره به ركان…

بينما راكان رجع لصورته البشرية، وتحرك يجلس على ذلك المقعد، يضع ساق فوق أخرى..

بعد أن إختفت مخالبه، ورجع وجهه بعدها إلى وسامته وأسنانه المصفوفة بعناية…

وما ان انتهي داغر فر هرباً، وهو محمل برفات أصدقائه إلى حيث قطيع الذئاب الشاردة…

بينما هناك في قلعة قطيع الذئاب النارية كان والده ينظر الى اللونا، يطمئنها علي راكان فلقد كان يتابع ما حدث فقال:

_لقد انتصر عليهم، لقد أفرغ نوبة الغضب التي تملئ قلبه سوف يهدئ ويكون بخير..

_هل تظن ذلك ألفا جانو؟!

_ ماذا تعني لونا لم افهم حبيبتي؟!

_ أعني إن إبنك لا زال غاضباً وثائراً، ولن ينطفئ غضبه حتى يجدها، حتى تسمح له بأن يقترب منها ومن طفله، حتى تسامحه..

_ وهل تظني أنها قد تسامح؟!

_لا أعرف جانو لا أعرف ان كانت سوف تسامحه أم لا..

_ لقد أخبرك أنها تكره الذئاب، فكيف لها ان تتقبل واحدا منهم؟

_ربما تعشقه؛ كما يعشقه!

_ ربما؛ ولكن هناك أشياء أن تغيرت يتغير كل شيء..

_ لمَ تفعل ذلك؟!

_أنا ماذا فعلت ..؟!

_ أجل أنت أنا أريد أن إطمئن على قلبه، وأنت تثير شكوكي وخوفي..

_ أنا أخبرك الحقيقة حبيبتي..

_ أعرف جانو أنها الحقيقة ولذا أشعر بالخوف عليه..

_عليه أن يستعيد نفسه، ويرجع كما كان قبل أن يرآها..

_لا أعتقد أنه يستطيع لذا دعه يفعل ما يريد..

نظر لها جانو بمزيج من الأفكار على وجهه، وهو لا يعرف كيف يقول لها؟! أن إبنه يجب أن يكون أقوي من الحب نفسه، فماذا يقول؟! وهو نفسه مكبل بالحب فقال:

_ إن كان حراً كنت تركته؛ ولكنه مكبل بقيادة هذا القطيع، وباقي القطعان، عليه أن يدرك أن هناك امور اقوى بكثير من…

_ من ماذا؟! من قلبه؟! ماذا بك جانو؟ هل تستطيع أن تترك قلبك جانبإ من أجل السياسة وقيادة القطيع؟!

أبتسم بخفة وهو يقترب ليضمها، يقبل منبت الشعر في رأسها ويقول:

_مع الأسف لا أستطيع أن أفكر بعقلي معكِ، لا أستطيع أن أحيد بعيني من عليك حبيبتي، أنت تعرفي مكانتك جيداً، وتعرفين أنني أحاول ان أقول له ذلك ليقوى..

_ إذا لا تقول له شيء..

رغم عدم أقتناعه فأبنه يجب أن يكون أقوى، فهو لن يقود قطيعه، بل سيقود جميع القطعان، عليه أن يدرك أن هناك أشياء قد يتنازل عنها، من أجل أن يصل إلى القمة، ولكن راكان يفكر بقلبه، ومن يلومه؟!

من مناً يجد شريك حياته؟ ويعرف أنه هو بالإسم، ويستطيع أن يتخلى عنه تحت أي مسمى.
لذي هز ألفا جانو رأسه لزوجته..

أما هو مرت عليه أيام وهو جالس هناك، وفي لحظة تمكن منه اليأس، وجد نفسه يغفو على ذلك المقعد، وكأنه لا يهتم أن أتت صحبة أخرى؛ من أجل مصارعته، لم يعد يهتم لشيء إلا أن يلوح عطرها في الأفق..

يستمتع بهمسها في خياله، يستعيد تلك الذكريات الحالمة التي تشاركها سوياً، همس باسمها

راكان: صوفيا..

فبدد الصمت حوله، ولكنه لا يدرك أن همسه بهذه الطريقة، ووضع يده على محل الوسم الضعيف، جعلها تستمع إلى صوته، مما جعلها تنتفض، وهي تتلفت حولها كأنها تبحث عنه، في ذلك البيت، الذي لا يشاركها فيه أحد..

ولكن هل تتخيل؟! قررت أن تخلد إلى النوم، علها ترتاح لقد كاد الليل أن ينتصف، وها هي في ذلك الليل البهيم تتقلب في مرقدها ما بين الرفض والقبول..

ما بين رغبتها في أن تستمع الى همسه مرة أخرى، وإن ترى وجهه العذب، وبين وخوفها من أن ترى ذلك الوجه الآخر الذي كان سبب في كوابيسها وأحلامها المخيفة..

حتى أخذها النوم، عله يجعلها تهدأ بعض الشيء، يدها التي كانت على نطفتها، جعلته يشعر بها..

إبتسامة لاحت على وجهه، وهو يغفو مثلها..

ولكنها في أسوء كوابيسها لم تتخيل أن يحدث لها هذا. كانت تشعر بألم رهيب يمزق أحشائها، شيء غريب يختالها..

فتحت عينيها بصدمة لترى بطنها تتراقص أمام عينها، بحجم مهول، وكأنها حامل في شهرها الأخير..

والأسوء ان هناك شيء يتحرك بداخل أمعاءها، لا هناك شيء في رحمها أكبر من أن تحتمله أو تتملك نفسها منه..

شيء غريب عضة اتت من الداخل، شيء يمزق أحشائها ويريد أن خرج من داخل جدار بطنها..

وهي تلوم نفسها لأبقائه في داخل من البداية، كانت تحاول ان تنظر لنفسها بدهشة، ترفع ذلك الثوب عن بطنها وهي تري يد. سوداء بمخالب طويلة وهي تخترق الجلد؛ لتجعلها تشعر بألم مميت…

وهي تصرخ صرخة بطعم الموت نفسه، وذلك الألم يسري في كل جزء فيها، تنظر لذلك الراس الأسود يخرج من داخلها بطنها،

وهي تنزف الدماء بغزارة و قلبها ينتفض لدرجة أن نبضاته أصبحت أسرع، حتى أنها كادت أن تتوقف..

وفي لحظة لم تعد تستطيع تحمل ذلك الالم، وذلك الخوف الذي يحاوطها وصرخت بصوت مرتفع..

وهي تحاول أن تجلس في الفراش عينها تنتقل على جسدها وعلي ذلك الذي خرج منها

صوفيا بألم وهي تري أنيابه البارزة ولسانه الطويل ورأسه متمركزة بين بطنها الممزق

وعيونها تبكي وشفتيها ترتجف وهي تهمس:

_اللعنة لمَ يحدث لي كل ذلك لمَ أنا دون غيري

كان العرق يتصبب على وجهها، والخوف ينبض من روحها، التي تتمزق مع التمزق أحشائها، وخروج ذلك الكائن الغريب من داخلها..

وهي تفكر وتقول: كل هذا لأني إستضفت غريب لا أعرف ماهيته، كل هذا لأني قبلت أن …

أن ماذا؟ ولكن هل قبلت أم فرض علي نفسه، أم ماذا حدث؟!

ولكن كل هذا لا يهم؟! كل ما يهمني الآن ماذا أفعل؟! بمن أستجير؟!

مدت يدها إلى جوار الفراش، وهي تقول:

_سأتصل بطبيبة ماذا ساقول لمريان؟! لقد هربت منك من أجل ألا أخبرك الحقيقة؟!

_ وها انا ألد مستذئب!

الوجع جعلها لا تشعر بالخوف بل جعلها تفكر في الخلاص..

وذلك ااجسد الذي يهم بالخروج جعلها تصرخ آآه..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي