الفصل21

الفصل 21

في اللحظة التي كاد فيها راكان، أن ينهي حياة لويس، بقلب بارد وكأنه لا يفرق معه وجوده من عدمه..

كان إيوان يدخل إلى القبو، يحاول بقدر الإمكان السيطرة على راكان وعلى غضبه، الذي يهدر في المكان وهو يقول:

_ اهدء ألفا لست أنت من ينزل إلى هذه الدرجة..

_ أن هذا اللعين يتكلم عن رفيقتي!

_ وهل تلوم عليه كلامه؟ لم يقصد قول ما سمعت، لكنه في النهاية يلجأ إليك، وأخبرك أنه يريد الأمان، فهل هذا ما ستفعله راكان؟

نظر له راكان، يحاول أن يسيطر على ذلك الغضب بداخله، بينما إيوان يتكلم معه كصديق، يحاول أن يثنيه عما يفعله، مما جعل راكان يتنفس بصوت مرتفع

وفي لحظة كان يلتفت بقوة ليصفع وجه لويس، بمخالبه القوية الحادة التي تركت أثر طفيف بينما إيوان يطالبه بالخروج..

وهو ينظر إلى لويس بتحذير، ثم تبع راكان...
بينما هناك في ذلك الكهف الذي نسيه الزمن، كان درغان ينظر إلى أحد الذئاب المرتزقة، الذي إستطاع العودة فرا من ذلك الهجوم..

الذي شنه إيوان وأتباعه عليهم، بعد أن استطاعوا أن ياخذوا لويس من بينهم...

درغان: أهلا ريڤ طمئني؟

ريڤ: لقد وصلنا اليها..

_هذا جيد أين هي؟!

_ليست معناً؛ إستطاعت الفرار.

_ما الذي تقول ايه الغبي؟ كيف حدث ذلك، كيف إستطعتم أن تصلوا إليها ولم تأت بها إليا؟!

_ لقد أخبرتك سيدي، أننا وصلنا لمكانها؛ ولم نصل إليها بشكل كامل، لقد كان هناك من يتبعها أو يحرسها

_ اللعنة عليك أيها الغبي، من هذا الذي يحرسها؟ هل ترك راكان كل شيء ليقوم بحراسة محبوبته؟!

_ لم يكن ألفا راكان، بل كان بيتا إيوان.

_ إيوان ذلك اللعين، سوف اريه نفسه

نظر له ريڤ بأستخفاف مستتر، عقله يقوله ما الذي يقوله ذلك التافه، لو كنت تستطيع ما كنت لجأت إلينا ويتساءل ما الذي يستطيع أن يفعله في إيوان؟

أنه عملاق إستطاع بسهولة، أن يسيطر على لويس، بكل قوته وإن يغرز مخالبه في رقبته؛ ليجعله يقف في المنتصف لا يستطيع التحول..

كان ريڤ يتابع كل شيء، وما أن وجد الأمر يخرج عن السيطرة، حتى توارى وجعلهم لا يروه، ويكون مثل من قضوا عليهم

_ لما أنت صامت أيها اللعين، هل تريد أن أسحب الكلام من على لسانك؟!

_بالطبع لا، لكن..

_لكن ماذا قل كل ما حدث والا قمت بتمزيقك..

_ أنا آسف ألفا، لكن تلك التي تبحث عنها، اسرعت بالفرار ما أن طلب منها البيتا ذلك، كما أنه أخذ لويس، لست أدري إلى أين؟

_وماذا أيضا؟!

_ أستطاع أن يقتل مجموعة منا، ولكن هناك من فر بالفعل، ربما كان يتبع تلك البشرية..

_ حقاً

_أجل سيدي.

_ هذا جيد؛ خبر مفرح أخيرا! من هو الذي إستطاعت الفرار؟

_ جوش الأسود.

_ أنه ذئب شرس، سيحصل على مكافأة كبيرة مني أن فعل؛ اما ذلك اللعين لويس، سوف أفعل به ما يستحق..

_ لكنه حاول وأستطاع بالفعل أن يتتبع رائحتها..

_وماذا فعل بعد أن تتبع رائحتها؟! تركها تفر! وبقى هو في حوزتهم! وأنت أتيت هارباً، من الجميع تخبرني بما حدث..

_ألا يهمك أن تعرف ما حدث ألفا درغان؟!

_ بلا يهمني، ولكن يهمني أكثر أن تأتيني بها، انا لا أدفع مالا مقابل لا شيء، انا لا أدفع مالا مقابل هذا الفيلم الهابط الذي تحكيه لي..

إقترب منه كيڤن وهو يهمس عبر الرابط الخاص بينهم، يطالب درغان بالهدوء وهو يقول:

_ لازلنا نحتاجهم..

_ أن ذلك اللعين لم يفعل لي شيء.

_ لا عليك سوف يفعل ما تريد، ولكن دعهم الآن يشعروا أننا أستسلمنا..

نظر له درغان وهو يقول بصوت واضح:

_أنا أرى ذلك أيضا، ولكني لا أعرف إلى متي أتركها إلي أن تضع ذلك الجنين؟!

تدخل ريڤ وهو يقول:

_ربما تبعها جوش وإستطاع أن ينهي حياتها..

_ ما الذي تهرتل به أيها اللعين؟! من هذا الذي سوف ينهي حياتها؟ إن مس شعره منها، سوف أقتلع قلبه بمخالبي..

_ لكن ألفا أن مهمتنا أن نأتي بها أو ننهي حياتها..

_من الغبي الذي قال لك ذلك؟!

_لم يقل لي أحد.

_ إذا أنت الغبي، الذي فكر بنفسه، ومن سمح لك أن تفكر؟ أنت مهمتك أن تبحث عنها، وتتتبع الأثر فقط، ثم تاتوني بها..

_ حسناً لكنها رفيقة ألفا راكان، ألم تكن تريد قتلها ليتألم؟!

_ أنا الآن أستطيع أن أقتلك أنت حتى اهدأ، فأنت تثير غضبي ايها اللعين، بهرائك الذي لا معنى له...

تدخل كيڤن ليقول:
_ تحرك الآن ريڤ يمكنك أن ترتاح، وتحصل على بعض الطعام، سوف نحل هذا الأمر في وقت آخر

_ كما ترى بيتا.

أنصرف ريڤ، مع أحد ذئاب الأوميجا، الذي يعد مسؤولا عن الطعام، ليطعمه بينما كيڤن ينظر إلى درغان، وهو يقول:

_ اهدأ درغان، أن كل ما تقوله، يزيد الأمر سوءاً، عليك أن تهدأ سوف نصل إليها..

_ وكيف ذلك؟!

_ كما وصلوا إليها من قبل..

_ ولكنهم استطاعوا أن يحصلوا على لويس..

كيڤن: أن هذا يقول شيء واحد، أن راكان يعلم ما تفكر فيه، ولذا عليك ان تهدأ حتى لا نجده أمام الكهف يطالب برأسك

درغان: عليه أن يأتي

_كفى درغان لا نريد أن نخسر الحرب قبل أن نبداها، وأنت أكثر من يعلم أن راكان في غضبه، قد يقاتل قطيعاً بأكمله..

_ هل تريد أن تغضبني أكثر كيفن، عليك أن تصمت لمَ تمدح ذلك اللعين أمام عيني.

_ لا أمدحه، لكن أنا عينك التي ترى بها هل تريد مني أن أخدعك أم أضلك؟! اننا جميعاً نعرف قوته، وأنت أيضا تملك من القوة الكثير، وتملك من المكر والحيل ما لا يملكه هو او غيره..

_ أجل أعلم ذلك..

_ ولكن العقل والحكمة يقول لنا نهدا وكاننا لسنا نحن من وراء هذا الأمر، حتى ان بلغه ما حدث..

_ وهل تظن أنني أخاف إن بلغه ما حدث، ليذهب هو وقطيعه إلى الجحيم..

_ يبدوا أن الغضب يعمي عينيك صديقي، علينا أن نتريس عليك ان تهدأ، انت تريد تلك البشرية لتساومه عليها، وهو يريدها لأنه يعشقها بالإضافة إلى أنها تحمل طفله، والآن كل ما أنفقناه من مال لم نحصل منها على شيء..

_ استطاعت الفرار وكانوا يحموها..

_ إذا فهو ليس غبياً ليترك نقطة ضعفه مكشوفة للعيان، دون حماية..

_كلامك صحيح كيڤن

_ لهذا ارسل مجموعة كبيرة من قطيعه ليعيشوا في المدينة..

_ليس لهذا الأمر..

_ ماذا تعني درغان؟!

_لقد ارسلهم ليتعلموا في الجامعة وأرسالهم ليزيداد قوة على قوتهم..

_هو يملك من المال الذي يجعله يستطيع تعليم قطيعه بالكامل..

_ ونحن نصارع من أجل أن نحصل على قوتنا هو عاش مرفهاً طول عمره، وانا عشت في الذل طول عمري..

كفي درغان دع الماضي يذهب لا تفكر في تلك الأيام التي فررنا فيها من الصيادين لنعيش في الخلاء دون ان نملك شئ..

_ يجب أن أفكر في الماضي، لأني لن أتركه يكمل على هذا المنوال، لن أبقى أنا وأولادي في هذا المكان، بينما يعيش هو في قصر، ويملك في العالم البشري منازل وقصور وشركات..

_ ماذا سنفعل أن أرضهم خصبة وأيضا قاسية لا تنسى أننا هزمنا في كل محاولة حاولناها

_ لا تقول هزمنا، سوف نحاول مرة أخرى، الآن لقد أنتشر الظلام، وأنا أريد أن اغفو بعض الوقت..

_هل ستنام حقا؟ ام ستبقى لتفكر وتتعب نفسك؟!
أن لم أفكر سوف أموت، أن كل يوم يزداد كرهي له وحقدي عليه، واكبر دليل علي ذلك وجهي الذي شوهه..

أنهي كلامه وتحرك إلى الداخل، يجلس في الظلام يفكر في ما مضي وآه منه..

في حين كانت صوفيا إلى الآن؛ لا تعرف ماذا عليها أن تفعل؟ هل تتحرك بسيارتها؟ هل تبقى بداخلها؟ تنتقل في ارجاء المدينة!

لكن إلى متى؟ لما عليها ان تفعل ذلك؟!

وجدت نفسها تتاكد من وجود هويتها لتتحرك إلي فندق فاخر لا يدخله الا الاثرياء ولذي يحظي بحمايا مناسبة

وقفت تجرب حظها في ان تجد غرفة فارغة..

بعد وقت كانت بداخلها، تتحرك فيها وتنظر من شرفتها، التي تعد علي ارتفاع شاهق، إبتسمت فهي في أمان

صوفيا: اخير سوف انام لقد مر بي يوم طويل...

عليها أن تترك جسدها المنهك ليرتاح، وها هي تتحرك لتجلس علي الفراش، وهي تحرك كفها علي جنينها، كأنها تتواصل معه، أو تحتاج إلى من يشعرها بأنها ليست بمفردها...

بعد قليل كانت تتحرك لتاخذ حمام دافئ، ينعش حواسها، وترتدي تلك الملابس التي طلبت منهم، أن يرسلوها إلى جناحها..

وها هي تآكل شيئا يسد جوعها، تترك للنوم مجال لياخذها، ولكن كان نومها تتخلله أحلام مزعجة، بل مرعبة!

ذئاب تطاردها؛ وهي تركض في غابة لا تعرفها، وأنياب ومخالب حادة تظهر امامها في كل مكان...

نهضت تجلس في فراشها وجسدها متعرق، وهي تتلفت حولها لتتأكد أين هي؟!

جلست لبعض الوقت، وبعدها لم تجد بداً من النوم، فهو الوحيد الذي قد يريح جسدها المنهك، وأعصابها التالفة..

لكن بعد وقت شعرت بشيء يحدث بجوارها، هناك من يتحرك داخل الغرفة مصدراً صوتاً غريب، صوتا أزعجها، جعلها تنهض من النوم..

اخذت تتلفت حولها، حتى إعتادت عينها على ذلك الظلام، لكنها لاحظت عين حمراء كانها جمر! تنظر لها بحدة.

مما جعل الخوف يضرب بقلبها، جعلها تتراجع في الفراش، وهي تنظر لذلك الذي يقف في الجهة الاخرى من فراشها، وعينه تتألق كأنها من وهج..

وفمه الكبير تظهر منه أنياب بارزة، حادة بيضاء اللون، مناقضة لشعره الأسود..

صوفيا: من انت؟ ماذا تفعل هنا؟ ما الذي تريده مني؟!

كانت تسال أسئلة كثيرة، وهو يتقدم من جسدها المرتجف، وذلك اللعاب يسيل على الفراش، وما أن هدر حتى أدركت انه ليس إنسان بل ذئب!

صوفيا: اللعنة ماذا تفعل هنا؟! كيف دخلت؟ كيف عرفت مكاني؟!

سمعت إلى صوت رغم أنه غير بشري، إلا انها فهمته وهو يقول:
_ تتبعت الرائحة..

_ماذا تقول أي رائحة تتكلم عنها...

_رائحتك انت..

تملك منها الخوف، وهي تراه يقترب من الفراش، تحاول أن تتراجع في اللحظة التي قفز فيها لتحط مخالبه على كتفيها...

وهو يغرز مخالبه أكثر في لحمها يمزقه، مما جعلها تنزف بغزارة، وهو يقترب بأنيابه من رقبتها؛ ليغرز أنيابه فيها...

خرجت من فمها صرخة ألم شقت سكون الليل؛ لتمزقه ومعها انتفض قلبها لتسقط، في تلك الهاوية تفقد الوعي أو تفقد الروح..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي