الفصل28

الفصل 28

كان يتحرك بسرعة رهيبة، يحاول أن يخفي أي أثر لها حتى لا يستطيع احد منهم ان يصل إليها، في الوقت الذي كان يطلب من إيوان أن ينهي كل ما يخصها، على نظام الفندق..

أن يخفي أسمها وأسمه من أسماء النزلاء، ويمحي بياناتها من النظام، ام هو وضع شئ، بين طيات الفراش وتحرك، ليحمل حقيبتها التي لا تحوي الكثير...
فهي من فرط ما اعتادت الهري كانت تحمل القليل من كل شئ...

بينما هو كان يقفز ليجدها في المنتصف، تشعر بخوف وقلق وما أن رأته حتي أسرعت تلقي بنفسها في حضنه...

وكأنها لم تتوقع أن يعود، أو كانت تخشي من أن يتركها، تواجه صيادين لا تعرف ماذا قد يفعلوا بها؟!

أما هناك في جناحها، ما أن فتح براون ذلك الصياد الباب، وهو يشعر بالقلق، من أن يكون ذلك المستذئب قد إستطاع الفرار فالباب مفتوح وهو متأكد من أنه كان موصد...

ميثر: ألم أقل لك، علي أن ابقى هنا؟

بروان: هل رأيت أحد يخرج من الباب؟

_ لست ادري ولكني كنت أنظر الى الطريق، وإلى الباب في نفس الوقت.

_ هل تعني أنه قد يكون خرج ولم تراه؟

_ يبدوا أن هذا ما حدث!

_ اللعنة كيف ذلك؟ كاد أن يخرج ليجد أن هناك شيء يشتعل..

براون: ما هذا؟ ليس هين هذا المستذئب!

ميثر: ماذا تعني؟!

_ اعني انه ليس مجرد. مستذئب بل ألفا، يعرف ما يفعله ولو كنا دخلنا وهو موجود كان رده سيكون قاسي..

_ هيا لنخرج

_هل شعرت بالخوف ميثر انه ليس هنا

_ولكن ذلك الرزاز الذي نشعر به يحمل فخ...

_ أعتقد أن كلامك صحيح..

لم يكاد ينهي كلامه، حتي كان ذلك رزاز الذي نثره راكان في المكان، يشتعل وجعل اشتعال النار سريعاً

مما جعل إنذار حريق يصدر صوتاً مزعجاً، وفي هذه اللحظة أصبح كل من في الطابق يخرج من جناحه...

يتدافعون مما جعل بروان لا يستطيع الخروج، من جناح صوفيا وها هي النار تشتعل في ملابسه....

ميثر: يا إلهي قف سوف اطفئ النار

بروان: لو أمسكت ذلك اللعين بيدي سوف أخرج قلبه بيدي..

ميثر: نطفئ النار أولاً قبل أن تحرقك..

بينما صوفيا تنظر إلى راكان بدهشة، وهي متأكدة من أنه السبب، في ذلك الحريق، حتى يستطيعوا الخروج من الطابق والفندق بأثره دون شك...

راكان: هيا بنا

_ إلى أين؟

_سوف نتوه وسط الجميع.

_ولكن سوف يعرفون إسمي.

_ لا اعتقد،، ارتدي ملابسك.

وضع حقيبتها أمامها لتنقل نظرها ببنهم بدهشة وهي تقول:

_ ماذا تعني بأنك لا تعتقد؟ أن الغرفة بأسمي

‌_هم لن يستطيعوا أن يستدلوا على شيء، من موظفين الفندق، بالإضافة إلى أن نظام البرمجة لدى الفندق تم اختراقه، من قبلنا..

_هل تمزح؟

‌_ بالطبع لا، لقد أخبرت إيوان، أن يجعل ليون يفعل ذلك..

_ متى ذلك؟ لم تتصل به!

_لكن هناك رابط بيننا، هل نسيت إني مستذئب..

_ لم استطيع النسيان، حتى لو اردت.

_ليس وقته بالتأكيد لن تنسي الآن

كان يتكلم وهو يجمع ما يخصه وخاصة تلك اللوحة التي رسمها برادلي لصوفيا تحت نظرات الدهشة من عينها ...

جذب الحقيبة بيده، بعد ان علق فيها حقيبة صوفيا، وحاوط كتفها بذراعه وكانه يحميها، من ذالك الحريق الذي تسبب هو فيه....

راكان: هيا بنا...

بينما الموظفين يحاولون السيطرة على الحريق، يطلقون تلك المادة البيضاء، لتحجم النار..

في اللحظة التي كان فيها براون يلف يده بمنشفة مبللة، بعد أن أصابه الحريق...

اما راكان كان يتحرك بسيارته، بعيد عن المكان، بينما صوفيا متقوقعة على نفسها في مقعدها، تنظر عبر الزجاج، وهي تفكر في تلك المغامرة التي عاشتها منذ لحظات والتي كادت ان تفقد فيها حياتها....

ان ذلك الجالس بجوارها رغم كل إختلافه، لم يفكر في نفسه أو يخاف على حياته، وخاصه بعد أن أخبرها أن تلك عشبة تعني الموت له وللمستذئبين أمثاله...

ومع ذلك وضع حياتها أمام عينه، لينقذها من ذلك الصراع، الذي لم يكن لها ان تدخله من الأساس..

فكر في كل شيء ليمحي ويطمس هويتها، حتي لا يستطيع احد منهم الوصول اليها، ورغم كل ما فعله لم يفتح فمه...

أو يخبرها انها السبب فيما يعانيه، لم يفعل شيء سوي حمايتها من هروبا فهل ستلقي معه هل ترضخ للواقع انه امانها....

كان يتحرك بالسيارة بسلاة وهدوء وفي لحظة، استمعت إلى صوته يبدد الصمت، من حولهم وهو يقول:

_ هل أنت بخير؟ هل تشعرين بالم؟

_انا.. لا اعرف

_ ما الذي لا تعرفيه صوفيا؟ هل هناك ما يتعبك؟ هل طفلنا بخير؟

نظرت له بطرف عينها، لم ترد فماذا تقول له؟ أنا نفسي لا أعرف! أن كنت بخير أم لا..

ماذا أقول لك عن طفل، أصبحت أخاف من قدومه اخاف منه وعليه..

راكان: لا تخافي من طفلك صوفيا، فهو سوف يكون سنداً لك...

صوفيا: كف عن قراءة أفكاري راكان.

_ لم تكن قراءة الأفكار، بقدر ما هو توقع لما تفكرين فيه، أنت الان تحتاجي للراحة والهدوء..

_وأين هي الراحة والهدوء راكان؟! انت تدور بالسيارة منذ فترة تدخل من شارع وتخرج من الأخر..

_ماذا تعني؟!

_انك تحاول الهروب منهم، وتخشي ان يكون هناك من يتبعك.

_هذا صحيح...

_إلى متي سوف نظل نتحرك بالسيارة؟

_سوف اخذك الى بيت قريب من هنا.

_ في عالم البشر؟!

ابتسم وهو يقول:

_ هل تظني يا صوفيا أننا نعيش في عالم من الجحيم؟

_في الحقيقة لا اعرف أين تعيشوا؟!

_ نحن نعيش في العالم البشري..

_بالتاكيد لا، انت تمزح..

_إن كنتِ تعني المملكة، هي في مكان قريب من هنا، ولكننا في العالم البشري، كل شيء متاح هواتف إنترنت إرسال هوائي وأرضي...

التفتت له تنظر بعدم تصديق...

راكان أبتسم لها بمحبة وهو يقول:

_كما سمعتي صوفيا، كل ما يخطر علي بالك موجود لدينا، نحن في هذا العالم، ولسنا في عالم موازي، ولكن مما اراها إنك متعبة...

صوفيا فعلا فلم انام بسببك

ابتسم علي ما قالته،لقد لاح في خاطره، كيف قضي الوقت في حضنها، وقال:

_سوف تأخذي ادويتك وتشربي شيء دافئ ثم تخلدي للنوم...


ربما من فرط ما رأوا سوياً لم تستطيع أن ترد، ولم يكن لديها طاقة لتتكلم، كانت تكتفي بالنظر أمامها، ويدها تتحرك على بطنها وكأنها تتواصل مع جنينها

راكان: سوف تكونوا بخير.

_هل انت متاكد

_بالطبع حبيبتي؛ لن اسمح لأحد أن يمس شعرة منك.

_ لقد قلت ذلك من قبل.

_أنا لا أقول كلاماً جزاف، إن لم أكن أستطيع فعل ما اقوله ما كنت نطقته.

_حسنإ راكان أريد أن أسالك سؤالاً وتكون صريحاً معي، هل لو كنت بمفردي؟ في مكان كذلك الفندق، كانوا بحثوا خلفي او حاولو قتلي.

_ لا.

_هل تتبعوا رائحتك أنت؟

_ ربما.

_لا يوجد ربما راكان، عليك أن تعطيني أجابه واضحة؛ هل تتبع رائحتك أنت؟ ام رائحتي؟

_ انا تتبعوا رائحتي انا يا صوفيا

_ حسنا ألفا راكان لمَ علي أن أعيش هذه الحياة؟ هل لو كنت مكاني كنت رضيت بها؟!

_ لا أعلم!

_ ومن يعلم؟!

_ربما لو كان قلبك في الميزان؛ ربما لو تشعرين بما أشعر به ما كنت سألتِ هذا السؤال!

_ ربما لو كنت بشرياً؛ ما كان حدث كل هذا؟

ابتسم بسخرية محمله بالوجع، وهو يوقف السيارة أمام ذلك المنزل، نظرت إلى المكان الذي يعد فارهاً فيلا محاطة باسوار وأشجار مرتفعة

علي مساحة واسعة، من يراها من بعيد، يتمنى أن يلج من أسوارها ولكنها لا تعرف اين هم بالتحديد؟!

وماذا تفعل هنا؟!

نزل من السيارة وفتح لها الباب، ينتظر أن تنزل، ولكنها لم تستطيع كانت أطرفها ترتعد ومن يلومها؟

أن ما شعرت به من خوف، يكفي لأن تنهار نفسياً وجسدياً..

وجد نفسه يحاوطها بذراعيه ويحملها كأنه يحمل طفل..

صوفيا: أنزلني أنا ثقيلة..

_ من قال لك ذلك؟!

_ لقد ازداد وزني بفعل الحمل!

_ لم أشعر بذلك، ونحن معلقون في الطابق العشرون...

_ لا تذكرني راكان فانا أموت من الخوف بمفردي...

_ سلاماتك من الموت حبيبتي

_ هل انت متاكد اننا في امان هنا؟!

_ بالتاكيد؛ هنا تستطيعين ان تغفي وانت مطمئنة، سوف اعد لك شيء لتشربيه...

كان يدخلها إلى جناحه وفي الطريق لمحة صورتها علي احد الجدران واخري في الممر

وضعها في الفراش وهي تنظر الى تلك الصوره الموضوعة امامها، انها صورتها قبل أن تغير شعرها..

نظرت له بإستفسار كانها تسأل كم صوي لي لديك؟!

صوفيا: ألم تكن هناك واحدة في الفندق، وحملتها في تلك الحقيبة التي وضعها في سيارتك.؟

_ القليل منك قد يساعدني على ان أكون هادئاً؟!

حاولت أن تواري تلك الدهشة التي تشعر بها، مع ذلك لم يبقى تركها في الفراش...

وتحرك الى الطابق الأرضي، يصنع لها بعض الشطائر وشيء دافئ لتشربه..

نظرت إلى ما يحمله بدهشة

راكان: لمَ تنظرين إلى هكذا؟!

_ لم تتأخر!

_ربما لأن كل شيء يعد جاهزاً

_ هل كنت متوقع أن أتي معك؟!

_ لا ينتابك الشك، لم اتوقع في اغرب احلامي، أن أتي بك إلى هنا او حتي أقترب منك لنهل من نبع عشقك.

_ماذا تعني؟!

_لقد مرت الأيام وانا أستمع إلى أنفاسك أتبعك كضلك ولم اقترب، واللحظة التي فقدت السيطرة حدث كل هذا، انا أعرف ما تفكري فيه .

_وما الذي افكر فيه؟!

_ لم افتعل ذلك الموقف بكل ما فيه، من أجل أن استدرجك إلى هنا، لأني بكل بساطة لو كنت أريد أن أتي بك إلى هنا ما كنت تستطيعين منعي..

_ لا تكلم بثقة راكان

_حسناً لونا لن اتكلم، الآن تستطيع ان تاكل شيء..

_لا اريد طعام..

اكتفت بأن شربت ما قدمه لها، وجدت جسدها يسترخي

وضع عليه الغطاء وتركها لتنام

‌ تركها في جناحه وتحرك إلى حيث ينتظره إيوان الذي ينظر له بصدمة، لا يعرف ماذا يقول له، كيف استطاع الصيادين أن يستشعروا رائحته، وكيف رتبوا لأن ينهي حياته وحياة من معه..

وإن دلت هذا على شيء، فإنه يدل على أن صوفيا في خطر، وإن ما تحمله قد يكون سبباً لوفاتها

إيوان: لقد طمسنا كل شيء يدل عليها

_ هذا جيد
_ليس جيد بما يكفي راكان هناك ثغرة يجب ان نغلقها، علينا ان نحميها..

_ هل تظن انها ستبقى هنا؟!

_ ماذا تقصد راكان؟ هل ستعاود الفرار مرة أخرى؟ بعد كل ما حدث!

_ هذا شيء أنا متأكد منه، لن تبقى أنا اعرفها اكثر مما أعرف نفسي..

_ ماذا علينا أن نفعل؟! لمنعها من الفرار.

_لا أعرف!

_ هل..

وسكت إيوان ولم يكمل، نظر له راكان بغضب وهو يقول:

_هل جننت ما الذي تفكر فيه؟!

_ أنا أحاول أن اجد حلا لهذه المشكلة..

_ إن كان هذا الحل، فاحتفظ به لنفسك، بالتأكيد لن اسمح به، ولن أقبله أياك أن تفكر فيه...

_ حسناً ألفا لا تغضب، ولكن ماذا علينا أن نفعل لنمنعها من الرحيل؟! ونمنعها من الهروب! ونحافظ عليها من ذلك الخطر الذي يحيق بها وبنا..

_لا أعرف...

صمط لبره ثم راجع وقال:

_ ولا يهم أن أعرف الآن، المهم أنها هنا وانها في أمان...

يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي