الفصل20

الفصل 20

في الوقت الذي كانت فيه صوفيا تهرب إلى المجهول، ياخذها إلى مكان غريب، لا تعرف إلى أين هو؟!

عقلها يبحث بين خلاياه عن مكان مناسب، ولكن السؤال الأهم منِ منْ تهرب؟!
من راكان؛ أم من اعدائه..

لكن في الحقيقة هي تهرب من نفسها! ومن حملها؛ ومن البشر! فماذا عليها ان تفعل؟!

صوفيا: اللعنة على كل شيء..

خرجت الكلمات من بين شفتيها، وهي تنظر أمامها، تخشى أن تتوقف بسيارتها، حتى لا تجد احد منهم بالقرب منها..

شعرت بتقلصات في أحشائها، عينها يسيل منها الدمع، وهي تقول:

_ كل هذا لأني أحببت غريباً لا أعرف ماهيته! كل هذا لانني احببتك راكان، كل ما أعانيه الآن بسببك...

اتها صوت من داخلها وكأنه يحاول أن يخفف عنها

_ربما بسببك؛ لما لا تعطيه فرصة؟!

ردت علي نفسها:

_ أي فرصة تفكر فيها يا صوفيا اي فرصة قد أعطيها له، هل تريدي أن تعيشي معه وهو بهذه الحالة...

لمَ علي أن أعيش مع الذئب أي أن كان شكله البشري؟!

اخرجت انفاسها وهي تخبط بيدها على مقود، بعد ان أوقفت السيارة في مكان مخصص لذلك...

وهي تفكر عليها أن تبحث عن شقة أخرى أم تهرب من البلد بأكملها..

ولكن إلى أين قد يأخذها الهروب...

أما هناك كان برادلي يأخذ لويس إلى حيث يقيمون في ذلك البيت، أخذه إلى القبو، دون ان يشعر به احد.

حاول لويس أن يتخلص من ذلك القيد، الذي يقيده به برادلي...

الا ان برادلي لكمه في وجهه، وهو يقول:

_ من الأفضل لك أن تهدأ، حتي لا تستدعي أسوء ما بي..

_ أنا لم أفعل شيء..

_ كل هذا ولم تفعل شيء، فماذا سيحدث أن فعلت؟!

_ أنا لم أكن أعرف أنها...

_ لا تكذب نحن جميعاً سمعناك وأنت تتكلم مع اللونا، ان كنت تخاف من درغان...

بالفعل اخاف هو ماكر ومخادع ويقتل والده وليس أنا.

إذا عليك ان تخشى من ان يعرف ألفا راكان بما تفكر فيه ومحاولتك خطف اللونا وتوريط نفسك في..

_ أنا لا شأن لي بهذه القصة

_ لا يهمني انت من فعلت بنفسك كل هذا، والعقاب سيجعلك تتمني الموت....

حاول أن ينهض وهو يقول دعني اذهب برادلي..

وكان رد برادلي صفعة قوية جعلت وجه لويس ينزف، ويرادلي يكشر عن أنيابه، يرويه مخالبه تظهر وكأنه يخبره أنه في طور التحول...

_انا في مرحلة التحول أياك أن تستفزني...

_ لا بأس لا بأس لن أتحرك سوف أبقى في مكاني، عليك الهدوء...

نظر له بأستخفاف وهو يتحرك ليخرج من القبو...

بينما هناك كان راكان يقف تغلفه الدهشة، وإبتسامه تداعب شفتيه، وهو ينظر إلى تلك اللوحة التي رسمها برادلي لحبيبته بإتقان وكأنه يجسدها حية..

كاد أن يتحرك إليها ليداعب خصلاتها المتناثرة حول وجهها الفاتن، وعينها التي تحمل في داخلها بحر قد يتوه فيه...
راكان: حبيبتي أشتقت إليك

أخذ أنفاسه كأنه يستنشق عطرها، الذي لا وجود له في هذا المكان، لكنه يشعر ان هناك جزء منها يشاركه حتى في انفاسه...

عقله ذهب إلى أن هناك أمل:

_ لقد استطاع إيوان أن يأتي بصورتها؛ اذا فقد استطاع ان يصل إلى أحد الخيوط...

صمت لحظة وهو يمعن النظر للوحة ورجع ليقول:

_لكن لمَ لم يخبرني يبدوا أن الخيوط قطعت قبل أن يصل...

في اللحظة التي دخل فيها برادلي، وقف مكانه ينظر الى الالفا بمحبة صادقة وهو يقول:

_مرحبا بك ألفا راكان، لم نكن نعلم بأنك قادم إلينا..

_مرحبا بك برادلي، كيف فعلت ذلك

_ كل ما فعلته، أنني حاولت أن افعل شيء قد يسعدك

_ولقد أسعدتني بالفعل برادلي، أحسنت يا فتى

_ أن اللونا المستقبلية جميلة ألفا أتمنى ان تعود إليك...

_وأنا أيضا اتمني ذلك...

_ لقد كانت معنا منذ لحظات..

_ ماذا تقول؟ كيف كانت معكم؟!

_ لقد كاد لويس قائد المرتزقة ان يصل إليها

_ اللعنة؛ ما الذي تقوله أين هي؟!

لا أعرف ألفا

كيف لا تعرف يا الفتى،ألم تخبرني إنك كنت معها الآن؟ ألم تقول إنك رايتها بعينك؟!

_أجل ألفا لكن لويس..

_ كيف أستطاع لويس أن يصل إليها؟ وأين هو ذلك اللعين؟

_ أنه هنا

_ هنا! ماذا يفعل هنا؟!

_أخذته بأمر من البيتا من أمام سيارة اللونا، ولقد امر بأن يبقى في القبو إلى أن يعود بيتا إيوان..

_إيوان وأين هو؟!

_ أعتقد أنه يقوم بتأمينها ويطالبها بأن تهرب، فلم يكن ذلك اللعين بمفرده..

إلتقط أنفاسه وهو يشعر بالراحة فوجود أيوان معها يجعله يطنئن..

راكان: كيف وصلتم إليها، ومتى؟!

برادلي: اليوم وصلنا إليها، نحن نبحث عنها منذ أن أحضر البيتا الصورة من عيادة الطبيبة، التي كانت تتعالج بها اللونا، والتي كانت متاكدة من أنها تعرضت للوسم من مستذئب...

_ماذا تقول كيف تكون متأكدة

_ ربما من ذلك التقرير الذي كتبه دانيال بيتر

_عليه اللعنه لما فعل بنا كل هذا

_ربما يريد أن يدخلنا الى العالم البشري..

_ولكن بطريقة خاطئة

_ بالفعل لقد كاد أن يكون سبب في إبادتنا، مما جعل بعض الصيادين، يبحثون عنا..

نظر له راكان بدهشة وهو يقول:

_ يبدو انك لست حالما كما نظن

_ التوازن شيء جيد الفا ولكن عليك ان تهدا ان ايوان سيحمي اللون بعمره وليس هو بمفرده بل نحن جميعا هؤلاء المرتزقه لن يستطيعوا منها

_اعلم ذلك ولكني لا استطيع ان ابقى هنا وانا لا اعلم شيء

_وماذا ستفعل؟!

نظر له بصدمه ان ذلك الفتى الصغير الذي تحول منذ فتره قريبه فقط يحاول ان ينصحه يحاول ان يثنيه عن الانفعاله

وهو لا يستطيع أن يهدأ، وكيف يهدأ وقلبه هناك في الميزان؟ إلتفت لينظر إلى صورتها، وعينه يمتزج فيها الغضب مع الحزن والخوف وهو يقول:

_ لمَ تفعلين بي وبنفسك كل هذا؟ لمَ صوفيا؟! اللعنة على ذلك الحب الذي كان سبباً في عذابي وهروبك!

هنا أدرك أن برادلي لا زال موجود، فتحرك إلى اللوحة يضع يده على ملامحها، وكأنه يتواصل مع ما يراه أمامه، لكنه عاجز عن التواصل بينهما بذلك الرابط بين الزوجين..

فهي رافضة كل الرفض أن تتواصل معه، في اللحظة التي كاد فيها أن يخرج من الباب، كان إيوان يدخل وهو يقول:

_ ألفا هل أنت هنا؟!

_ماذا ترى؟!

_أراك بالطبع؛ ولكني لم أعلم إنك موجود..

_وهل علي أن أخذ منك الأذن؟ لمَ لم تخبرني إنك وصلت إليها؟!

_ لم يسمح لي الوقت، فلم أصل إليها إلا اليوم..

_وبما إنك وصلت، أين هي إيوان؟!

_لقد طلبت منها الفرار.

_طلبتها بان ترحل؟!

_ وسوف نجدها مرة أخرى، لكن كان يجب عليها أن ترحل قبل أن يصيبها مكروه..

_ وأنت لم تسمح بأن يصيبها مكروه؟

_ بالطبع، لكن لا أعرف كيف وصلوا إليها في اللحظة التي وصلنا، وذلك اللعين لويس سوف يخبرني كل شيء والا اقتلع قلبه بمخالبي

_ ولمَ تقتلع قلبه؟ أنا من سيفعل ذلك.

لم ينتظر رد من أحد وهو يتحرك بسرعة، الى ذلك القبو الذي قد يكون قبر للويس...

وقف أمامه لويس المكبل في تلك القيود، وهو يكيل له اللكمات حتي سال الدم من فمه، ووجهه وتغير هيكت انفه وهو يقول:

راكان: لقد اخطأت في حق نفسك..

لويس: آسف الفا، ولكني لم أكن أعلم أنها تخصك

_كفى كذباً

_إن الأمر ليس من شأنِ..

_ لكنك جعلته من شأنك، سوف اقتلع قلبك بمخالبي

كان يتكلم وهو يضربه ضرب مبرح كأنه يخرج ذلك الغضب من قلبه، مما جعل لويس يقول:

_ لمَ لأني أعمل من أجل المال، أنا لم يكن لي بيتا يأويني، ولا اب ليعلمني هل تلم علي انني تحالفت مع عدوك؟

توقف راكان عن الضرب للحظة بينما لويس يقول:
_ لقد تحلفت مع من هو على شاكلتي.

نظر له راكان وهو يقول:
_ وتبرر لنفسك أيها اللعين، أن من تحاول أن تتامر عليها زوجتي..

_ لن أكذب عليك بما انك تعلم، وإن رجالك سمعوا ما اقوله لها، لقد كنت أعرف أنها نقطة ضعفك، ولكني لا اقول ذلك لأستدر شفقتك كل ما في الامر..

_من الجيد إنك لا تريد شفقتي لإنك سترى غضبي..

_ لا ألفا راكان أنا اخبرك الحقيقة، أنا رجل يعمل من أجل المال، إن أتيتني أنت كنت سأفعل شيء نفسه من أجلك، ربما من دون مال فأنت لك مكانة مختلفة

_ولهذا تأمرت على ما يخصني..

_ لم يكن الامر بيدي، انت تعلم جيداً أنني لم أعلم انها تخصك، إلا بعد أن بدأت البحث عنها، ولكن ذلك اللعين لن يرحمني، ان لم أحضرها له..

صفعة راكان بقوة مما جعل وجهه يتغير لونه..

_ وهل تظن أنني أرحمك؟!

انا لست غبيا لأطلب الرحمة منِ منْ لم أرحمه، لم أرحم نقطة ضعفك وبحثت خلفها، ولكني اتكلم معك بمنطقية، هل تلوم علي أنني أسعى وراء خبزي؟!

_وهل تسمي التجسس والخطف وتهديد النساء خبز؟! ايها اللعين المخنث..

_ انت تعلم انني لست مخنثاً كل ما في الأمر أنني لقيط، لم يعلمني أحد الأصول، ربما علمتني الدنيا ولكنها علمتني أسوء ما فيا..

_كيف وصل إليك درغان؟!

_ كلاً على شاكلته.

_ ماذا تعني؟!

_ الطيور على أشكالها تقع، ولقد علم قدرتي في البحث، يعلم جيداً أنني اقتفي الرائحة والأثر...

_وباقي رجالك؟

_يتبعون ما أأمرهم به.

_ حسناً لن تخرج من هنا.

_أعلم ذلك؛ ربما أخرج الى قبري إن تكرمت علي، وبنيت لي واحد ربما تلقي بجثتي في البرية

_ لا تخف لن ألقيها في البرية سوف أمزقك بأنيابي، وأنهش قلبك بمخالبي وأريك كيف يكون حال المستذئب المغدور به؟!
كيف يكون حال المستذئب الذي لا يعرف أين هي رفيقته؟ بالإضافة إلى أنها تحت التهديد..

أقترب منه ليهجم عليه وهو يقول:

_ هذا ما تستحقه.

_ ولكن هذا لا تستحقه ألفا راكان..

_ ماذا تعني؟!

_منذ متى تعتدي على احد مقيد؟! انت تملك من القوه الكثير

اعلم ذلك ولكن عذابك سيكون اكثر بكثير مما تتخيل..

_ حتى لو طلبت السماح

_ وهل تظن انني اسامحك؛ لقد تامرت علي مع الد اعدائي ان ذلك اللعين يريد زوجتي

_ ليس مخطئ انت من أوجدت ثغرة في دفاعاتك، انت من احببت بشريه لا تنتمي الى جنسنا، لن تتقبل أن تراك تقف على اربع قوائم شممت رائحه الخوف تفوح منها ما ان بدات نصف التحول فما بالك ان راتك انت نفسك متحولا الى ذئب كامل ألفا راكان انك اخطأت

_ وهل تعطيني نصائح ايها اللعين

_ انا لست في مكان يسمح لي بان اعطيك نصيحه؛ ولكني اطلب السماح وقد اكون في صفك

_وهل تظن انني احتاج من مثلك في صفي
_ ربما لا تحتاجني الآن ولكني لا أنكر أنني أحتاجك، إنك لو تركتني ذلك اللعين لن يتركني، لأبقى يوماً واحد، سيحاول أن يعذبني بكل الطرق.

_لمَ لم تفكر في هذا من قبل؟!

_ لقد طلبت مني زوجتك أن أرحل من هنا، وتعطيني الكثير من المال، أكثر مما قد يعطيني درغان..

_هل قالت ذلك؟!

_أجل ألفا؛ أن زوجتك قوية، لم تشعر بالخوف، رغم انها في بادئ الأمر كانت ترتعد، لكن أفكارها التي وصلت إليا تقول أنها تدرك إنك حذرتها من شيء واقعي، وربما تتوخى الحذر وتبتعد أكثر.

نظر له راكان بصدمة أن كلامه حقيقي، أن خافت صوفيا ستبعد أكثر من ذلك، وسيبعد قلبه معها..

وهو الذي يعيش مشتتاً بين الواقع والاحلام

رغم ما يشعر به من ألم ومع ذلك نظر للويس المتألم بما فعله به برادلي وراكان

وهنا شعر أن راكان قد يفعل أكثر قال:

_ لا ألومك في عشقها فمن مثلها تعشق.

_ماذا تقول أيها اللعين؟!

_ لا شيء أنا اثني على ذوقك المترفع، في كل شيء ألفا راكان، إنك حينما اخترت بشرية إخترت إمرأة يعتمد عليها تلك قد تقود معك القطيع يوماً
نظر له راكان بتفكير

لويس وإن أستطعت أقناعها قد تقف معك في وجه الجميع، وأنا من يستطيع أن أوصلك اليها..

كشر راكان عن أنيابه وهو...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي