الفصل23

الفصل 23

لم يكن أمامها إلا أن تلتفت ببطئ، أن تراهن على حظها؛ لتعرف إن كانت عرفتها، أم لا..

التفتت وهي تنظر لها بأستفسار

مريان: لقد اسقطت هذا

ناولتها أحد الحقائب، التي تحمل بها ما إشترته، من ملابس وعطور..

إبتسمت لها بخفة بينما تابعت مريان سيرها، إزدادت صوفيا لعابها، وهي تتحرك إلى المطعم، تناول الطعامها بهدوء..

بعد وقت رجعت إلى جناحها مرة أخرى، وهي تقول:
_ لم تعرفني؟!
ابتسامه تملئ وجهها..

مرت الايام وكان راكان بين نارين، فهو لم يصل لها حتي الأن..

بينما هناك في قطيع الذئاب الشاردة كان كيڤن يتوقع الهجوم عليهم، في أي وقت..

ولكنه لم يقوى ان يتكلم مع درغان في هذا الأمر، لكنه كان يطالب قائد الجيش، أن يستعد لأي شيء قد يحدث..

اما هناك في القلعة التي تخص قطيع الذئاب نارية، كانت لونا ايفا تنظر لجانو وهو يقول:

_ عليه أن يرجع، فهو مضطرب وأعصابه تالفة..

_ ماذا سيحدث إذا رجع، هو يحاول أن يحصل على أي فرصة يطمئن بها عليها، هل تلومه جانو؟!

_ بالطبع لا؛ ولكني اخشى عليه من نفسه.

اربتت على كتفه وهي تقول:

_ راكان يستطيع الإهتمام بكل شيء حتى بخوفه، دعه يقرر متى يعود، ولا تنسى أنه يقوم بإدارة الشركة..

_ أعرف إيفا..

بعد أسبوعين مروا عليه في أرق وقلق، وهو يحاول البحث في كل مكان..

لكنهم لم يصلوا إلى شيء لم يخطر في باله، أنها قد تلجأ إلى مكان معروف، لم يتخيلها تعيش في فندق فاخر في وسط المدينة..

كلما مر يوما وهو يبحث دون ان يجدها كان قلبه يجمد، وجهه يتحجر وكأن الوجع النابض من داخله، يواريه خلف صورة جامدة

وجه عابث ولأن الجميع يعرف السبب، لم يستطع أحد أن يتكلم..

بعد ايام كان ينزل من سيارته أمام الشركة

شعر أن هناك شيء يجذبه، ولكنه لا يعرف أين هو؟!

أخذ يبحث عنها في كل الوجوه، ولكنه لم يراها، لا يوجد من تشبهها بين هؤلاء..

إيوان: ماذا هناك راكان؟!

_ لا اعرف! لكني اشعر بشيء غريب؛ اشعر كأنها هنا صوفيا هنا..

_ أين هي يا راكان؟!

_لا اعرف ابحث معي إيوان

_ربما تتخيل ألفا..

نظر له راكان بحدة أخذ يتلفت وكذلك إيوان ولكنه لم يجد شيء اخذ يستنشق بقوة ولكنه لم يصل إليها شعر ان عقله يتلاعب به..

لم يكن احساسه كاذبا، لقد كانت تخرج من احد المحلات، ولكنها شعرت بصدمة ما أن رأته امامها..

كذبت عينيها في بادئ الأمر، وهي تنتقل بعينيها عليه تآكل تفاصيله وملامحه الجذابة ورجولته التي تظهر من كل لفتة...

انتابتها الدهشة وهي لا تصدق أنه امامها، بعد كل هذا الوقت بعد كل هذا الهروب الذي تحاوله تجتمع بهم الطرق..

إستنشق بقوي وكأنه يبحث عنها بين كل هؤلاء البشر..

بينمت عينها أنتقلت من سيارته الفاخرة إلى حلته الراقية بالأضافة إلى تلك الشركة التي يقف أمامها..

وأقترب احد الموظفين يأخذ الحقيبة منه، وهي تقرأ أسم الشركة «الذئاب للشحن البري والجوي»

صوفيا: هل لهذه الدرجة يفتخر بعرقه، يكتب أسم الذئاب على شركته..

ابتسامة غريبة على وجهها، لا تعرف أن كانت منه ام عليه...

وما أن وجدته ترك كل شيء وأخذ يتلفت كأنه يشعر بوجودها، توارت خلف إحدى السيارات، وكأنها تبحث عن مكان تفر فيه، ولكن الى متى الفرار؟!

صوفيا لنفسها وبصوت يشبه الهمس:

_لمَ لا أقف الآن وأخبره أني أمامك ولا أريد أن أذهب معك، لأي مكان..

صوفيا: هل اريد أن أتكلم معه وأخبره إني بخير، ولكن عليه أن لا يبحث عني...

لكنها إستمعت إلى صوت إيوان وهو يقول:

_ إلى أين راكان؟!

_لا أعرف؛ ولكني أشعر أنها هنا، قلبي يرتجف..

كلماته جعلت قلبها يتفتت وهي تشفق عليه وعلي نفسها

إيوان: اهدا راكان مكانتك لا تسمح لك، بالركض بين الناس لتبحث عنها..

_ما الذي تقوله؟ عن أي مكانة تتكلم؟ أن قلبي هناك في المنتصف وأنا أتمزق كل اليوم من أجل أن إطمئن عليها، وانت الآن تخبرني بأن مكانتي لا تسمح...

_أجل راكان مكانتك لا تسمح انت رئيس مجلس أدارة مجموعة شركات الذئاب للشحن والالماس والنقل الجوي والبري والبحري...

_حسنا إيوان فلتذهب مكانتي إلى الجحيم نفسه، ويذهب معها كل شيء ولتبقى صوفيا..

صوفيا بألم: يا إلهي كم أعشقه وكم أخشاه في نفس الوقت، ان ذلك الوسيم المندفع هو نفسه ذلك الذئب الذي رايته في منامي ورأيته في الحقيقة

هو نفسه الذئب الأسود بشعر أسود هل من الممكن أن يكون إنسان في نفس الوقت؟!
هل من الممكن ان يكون بكل هذا الرقي والوسامة..

شعرت بخطواته تقترب منها في اللحظة التي توقفت سيارة أجرة لتنزل أحد، فأسرعت لتركبها تطلبه بعدم التوقف
السائق الي اين
صوفيا فقط تحرك

بينما راكان يقف مكانه، لا يصدق ما حدث، هل حقا هي من ركبت تلك السيارة؟!
ولكن ابتسامة رسمت علي وجهه، أن رائحتها اختلفت، لقد عرفها بقلبه وليس برائحتها، لقد استطاعت تغير شكلها شعرها عطرها..

راكان: حبيبتي ما كان عليكي الرحيل كان يكفيني أن أعرف مكانك..
إيوان: مع من تتكلم؟!
_معها.
_واين هي؟!
_في تلك السيارة علي امتداد البصر.

_ليست هي أن شعرها أصهب وقصير وعطرها و...

_وماذا إيوان؟!

_أنها هي! كيف فعلت ذلك؟!

التفت لينظر لراكان؛ ليندهش من ابتسامته الواسعة، وكأنه ليس هو من كاد يصيبه الجنون من شهر...

تحرك على شركته، وهو يشعر بسعادة نسبية، فلقد إطمئن عليها وعرف أنها بخير، هي تجيد التنكر، فلقد فعلت ما لم يتوقعه منها..

كان ينهي بعض الأعمال وأبتسامة تزين محياه، مما جعل إيوان ينظر له بدهشة، كلما إلتفت إليه ولكن راكان لم يكن يهتم..
إيوان: ألا تريد أن تقول شئ؟!

راكان: لا شيء لدي لأقوله الآن.

_هل إطمئنت عليها؟!

_ نسبياً.

_ماذا بعد ذلك؟!

_ لا تسالني عن شيء لا أعلمه إيوان، أنت اكثرهم معرفة بي، أشعر بالراحة لأنها بخير، سعيد لأنها إستطاعت أن تغير من شكلها ورائحتها، ولولا ذلك الرابط بيننا ما كنت عرفتها..

_هذا جيد.

_لكني أيضا أشعر بالخوف عليها

_فقط الخوف؟!

_ ليس خوفاً فقط بل شوق أيضا، رغبة في أن أضمها، أن أتحدث معها أن أبرر لها كل شيء..

_ ولكنها الآن تعلم أين يمكنها أن تجدك..

_وهل تظن أنها تريدني يا فتى أذهب إلى عملك وأياك أن تفتح الكلام في هذا الموضوع مرة أخرى..

مرت الأيام وهم يحاولون، لكن لم يصلوا اليها، وبعد ان كان مبتسماً صار جامداً وهو يرجع الى المملكة قابله والده بترحاب واخذته أمه في حضن طويل..

بعد. وقت قابل قائد الجيش وباقي أعضاء القطيع، بعواء يرتفع في السماء..

اما هناك في بيت القطيع، الذي يسكن فيه إيوان ومجموعة الطلاب الجدد، كان ديفي يدخل الطعام إلى لويس حيث استعاد بعض قوته..

لكنه لا زال مقيد ولكن قدم واحدة ويد واحدة وقيد بالفضه يمنعه من التحول..
لويس: إلى متى سأظل هنا؟!

_ إلى أن يسمح الألفا بغير ذلك

_ ومتى يسمح؟!

_ عليك أن تسأله! إن أردت أن أرسله لك؟

_ لا، لا اريد دعه حيث هو.

_ أنه الآن في المملكة..

_ إذا اطلب من إيوان أن يتكلم معي.

_تظن أن إيوان قد يسامحك، لا أحد فينا قد يسامحك.

_ حتى لو عرضت مساعدتكم.

_ حتى لو أحضرتها إلى هنا..

_ لم أكن أعلم أنها تخصه.

_كفي كاذبا.

_في البداية

_وبعد أن علمت؟!

_ كنت أخذت من المال ما يجعلني أفي بالعرض الذي عرض علي.

_ لا تطيل الحديث لويس، ليس لي رأس لاتكلم معك؛ ولست أنا من يأخذ القرار في هذه الشؤون؛ عليك أن تنتظر أن يتفرغ لك البيتا أو الفا وهؤلاء إن رأوا وجهك قد يعيدو هيكلته مرة أخرى...

_ هل ستقول لي أنا إلى الآن أشعر بمخالب الألفا على وجهي..

_ ربما لأنها على وجهك لقد ترك لك تذكاراً بسيط بضع مخالل حدشت وجهك الجميل، تركت علامات سوف يتذكرها الزمن، حتى لو نسيتها أنت.

_ هل تقول الحقيقة ديفي؟!

_وهل امزح معك هيا كل طعامك

_ أريد شيء آخر

قلب ديفي في عينه بسأم

لويس: أريد أن أغتسل وأقضي حاجتي؛ يا رجل هل أتبرز هنا؟!

_ ان تحملت نفسك أفعل ما تشاء

_يا إلهي لما تعاملوني بهذه الحدة

_يا إلهي أو تعرف الإله؟ لقد كنت ترعب اللونا خاصتنا، لقد كنت تؤذيها نفسياً، إن فقدت حملها هل تدرك أن حدث لها مكروها كان جعلك تتمنى الموت...

مرت الأيام وأتت اللحظة الحاسمة لقد سئم من البحث، ولم يصل إلى شيء، لم يعد امامه حل آخر حتى بعد ان سمح لإيوان أن يترك لويس يبحث عنها..

لم يصلوا لشئ هو الآخر هي الآن في الشهر السادس، تغير شكلها دورياً كل بضعه أيام تصبغ شعرها، لونا مختلف وتستعمل عطرا مختلف..

هي الآن تجيد التنكر، وكأنها تهرب من نفسها، ولكن هل يستطيع الإنسان أن يهرب من قلبه، كان يقف بهيئته البشرية، ينظر من تلك النافذه الى البركان الكامن أمامه

وكانه يناجي صديق قديم يطالبه بأن يدله على الحل، أستمع إلى صوتها في غرفته، فتمهل قبل أن يلتفت..

رغم كل اللهفة التي تموج في قلبه، وتطالبه بأن يسألها أتستطيعين حقاً أن تجعلني أعرف مكانها؟!

أو أصل إليها، التفت ببطء وهو يضع يديه في جيب سرواله، الذي يعد على احدث تصميم، نظر لها ولم يتكلم

أولفا: كيف حالك ألفا؟! أعلم إنك لن تطلب مني شيئا؛ لكني سأخبرك هناك طريقة واحدة تجعلك تتواصل مع اللونا.

نظر لها ولم يتكلم..

_لكن هذه الطريقة تجدي فقط ما دامت تحتفظ بالطفل.

نظر إليها وهو لا يعرف ما الإجابة ولكنها اجابت

_ أنها لا زالت تحمل طفلك ألفا

،راكان: حقاً؟!

_ أجل وبطفلك تستطيع أن تصل إليها

_ لا تقولي ألغاز أولفا، عليك أن تخبريني ما تعرفيه بالتحديد..

_الشيء الوحيد الذي يجعلك تصل إلى مكانها بالتحديد، هو التخاطر مع طفلك!

_وكيف أتخاطر معه؟ وهو بشري!

_ أن إبنك مستذئب، سوف يولد بشري لكنه سيتحول إلى ذئب قوي مثلك ومثل جده.

_اللعنة لو علمت بذلك، ستقوم بالتخلص منه.

_لكنها لن تعلم إلا بعد أن تتغير عينيه وترى نمو جسده المبالغ فيه.

_ كيف أتخاطر معه؟ وأستطيع أن أصل إلى مكانه ومكانها؟!

_ هل ستذهب إليها؟! هل ستخون وعدك معها؟!

_أي وعد؟!

_ ألم تخبرك أنها ستحتفظ بالطفل فقط إن أبتعدت عن طريقها؟!

_من أين لك أن تعلمي بهذا؟!

_ما كنت لأكون عرافة أن لم أعرف يا راكان! انت بنفسك تملك من القوة الكثير؛ لكنك تغفل عن إستخدامها..

نظر لها بحدة مما جعلها تفسر..

_هل نسيت جدتك، هي من أورثتك تلك الهبة، لكنك الآن ترفض كل الهبات، التي اخذتها من أجدادك، تركض خلف العلم البشري فقط..

_ كفي هرتلة، كيف أفعل ذلك؟!

_حسنا أستطيع أن أسمع دون أن ترفع صوتك علي، ولكن أياك أن تكشف نفسك أمامها، او تجعلها تراك أترك لها مساحة حتي لا تعاود الهرب.

_حسنا

_ وايضا عليك أن لا تنسي أن اصنع لك معروفا سوف أطالبك برده..

الحدة في عينه جعلها تبدأ بفعل ما تريد..

رسمت دائرة على الأرض، ترسم فيها بعض الطلاسم، وردد طقوس مختلفة نظر إليها راكان بصدمة، كأنه رآي هذه الطقوس من قبل ولكنه أنتبه لها، وهي تقول:

_ردد ورائي ألفا

الكلمات شعر بأنه يعرف كل حرف فيها، اخذ يرددها إلى أن أتاه خاطر بينه وبين طفل لا زال في رحم أمه

راكان: صغير هل تسمعني؟!

يتبع..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي