الفصل14

الفصل 14

بينما هي تتألم تصرخ وتتمني الموت، وجدت نفسها تنتفض؛ لتجلس على الفراش!

ولكن ما أن نظرت لبطنها برعب اختفي في لحظتها، لا يوجد شيء، بطنها مسطح كما هو، لم يظهر عليها بوادر الحمل بعد..

هل يعني هذا ان ذلك ان الجنين قد يخرج بموتها، عليها ان تأخذ قرارا حاسماً عليها أن تدرك أنها في لحظة قد تكون أول الضحايا لجنينها

الخوف الذي تملك منها الرعب الذي شعرت به وهي ترى العرق يتساقط على وجهها وهي تقول:

_ يا إلهي ماذا علي أن أفعل؟! هل.. هل أقتله؟! ام انتظر ليقتلني...

في نفس اللحظة التي انتفضت فيها صوفيا، تخرج من ذلك الكابوس المرعب، الذي أكل روحها، وجعلها تكره ذلك الطفل قبل أن يأتي...

كان هو ينتفض من نومه، يشعر بوجعها وعذابها، ذلك الرابط بينهما يقوى كلما كانت تشعر بالألم، وقف يتحرك في الكوخ، وهو يقول:

_ أياك أن تفعلي صوفيا، أياك انا تأذيه، انه ذلك الرابط الذي سيقوي ما بيننا، انه هو الذي سيعيدك إليا مرة اخرى حبيبتي...

لكنها لم تستمع إليه بينما كانت ترتجف..

بينما هناك كان داغر، يصل إلى حيث مقر قطيع الذئاب الشاردة، يقف قريباً من الكهف، رغم أن الوقت يعد متاخراً إلا أن بيتا كان مستيقظ..

يقوم بحراسة الكهف خوفاً علي درغان، نظر إليه ولحاله الذي يرسى له، وجهه الذي ينزف جسده المنهك من الضرب..

تلك الجثث التي يحملها على ظهره، وضعها ارضاً؛ ليتحول إلى بشري، في اللحظة التي كان يقف فيها شبه عارياً

يبحث عن شيء يواري فيه جسده، ألقى إليه كيڤن سروالا يرتديه، وهو يقول:

_ ماذا حدث؟

_ لقد اتى.

_ من الذي اتى؟!

_ ألفا راكان، كان في الكوخ...

هنا خرج درغان من الكهف وجهه مرعب شعره مشعث عينه حمراء بلون الدم وهو يقول:

_ ماذا تقول داغر؟ كيف أتى إلى هناك؟! ألم تقولوا أنه لا زال في غيبوبته؟!

_ أجل ألفا ولكن يبدوا أنه أستيقظ..

_ يبدو ذلك؛ هل كان معه احد من قطيعه

_ لا الفا لقد كان بمفرده..

_ وما الذي فعل بك هذا؟ هل رآك؟

_ لقد كنت أحاول أن أتخلص منه..

_ ماذا تقول أيها الغبي؟! ومن سمح لك بأن تخوض تلك المعركة؟!

_ لقد كانت فرصة لا تعوض، ألفا درغان، لأنه لازال مريض، حزين على فراق رفيقته، ويشعر برفضها له لذي فكرت..

_من سمح لك أن تفكر؟! أنت مهمتك الوحيدة أن تجمع معلومات، ليس إلا لو كنت تظن نفسك قوياً كنت، او اظنك انا كنت وضعتك بالجيش وليس بفرق التسلل...

_ ولكني لم أكن بمفردي..

_ لا تبرر لي كلامك وأفعالك الخاطئة! ما الذي تعنيه بأنك لم تكن بمفردك، ها هي النتيجة على وجهك، لقد فقدت ثلاثة من رجالي والسبب تهورك..

_ لم أقصد ألفا، كل ما أردته أن أنتقم منه من أجلك...

وإن كنت أريد الانتقام منه؟ هل كنت طلبت منك أنت؟! الآن إذهب من وجهي ايها اللعين، لقد أفسدت علي اليوم..

كيڤن: اهدأ ألفا

_هل تطلب مني الهدوء؟ وذلك اللعين كاد ان يفسد كل خططي، انا لا أريده أن يموت، كل ما كنت أريده منه أن يتعذب ويتنازل لي عن الملك..

_ أعلم ألفا أعلم ما تفكر فيه، ولكنه لم يستطع أنتصار عليه...

_ وهل تظن إن هذا يسعدني؟ هل تظن أنني سأكون سعيداً بأنه قتل ثلاث من رجالي؟ وشوه الرابع!

_ لم اقصد درغان ولكني أريد أن أهون عليك

_ إذا كف عن التهوين علي، لأني الآن لا أفكر إلا في أن أذهب إلى ذلك المدعو داغر و أعيد هيكلة وجهه.

_ لم يبقى لديه وجه لتعيد هيكلته..


لم يدري درغان هل يضحك أم يبكي؟ من ذلك الذي أقلق نومه، لكنه تحرك إلى حيث فراشه...

بينما غيره لا زال جالساً لا يستطيع أن يعود إلى النوم سوء كان راكان، أو صوفيا ومن يلمها أن ذلك الكابوس قد يرعب أي أحد فما بالك هي؟!

وهي من تخاف منهم، وكأن ذلك الوهم، الذي ينسجه خيالها، يخبرها أن عليها الخلاص..

وعليها أن تخرج من تلك الدائرة أنفاسها المضطربة أصبحت هادئة الآن، ولكن ذلك الصوت الذي أتى من داخلها، جعلها ترتجف مرة أخرى وهو يقول:

_ اهدئي صوفيا اهدئي حبيبتي..

التفتت حولها تبحث عن مصدر الصوت، الذي لا وجود له، هل جننت هل أصابها الجنون؟!

صوفيا: يا إلهي لقد أصبحت أهذي وأتخيل أصوات لا وجود لها..

اتاها الصوت مرة أخرى وهو يقول:

_ ولكني موجود حبيبتي، وسأظل موجود أنا راكان يا صوفيا..

_ عليك اللعنة أي راكان أنت؟ الذئب أم البشري؟!

_ عليك أن تهدئ حبيبتي، من أجل طفلنا.

_ أي طفل هذا الذي تريدني أن أهدء من أجله، سوف أنهي حياته لأتخلص منك..

_ هل تريدين الخلاص مني صوفيا؟! أنا هو نفس الرجل؟ هل يفرق معك ماهيتي؟ أنا هو نفس الإنسان الذي تشاركتي معه كل شيء.

_هل تمزح أي إنسان أنت؟ أنا لا أعرف عنك شيء، كل ما أعرفه أسمك وبعض الصفات المرعبة، هل تظن أنني سأظل ساذجة وتخدعني مرة أخرى...

_ هل قمت بخداعك من قبل؟ أنا كل ما فعلته، أنني تغافلت عن ذكر شيء قد يجعلك ترفضيني، تغافلت عن ذكر شيء قد يجعلك تكرهيني، ولكني اظل نفس الشخص..

صوفيا: أي شخص

_ الذي كان معك أنا هو بقوتي وضعفي، بوجهي الآخر الذي تكرهه انا هو نفس الذئب الذي رأيته في حلمك

صوفيا: يا إلهي! هل تمزح؟ هل تعيد كلامك مرة أخرى هل تخبرني أنني سألد ذئب...
_ بالطبع لا، سوف تلدي أنسان عادي طفلا.

_ ماذا تقول؟ هل تقول ذلك حتى لا اقتله؟

_ وهل تريدين قتله؟ هل تريدين قتل ما يربط بيننا؟!

التفتت تبحث عنه متغافلا عن الاجابة، وهي تقول:

_ أين أنت، كيف أستمع إليك؟ أنا لا أراك..

_ لأني لست معكي، أنا بعيد صوفيا انا في كوخنا..

_ بكوخنا! وكيف تتواصل معي بينما أنت في الكوخ؟ هل تلجأ إلى السحر؟

_ لم ألجا إليه يوماً حبيبتي.

_ حبيبتك، وهل تريد مني أن أصدق؟! كل ما تقوله كذب! إنك ساحر وإلا ما إستطعت التواصل معي!

_ لا حبيبتي أنا لست ساحراً؛ كل ما هنالك ان الرابط الخاص بيننا أصبح قوي؛ وخاصة حينما تحتضنين الحجر في يدك؛ وتلمسين الوسم..

_ اللعنة على الحجر، سوف ألقيه في النهر..

_ أنه أول حجر إستخرجته من داخل البركان؛ هل تلقين هديتي في البحر؟

صوفيا: اتلوم علي أنت لست بشري على الإطلاق، أنت لست إنسان

_ ومن قال لك هذا؛؟ أنا إنسان أكثر من أي بشري آخر؛ ولكني في نفس الوقت مختلف في شخصيتي وطباعي، ألا يوجد إنسان له أكثر من شخصية؟!

_ أجل وهذا نسميه مريضا بالشيزوفرينيا

_ ولكني لست مريضاً أنا إنسان أملك صفات ومقاومات خاصة لا يملكها غيري، حاسة الشم عندي أكبر مما تتخيلي، حاسة السمع عندي اكبر مما تتخيل قوتي قد تنهي عشرات الرجال دون أن يرف جفن...

_ هل يجب أن أخاف..

_ بالطبع لا لأن لي قلب غرق في عشقك، أكثر من أي إنسان آخر

_ وهل سأتقبل كلامك؟ هل تظن أنني سأتقبل ما تقوله؟ انا سأبقى بعيدا عن هذا الحجر؛ حتى لا تستطيع التواصل معي..

_ ولكني أشتاق للتواصل معك صوفيا، أشتاق لكل شيء كان بيننا، أنت رفيقتي! هل تدركين إنك إن قمت برفضي قد أموت..

ورغم أنها شعرت بنغزة في قلبها إلا أنها قالت:
_ وهل تريد مني أن أهتم بموتك؟ أو حياتك! لقد خدعتني؛ لقد كنت انت الاخر ذئب!

_ لم أكن ذئب متلون صوفيا، لقد كنت ذئباً حقيقياً، وهذا هو الفرق بيني وبين كل من قابلتهم، لست أنا السبب في موت والديك، ولم أكن أنا السبب في انقلاب سيارتهم...

_ما الذي تقوله؟! من أين عرفت كل هذا؟

_ لقد اخترقت أنيابي جلدك الندي ليتم الوسم، ومع ذلك انا اعرف عنك كل شيء، كل أفكارك من أول تلك الكلمة التي قلتيها وأنت تفتحين لي الباب، الى تلك الكلمة التي قلتها وأنت تقفين امام المرآة بانني لست رجلا طبيعياً او ألجأ إلى السادية

_ يا إلهي هل كنت تسمع؟

_ بل كنت اقرا افكارك حبيبتي.

_ ولهذا إستطعت أن تقنعني بحب لا وجود له

_ من قال لك ذلك صوفيا أن ما بيننا موجود بالفعل، أن ما أشعر به تجاهك أكبر من أي شيء قد مر في حياتي، لقد ربط بين قلبينا.

_ لا يوجد شيء يربط بين قلبي وقلبك راكان، لا يوجد شيء يربط بيني وبين قلبك الفا خاصة مني ناحية انا…

_ أنا أسمع صوت الكذب، يخرج منك صوفيا، أن ما تقولينه هراء..

_ أن ما تقوله ليس حقيقياً.

_حقا أنا أدرك وأنت تدركين أن ما بيننا كان أجمل من أي شيء قد يحدث..

_ ولهذا تركتني وكأنني عاهرة، اللعنة عليك..

_ ما الذي تقولين، لقد تم استدعائي لقد كاد ان ينهو قطيعي، هل تريد مني ان ابقى واتخلى عن قطيع بأكمله لقد قلت لك سأعود وأبرر لك كل ما تريد.

_ ولكني لا أقتنع بكلامك، لم أعد أهتم بما تقوله، وبما تفعله لم يعد يهمني شيء..

_ ولكن أنا يهمني صوفيا، إن ما تحمليه يهمني أنه إبني وريثي وان قمت بأدائه تقطعين كل شيء يربط بيننا..

يتبع...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي