الفصل12

الفصل 12

إلى أن يأس الجميع من أستيقاظ ألفا ركان، كان يجلس في الفراش، وكأن هناك قوه خارجة أقوي منهم جميعا إستطاعت ان تجذبه من تلك الهوة وهو يقول:
_ صوفيا

صوته المرتفع جعل الجميع ينتبه له لونا "يولا" اقتربت منه وهي تقول:

_ أخيراً بني إستعدت وعيك، هل أنت بخير؟ هل تسمعني تكلم معي! اخبرني بماذا تشعر؟

عينه التي كانت باللون الذهبي، ولكنه لون لم يروه عليه من قبل، لقد كانت متوهجة وكأنها قطعتين من الذهب، تشوع من بين جفنيه، وهو يلتفت لينظر إلى أمه بنظرة شاحبة على وجهه وهو يقول:

_ أجل امي ولكني أريد الأطمئنان علي صوفيا.

_رفيقتك

_ أجل أمي أريد الذهاب إليها..

_ ليس الآن راكان يجب أن تستعيد وعيك اولاً وايضا تستعيد قوتك، لقد ظللت فتره طويلة في الغيبوبة

_ ولهذا يجب أن أذهب الآن أمي لن أتركها كل هذه الفترة دون أن أخبرها حقيقتي، دون أن أوضح لها كل شيء.

في اللحظة التي نظرت له العرافة التي لم تدخل إلى حجرته من قبل، فهو يرفض كل الرفض أفكارها التي تبثها فيه، هو المعتمد على العلم بكل شيء..
قالت له: لقد رحلت!

_ ماذا تقولين أيتها العجوز؟!

صمت أولفا ولم ترد عليها بينما تدخل والده وقال:
_ تقول الحقيقة يا بني، لقد رحلت من ذلك الكوخ، ومن حسن الحظ انها رحلت..

_ لماذا؟!

_ أن ذلك اللعين درغان، إستطاع أن يصل إلى ذلك المكان.

هنا ظهرت مخالبه، وهو يقبض على كفه، حتى انه جرح نفسه، في اللحظة التي كان يقول والده؛:

_اهدأ لقد أخبرتنا العرافة العجوز بذلك، ولكن رفيقتك كانت تركت المكان قبلها..

_ولكني لن أنتظر سوف أذهب ربما ستعود..

أولفا: هل تظنها قد تعود إلى ذلك المكان؟

_ماذا تعني أيتها العجوز؟!

_ أعني أنها عرفت حقيقتك، إستطاعت أن تعرف أن ما على رقبتها هو وسم لنا، وأنها تحمل جنين منك..

بهت وجهه وهو ينظر لها بصدمة فاكملت:
_ لكن حبيبتك إلى الآن مترددة ما بين أن تكمل الحمل، أو تنهيه..

يولا: ما الذي تقوليه أولفا لم تخبرينا بهذا من قبل..

_ ولكني أخبره لأنها سوف تكون في خطر إذا بحث عنها، والخطر الأكبر لو إستطعت أن تصل إليها، فهو قد يصل قبلك، وهو يعلم أنها بشرية..

إذدرد لعابه، وهو يغرز مخالبه في لحمه.. بينما اكملت:

_ ويعلم أنها نقطة ضعفك، وأفكاره لن تسرك بالمرة..

_ هل تستطيعي أن تعرفي مكانها الآن

_ ومنذ متى تعتقد في كلامي ألفا راكان..؟!

_ أيتها اللعينة هل تمزحين معي؟ أنت تعلمين أنني لعندها قد أتحالف مع الشيطان نفسه، وليس معك أنت فقط..

جانو: أهدأ يا راكان انها تحاول المساعدة..

_ لا تطلبني بالهدوء أبي فلم يعد لدي عقل أفكر به، وأفكاري الآن مختلفة كل الأختلاف، كم مضى علي في الغيبوبة؟!

ردت عليه أولفا وقالت: وكذلك عينك مختلفة، ليس عقلك فقط.

_ماذا تعني أيتها العجوز؟!

_ أعني أن هناك مرآه تستطيع ان ترى فيها وجهك

_ما به وجهي؟!

_ سوف تعرف، لكن هل تظن أن صوفيا قد تاخذك بين ذراعيها، وتخبرك أن لا باس انك مختلف، هل تدرك انك وقعت في عشق بشرية؟ لن تقبل بك بسهولة..

_ لقد سبق وقبلت بي.

_هذا قبل أن تعرف إنك ذئب.

_عليكِ اللعنة

_لأني أقول الحقيقة..

_ أغربي عن وجهي الآن

_سوف تأتي إليا بنفسك

_سوف أنفيك من القطيع

_لا أظن إنك تستطيع، من الآن ستحتاجني..

تحركت لتخرج أما هو تحرك الى تلك المرآه ينظر إلى عينه، التي كانت بلون مختلف..

بعد صراع طويل مع نفسه، أمام المرآه خوفاً من نظرة عينه، المتوهجة وكأنها شعلة من نار، بلون الذهب..

ولكن ماذا عليه أن يفعل؛ كيف يخفي عينيه؟ ربما يرتدي نظارة شمسية!

ولكن هل يرتديها وهو ذئب؟! كيف سيريها نفسه؟ ماذا عليه أن يقول لها؟ صراعه الطويل مع نفسه؛ جعل والده يربت على كتفه، ويقول:

_كل شيء سيصبح أفضل، لكن عليك أن تهدأ..

_ لا يوجد شيء سيكون أفضل أبي منذ متى وانا في الغيبوبة..

_ 40 يوم

_اللعنة 40 يوم، ماذا سأقول لها؟! لقد تركتك دون أن أقول كلمة؟! لقد وضعت لك رسالة عليها تميمة الحظ خاصتي..

_ ربما ستصدقك

_ لن تصدق شيء أبي، هي تنفر من الذئاب، تكرهه

يولا: لا، اللعنة ما الذي تقوله؟

_ كما سمعت أمي لقد أخبرتني بالنص أنها تكره الذئب، ولقد عرفت السبب أحد الذئاب كان سببا في وفاه عائلتها

_هذا يعني انها قد..؟

_ أجل أمي قد ترفضني..

_معنى هذا أن ذئبك قد يضعف..

_ هو ضعيف بالفعل أمي أنا إلى الآن أشعر بضعفه، لقد تمكنت منه تلك الفضة..

_ ولكنك إستطعت العودة

_ هذا لأنها أمسكت الحجر وتوهج الوسم، وكانت تضع يده على طفلي..

_ يا الهي كيف أستطيع أن أساعدك بني؟

_ صلي من أجلي أمي، اريدها لا أريد غيرها، وانت تدركين انني لم انخرط من قبل في علاقة، وهي..

_ أعلم عزيزي ولكن عليك أن تتمالك نفسك، انت لست مجرد ذئب، انت ألفا راكان قائد قطيع الذئاب النارية أنت من ربيت بجوار هذا البركان، وكنت نداً له..

لم تخشى من الموت، أول من نزل إليه كان أنت، انت من إستخرجت الماس أول مرة من قلب النار..

_ لا أحتاج إلى أن تزيدي ثقتي بنفسي أمي، أحتاج إلى أن تخففي الوجع من قلبي، هي تكرهني وتحمل طفلي وقد تنهي حياته، ولا اعرف عنها شيء...

وتلك اللعينة تقول أشياء كثيرة تجعلني أشعر بالخوف عليها أكثر، وألوم نفسي لأني تركتها، لمَ لم أحضرها إلى هنا؟!

_وهل كانت ستقبل؟

_ لا أعرف ولكن على الأقل كانت ستكون بين يدي، في بيتي

إقتربت منه؛ لتضمه تربت على شعره، وهي تقول:

_ إهدء بني كل شيء سيكون أفضل، ولكن يبدوا أن بعدها سيكون ضرورياً

_ كيف لي أن أتركها وأنا أدرك أنها قد تموت في لحظة؟

_ انه لا يريد قتلها، يريد مساومتك.

هذا ما قاله والده وألتفت اليه راكان وهو يقول:
_ على ماذا؟!
،
_على كل شيء، على أن تتنازل عن الملك، وإن تتنازل عن قيادة القطيع وترشيحك لرئاسة القطعان..

هنا تراجع ليجلس على فراشه، وهو يفكر أن كلام والده صحيح، إذا فهو أول من سيحمي صوفيا، حتى يتمكن من ما يريد.

ولكن تلك اللعينة قالت شيء جعل قلبه يرتجف، رجع الطبيب ليحقنه ببعض الأدوية ومن ضمنها مهدئ..

نظرت له لونا بإستفسار وهي تقول:

_ لما ذاكر؟؟ اتريده ان ينام مرة أخرى؟

_ إنه لبعض الوقت فقط لا تخافي لونا، سيستعيد وعيه عما قريب، وسيكون بذهن صافي..

_ أتمنى ذلك..

جانو: عليكِ أن ترتاحي لونا، لم تنامي منذ فترة تبقين على هذا المقعد، تغفين بضع دقائق فقط، أنه يؤثر على صحتك، والآن إطمنتي..

_ هل تظن إنني أطمنت عليه ألفا، أنه وحيدي..

_ أعلم حبيبتي، لكن عليك ان تهدئي..

بينما هناك كان درغان يأخذ تلك الملابس معه، يترك علامات على الفراش، بمخالبه ولعابه يسيل على بعض الاشياء في المكان..

وكأنه يخبر من سوف يأتي الي هنا مرة أخرى، أنه كان زائر لهذا المكان، ذلك المبرد به بعض الطعام، الذي لم يتناوله من قبل..

ولكنه لم يهتمه هو يأكل منه، ينهشه بأنيابه ومخالبه، بالإضافة إلى أنه في لحظة قرر أن يجلس؛ لذا تحول الى بشري بجسد عاري..

جزب احد المفارش يواري سوئته، وهو يقول يكلم راكان :

_ لقد أستمتع بكل هذا، ذلك اللعين..

نظر له بيتا ولم يتكلم

درغان: إجلس لما انت واقف، وأنت أيضا أيها العجوز، يمكنك تناول بعض الطعام؛ الذي قد لا نراه مرة أخرى..

يبدوا إن تلك البشرية تملك الكثير من الموارد، وإلا من أين لها بكل هذا.

كيڤن: ربما ولكنها تعيش في الغابة

داروس: هذا يعني أنها تريد الوحدة..

_ وهو إستطاع أن يخرجها منها..

نظرات عيني داروس إلى درغان وكيڤن تعني أنه حائر في أمرهما، ولكنه صامت..

اما هناك كانت الأيام تمر عليه، وهو مكبل لا يعرف كيف عليها أن يصبر أخذه الشوق إليها، استعاد جاك قوته..

لم ينتظر أن يأخذ رأي أحد وجد نفسه يتحول الي جاك العائد من الموت..

بدأ يركض تاركاً كل شيء خلفه، لم يستطع أن يصبر حتى يأخذ الطائرة للمكان..

أو حتى يتصرف بأدميه كان يركض يحمل تلك الحقيبة؛ التي تحوي بعض الملابس في فمه..

حتى وصل إلى هناك ليتحول، كان ينظر الى المكان بشوق، وكأنه يسترجع تلك الصورة التي كان عليها معها...

ولكن تلك الرائحه المنافرة التي غزت أنف راكان كانت تقول شيئا واحد، لقد صدقت العرافة ذلك اللعين بالفعل اتى الى بيتها، ولكن هل كل ما قالته العرافة صحيح؟!

هل كانت صوفيا بعيدة عن المكان قبلها؟! تحرك إلى الداخل، وجد آثار مخالبه ولعابه القذر، على كل مكان، حتى انه ترك باب الثلاجه مفتوح، وإن بعض الطعام قد فسد بالفعل..

تحرك راكان للداخل وتحول الي بشري، وقام بتنظيف المكان، رغم انه لم يفعل ذلك في بيئته، من قبل!

وهو ينظر إلى كل شيء، يحاول إسترجاع صورتها رائحتها العطرة، عطر انوثتها..

اشياء كثيرة تجذبه الى هنا، جلس على ذلك المقعد ينظر إلى المقعد المقابل له، وكأنه ينتظر أن تكون عليه، همس بصوت دافئ:

_ صوفيا أشتقت إليك حبيبتي..

ولكنه لم يتلقى ردا منها لكن أتاه اتصال بين الرابط الداخلي من والده، يخبره بأن يعود:

دورين: عليك ان تعود راكان..

جاك: لما؟!

_لاني امرك بذلك، ولإنك متعباً ولست بمفردك بل جاك متعب، وكذلك هناك من يراقبك...

_ شعرت به، وإن كان يملك العقل، عليه أن يبتعد عني الآن وإلا مزقته بمخالي، فانا الآن في حالة من الغضب قد تجعلني اقتل الجميع..

يتبع..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي