الفصل 7

(7)

كانت تنتفض! تشعر أن هناك شيء ينقبض على قلبها؛ كأنه طوق من الحديد! يعتصر قلبها دون أن تعرف لمَ

تشعر بألم لا تعرف له سبب؛ وكأنها مخالب تنهش أحشائها نهشاً! وهي بالفعل مخالب ولكنها تنهش "راكان"!

نهضت من فراشها تبحث عنه في الكوخ، تتحرك بين جنباته وكأنها لا تصدق أنه غير موجود، ولكن أين ذهب وتركها؟
وقفت في منتصف الحجرة تنادي بصوت مرتفع:

_راكان أين أنت؟!

لم ياتيها رد سوى صدى كلماتها ترن في قلبها

_راكان هل أنت بخير ؟

ولكنها لم تتلقى رد مرة اخرى! أسرعت إلى الباب تبحث عنه، حول البيت وعلى أطراف الغابة، ولكنها لم تجد شئ رجعت إلى الكوخ، وهي تلهث من فرط الخوف والتعب .

سمحت جسدها بالإنهيار؛ لتسقط على ذلك المقعد خلفها، فلم تعد تقوى على الوقوف أو حتى الحركة..

دمعة خائنة فرت من عينيها تبعتها أخرى، حتى أصبحت دموعها سيل منهمر؛ وكأن ما مر بينهم كان حلم.

_ لم تركتني؟ لم أتيت من الأساس؟! وهل كنت موجود حقا؟! أم أنك مجرد طيف داعب أحلامي؟!


لم تتلقى رد على أسئلتها؛ لكن هل تنتظر رد من العدم؟ فلا يوجد غيرها في المكان، مر الوقت وهي تلوم نفسها، تلوم قلبها الذي نبض له بالعشق..

بعد وقت من صراعها مع نفسها ومشاعرها، وقفت بوهن وهي تقول:

_ هل كنت طيف؟ بالطبع لا كيف تكون طيف؟ رائحتك تملأ المكان، تملئ قلبي عشقا!

تحركت إلى الغرفة التي شاركته فيها الجموح والعشق، كأنها تعرفه منذ زمن، وقفت أمام المرآة تنظر لوجهها الباهت و ومضات الألم تظهر عليه بوضوح وتكلمت كأنها تتكلم معه بالفعل..

_ألا أستحق منك كلمة قبل رحيلك؟ ألا أستحق أن تبرر أو تفسر لي؟! لقد أشعرتني برخص راكان! كأني عاهرة استمتعت بها ورحلت.

حركت كفها المرتجف في شعرها، ترفعه عن وجهها الذي غسلته الدموع، وهي تقول:
_ هل ستعود؟ أم عليّ أن أنسى؟! لكن من أين ياتي النسيان؟! أنا أريدك.

نغزة أخرى في قلبها؛ جعلتها تتحرك لتجلس على الفراش، لترى ما لم تراه من قبل؛ تلك الرسالة مما جعل عيناها تشع ببريق الأمل..

إقتربت تتلمس الورقة، وهي تنظر إلى ذلك الطوق، الذي لم يفارق عنق "راكان"، لكن كان هذا دليل آخر على رحيله..

وقفت لحظات تنظر إلى الرسالة دون أن تمسها، أقتربت من الورقة ترفعها، تقرأ كلمات العشق تنبض من بين سطور، ولكنها تشعر بالخوف، من وعده الذي قد لا تستطيع الوفاء به،

_هل قال سأعود؟!

كل ما تعرفه عنه اسمه فقط، وها هو أضاف اسم والده! ولكنه لم يذكر اسم مملكته؟
_ أي مملكة ينتمي لها "راكان جانو"؟ من أي دولة هو؟!

هي لا تعرف، أكملت قراءة الرسالة؛ كأنها تبحث عن شئ بين كلماته «لقد شاركتني وصفه عائلتك»

نظرت للورقة وإنهمرت دموعها وهي تقول:
_ لقد تشاركت معك ما هو أكثر من وصفة عائلتي؛ لقد شاركتك قلبي! شاركتك روحي؛ لقد شاركتك جسدي يا "راكان"، لقد سمحت لك بما لم اسمح به لرجل غيرك..

اخذت تتكلم كانه يسمعها وهي تقول بصوت مرتفع:

_لقد نفرت من الجميع، وتركت ذلك العالم بكل ما فيه، بعد رحيل عائلتي بسبب ذلك الذئب اللعين! الذي وقف أمام السيارة لتنقلب عده مرات نجوت أنا من الموت لكنهم رحلو..

أصبحت وحيدة، تركت كل شىء خلفي، هربت من الصحافة وملاحقتها، ومن رجال يدعون الحب فقط؛ لاني أملك المال، كنت أرى في وجوههم صورة ذلك الذئب، خاصة ذلك القريب الذي أخذ يقترب مني، وما أن أقترب قلبي من أن يسقط في غرامه؛ اكتشفت خيانته فكان هو الآخر، لا يختلف عن ذلك الذئب الذي قتل عائلتي ولكنه ساعد في قتل قلبي..

هربت وعشت هنا، وما أن رأيتك بعد كل هذه السنوات ظننت أن الدنيا تصالحني، ولكن في أول لقاء لنا، رأيت ذئب في أحلامي بنفس الحجم العملاق، لم أكن أصدق أن هناك ذئب بهذا الحجم، ربما ذلك الحلم يعني رحيلك أنت الآخر ؟!

أن الذئاب في حياتي سببت الفراق، لم أخبرك السبب بعد! ولكني أخبر كلماتك الآن، عليك أن تعود من أجلي؛ فأنت كل العائلة التي أريدها فلم يعد لي غيرك ولم أعد أريد غيرك!

هنا توهج الحجر الذي يتلألأ! رفعته في كفها وما إن قربته منها؛ حتى خرج منه شعاع، جعل قلبها يرتجف، وذلك الجرح في رقبتها بدأ يؤلمها!
عندها تركت الحجر مكانه، فأنطفئ الضوء فيه، هل هو حجر من ماس فقط؟!
أم هو شيء آخر أكثر من ذلك بكثير، أنه شيء غريب لم ترآه من قبل!

وضعت يدها عل موضع الوشم، وهي لا تعرف ما هذا الذي تشعر به؟

قرأت كلماته «أن هذا الحجر سيجمعنا»

_ إن كان كذلك، سأحتفظ به أكثر من إحتفاظي بروحي "راكان"، أريدك في هذه اللحظة أريدك حبيبي..

ولأن هناك رابط قوي بينهم؛ أخرجته كلماتها من تلك الغيبوبة التي تسحبه،

بينما هو يصارع الموت، أستمع إليها في غيبوبته، كان ينظر إلى "كيفن" وهو يسحب "درغان" على ظهره؛ ويفر به هارباً، وقتها ترك نفسه ليسقط في الظلام يريح هذا الألم الذيب؛ يسير مع الدم في عروقه..

هي مجرد لحظات بسيطة كان الكل يركض فيها، كانهم يتحركو بالبطيء، قطيع الذئاب والشاردة فر هارباً، بيتا كيفن يحمل دورغان على ظهره ويفر هارباً به..
عله ينقذه من ذلك الموت المحقق الذي يسري في عروقه..

ألفا جانو نسى وقاره وهيبته ومكانته وتحرك بسرعة الى حيث جسد أبنه الملطخ بدماء ذلك الذئب دورغان والمخلوط مع دم راكان بعد أن استطاع كيفن أن يستعمل الغدر

جانو: لمَ راكان لم تستمع الى كلامي لقد أخبرتك إنهم لن يحاربوا بنزاهة لقد كنت منتصراً عليه، ولكنه لم يحارب بمفرده، ولقد ساعدته في ذلك لمَ منعتنا من نحمي ظهرك..

لكن كلامه لم يتلقى عليه رد، بينما قائد الجيش وباقي الجنود يحملون جسد راكان، الذي يصارع بين التحول لأنسان أو لذئب فلا هو وصل إلى هذا او لذاك..

بينما الطبيب يسرع خلفهم وعن طريق الرابط الخاص بالمستذئبين عرفت اللونة ما حدث لابنها..

فكانت تترك الحصن وتأتي مسرعة إلى حيث هو، الوجع الذي تشعر به، كان أقوى بكثير من أن يحتمل؛ لذا كانت تصرخ بصوت مرتفع في وجه زوجها..
_ماذا حدث له؟! كيف سمحت له أن يفعل ذلك؟ ألا تخاف عليه

جانو: أهدئي لونة أنه بخير

_ أي خير هذا ألا تشعر به وبما يحدث له من آلم ألم تستمع إلى صراخه المكبوت؟!

نظر لها ولم يتكلم؛ فماذا يقول؟! هو يشعر بكل ما يعانيه ابنه، دون ان يصدر صوتا، لكن الآلم على وجهه كان ردا كافيا لها

تحرك ليدخل مع الطبيب، منعها من الدخول، وهو يحاول أن يتمالك نفسه، وهو يري وجه إبنه يتغير كل دقيقة
مرت اللحظات عصيبة عليه
الي ان اقترب من الفراش يتلمس عنقه ينظر الي الجرح وهو يبحث عن حجر الماس الذي يحمل هالة من القوة قد تساعده علي الشفاء لكنه لم يجده...

جانو: يا الله
الطبيب: ماذا هناك الفا اطمۍنسوف يكون بخير
جانو: اتمني ذلك ولكنه اضاع تميمته
الطبيب حقا
جانو: اجل
الطبيب: اذا عليك ان تتواصل مع ذئبه
جانو: لقد حاولت ولكني لم استطيع يبدوا ان جاك مصاب اكثر من راكان نقسه ذاكر
الطبيب: هذا ما أظنه بالفعل الفا لذي افضل ان..

_ان ماذا ذاكر

بينما هناك في تلك الغيبوبة كان راكان يتخبط، يشعر بأنه مكبل لا يقوي علي الحركة او الصراخ، وهو يري جاك منزوي علي نفسه، يلعق ذلك الجرح العميق في ظهره..

بينما هو علي شفير الموت
كان يهمس لجاك:
_تماسك يا صديقي

لكن الذئب انكمش علي نفسه وهو يصدر عواء حزين، يرثي به حاله..

راكان: عليك ان تقاوم من اجلنا..

ولكن نفس الرد عواء خزين يمزق قلب راكان الذي لا يستطيع الصمود دون ذئبه
بينما هناك كان كيفن، يحاول أن ينقذ درغان، الذي لازال يصرخ بصوت مرتفع، حرك الطيور في عشها من فرط قوته..

بينما كيڤن ينظر لذلك المعالج الذي يحاول قدر استطاعته..

كيڤن: ماذا هناك؟! أيه العجوز داروس؟
داروس: انا احاول..
كيڤن: لا تحاول كفاية هو يتألم!
_وسوف يظل يتألم لقد أصيب إصابة بالغة.
_بمعني؟!
_علينا أن نكوي الجرح، ولكن اخشي ان..
_أن ماذا أيك أن تقول أنه سيموت.

_لا ولكن ذلك الجرح سوف يترك أثر
_أين؟
_في وجهه..

_أيها اللعين أبحث عن حل خر

_وهل الأمر، بيدي.

_أجعله بيدك! بدل أن أقطع عنقك

_وهل تظن أن بقطع رقبتي سوف ينجو، أنه علي شفير الموت، وسوف أحاول أن أفعل ما أستطيع ولكن سوف يترك ذلك أثر في وجهه، هل انت موافق ام لا؟!

نظر له كيڤن بحدة، وهو لا يعرف ماذا يفعل، هل سيقبل درغان ان يكون مشهوه؟!
أم علي كيفن أن يفكر في الخسارة الأكبر أنه أن لم يوافق فإن الألفا درغان سيموت..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي