الفصل26

أي اذا بعد؟

الفصل 26

عينه التي تآكل تفاصيلها،شفتيه التي تآكل كل ما تقع عليه، كان مغيب في عالم مختلف، حتى أنه لم يلاحظ أنها فتحت عينها..

تنظر له بدهشة ممزوجة بخوف وهي تقول:

_ماذا تفعل هنا؟ كيف وصلت إليا؟!

_ ليس وقته؛ أريد حبيبتي، أريدك في هذه اللحظة أكثر من أي وقت مضى...

نظرت له بصدمة وهي تقول:
_ إي لعنه أتت بك إلى هنا، ما الذي تفعله؟!

_ أتسالين؟ أقبلك.

_هل جننت؟!

_ هل تلومي علي؟ لقد أفقدني بعدك صوابي، انا لا أريد في هذه اللحظة إلا أن أكون أنا وأنت جسد واحد..

_ ابتعد عني راكان، قبل أن أصرخ.

_ هل سوف تصرخين حبيبتي؟ هل ترفضي حبي مرة أخرى؟ لمَ صوفيا اقولها لك مرة أخرى إشتقت إليك..

_ عن أي شوق تتكلم؟

_عن هذه النار التي تكوي قلبي، التي تخترق خلايا جسدي، الذي يموت من بعدك

قال كلماته العذبة، وهو يقترب من شفتيها، يقبلها مرة أخرى بينما هي تحاول أن تدفع صدره بيدها ضعيفة كان هو يقتحم تلك الحواجز والحدود التي وضعتها...

ياخذها في دوامة قوية لم تدري متى توقف إعتراضها، ومتى سمحت له بكل شيء، وكأنها أشتاقت قربه وحبه...

أو أشتاقت إلى لمساته الدافئة ونظرات الوله في عينه، أو أشتاقت الى عينه التي تحمل لون الذهب بين الاهداب، وهو يهمس بكلام لا يمت للعالم البشري بصلة...

كانت تائهة وكان هو الآخر تائه فيما يشعر به، لم يعد لديه الكثير من الصبر، لم يعد لديه قدرة على ان يتقبل الرفض...

حتى أنه ما همت أن تبعده، حتى لجأ الى تمائم من العالم الخاص به، جعلها تفقد السيطرة، على كل شيء جعل تلك الرفيقة، من تتكلم وتتعامل معه.

وبعد وقت طويل ورغم طوله لم يكتفي، مما يموج في قلبه من عشق، ضمها إلى صدره وهو يقبل مفرق الشعر في راسها، وهو يهمس:

_ رغم كل هذا التغيير الذي طرأ عليكي إلا إنك ستظلي في عيني اجمل نساء، احبك صوفيا..

_وهل تريد مني أن أصدقك؟!

_أن الشيء الوحيد الذي عليك أن تكوني واثقة منه هو حبي، أحبك إلى حد اللعنة...

_ أنت نفسك لعنة راكان، لمَ سمحت لك بالقرب؟

_هل كنت تريدين أن أبتعد صوفيا؟

_ أجل راكان بيننا إتفاق، وأنت تخل به..

_أنا لم أفعل.

_ حقاً لم تفعل؟ لمَ أنت هنا؟

_أنا هنا منذ أسبوع وأكثر صوفيا..

_ عن أي لعنة تتكلم؟

_ أتكلم عن أني أعرف مكانك، أقيم في الغرفة المجاورة، أقضي الليل في غرفتك، أتأمل ملامحك العزبة اشتاق اليك كل لحظه عني التي قبلها..

فغرت فمها، وهي تنظر له بصدمة::

راكان: أجل حبيبتي، كنت أدخل من الشرفة لأتذوق نفس الهواء، الذي تتذوقيه، لأنظر إلى وجهك الجميل وعينك المغلقة...

_ماذا؟!

_ كما سمعتي حبيبتي، ولم أنظر لوجهك فقط بل لبطنك البروز، الذي يعني شيء واحد، أن هناك شيء يجمعنا، وهذا الذي يجمعنا...

صوفيا: لا يوجد شيء يجمعنا..

راكان: أنه إبني..

_ لقد تنازلت عن حق أن يكون إبنك من أجل أن أبقيه..

_ وهل تريدي أن تنهي حياته الآن؟

رغم أنها نفرت من الكلمة، لقد إعتادت وجوده بداخلها، لقد تعلقت به، قبل أن يأتي، تنتظر تلك اللحظة التي تره بين يديها، تقبل في رأسه وتطلق عليه اسم يليق به..

راكان: لمَ لا تردي؟ هل تريدي أن تتخلصي من ابننا؟ هل لهذه الدرجة تكرهينني؟

لم ترد، اكتفت بالصمت وهي تستمع له...

راكان: لقد رأيتك في تلك السيارة، لقد شعرت بك..

صوفيا: كيف عرفتني؟!

راكان: لم أعرفك، أن الرابط بيننا هو من جمعني بك، لقد كان قلبي يبحث عنك في كل الوجوه، مع ذلك لم أعرف شكلك، لكن ذلك الرابط كان يقول أن تلك الصهباء هي حبيبتك..

كانت تستمع إلى همسه، وكلماته التي تغازل انوثتها، هو يهمس:

_بعدها غيرت شعرك للون الأشقر وها هو أصبح بدرجة فاتحة...

كان يقر واقع فلم تجد مفر من أن تقول:

_أجل...

_ ذلك العطر كان مختلف عن عطرك، ولكنك غيرتيه، كغيره من ياسمين وها هو يصبح كل مرة اقوي من غيرها...

اذدردت لعابها وهي تنظر لها تحاول ان تدعي الجمود...

راكان: أنا لا استطيع البعد صوفيا، انا أقبل منك بالفتات، ولكن منك انت فقط...

سكوتها كان يعني شيء واحد، سوف تعاود الفرار مرة اخرى، ولكن هل سيقبل؟ هل سيخبرها انه يستطيع ان يعرف مكانها؟ عن طريق التخاطر مع طفله!

وقتها ستخاف! وقتها قد تنهي حياة الطفل، وقد تنهي حياتها نفسها

_لمَ انت صامتة؟! أريد ان أسمع صوتك، لقداشتقت إلى كل شيء فيك، اشتقت لأن أستمع أنفاسك العذبة وهمساتك الرقيقة الى كل شيء فيك...

صوفيا: عليك أن ترحل..

الكلمة التي خرجت من بين شفتيها لم يكن ينتظرها، كان ينتظر شيء آخر، كان ينتظر منها أي شيء إلا أن تطالبه بالرحيل...

وكأن وجوده يعني لها الموت وعليه أن يبتعد أن اراد أم لم يرد..

_لم افهم ماذا تريد راكان؟

_ أريد أن أعرف ماذا بعد أن أرحل، هل ستعودين الهرب مرة أخرى؟!

_ وما شأنك أنت؟!

_ انت شأني صوفيا أن ما تحملينه من شأني، علي ان احميك لمَ تشعرين بالخوف مني؟ انا قد اموت من اجلك.

_ ومع ذلك اريدك ان ترحل

_انت قاسية القلب

_ وانت مستذئب

_وماذا يعني ذلك؟ هل تعاملت معك عن اني مستذئب؟!

_ ألا تدري كل هذه وشوم كانت بسببك؟! لقد طبعت كل هذا على جلدي، من اجل أن اخفي ذلك الوشم حتى لا يعلمه أحد..

_حسناً لم يكن لي أنا المسك قبل أن اضع عليك الوسم لم اكن استطيع انأقترب منكِ دون أن تكوني لي..

_ وها أنت وضعت الوشم..

_ الوسم صوفيا وليس الوشم..

_ لا يفرق مع أي لعنة يكون..

_ حسنا سأتفق معك، إتفاق سأبقى دون أن أقترب..

‌_لا أريد

_ لقد تركت كل شيء من أجل أن أبقى بجوارك، أنا اعمل من على الهاتف..

_وتستطيع أن تتعامل مع الهاتف؟

_من تظنيني؟ أنا رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات الذئاب للألماس والنقل والشحن، لست كما تتخيلين..

_ وهل تغريني بما تملك؟

_ أعلم أنه لا شيئا قد يغريك صوفيا، ولكني أريد أن إطمئن عليك، وإن تكوني بخير..

_ وبعد أن تطمئن؟!

_ أعطي لي فرصة لأساعدك إعطيني فرصة لأكون بجوارك حتى تضعي طفلنا..

_ وماذا بعد ان اضع الطفل؟!

_ لا أعرف!

بينما هناك كان إيوان يدخل إلى غرفته، لا يدري ماذا عليه أن يفعل؟ هل شعور بالشوق إليها منذ أن تركها طبيعي...

إيوان: هل أتصل بها الآن؟ ام الوقت قد تاخر!

لكنه أمسك هاتفه النقال ينظر، لاحد مواقع التواصل الإجتماعي، الذي يسمح له بمعرفة إن كانت متصلة ام لا...

وجد نفسه يرسل لها نقطة إبتسامة داعبت شفتيها، وهي ترى أنه يحاول أن يكتب ويتردد.. فارسلت له

_مساء الخير إيوان، كيف حالك؟ ألم تنام حتى الآن؟

وجد نفسه يرد: لم أستطيع النوم.

_وانا أيضا.

_ لمَ ماذا هناك؟

_لا اعرف ربما افكر في...

_ من؟!

_هل تصدقني أن اخبرتك

همس بصوت وكأنه يكلم نفسه افكر فيكي حبيبتي
ولكنه كتب:
_ بالتاكيد ساصدقك ماريان

_كنت افكر فيك لا اعرف لما اشعر ان هناك شئ غريب يحدث لي منذ أن رأيتك...
ابتسم وهو يتصل بها..
ماريان: إيوان
إيوان: هل تصدقيني لو أخبرتك إني افكر في نفس الشئ هناك شى غريب يربط بينا..
ماريان: ربما من فرط ما تكلمنا عن المستذئبين اشعر بأننا تأثرنا بهم

إيوان: بمعنى..

ماريان: كان هناك رابط بيننا مثل المستذئبين...

كان يستمع لها ولا يعرف هل تتكلم في المطلق ام تلمح لشئ ما...

ماريان: إيوان؛ هل تسمعني؟ لمَ لا ترد علي ..

_لا شيء، استمع إليك فقط، أريد أن أعرف لمَ تربطيننا بالذئاب، نحن شيء مختلف هناك شيء يربط بيننا، قد يكون اقوى من...

_من ماذا؟!

_ من الوقت؛ ربما ما يربطنا لا يحتاج الى وقت، مانشعر به قوي، هناك اشياء كثيره تربط بيننا مريم

_اعرف ذلك ولذا..

_ تشعرين بالدهشه وكان هناك شيء يتعجلنا اعلم بما تشعرين به...

_أجل هذاما اشعر به ولكنه ممزوج بالخوف...

_ لذا لا اريد منك ان تشعري بالخوف، اريدك ان تعرفي ان حياتنا معا ستكون مختلفة...

_إلى اي مدى قد تكون حياتنا مختلفة

_ لا استطيع ان اخبرك بشيء الان، ولكن دعي الأيام تثبت لك، أن ما بيننا مميز...

ولأن ما تشعر به مختلف اخذها التفكير، الذي لف عقله مريان، وهي لا تعرف ما هو الرد المناسب الذي يجب ان تقوله له..

ولكنها قالت: أنا أيضا أرى ذلك

إيوان: سوف اغلق حبيبتي

_ حبيبتك إيوان ألم تشعري بعد

_ بلا شعرت ولكني...

_لا. تتعجلي..

يتبع..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي