الفصل الثاني سحرُ الفودو

الفصل الثاني : سحرُ الفودو.

نشأتْ يا "مليكا" في هذا المتحفِ الذي كنا نسكنُ بالقربِ منهُ، في إحدى المنازلِ الصغيرةِ المكونةِ منْ طابقينِ، الحيُ بأكملهِ جميعَ المنازلِ لها نفسُ الشكلِ والهيئةِ، وعنْ نفسُ المساحةِ وعددِ الغرفِ .

-نسيتُ أنْ أقولَ لكَ أنَ والدتي كانتْ ترتادُ كثيرا، هذا المتحفِ أعجبتْ بوسامةِ أبي ولونهِ المخالفِ للونِ الأوروبيينَ، أوْ السكانِ الأصليينَ لونهُ كما يقولُ لونَ القمحِ الذهبيِ كنعادهْ ما، يتغنى بأغنيةِ لمطربهِ تدعى "عفافْ راضي" كانَ أبي كثيرا ما يرددها، ويقولَ مصرَ هيَ أميٌ نيلها هوَ دمي شمسها في سماري، شكلها في ملامحي حتى لونيْ قمحيٍ لونِ خيركَ، يا مصرُ .

أعجبتْ بهِ والدتي التي تدعى "شارلوتْ أندرسونْ"، تلكَ الفتاةِ الجميلةِ بلْ رائعةً الجمالِ، ذاتَ الشعرِ الأصفرِ الطويلِ الناعمِ ذاتَ العينينِ الزرقاوينِ، كانَ جدها قدْ أتى إلى أستراليا كمهاجرِ منْ إحدى الدولِ الأوروبيةِ منْ رومانيا،

أتعلمينَ بلدُ دراكولا مصاص الدماءِ هكذا كانَ يضحكُ معها والدي، وأنا المفضلةِ لدى عائلةِ والدتي، خصوصا خالتي "لورا أندرسونْ" وجدي "جيمسْ أندرسونْ" وجدتي "صوفي أندرسونْ" .

كانوا عائلتي الوحيدةَ كانوا يعشقونَ والدي، كنا هكذا حتى أتى للعيشِ بالقربِ منا، بعضُ الأشخاصِ همْ ليسوا بالقربِ، همْ في المنزلِ المجاورِ يفصلُ ما بينَ الحديقتينِ الخلفيتينِ بينَ منزلنا وذلكَ المنزلُ جدار خشبيٍ قصيرٍ، كنتَ صغيرةً على ما أعتقدُ أبلغَ السابعةَ منْ عمري . لمْ نكنْ نستطيعُ النومُ بسببِ تلكَ الحفلاتِ التي تقامُ، لمْ أكنْ شاهدتُ أحدٌ منْ الجيرانِ في ذلكَ الوقتِ، لكنني تسحبتْ والجميعَ نيام وذهبتْ وقفتْ بالقربِ، منْ ذلكَ الصورُ الخشبيةُ.

وجعلتْ انظرْ وجدتهمْ ليسوا مثل لوني، أوْ لونٍ أبيضٍ أوْ لونِ والدتي لا أنهمْ مختلفونَ حتى يختلفَ وجوههمْ عنْ وجهٍ، السكانُ الأصليينَ التي حكتْ والدتي عنهما فلما جارهُ قريبةً، منْ السكانِ الأصليينَ ذو الوجوهِ الحمراءِ لا هؤلاءِ الأشخاصِ، وجههمْ تختلفُ قالتْ والدتي قبلَ ذلكَ أنهمْ يأتونَ منْ جنوبِ أفريقيا ليسَ جنوبَ أفريقيا، تلكَ الدولةِ لا بلْ يأتونَ منْ بلادٍ مختلفةٍ . قالتْ إنهمْ عائلهُ كما قالوا لجدتي منْ دولتانِ مختلفتانِ،
لكنْ يقعانِ في جنوبِ أفريقيا وجدتْ أشياءَ غريبةً وجدتهمْ يتراقصونَ ويضعونَ في المنتصفِ دميةً منْ القشِ، رسمتْ حولها دائرةٌ باللونِ، الأحمرَ يتراقصونَ حولها وعندما أخافني هذا الشكلِ وهذهِ، الرقصاتُ الغريبةُ وقرعُ الطبولِ،

قلتْ كما كانَ أبي يعلمنا بسمِ اللهِ عندها وكانَ الوقتُ وقف التفتوا جميعا تجاهي، وكأنهمْ يشاهدونَ . كنتَ أنظرُ منْ ثقبٍ صغيرٍ لكنني استطعتُ أنْ أشعرَ أنهمْ، نظروا داخليٌ لمُ اعرفْ ماذا افعلْ جريتَ مرةً أخرى عبرَ الحديقةِ،

حتى بابِ المطبخِ الخلفيِ وأغلقتهُ ورائي وأنا ارتعشَ وصعدتْ إلى غرفتيْ وقمتُ بتغطيةِ جسدي، وأنا ارتعشَ لمْ أعرفْ في ذلكَ اليومِ، كيفَ نمتْ لكنَ بعدها انقلبتْ حياتنا رأسا على عقبٍ ولا أعلمُ السببُ . ولا أعلمُ كيفَ كلُ ما أتذكرهُ ؟

أنني كنتُ استيقظَ واجدْ بجانبيْ أشخاصا أشكالهمْ مفزعةً، كنتَ أبكي واضعُ الغطاءِ على رأسي كانوا يجلسونَ على نفسِ السريرِ، الخاصَ بي كنتَ أشعرُ بهمْ حتى، وأنا مغمضةٌ العينينِ كنتَ عندما أسافرُ إلى، " الإسكندريةُ " معَ والدي كانتْ جدتي " فاطمة " تلكَ المرأةِ الجميلةِ الطيبةِ، تجعلني احفظْ بعضَ الصورِ البسيطةِ والصغيرةِ،

كنتَ أقراها كانتْ تقولُ لي إنكَ يا حفيدتي يا وحيدهُ ابني، عندما تقرئينَ تلكَ الصورِ ستشعرينَ أنني معكَ لنْ تخافيَ أبدا هذهِ الصورِ الصغيرةِ، هيَ سلاحكَ وأنتَ في الظلامِ، وقدْ استمعتْ إلى كلامها .

وهذا ما كانَ يحدثُ في البدايةِ كنتُ استيقظَ وأجدهمْ بعدَ ذلكَ كنتُ أشعرُ ببعضِ الأيادي، التي تمتدُ إليهِ كنتَ اقرأْ في البدايةِ بصوتٍ، منخفض بعدَ ذلكَ جعلتْ اقرأْ بصوتِ عالي كانَ أبي وأمي يعشقانِ، بعضهما البعضُ .

كثير السفرِ كثيرَ الرحلاتِ، وكانتْ خالتي "لورا" وهيَ طالبةٌ في الجامعةِ تأتي هيَ وجدتي يجلسانِ، معي كنتَ أرفضُ أنَ اذهبْ إلى منزلهما لأنَ ذلكَ المنزلِ كانَ، يحتضنَ رائحةَ أبي وأمي كنتَ أشعرُ أنهما متواجدانِ، في نفسِ المنزلِ معي حتى أنني أقسمَ أنني كنتُ اسمعْ، صوتهما وعندما اذهبْ وافتحْ البابَ،

لمْ أكنْ أجدُ شيئا ولا أجدُ أحدُ وعندما كانَ يأتي، والدي ووالدتي كانَ يأخذني معهُ إلى المتحفِ الذي، عشقتهُ وحفظتْ كلَ جزءٍ فيهِ بلْ كنتُ ألعبُ ليلاً، هناكَ وأبي يعملُ . كانَ لديهِ مكتبٌ كبيرٌ كبيرٌ جدا لمْ يكنْ يجلسُ على ذلكَ المكتبِ، الخشبيَ في أقصى زاويةٍ في تلكَ الغرفةِ الكبيرةِ، لا هيَ ليستْ غرفةَ جزءٍ كبيرٍ منْ طابقٍ قدْ خصصَ لهُ كانتْ الآثارُ، أولاً والمعروضاتِ والهدايا التي أعطتها الدولةُ، المصريةَ على مرِ السنواتِ .

كانَ أبي يقومُ على ترميمها والكشفُ عنْ ماهيتها، وكتابةُ تقريرِ عنها تقريرا مفصلاً . كانَ كثيرا ما يتحدثُ وأنا صغيرةٌ أجلسُ أمامهُ عنْ الجعرانِ المصريِ، وقالَ إنهُ هناكَ سيداتٌ منْ الأجانبِ يذهبونَ، إلى مكانٍ على ما أعتقدُ بجانبِ معبدِ منْ المعابدِ الفرعونيةِ القديمةِ، في مصرَ يتبركونَ بذلكَ الجهرانْ قالَ أشياءَ غريبةً أنَ ذلكَ الجعرانِ لا يموتُ،

على مرِ آلافِ منْ السنينَ بلْ يستيقظُ مرةً أخرى حتى إنهُ أهداني، سلسلهُ بها جعرانْ أزرق قالَ إنها تميمةٌ منْ تلكَ التمائمِ الفرعونيةِ القديمةِ . وعندما شعرَ والدي إنما أشعرُ بهِ أتخيلهُ مثلما قالتْ جدتي "صوفيٌ" لهُ .

ذهبَ إلى المنزلِ المجاورِ، ولا أعرفُ عنْ ماذا تحدثَ لكنني كنتُ أنظرُ إليهِ منْ بعيدٍ لمْ يدخلْ لديهمْ، بلْ وقفٌ بالقربِ وكانَ يتحدثُ معهمْ وعندما أتى مرةً أخرى، نبهني أنَ لا اقتربَ منْ هذا المكانِ ولا انظرْ إليهما . بعدها قامَ ببناءِ سورِ منْ ذلكَ الطوبُ، ما بيننا وبينهمْ صورٌ عالٍ لمْ أكنْ أستطيعُ النظرُ إليهما،

بلْ كنتُ استمعَ إلى تلكَ الموسيقى الغريبةِ . التي هيَ عبارةٌ عنْ قرعا للطبولِ، بعدها كلما كنتُ أشعرُ بهِ انتهى لا أعلمُ، بماذا هددهمْ والدي لكنَ سمعتهُ يقولُ، والدتي أنهمْ يصنعونَ سحرٌ يدعى "سحرُ الفودو"، وهوَ منْ أخطرِ أنواعِ السحرِ وأنهُ هددهمْ أنَ لديهِ قريبٌ في مصرَ يعيشُ بالقربِ منْ المعابدِ المصريةِ، القديمةَ الفرعونيةِ وأنهُ يعلمُ الكثيرُ عنْ سحرِ الفراعنةِ، وهوَ أشدُ فتكا منْ سحرهمْ بلْ سيقومُ على أذيتهمْ،

بعدها سمعتهُ قالَ لوالدتي أنهُ ما أعطوهُ تلكَ الدميةِ التي تشبهني، وأنهُ قامَ بالتخلصِ منها وإخراجِ تلكَ الدبابيسِ السبعِ منها . لأعلمَ معنى تلكَ الكلماتِ لكني علمتها بعد سنواتٍ طويلةٍ بعدما أصبحتْ بمفردي، وحدثَ معي نفسُ الشيءِ إنما أقوى ومنْ دافعَ عني وأنا وحيدةٌ لمْ يكنْ، والدي بلْ هوَ ذلكَ الذي يأتيني الذي كانَ عدوي في البدايةِ، ذلكَ الذي يدعى "كيوانْ" .

أتذكرُ والدي يا " مليكا " عندما أحضرني وأجلسني أمامهُ، وقالَ لي يجبُ أنْ أكونَ قويةً ولا أخافُ منْ شيءٍ يدعى السحرُ والسحرةِ قالَ إني قويةٌ، أنني مصريةٌ أجدادي الفراعنةَ عرفوا كثيرا منْ السحرِ، بلْ إنَ أشهر كتبَ السحرُ منهمْ كتابٍ يدعى "شمسَ المعارفِ" قدْ استمدَ منْ كتبهُ جميعُ ما فيهِ منْ مقبرةٍ فرعونيةٍ، قامَ بفتحها واستخراجِ منها بردياتٍ كثيرةً .

وإنني منْ الممكنِ أنْ أهددَ هؤلاءِ الأفارقةَ بسحرِ الأجدادِ لأنهُ سحرٌ ليسَ كمثلهِ سحرٍ، أنهُ مرتبطٌ بعلمِ الأرقامِ والنجومِ، والفلكُ سحرُ بهِ طقوسً سحريةٍ تتنبأُ بالمستقبلِ وتشخيصِ الأمراضِ، وعلاجها وأنهمْ خائفونَ منْ ذلكَ الجعرانِ الذي ارتديهِ .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي