الفصل الثامن لميعة بنـت سديم

الفصل الثامن : "لميعة" بنت "سديم".

-من الطارق، لم أعطي أحدا بالإذن بالحضور.

أقترب "مايكل" من الباب الخاص بمنزل صديقته الساحرة، وقرب فمه من الباب حتى لا يشعر "أحمد" بأي إنزعاج، وهو في السياره يحمل إبنته ويحتضنها.

-قومي بفتح هذا الباب سريعا، لقد وعدت صديقي أنك ستقفين بجانب إبنته، و ستقومين على أبعاد السحر أو إبطاله، ذلك السحر الذي صنعته تلك الأنثى التي تحدثت معك عنها في الهاتف، إفتحي يا لميعه.

-لا سأصعد الى الطابق الثاني وألقي عليك أنت وصديقك كل المخلفات النتنة في هذا المنزل، لا أريد أحد من البشر أنا أكرههم.

-إفتحي وإلا سأقوم بهدم الباب فوق رأسك، أتعلمين لقد أتصلت ب"كهلان" لكنه في مدينه بعيده، وسيأتي وسيقوم بضربك بل تعذيبك، وأنا أيضا أيتها العجوز الخرفاء.


صعدت بالفعل "لميعه" إلى الطابق الثاني، ودخلت إلى حجرتها التي لم تنظف منذ فترة طويلة، حتى إن رائحتها نتنه، ونظرت من خلف تلك الستائر التي كانت في السابق لونها أبيض، والأن أصبحت لونها رمادي ورائحتها كريهة، وشاهدت ذلك الرجل الذي يجلس في المقعد الخلفي، وهناك فتاة ممدده فوق أرجله.

قامت بالسب بصوت عالي، ثم نزلت سريعا إلى الأسفل.

-سأفتح يا "مايكل" وسأقوم على تهشيم رأسك أنت وزوجتك تلك، التي تجلس في السيارة في الأمام، لقد قلت لك أنا لا أحب الأطفال، لم تقل لي أن تلك الفتاه صغيره هكذا، أنا لا أريدها ولا أريد أن اشم رائحتها، أنت تعلم لماذا أم افعل ذلك مره ثانيه وثالثه كي تقتنع.

-أفتحي، لقد أقلعت عن هذا الموضوع المقرف منذ سنوات طويلة أنا أعلم ذلك، أفتحي سأنادي "كاترين"، وأعلم جيدا أنها ستقوم على سبك ولعنك.

-لا لن أفتح، و سألقي عليكما الآن سحرا يجعل وجوهكم كالخنازير، أمدوا وأهربوا عن وجهي، لقد أتيت إلى هذا المنزل منذ سنوات، وأشتريته في تلك المنطقة البعيدة عن البشر، أنا لا أريد التعامل مع أي إنسان أنا أكرههم، يكفيني تعاملي مع الجان الذين يعتبروني واحدة منهما، أما أنتم سأقوم بالعد حتى ثلاثة، لا بل سأجعلها حتى 10 حتى تغربوا من هنا حتى استطيع التنفس، فإن رائحتكم الكريهة جعلتني أشعر بأنني أريد أن أتقيأ.

-رائحتنا نحن! أيتها العجوز الساحرة الشمطاء، ذو الوجه المجدر يا وجه القنفذ، إفتحي وإلا كسرت تلك النافذة القريبة ودخلت، ووقتها سأقوم على ضربك.


كان "أحمد" يستمع إلى بعض الكلمات التي تصل إلى أذني من بعيد، نظر إلى "كاترين" التي تجلس أمامه، وقال لماذا لا تريد فتح المنزل لنا؟
ألم يستأذنها "مايكل".

-يجب أن نعذرها يا وهاب، أنت لا تعلم ما مرت به تلك السيدة، نحن أعتدنا على السباب معها، لكن هذا جزء من شخصيتها لا تعتبره أمر شخصي أو أنه إهانة، لا هذه هي طريقه كلامها، وقد اتت من بلادها هربه منذ سنوات طويلة، أنها تعرف والدتي يجب أن تعلم انها لم تتب بنسبة 100% عما كانت تفعل، إنما تابت عن تلك الأفعال الشنيعة التي تصنعها، وأيضا لا تصنع السحر أذيه للبشر، لكنها تصاحب الجان تعتبر نفسها واحدة منهما، لا تقل أنني تحدثت معك، إلا إنني أعلم غن هذا الكلام الذي دار بيني وبينك الآن هي على علم به.

-كيف ذلك؟

-وأكثر من ذلك يا "وهاب"، أهتم انت بإبنتك وأنا أنزل من السيارة الأن وأقنعها بالأمر.


وبالفعل نزلت "كاترين" من السيارة، وأتجهت مباشرة في خطوات سريعة، وأرتقت أربع درجات التي تقع أمام ذلك المنزل، ذلك المنزل الغريب الذي يقع بالقرب من الغابة، على مساحة يقع في منتصف الارض الخاص بتلك السيدة، وأرضها يحوطها جدار مرتفع، كان "أحمد" يجلس في السيارة ويتعجب من بنى هذا الجدار المرتفع؟

-إفتحي يا "لميعة" أنا أثق بك، وذلك الشخص الذي يجلس في السيارة إسمه أحمد هو عربي مثلك، لكننا نقول له وهاب فإسمه أحمد عبد الوهاب وهو طيب حسن المعشر، أعتقد أنه سيكون صبور معك وسينظر إليك ولن يتقيأ.

-أنا لا أحب الرجال، أنا لا أحب أحد أجعليه يمضي، ثم إن ذلك الشيء الذي بين يديه رائحته تأتيني إلى هنا، وأنت تعلمين أهي فتاة كما قال لي "مايكل"، إن لحمها وردي على ما أعتقد أبعدوها عن هنا، أنا لا أريد أن أشاهدها وأشم رائحتها إنها كريهة.


وفي تلك اللحظة كان "كيوان" يحتضن "ريتال"، كما كان والدها يحتضنها، في الحقيقه كان هو يحتضنها في ذلك السجن الغامض خائف عليها، يحاوطها بإهتمام ورعايته.

-لماذا تبكين الآن يا صغيرتي؟

-لقد قلت لي أن تلك السيدة لديها قوة هائلة، وهي من ستبطل ذلك السحر، سحر الفود الذي صنعته ولاشي بدمي.

-نعم بالفعل، إنها ستصنع ذلك لا تقلقي، هي فقط لديها بعض المشكلات، أرجوك لا تخافي منها، هي كانت تأكل الأطفال في الماضي كنوع من أنواع التضحية، أرجوك لا تخافي منها ألان لقد فعلت فعلا شنيعا جعلها تستيقظ لنفسها، وقد أخرجت ذلك الشيطان الذي كان يسكنها، الذي كان يريد تلك اللحوم وتلك الدماء الطاهرة.

-هل هذه أمنا الغولة، كما كانت جدتي تحكي لي في بعض القصص التي ترويها علي قبل النوم، هل أتى بي أبي إلى أمنا الغولة، كيف يصنع بذلك.

-لا تقلقي أنا معك، إنها لن تقربك لا تخافي ستدرك بعد قليل إنك لا تصلحين أن تأكلي، لا تخافي هي لا تأكل ذلك السن لقد بلغت وستعرف هي بعد، قيل ذلك ثم هذا كانت تفعله في الماضي للتقرب من كبار الشياطين، لتتعلم كل أنواع السحر ليس تعلم من البشر، إنما من منبع ذلك السحر من الشياطين، أو تعلمين لقد أخذوها يوما إلى ذلك البئر الذي يتواجد فيه هاروت وماروت.

-من هما، وماذا يفعلان؟

-سأقص عليك حكاياتهم بعد قليل، وعندما ندخل إلى الداخل حتى تنسين، لميعه إنها مطيعة بنت "سديم"، أبشع ساحره مرت على بلاد العرب لكنها هربت إلى هنا، وهناك شخص آخر سيأتي بعد قليل هو أطيب منها، تذكرينه بإبنته لا تقلقي ويدعى "كهلان"، وهو قوي أيضا وهارب مثلها، الهرب هنا ليس من أشخاص، إنما الهروب من النفس وهو أصعب أنواع الهروب.

-لست أفهمك؟

-لا تقلقي ستفهميني بعد ذلك، إنما الآن أريدك أن تغلقي عينيك، وتغني تلك الأغنية الجميلة التي كنت ترددونها منذ قليل، التي تقول سوسه سوسه كف عروسه.



-إفتحي يا "لميعة" لا تخافي، تخافي من فتاة صغيرة ثم سنتواجد جميعا هنا، لن نتركك معها بمفردك.

-أصمتي أنت يا زوجة ذلك الكئيب "مايكل"، لقد سمعت شيئا إن معها واحد من الجان كان يتحدث معها، وما هذه الدماء الذي كان يتحدث بها كم عمرها؟
إنتظري، إذهبي إلى أبيها وأسأليه هل جائتها دورتها الشهرية؟

-إنك لا تستحي، لن أساله هذا السؤال.

-من تلك التي لا تستحي يا حبيبتي أنت، كأن يقولها شخص آخر، هل تحبين أن أقول لك كل فضائحك وكل ما تفعلينه، أم أصمت وتذهبي إلى والدها الآن، إما أن أقول لزوجك ماذا كنت تفعلين قبل زواجك منه، ومع من أيتها الفتاة الصغيرة التي تستحي.

-سأذهب، سأذهب أيتها الشمطاء.

وقفت لدقيقة، ثم إستدارت ناحية السيارة، وذهبت وقامت بالإنحناء ودخلت رأسها من النافذة الخلفية بجانب "أحمد".

-أريد أن أسألك سؤال، هل ريتا بلغت بمعنى هل أتتها تلك الدورة الشهرية، التي تأتي للفتيات أم إنها صغيرة؟

-لا لقد أتتها منذ شهرين أو ثلاثه لماذا؟

-لا أعلم؟
هذا ما قالته لميعه أن أسالك أياه كم عمرها، أعتقد أنها في 12، وهل في 12 تأتي الدورة الشهرية؟

-نعم على ما أعتقد، وإلا كيف أتتها هي.

-صحيح يا "أحمد" لقد نسيت، صراحه ثم إنه ليس في أقاربي فتاة في مثل سنها، أعذرني سأذهب إلى لميعه وأخبرها بالأمر، وأنت قم بتحضير نفسك الآن، لإنني أعتقد بعد خمسة دقائق ستفتح الباب.


إستدارت مرة ثانية، وذهبت بالقرب من الباب ووضعت رأسها أما "مايكل"،
فكان ينظر إليها بغيظ شديد، يريد أن يكسر الباب فوق رأس لميعه لأنها ضحكت عليه، قال تعالى وعندما أتوا قالت لا تريدهم:
-نعم يا لميعه، لقد أتتها دورتها الشهريه منذ شهرين أو ثلاثه، لقد بلغت لماذا سألتني هذا السؤال؟
ستفتحين الباب الآن.
-نعم نعم لقد إطمأن قلبي، أنا لا أستطيع أن أتذوق لحمها بعد ما جائتها دورتها الشهرية، لن تكون شهية ولا أنت يفيدنا في شيء، ثم أنني أقلعت أصلا عن أكل لحوم الأطفال، تلك اللحوم الوردية الجميلة التي ما أن أضعها في فمي حتى تذوب، لقد نسيت كل ذلك لكن هناك بعض الشوق ياتيني كل حين، وكنت أخاف حتى لا تقضم قطعة منها.

أقترب "مايكل" من الباب وجعل يضربه،
-تقدمين قطعه من من أيتها الشمطاء، سأقوم على تقطيعك إربا إربا، وسأرمي تلك القطعة إلى الكلاب.

-أصمت أيها الجعجع، كلام فقط ليس هناك فعل، أرجع إلى الوراء أفسح الطريق لصديقك أيها الحشرة الكئيبة، كيف تزوجتيه يا "كاترين" إنه كئيب، هل أقول لها عن تلك المجلات التي تتصفحها، أم أصمت يجب أن تعلم أن قرينك بصباص مثلك، أم أنت مثله.

تنفست "كاترين" بصوت مرتفع وقالت:
-لحظه هدوء، لقد أوجعت رأسي لماذا هذا الشجار وأنت تفتحين الباب الآن، فلتذهبي وتحضرين المفتاح.

-مفتاحي من يا حبيبتي، سأصعد إنا إلى الطابق العلوي أقوم بتغيير ملابسي، وخادمي من الجان هو من سيقوم بفتح الباب، وعندما يفتح لكم الباب إدخلي إلى تلك الحجرة التي تقع على يمينك، تلك الغرفة الكبيرة وتجلس بأدب وتهذيب حتى أنزل لكم، ولا أريد أن أسمع صوت تلك الحشرة التي تزوجتي منها.

قام "مايكل" بالإلتفات ونادي على "أحمد"، وذهب بالفعل إليه سريعا وقام بفتح باب السيارة لهم، حتى يستطيع "أحمد" النزول وهو يحمل إبنته بين يديه
"كاترين":
-أسفين يا "أحمد" واقسم لك أنها طيبه جدا وخدومه، لكنها مجنونه لا تأخذ على كلامها مهما قالت، فلتتذكر إنها مجنونه فلا تؤاخذه على كلامها، وأعتقد أنها ستحاول أن تتشاجر معك، هذه هي حتى يأتي "كهلان"، عندما تشاهد "كهلان" تجدها تتغير تصمت وهذا شيء عجيب!
الأن سيفتح الباب سندخل، هناك حجرة تقع على اليمين إدخلها يا "أحمد" مباشرة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي