الفصل العشـرون

الفصل العشرون

- "كيـوان" لا أريد أن يقيدني شيء، لا علاقات لا مشاعر ولا حتى ظروف الحياة، أتعرف أريد أن تكون ظروفي كلها في يدي، قوانيني دستوري في يدي أنا.

أنا من أكون المراقب الأول على أفعالي، أنا من يحاسبني قبل أي شخص على تلك الأفعال التي تقوم بها، يقول "كهلان" وأنت أيضا تقول إن هناك طريق يجب أن أسير فيه وأنا موافقة، أريد أن أفعل أشياء كثيرة منها الثأر لحبيبه أبي، من ذلك المشعوذ الذي يتواجد في مدينة أبيه.

- أتعلمين ما أسمه؟
- لا لا أعلم؟ من أين لي أن أعلم ؟
- يطلق على نفسه "ابن الحارث"، لا يعرف هذا الاسم غير المقربين منه لكن اسمه الحقيقي " "أوب" "

- ما هذا الأسم الغريب "أوب"؟

- نعم الجني الذي يقوم على خدمة والده قد أسماه "أوب"، قد يبدو هذا الأسم غريبا بالنسبة إليك لكنه أسم، أتعلمين ما معناه معناه الاستقامة أتتصورين ذلك هذا الشيطان معنى أسمه المستقيم أو الذي لا يخطئ.

- كيف ذلك؟

- وستتعجبين عندما تعلمي أسم والده الحقيقي ؟

- ما أسمه أيضا.

- أسمه "شعيب" هذه المهنة يتوارثونها منذ أجيال بعيدة، يمتلكون كتبا عن السحر كتبت بخط اليد، أتعلمين ذلك حتى أنهم يمتلكون نسخة عن النسخة الأصلية من شمس المعارف، قد كتبها جد له بخط اليد في مجلد كبير، هذا المجلد قد تم تغليفه بالجلد ليس أي جلد، أنه جلد إنسان قد تم تقديمه قربانا.

تتواجد دمائه في صفحات الأولى من ذلك الكتاب الكبير الذي لديه، هذا الكتاب يتواجد في قبو أسفل ذلك المنزل الذي يتواجد فيه، كل فترة كل عدة شهور يجب أن يكون هناك قربان، ليس أي قربان يجب أن يكون طفلا صغيرا كلمه صغير بمعنى أن لا يتعدى الستة أشهر من عمره، يقوم "شعيب" بطرق مختلفة بالحصول عليه مرة، وتقوم عدة نسوة بسرقة الأطفال في هذا السن، يجلب الطفل ويوضع في الأسفل بالقرب منه تلك الكتب الكثيرة التي تتواجد في الأسفل.

ويخرج ويترك ذلك الطفل الصغير تقوم الشياطين على الفتك به، هذا هو العهد الذي تم أخذه على والده منذ سنوات طويلة.

- وكيف لم يستطيع أحد الإبلاغ عنه أو حتى الشرطة؟

- عندما تأتي النسوة التي تحضر تلك الأطفال، وكأن هناك شيء ما يقوم على إخفائهم، أو أن حتى العيون لا تستطيع النظر إليهم شيء غريب أليس كذلك. فلتعلمي أن والدك كان يذهب هناك في وقت الصلوات ولا يستمع إلى الأذان، والغريب أن هناك عدة مساجد بالقرب من ذلك المنزل، لكن وكأن المنزل عليه غضب شديد لا يستمع من داخله إلى أي شيء يحدث في الخارج والعكس صحيح.

- هو قلعة إذا؟

- هو قلعة صفة وليس هيئة، بمعنى أنه منزل مثل تلك المنازل، التي تجاوره ولكن هناك جموع غفيرة من الشياطين تحاوط ذلك المنزل، وكأنها تفصل عن المنازل المحيطة به ومع مرور السنوات قد عرف الناس خطورة من يسكن في ذلك المنزل، وأصبح الجميع لا ينظرون إليه أو لولده الوحيد الذي يعيش معه.

- أو لديه ابن ولم يشعر بأي رجفة، وهو يفعل ما يفعله من تقديم الأطفال الصغيرة كقربان.

- لا لا يشعر بشيء، سمعتي أن "أولاشي" تفعل ما تفعله بأبنائها، هو أيضا يفعل ذلك بأبنه الوحيد منذ الصغر، لكن هناك شيء غريب في ذلك الشاب، عندما تزوج "أوب" من والدته أحضرها من بلدة بعيدة لا تعرف عنه شيئا، عن طريق شخص من أصدقائه القليلين جدا، الذين يستفيدون أو يجلبون له من سيقومون بعمل الأسحار لديه.

أحضرها صغيرة في السن لا تعلم شيئا لم تخرج حتى من باب منزلي، عم كان والدها رجلا كبيرا في السن ولديه كثير من الأطفال ويحتاج إلى المال، وكانت هي البنت الكبيرة، لكن بداخلها شيء طيب قد ورثته لابنها الوحيد قبل مماتها.

أو تعلمين من قام على قتلها أنه "أوب" وقد شاهد الابن ذلك، لكنه استطاع أن يقنع الابن أنه كان في حلم كبير، مثلما أقنعت "نغم" و"شغف" والدتهم السيدة "جميلة"، أن ابنتها "لميعة" كانت في حلم طويل، وقد قامت على أذية نفسها في ذلك الحلم.

_ "كيـوان" وهل والد "لميعة" يدعى "سديم"، لأنك قلت لي أنه يدعى "حكـيم"، فلماذا سميت "لميعة" "سديم" ؟

- تم تسميتها بهذا الاسم بعدما امتهنت مهنة السحر، كانت لا تتوانى أن تنفذ ما يطلب منها حتى وإن كان يخالف كل الأعراف، وكأن بداخلها قوة غريبة أو تحقيق رغبة، أنها تستطيع فعل أي شيء بسبب تلك الكلمات التي كانت تقولها لها "نغم" وزوجها أيضا، فأحبت كانها تثبت من هي كما هي قوية، و"سديم" هنا لها عدة أنواع ال"سديم" المظلم، وال"سديم" العاكس وهو شديد الظلمة، لكن عندما تلمع نجمة من بعيد فإنها تنعكس عليه، لكن معناه الحرفي الضباب.

- نعم فهمت .

أما "لميعة" فقد كانت تترجى "كهلان"، لكنها نطقت وقالت "خالد" فسأرعت "ريتال" تتساءل من هو "خالد" ؟

نظر إليها "كيـوان" وهو يتشكل في صورة شاب وسيم، وكأنه قد مل من أسئلتها الكثيرة وقال لها :

- "خالد" هو "كهلان" هذا هو اسمه الحقيقي، الذي لم يناديه أحد به منذ سنوات طويلة، وبالتأكيد لا يعلمه الكثيرون حتى مايكل الذي عرفه منذ السنوات، ولكنه هي صديقته الوحيدة تلك الأنثى الذي يجيء ويذهب إليها على فترات متباعدة.

هي من حملت ابنته، هي الوحيدة التي تعرفه حق المعرفة بداخله ألم عظيم لا يعلمه الكثيرون، وصدقيني سيحين الوقت قريبا حتى تدركي من هو "خالد" "كهلان"، وما هو السر وراء احتضنه لك هو و"لميعة" ومن هم أصحاب مجلس الحكماء، أتعلمين نحن معشر الجن نبتعد عنهم، اتحاشاهم هم مخلوقات قد خلقت قبل اللجان، وعندما حدثت الحرب الكبيرة وأنزل الله الملائكة لتبيد الجان الذي كان يشعل الأرض فسادا، قام بالإختباء في الكهوف بعيدا حتى تطهرت الأرض من الجن.

صمتوا سنوات وسنوات حتى غضب الله على إبليس وتم طرده من الجنة، هنا ظهر مرة ثانية وفرحوا عندما خلق الله الإنسان، سيكون لهما السيادة، لا أعلم أقص عليك هذا الأمر أما زلت صغيرة نوعا ما، لكن يجب أن تعلمي شيئا واحدا هم شعرهم تلك العين على ما أعتقد، لا تعرفينها إلى الآن أما رئيسها الشرفي هو إبليس، ويجب أن تعلمي شرفي فقط وليس رئيسهم الحقيقي.

- لا أفهم تلك العين التي تتحدث عنها، وما هو مجلس الحكماء ولا أعلم مخلوقات أخرى غير الإنس والجن والشياطين، هل هناك مخلوقات أخرى؟

- نعم بالتأكيد هم الخلق الأول قبل الجان، سأشرح لك لاحقا لكن قريبا.

- "خالد" حبيبي أخرجني من هنا يكفي ذلك، لا تأخذني إلى تلك الفترة من فترات حياتي، تلك الفترة التي كنت فيها مثل الكلب الأجرب، الجميع يتحاشاني والدتي دائما حزينة، لكن كانت دائما تجلسني وهي تحتضنني وهذا ما أشعل في قلوبهم النار أكثر وأكثر، نهر الغيرة والحقد قد شوهت وجهي، والآن تحلق علي لأن والدتي جعلتني أنام بجانبها، كانت تبكي ليلا ونهارا على تلك ال "جميلة" التي تشوهت.

أتاها صوت "كهلان" من بعيد :

- "خالد" أعتقد أنك أيضا تريدين تذكيري بإنسانيتي أنا لم أتركها لحظة، إنما ذلك الألم الذي يشبه ألمك أو يفوقه بقليل، من جعل "خالد" يموت وينشأ بدلا منه "كهلان" نعم "كهلان"، لقد نسيت هذا الاسم منذ سنوات طويلة.

"خالد" ما أحلاه من اسم، ذلك الاسم الذي كانت تقوله والدتي وكأنها تغنيه، كنت ولدها الوحيد وأنت تعلمين ذلك، هل قامت على تدليلي هل أصبحت أنانيا، أنا أيضا في فترة من الفترات كنت مثل أحمد الذي تعيينه بمعرفته بالنساء، ما فعله خاطئ وما فعلته أنا أيضا كان خاطئ، لماذا ذكرتيني بهذا الاسم الآن وأنا أحاول أن استجمع كل تركيزي، وانا اصنع تلك التعويذة التي ستحرق "أولاشي"، حتى أستطيع أن أخرج "ريتال" من تلك الظلمة التي تحيط بها.

- لماذا هذا يا أمي، لماذا تقومين على تدليلها؟ يجب أن تعتمد الآن على نفسها.

- ولماذا أنت غاضبة؟ أنها منهارة من البكاء ولا أعلم ماذا أفعل لها، "نغم" يجب أن تكون أشد رفقة بأختك أنها الصغيرة، تلك التي يجب أن تحتضنها فلتتعلمي بها معنى الأمومة لا أن تصبحي قاسية عليها، وأنا اعلم يا ابنتي أن بداخلك قلب ينضج بالطيبة.


- نعم يا أمي، لكن لم أقصد ذلك أنت منذ عدة أيام منذ ذلك الوقت الذي اتهمتني فيه أنني قد قمت على جرحها، وأنت تخبئينها أنها تجلس طوال الليل والنهار في غرفتك ولا تخرج، أننا لم نعد نشاهدها.

- نعم وهذا ما كان يجب أن أفعله منذ البداية حتى أحافظ عليها، حتى وهي نائمة وحتى كما تقولين هي من جرحت نفسها، كان من المفروض على أن أحافظ عليها من نفسها، لم أكن أنام يا صغيرتي وأنت مريضه بنفس المرض أنت وأختك "شغف"، لم يكن يغمض لي جفن وكانت "شغف" صغيرة، كنت أراعيها وأراعيك في ذات الوقت.

لكنني كبرت وأردت الاعتماد عليكم، وتركتيها أنت تقوم بخدش نفسها ليس خدش، بل وكأن هناك قطة قد قامت على نهش وجهه الصغيرة، وأنت تقولين أنها هي وعندما كشفت على أظافرها لم أجد شيئا إلا علامات وبعد بواقي الدواء، لكن فوق أصابعها وليست على الجهة الأخرى، وكأنها تقوم على حك وجهها بيدها، لكن "شغف" أسرعت وقالت لقد قمنا يا أمي على غسل يدها بالماء.

وأنا أصدقك يا إبنتي، أنا لم أقل إنني أكذبك أو أكذب "شغف"، أنا لم أكن معكما ولا أعلم وأصدقك أنت وأختك "شغف"، أم أصدق تلك التي ترتعش من الخوف، لكن يجب أن تعلمي أن كل ما نفعله يرد لنا سواء في حياتنا أو ومماتنا.

ليس هناك صغيرة أو كبيرة في هذه الحياة تمر مرور الكرام، يجب أن تضعي ذلك في داخل عقلك أولا ثم قلبك، عندما يفهم عقلك ذلك سيصبح قلبك مليء بالتعاطف مع الآخرين، حتى تحددي ما هو ما هو الصالح الذي ستقومين به.

والآن فلتستدعي ليّ "شغف" بصوت عال والتقى في كما أنت لا تخرجي خارج تلك الغرفة الآن والصغيرة تسمع .

وبالفعل قامت "نغم" بالمناداة بصوت مرتفع على "شغف" الذي كان هروبها وعدم مواجهتها لوالدتها سببا من أسباب شك السيدة "جميلة" بفتياتها :

- نعم يا أمي لقد حضرت، كنت أقوم على تنظيف المطبخ.

- غريبة هي الحياة بين ليلة وضحاها تقوم "شغف" على الاهتمام بالمطبخ وتنظيفه، لعله خيرا ماذا سأقول؟

- هل هناك شيئا افعله الآن يا أمي ؟

- لا يا "شغف"، ولكن يجب أن تستمعي إلى بعض الكلمات القليلة التي يجب أن أقولها، أنت وأختك الكبرى أي عمل أو فعل نقوم به نحن البشر يكتب على جبهتنا، سواء خيرا أو شراء كل صغيرة وكبيرة تكتب في صحائف أعمالنا، لو كانت خيرا كان أفضل، ولو كان شرا أو حقدا سيعلمه الله، يجب أن يكون الإنسان هو الرقيب على أفعاله، لا نترك أفعالنا تحركها الشياطين والنفوس المريضة.

وفي رد فعل دفاعي من "نغم" قالت لوالدتها :

- لا أعلم يا أمي لما تقولين هذا الكلام، لقد قلت لك أنني لم افعل شيئا، فلتجلبي يا "شغف" هذا المصحف الموضوع على ذلك الكومودينو جنب السرير الخاص بوالدتنا.

لم تتحدث "جميلة" بل صمتت لتشاهد ماذا تفعله ابنتها، وأحضرت بالفعل "شغف" المصحف الموضوع على الكومودينو، ذلك المصحف الذي تقرأ فيه "جميلة" كل يوم وردا خاصا بها :

- وها أنا يا أمي أدعو يدي على هذا المصحف، وأنت يا "شغف" فلتضع يدك مثلي، وقولي يا أمي أنني أقسم وأنا أضع يدي على المصحف الشريف، أنني لم أفعل شيئا ضار بأختي الصغيرة "لميعة" بل سأضع هذا المصحف على رأسي وساحلف مرة أخرى، أنا لم افعل لها شيئا لم افعل تلك الأشياء التي قالت عليها، لا أنا ولا "شغف".

وبالفعل قامت "شغف"ي الأخرى بإمساك المصحف وضعته على رأسها، وأقسمت أنها لم تفعل شيئا وصحيح هي لم تفعل شيئا، هي لم تكن متواجدة هذه الفكرة الخاصة بتشويه وجه "لميعة"، هي الفكرة الخاصة ب"نغم".

- لا أعلم ماذا أقول يا ابنتي، أتمنى بالفعل ومن كل قلبي وعقلي أن تكون ما شاهدته "لميعة" حلما، أما ما سيحدث بوجهها فعلمه عند الله لا أعلم شيئا إلى الآن، لكن قلبي يشعر أن وجهها ستكون به ولعله اختبار من الله أو محنة أو ابتلاء.

ونحن لسنا مخيرين، بل مسيرين في تلك الحياة وأنا راضية بأي شيء قد كتب علينا، وإنا أشهد الله على ذلك لكن ما فعلتيه منذ قليل يا "نغم" أنت و"شغف" بإمساك المصحف كان خطأ، لا تفعل ذلك مرة أخرى سواء كنتم صادقين أو كاذبين، وأتمنى من الله أن تكونوا الصادقين.

ثم التفتت إلى "لميعة" ونظرت لها وقالت :

- وأنت يا نن العين والقلب وعشق ايامى ، يا ننه الفؤاد يا منه النفوس، يا أجمل نجمه وظهر في حياتي، يا من حلمت بك قبل أن اجلبك إلى تلك الدنيا، نعم حلمت بك حلمت بك نجمه تصنع في الأعلى وأسميتك "لميعة"، لأنني وجدتك تلمعين في ذلك الحلم، ووقتها أحسست أنني أحمل أنثى، ولو كنت أتيت بفتى كنت أسميه ضياء.

حبيبتي لن أتركك بمفردك في تلك الحياة، سأقف بجانبك ومن يخطئ في حقك وكأنه أخطأ في حقي أنا، يجب أن تكوني قوية أن تصمد أمام العالم أجمع، هذه كلماتي لك نبيهة ومتفوقة، وتعلمين ما أتحدث عنه لن تغادري تلك الحجرة حتى وإن أتى والدك من السفر، لن أتركك أبدا بمفردك مرة أخرى.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي