الفصل الثالثِ سحرَ الفراعنةِ يرعبهمْ

الفصل الثالثِ: سحرَ الفراعنةِ يرعبهمْ .

وحكى لي والدي، حكايةٌ أريدُ أنْ أقصها عليكَ لأنَ "كيوانْ" قدْ قصها علي مرةً أخرى هوَ أيضا، قصةٌ غريبةٌ لا أعتقدُ أنها منْ الحقيقةِ لكنها منْ التراثِ، قالوا إنَ السحرَ في الحضارةِ المصريةِ القديمةِ، ما هوَ إلا إلهٌ يدعى "توتو" وهوَ إلهُ السحرِ عندَ القدماءِ المصريينَ .

وقالوا إنَ لهُ ضربا منْ دروبِ السحرِ الذي لا يزالُ، خفي عنْ الأعينِ وهذا السحرُ هوَ ما يخشى منْ يقومونَ"بسحرِ الفودو"وانْ رمزُ السحرِ يدعى"حكا"، وهوَ رمزُ السحرِ والطبِ عندَ القدماءِ المصريينَ . لا أعلمُ لماذا جعلني أبيٌ احفظْ هذهِ القصةِ، وأنَ السحرَ كانَ علما وفنا عندَ القدماءِ المصريينَ، إلى يومنا هذا وأنهُ تمَ تأليفُ كثيرا،

منْ الكتبِ عنْ السحرِ عندَ القدماءِ المصريينَ، وقالَ إنهُ أخذَ كتابٌ كبيرٌ عنْ ذلكَ السحرِ أخذهُ منْ المتحفِ ووضعهِ، بمنزلنا أعتقدُ أنَ هؤلاءِ الأفارقةَ يخافونَ منهُ .

نعمْ كانوا ثلاثةَ رجالِ وأربعُ نساءٍ، كنتَ أخافُ منهمْ ولا أعلمُ منْ متزوجٍ منْ لكنْ كانتْ كبيرتهمْ تدعى "أولاشي"، وكانتْ امرأةٌ مرعبةٌ كانتْ كبيرةً الحجمِ .

عيناها صغيرةً لكنها كانتْ تلمعُ مثلٌ عيونِ القططِ، قالَ والدي أنَ ذلكَ الكتابِ الذي يتواجدُ لدينا، بهِ علمُ برديةِ "خوفو" وعلمَ كتابُ فجرِ التاريخِ ل"جيمسْ هنري" وعلمَ كتابُ السحرِ والسحرِ عندَ الفراعنةِ "لإيفانْ كونغْ"، وعشراتُ الكتبِ التي لخصتْ في ذلكَ الكتابِ الذي معي .

وانْ السحرِ هوَ كلُ أمرٍ خفيٍ سببهُ، ويتخيلَ على غيرِ حقيقتهِ وكأنهُ تمويهٌ وخداعٌ، بمعنى هوَ إخراجُ الباطلِ في صورةِ الحقِ واستخدامِ القوةِ الخارقةِ، بواسطةَ الأرواحِ أتعلمينَ معنى الأرواحِ الجنِ والشياطينِ.


وأنهُ فنُ ممارسةِ السحرِ والساحرِ، وأنَ ذلكَ الفنِ لمْ يكنْ سوى قوةٍ خارقةٍ علميةٍ، يستطيعَ أيَ إنسانِ أنْ يمتلكها لكنْ، ليسَ أيُ إنسانٍ فقطْ وأنهمْ سموا بذلكَ الاسمِ لأنهمْ يأتونَ بأشياءَ خفيةٍ، لا يصدقها عقلٌ على مرِ العصورِ وانْ كلمةٍ حاكى تطلقُ على كلِ الصحراءِ، وعلى كلِ ما هوَ خارقٌ للطبيعةِ وكلَ شخصِ لديهِ قدراتٌ خارقةٌ، طبقا لنصوصِ الأهراماتِ كانَ حاكى لهُ وجودٌ في عالمٍ، الأمواتُ فقالَ إنَ الميتَ يتباهى بكونهِ ساحر .

ولهُ القدرةُ على السحرِ لا أعلمُ كيفَ وانْ"حكا"، هذا رسمٌ وصورٌ على جدرانِ المعابدِ رجل يرتدي ملابسَ الملكِ، ولديهِ تلكَ اللحيةِ المقدسةِ ويضعُ على رأسهِ ذلكَ التاجِ الممزوجِ باللونينِ الأحمرِ، والأبيضَ نسبةً إلى مصرِ العليا والسفلى .

ويحملَ في يدهِ عصا بها ثعبانُ متشابكانِ، وقالَ والدي أنهُ في العصورِ القديمةِ، لكنها الحديثةُ بالنسبةِ عصورِ المصريينَ القدماءِ صورهُ كطفلٍ صغيرٍ يضعُ إصبعهُ السبابةُ، في فمهِ وأنَ هذا الإلهِ "حكا"، واحد منْ أقدمَ الآلهةُ المصريةُ منذُ فجرِ التاريخِ، وظهرتْ النقوشُ الخاصةُ بهِ مبكرا لكنْ ليسَ لهُ معبدٌ مخصصٌ،

قالَ لي ذلكَ لماذا لأنهمْ انتشرتْ عبادتهُ في جميعٍ، المنازلُ وليسَ في معبدٍ مخصصٍ لكنَ قالَ إنَ هناكَ معبدٌ يدعى معبدُ "إسنا" في جنوبِ "مصرَ" نقشَ الكثيرِ عنْ ذلكَ الإلهِ بهِ. جعلني والدي أدرسُ كلُ هذهِ الكلماتِ، وكلَ هذا العلمِ جعلني أحفظ أنَ الإلهَ حتى لقبِ بالسيدِ قرينٍ، وامتدَ عبادتهُ إلى عصرِ الدولةِ البطلميةِ والرومانيةِ أيضا .

وانْ الكثيرَ منْ المصريينَ يؤمنونَ بهِ وأنهُ حتى في الوقتِ الحاضرِ، هناكَ منْ يؤمنُ بهِ وبقدراتهِ الطبيعيةِ الخارقةِ، وأنَ منْ يحوزُ بعضُ أعمالهِ يصبحُ لديهِ، قوةٌ خارقةٌ يستخدمها في أشياءَ كثيرةٍ يعجزُ، عنها العقلُ.

أعرفُ أنني أطلتْ الحديثَ، ولكنْ يا حبيبتي أشعرُ أنني استرجعَ هذهِ الكلماتِ مرةً أخرى، هناكَ أشياءُ كثيرةٌ أشعرُ بها في تلكَ الآونةِ بعدما مررتْ، بهذهِ التجاربِ الكثيرةِ ولأنكَ قدْ قصدتْ علي حكاياتكَ، عنْ ذلكَ السحرِ الذي صنعَ لكَ وكيفَ تمتْ معالجتكَ فأحببتُ أنَ أقولَ لكَ أنَ هناكَ ما أصعبُ،
منْ السحرِ هذا وهوَ سحرُ الفودو سحرَ القدماءِ المصريينَ . وإنني تعلمتْ بعضَ التعاويذِ الصغيرةِ، أتعلمينَ أنني احفظْ جزءً منْ تعويذةِ الإلهِ"حكا".

يقولَ فيها روحُ راعي الكامنةِ في"حكا"تفيضُ، على كلِ الأرضِ أنا"حكا"الكامنَ في فمٍ، وأحشاءُ رعْ ابتعدوا عني أيتها الآلهةِ انكفأَ، على وجهكَ يا عدوٌ راعٍ فأنا روحهُ"حكا"خالق الأبديةِ، وسيدْ الزمانِ.

يقولونَ إنَ هذهِ التعويذةِ كانتْ تقالُ منْ قبلُ الشخصِ، الذي يودُ حمايةَ نفسهِ بقوةِ "حكا" وكانتْ تقال، وقتُ الغروبِ لضمانِ أمانِ ذلكَ الشخصِ، الذي يقولها وانهَ بذلكَ يضمنُ مكان، في عالمِ الخلودِ مثلما كانَ على الأرضِ وأنا منْ بينِ الإلهةِ،

الأخرى المرتبطةِ بالسحرِ في حياةٍ المصريينَ القدماءِ، الإلهُ "توتو" وقدْ كانتْ مهمتهُ حمايةَ الناسِ أثناءَ الليلِ، منْ أذى الشياطينِ والأحلامِ المزعجةِ، واستخدامَ سحرِ الإلهِ "توتو" لتحصينِ النفوسِ، منْ الأرواحِ الشريرةِ وهوَ ما عرفَ وقتها ب السحرُ الدفاعيُ.

عندما أجيءُ لكَ أوعدكَ أني سأهزمُ جميعَ أعدائكَ، بتلكَ القوةِ التي تعلمتها لا تخافي أنا لستُ ساحرةً شريرةً، معَ أني قدْ انتقمتْ منْ شخصِ ما لنْ أقصَ عليكَ حكايةٌ، معي الآنَ.

بلْ سأخبركُ أننا نحنُ الفراعنةَ منْ، اختصاصنا بممارسةِ السحرِ وأنها لمْ تكنْ مجردَ طقوسٍ وهميةٍ للتأثيرِ، على أعينِ الأشخاصِ واتهامهمْ بأمورٍ ليستْ لها، وجودٌ بلْ هوَ علمُ ما بعدَ الطبيعةِ أوْ كما كانَ أبي يقولُ الميتافيزيقا .

- وانْ كبارَ الكهنةِ كانوا يتمكنونَ منْ تحريرِ قوى الطبيعةِ غيرِ المرئيةِ، وغيرُ المحسوسةِ أيضا وانْ هذا العلمِ كتبَ، وحفظ في بردياتٍ مدفونةٍ في بعضِ مقابرِ الكهنةِ لأنهُ لا يجبُ أنْ تدرسَ، للعوامِ بلْ للكهنةِ فقطْ وكانوا يدرسونها فيما شابعْ الأكاديميةُ، مثلٌ الجامعاتِ في وقتنا هذا وانهَ قدْ ذاعَ صيتُ السحرةِ بينَ الشعوبِ بأكملها .

وأنَ السحرةَ المصريينَ في الحضارةِ المصريةِ، القديمةَ كانَ يهابها الجميعُ، حتى أنَ أبي هددَ هؤلاءِ الأفارقةَ بسحرٍ كما قلتُ لكَ يعرفُ أمورَ سحرِ الفراعنةِ، كنتَ اهددهمْ بهذا أيضا وعندما كانَ يشاهدوني، ارتدي الجعرانَ وبعدَ ذلكَ جاءَ لأبي بسوارٍ منْ الذهبِ يتوسطهُ جعرانْ كبيرٍ. كانوا يخافونَ ومعَ كثرةِ محاولاتهمْ لإيذائي ولا أعلمُ لماذا؟ كنتَ تتصدى لهمْ .

أتعلمينَ أنهمْ خافوا وصدقوا ذلكَ لعلمهمْ، أنَ الفراعنةَ كانوا يستخدمونَ السحرُ في أبسطِ الأشياءِ، حتى الفلاحينَ والصيادينَ البسطاءِ فمثلاً الفلاحينَ كانوا يضعونَ، على ضفافِ النيلِ بعضَ التمائمِ والتعاويذِ والرسوماتِ، وتماثيلُ حتى لا يأتي الفيضانُ ويقومُ على أذيتهمْ كانتْ المياهُ تأتي بوفرةٍ . ولكنْ لمْ يكنْ أحدُ يتضررُ،

لمْ يكنْ يخرجُ النيلُ عنْ مسارِ جريانهِ وكانوا ينعمونَ، بالمحاصيلِ الزراعيةِ الوفيرةِ وكانوا يعلقونَ في رقابهمْ كثير، منْ التمائمِ والتعاويذِ لاتقاءِ شرِ الشياطينِ وحتى إنَ الأطباءَ في مصرَ، القديمةَ كانَ يصفونَ للمريضِ بعضِ التعاويذِ التي تحميهمْ منْ قوى الشرِ .

مثلٌ الحكيمِ "ميري كارعْ" الذي يقولُ في تعاليمهِ لقدْ خلقَ السحرُ منْ أجلِ الناسِ، حتى يبتعدَ عنهمْ نوائبُ الظهرِ والتأمينِ والدفاعِ ضدَ أيِ اعتداءٍ، ظاهر أوْ خفيٍ ومنْ أجلِ الشفاءِ.
ولمْ تتوقفْ أعمالُ السحرِ عندَ الذكورِ فقطْ بلْ امتدتْ للنساءِ، ما بينَ الأميراتَ والعرافاتِ التي كانوا يتواجدونَ في المعابدِ كانوا يمارسونَ السحرُ، مثلٌ الساحرةِ"ميليتْ"والساحرةِ"نهاريٌ"والساحرةُ "كنتَ تاوي" والساحرةَ "رويَ"

هؤلاءِ الأربعَ كنا يمتلكنَ معرفةٌ تامةٌ بالسحرِ، والاتصالُ بالأرواحِ وبعضهمْ حملَ لقبٌ عرفتْ المعبدَ، تتخيلينَ ذلكَ معنى أنْ يمتلكونَ معرفةٌ تامةٌ بالسحرِ. الاتصالُ بالأرواحِ وأنهُ كانَ هناكَ معبودٌ يدعى"حتحورْ"،

في أعيادهِ كانَ الشبابُ والبناتُ يجتمعونَ يتهافتونَ على، الحصولُ على تمائمِ الحبِ والغرامِ التي تحملُ صورةَ المعبودةِ، ويكتبَ على بعضها اسمُ الحبيبِ،أوْ أحجيةِ الحبِ التي يهدها لهمْ السحرةُ، أوْ عرفتْ المعبدَ لتحقيقِ أمنياتهمْ ما عرفَ بعدَ ذلكَ بسحرِ جلبِ الحبيبِ .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي