الفصل السابع عشر

الفصل السابع عشر:
- "كهلان" من أنت لكي تحاسبني أبطل هذه التعويذة، لا أستطيع أن أشاهد أكثر من ذلك لم أكن أعلم ما حدث، منذ البداية علمت ما فعلته "نغم" بي، لكن لم أفهمه إلا عندما كبرت قليلا، لكن ما فعلته "شغف" لم أكن أعلمه، لا أعلم لماذا هذا الكره الكبير؟ أرجوك أنت تسمعني يا "كهلان"، لقد قتلتني الخيبات أكثر من مراجل عضال ونهش جسدي،

الوفاء العاري نهش جسدي، ذئب الخذلان في باحة العفو أتعلم أن العفو خرافة هل تريد أن أعفو عنهم، لا لن أريح أحدا منهم لن أرشد "شغف" عن مكان ابنتها، ولن أريح "نغم" وقص عليها ما حدث لابنتها هي الأخرى، أقف اليوم على حافة الوجع أفكر كيف انتشل بقايا أحلامي من بين حطام الماضي، وأقاوم لأجل أن أعيد تأهيل نفسي حتى أستطيع أن أقف بجانب تلك الطفلة، التي أحببتها كابنه لي منذ الوقت الذي وقعت عليها عيناي.

أتاها صوت "كهلان" وكأنه يأتي من بعيد :

- لا تقلقي بشأن "ريتال" لكن يجب أن تتذكري، يجب أن تشاهدي نفسك يجب أن تتذكري مع حدث، هل ما فعلوه معك يعادل كل ما فعلته أنت في حياتك أم لا، أنا أيضا سأتذكر أنا مجبر أن افعل هذا، لن أقول لك من قال لي ذلك، ليست دهيبه إنما يجب أن اجعل روح الإنسانية تستيقظ بداخلك وتذكرك لابنتك وما فعلتيه، وأيضا روح الانتقام لكي تنتقمي ليس من إخوتك،

لقد انتقم منهم شر انتقام، لكن هناك من يجب أن ينتقم منهم ومن تنتقم لنا هي تلك الصغيرة، نحن لن نعيش للأبد يا "لميعة" يجب أن تتذكري ذلك لم ننجب أولاد أو بالأصح لم تتركي ابنتنا لكي تعيش، وأنا لم أتزوج وأنت لم تتزوجي وتجيبي غيرها، هذا سرنا لكن تلك الصغيرة ستعرفه، أتعلمين جعلتها تشاهد ما تشاهدينه، في استطاعتي الآن أن أخرجها مما هي فيه، لكن أريد أن تشاهد أريد أن أجعل عقلها يكبر قليلا عن سنها.

- "كهلان" أنت ظالم لا يجب أن تفعل بها ذلك، لا يجب أن تشاهد ما حدث، لا يجب أن تشاهد ما سيأتي بعد ذلك، أرجوك يكفي ذلك سأحكي لها لو أردت ذلك وسأتذكر كل شيء، لكن لا يجب أن تجعلها تشاهد حتى أنا لا أستطيع أن أكمل أرجوك.

- يجب أن نكمل ما افعله يا "لميعة" ستعلمين سببه بعد ذلك، فلتتركي نفسك ولا تشتت أفكارك وتكملي ما تشاهدينه، شاهدي نفسك وأنت تظلمي، وشاهدي نفسك وأنت الظالمة.

- "كهلان" أرجوك أن جراحة قلبي لم يتم التئامها بعد، ماذا سأخبر تلك الصغيرة عن تلك المحطات الكثيرة التي مضت في حياتي، وأنا جالسة على رصيف الألم ماذا انتظر أن يقوم من خلفت عهده أن يعاقبني، وقد تعاهدت مع دهيبا أن تقوم على حمايتي منه ذلك الذي خدمته سنوات طويلة، لذلك الذي تعاهدت معه بالدم هو أول من عاشرني،

نعم اعترف أول من عاشرني شيطان أتذكر ذلك، لكن ارحمني لا آريد للطفلة أن تشاهد ذلك، فأنا بالفعل أتذكر وأحاول أن أنسى أو أتناسى، لكن جيوش الذكرى المؤلمة احتلت مدائن الأحلام الخاصة بي، وإحالتها إلى خراب وأنت تعلم ذلك فما فائدة أن أشاهد ما مضى، وقد وشم على قلبي.

- لتصمت لتكملي ما بدأناه.

عادت "شغف" إلى المنزل ترتعش، تعلم أن ما فعلته خطأ خائف، أن يتم اكتشافها خائفة أن تعلم والده "حفصة" أن هناك غرض مفقود من بيتها، دخلت المنزل وفي يدها الحقائب البلاستيكية، ألقت التحية سريعا على والدتها، وفي خطوات سريعة ذهبت إلى المطبخ الذي كانت تجلس فيه "نغم" تغني وهي تصنع بعض المربى، التي وعدت والده "حيدر" أن تبعثها لها.

- "شغف" هل اتيتي ؟
ثم خفضت صوتها :
- هل احضرتي ما تحدثت عنه لماذا ترتعدين كذلك، أظن أنك نفذت الأمر أليس كذلك، اجلسي هنا على ذلك المقعد بجانب تلك المنضدة، وسأترك ما بيدي واجلس أمامك، لكن تحدثي بصوت خافض، ولحسن الحظ أن والدتي في الخارج هي وتلك الصغيرة، تشاهد ذلك البرنامج السخيف الذي تشاهده تلك الفتاة.


جلست "شغف" ثم أحضرك لها "نغم" كوبا كبيرا من العصير، حتى تتمالك أعصابها.

- اشربي هذا، لقد صنعته خصيصا لك.

- لا أريد شيء أن جسدي بأكمله يرتعش، لقد أحضرت الغلاف الخاص بالوسادة التي كانت تضع حفص رأسها عليها، آه لو تشاهديها أن وجهها وجسدها بأكمله مليئا بتلك الفقاقيع التي تبعث على التقيؤ، وأعتقد أن والدتها تعطي لها كثيرا من مشروب النعناع، لأنني أشعر أن تلك الفتاة،

وكأنها مخدرة ومستبعد بالتأكيد أن تعطيها أي دواء يقوم على تخديرها، لكنها كانت تتقلب ببطء كنت خائفة ولكن الصدفة فعلت الكثير، لقد خرجت تشتري لها الدواء وتركتها في حمايتي، كانت الفتاة نائمة وقد أخذت ذلك الغرض على ما أعتقد هي خائفة أن تضعه مع باقي الأغراض في الغسيل الخاص بها، فوضعته في حجرة الصغيرة قد سرقته، تصدقين ذلك وضعته بجانب تلك الخضروات. .

- بجانب الخضروات! هل جننتي يا "شغف"، لكن ماذا سأقول لك أعطيني هذه الحقائب التي تضمينها وكأنها بها أموال كثيرة، يجب أن تعلمي أنك بذلك ستجعلين والدتي تشك في الأمر.

- ها هي أخرجيها أنت من الحقيبة.

- نعم أخرجها.

أمسكت "نغم" بالحقيبة التي كان بها بعض الخضروات، وأخرجت غلاف الوسادة، اعتقدته كبير الحجم إلا أنها كانت وسادة صغيرة ينام عليها فرد واحد، بالتأكيد هي الصغيرة "حفصة"، لكن كانت "شغف" قدمته على بعض، حتى لا يسقط ما به من أشياء لو تواجدت.

- "نغم" ماذا سنفعل الآن؟

– اصمتي قليلا، سأحضر تلك الجريدة التي هناك ها هي، وسأقوم الآن على وضعها على المنضدة وسأخرج غلاف الوسادة وأقوم على وضعها هكذا كما افعل الآن على الجريدة، ها هي انظري بها أشياء صغيرة تسقط على الأوراق والآن ماذا افعل؟ حسنا لقد علمت،

فلتحضري ذلك الكوب الذي أعطيته لك منذ قليل ورفضت أن تحتسي، نعم وهكذا لقد وضعت كل الأشياء التي سقطت من غلاف الوسادة في ذلك الكوب، لست ذكية بمفردك بل أنا أيضا ذكية.

- حسنا فعلت يا أختي، فلتخرجي و لتعطي تلك الصغيرة ذلك الكوب الخاص بالعصير لكي تحتسيه، لكن لو أرادت والدتي احتسائها ماذا سنفعل؟

- لا تقلقي، لقد صنعت فنجان من القهوة لنفسي منذ قليل، لكني سأعطي إلى والدتنا وبالتأكيد وهي التي تحب أن تحتسي القهوة لن تترك القهوة لكي تحتسب ذلك العصير، خصوصا أني سأعطي ذلك العصير للطفلة المحببة إليها.

وبالفعل خرجت "نغم" تحمل فنجان من القهوة وفي اليد الأخرى كوب من العصير، أعطت لوالدتها القهوة أولا، وبعد ذلك نظرت وابتسمت ابتسامة شيطانية إلى "لميعة" وقالت لها :

- حبيبتي فلتحتسي ذلك الكوب، به عصير جميل صنعت قليلا لك ول "شغف" أتعلمين أني سأفتقدك، وافتقد منزلنا، وأنت أيضا يا أمي عندما أتزوج، نظرت والدتها وكأنها تتعجب من أين أتت بتلك الحنيه، أنها تترفع أن تتحدث مع أختها عاده، لذلك تعطيها والدتها قدرا كبيرا وتعوضها عن حنان الإخوة المتوسل في حنان ورقة "نغم" و"شغف" :

- أعتقد أن فرحتك بالزواج يا "نغم" جعلت قلبك رقيق، أتمنى من الله أن تعيشي بسعادة دائما أنت و"حيدر"، وان ترزقه بالبنين والبنات، أعتقد أن قلبك بدأ يلين قليلا وأنك ستكونين إما باللغة الحنيه على أبنائك.

- أتمنى ذلك يا أمي، وأتمنى أيضا كل الخير ل"شغف" وأيضا الصغيرة الجميلة "لميعة"، أنا لم أكمل تعليمي أنا أو "شغف"، لذلك أتمنى أن تستطيع تلك الصغيرة أن تصبح شيئا كبيرا مهم، و أن تكمل ما لم نستطع نحن إكماله، وأن ترفع رأسنا حتى أقول لأبنائي هل تشاهدون خالتكم، لقد أصبحت طبيبة أو محاميه، فلتصبح شيئا مهما يا أختي حتى افتخر بك أمام أبنائي وزوجي، أيضا وتكوني قدوة أبنائي وأبناء "شغف".

قامت "لميعة" واحتضنت "نغم"، التي أعطتها الكوب في حينه بالغة، وهنا كان قلب "لميعة" وهي كبيرة ينفطر حزنا وتبكي وتصرخ :

- لا تحتسي هذا الكوب يا "لميعة" أنا أنت عندما تكبرين، أرجوك لا تشربي ذلك الكوب أن مصيرك سيتغير، أن قلبك سيتغير سيصبح مظلم، ستعيش فيه الأشباح ستتزوجين من الشياطين، لن تنجبي ستكون حياتك سوداء، لا آه يا أنا تقاومين وحدك في فوهة الأحزان وعلى حافة الوجع، وها هو إعصار القدر قد صنع ما صنعه، لكني سأقاوم هذا الإعصار وأجبر كسري،

كانوا يقولون عني أنت ضعيفه والضعفاء لا يعرفون التحدي، وأنا وحدي مع وحدتي اللعينة بعد سنوات طويلة أقاتل لأجلي أنا، لأجل انتقامي الذي كان حلمي، اعتليت عرش نفسي وجلست مالكه لقلعة الوحدة الخاصة بي، لأحطم قيدي وأقيموا الأفراح بانتصاري،

واحتسيت نبيذا انتصاري رغم مرارة العيش، وقد قمت بتضميد جراحي فجميعهم راحلون وخرافه البقاء لم تعد تجدي، وحدي أنا وشياطيني مجرد قطرة في كأس من عالم سيئ، وأنا وحدي في المنتصف اجلس في قلعتي التحكم في من ظلمني.

جلست أرضا بجانب قدم والدتها، وهي تنظر لنفسها عندما كانت الصغيرة بعدما احتست كوب العصير الملوث ببعض القشور البيضاء الصغيرة، التي نتجت عن البثور الخاصة بمرض الجدري المريضة به "حفصة"، لم يعلم أحد غير "نغم" و"شغف"، اللاتي جلسنا في حجرتهم يترقبون وقد ابتدءوا يقومون بالعد التنازلي لذلك المرض اللعين،

الذي سيصيب "لميعة" في وجهها الجميل، الذي طالما تفاخرت به والدتها كانت تبكي وتقبل قدم والدتها، تلك المرأة التي لم تستطيع أن تقوم على توديعها، عندما ماتت لم يتركوها حتى تودع والدتها، لكنها انتقمت لكن ماذا ستفعل الآن عندما شاهدت ما حدث منذ البداية.

- آه منك يا "كهلان" أيها الوضيع، أريد أن اخرج من تلك الذكريات اللعينة، كيف جلبت تلك الذكرى إليه كيف وأنا لم أكن بها منذ البداية، لم اعلم هذه المكيدة الوضيعة كيف علمت أنت بها؟

أتاها صوت "كهلان" وهو يقول :

- شيء بسيط دخلت إلى ذكريات "نغم" و"شغف"، هم الأن أيضا يشاهدون ما تشاهدينه، حتى يتحرك بداخلهم ذلك الضمير الذي مات منذ ذلك اليوم، الذي جعلوا فتاة صغيرة تحتسي كوب عصير ملء بالمرض والموت.

- أريدك أن تقوم على تقطيعها، لا أريدهم أن يعذبوا أكثر وأكثر، أنا لم اعذبهم ذلك العذاب الكثير الذين يستحقونه.

- كيف ذلك؟
وأنت حرمتي كلا منهم من بنتها، لكنهم أنجبوا بعد ذلك عاشوا وكبرت أبنائهم وتزوجوا، وأنا ماذا حدث معي لقد أصبحت وجه القنفذ الغريب، أن نغم هي من أطلقت على هذا الاسم، تلك التي جعلتني أحتسي كوب العصير بيدها، أطلقت على وجه القنفذ تتخيل ذلك يا "كهلان".

عادت المشاهد مرة أخرى أمام "لميعة"، شاهدت نفسها وأمها تجري بجانبها وتستنجد:

- "نغم" "شغف" استيقظا، أن أختكم الصغيرة حرارتها مرتفعة، ولا أعلم ماذا حدث لها هي لم تأكل أي مأكولات من الخارج اليوم، أكلت وشربت من نفس تلك المأكولات والمشروبات التي صنعناها نحن بأيدينا في المنزل، فماذا حدث لها؟ قامت "شغف" تجري من مهدها، أما "نغم" فتصنعت الحزن الشديد حتى البكاء على أختها الصغرى ثم قالت لوالدتها :

- لا تقلقي يا أمي أترتدي ملابسك، وسأقوم أنا على حملها ونذهب بها إلى أقرب طبيب، حتى نطمئن على تلك الصغيرة الحبيبة أعتقد يا أمي، إنه شيء بسيط أنها تقرقد أظافرها قد قلت لك كثيرا، أن لا تفعل تلك الصغيرة مثل هذا الشأن، من الممكن أنها لم تقم بغسل يديها قبل أن تأكل، وهذا هو السبب أعتقد أن الطبيب سيعطيها مطهر معوي وسينتهي أمر هذا المرض الطارئ.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي