الفصل السادس والعشرون

الفصل السادس والعشرون
-"كيوان" عندما أكبر، هل سيتزوج زوجي علي أمراه أخرى،
عندما لا أنجب له الولد ؟

-لا أريدك أن تقلقي يا "ريتال"، ليس جميع من لديهم ابنه أو ابنتان يتزوجن على نسائهن، لا تنسي أن والدها كان في البداية فرحا بها، لكن أصدقائه كانوا يعيرونه لأنه لا يوجد له ولد، وظلوا يتغامزون ويقولون له يا أبا "نغم" يا أبا "نغم"، فكان يشعر بالغير على ابنته وهم يتغنون باسمها،

ووجدها خال تلك المرأة التي تدعى "فريال" فرصة ذهبية، لا سيما أنه عندما كان في أجازه في بلده، كانت تأتي أمل وهي محملة بالطعام، وبعض الملابس من والده "لميعة"، فقال لما لا يحمل حكيم مسؤوليه "فريال" وأبنائها عني، وقد حدث ذلك لأنه يعمل معه في السعودية .

-سؤال آخر ولا تمل مني، هل سيتزوج أبي على أمي ؟
-بالطبع لا وأنت تعلمين ذلك، وتعلمين أنه لا يوجد هنا أحد يجمع بين زوجتين .
-خائفة .
-مما خائفة يا "ريتال" ؟
-أن يكون والدي حزين، لأنه لم ينجب غير ابنة واحدة فقط .

-لا والدك ليس حزين، والدك يحبك لأنك تذكرينه بوالدته، أنه يعتبرك كل عائلته، انظري إليه وهو يقوم على تنظيفك والاهتمام بك .
-صحيح .

-ضحى بوظيفته لكي يجلس معك طوال اليوم ولا يتركك أبدا، ليس طوال اليوم فقط بل ليلا ونهارا، وها هو "خالد" أو "كهلان" قد قرب في تخليصك مما أنت فيه .

-لماذا لم تستطع أنت تخليصي مما أنا فيه ؟

-قلت لك سابقا هناك من هم أقوى مني، وهناك من هم أقل مني قوه، أنت لا تعلمين ما تفعله إلى شيء وكان حياتها تعتمد عليك، وعندما أدركت أن معك "لميعة" و"خالد"، زادت الحرب ودخلت آلان في إثبات من الأقوى، لاسيما أن "خالد" اقترب من الانتصار عليها، وهي تجلس في تلك الغابة مع ذلك الكاهن الذي قد وشم جسدها، يجب أن تعلمي أن سحر الفودو نوع واحد فقط من أنواع السحر،

وعندما تتمكن الساحرة أو الساحر منه يصنع لهم وشم، هناك أنواع كثيرة من السحر، و"خالد" يخشى أن تطلق علينا اولاشي نوع آخر، لذلك فإنه يعمل بسرعة شديدة ويجعلنا نستمع ونشاهد تلك الذكريات الخاصة ب "لميعة"، وقد قال إنها خبرة لك وعبرة، حتى تعرف تمام المعرفة من تلك المرأة التي ستصبح معلمه لك، وهذا شرط من هم أقوى من "كهلان" ولا "لميعة"، هم طلبوا ذلك لأنك تستطيعين المحاربة معهم ضد أعدائهم .

-لكني صغيرة، ولماذا يعتمد على أحد ما لديه قوة كبيرة هكذا ؟

-عالم كبير وله أسراره، وكل شيطان منهم له اتباع، وبين بعض الجان والشياطين حروب من القدم، أنهم عشائر وقبائل وتحدث بينهم حروب وخلافات، مثلما تحدث مع بني البشر، لكن هل تشعرين بالشفقة على "لميعة" ؟

-نعم أشعر بالشفقة عليها، وكأني أريد احتضانها وأن أقول لها لست بمفردك، لكنها كبرت الآن ما نشاهده ذكريات من الماضي، ما يبكي فعلا الطفلة الصغيرة والناضجة في آن واحد، والتي جلست على تلك الأريكة تحتضن نفسها بيديها، خائفة من تلك الأصوات التي تأتي إليها، وتنظر لوالدتها وتحدثها أنها مستيقظة .

-لا تقلقي ستستيقظ، ولكن ستستيقظ وهي مريضة . دخل الطبيب طائر الغرفة، فوجد الصغيرة جالسه تنظر لوالدتها وقد تم تصفيف شعرها، فأخبرته "هدى" إنها من فعلت ذلك :

-صباح الخير أيتها الصغيرة الجميلة اللطيفة، أتيت في الصباح الباكر قبل أن ترحل "هدى" إلى منزلها، كي اعلم منها ما حدث لوالدتك أمس .

نظرت إليه "هدى" وقالت :

-الحالة مستقرة لم يحدث شيئا، حتى أنها بدأت تستجيب وتقوم بتحريك يديها . ثم نظر إلى "لميعة" بابتسامة لا تفارق وجهه :

-هناك حديقة جميلة بالأسفل، تستطيعين الخروج إليها قليلا، ونحن سنقوم بالكشف على والدتك للاطمئنان عليها، وستقوم "هدى" قبل رحيلها بتغيير ملابسها والاهتمام بها لا تقلقي تنزهي قليلا، وبعد ذلك تستطيعين الصعود مرة أخرى .

-لا أريد أن أفارق والدتي .
-لم أقل لك أنك ستفارقينها، بل ستجلسين قليلا بالحديقة، حتى أستطيع أن أقوم بالكشف عليها، وإعطائها الدواء المناسب .

قامت "لميعة" من مكانها وخطت نحو والدتها وقبلت يدها، وغادرت الغرفة وهي صامتة، تتمنى أن تهبط إلى تلك الحديقة وتشاهد تلك المرأة التي كانت تجلس قبل عدة ساعات، أم لعلها ذهبت إلى غرفتها ونامت الآن .

دخلت لميه أولا إلى دورة المياه، فلم تكن تعجبها تلك التسريحة التي صنعتها لها "هدى"، لقد كشفت عن وجهها بأكمله، لكنها تريد أن تخفي نصف وجهها مثل ما تفعل، تعتقد أن الجميع سينظر إليها باشمئزاز مثلما تفعل الفتيات في المدرسة،

ومثل ما تفعل "نغم" و"شغف" بالمنزل . هبطت الدرج وهي خائفة، خائفة من أعين من يتواجدون بالمكان، لا تريد أن تكلم أحدا وتتحاشى نظرات العيون، لم يكن الجميع ينظر إليها لأنها قبيحه، بل يتعجبون من وجود فتاة صغيرة في ذلك الوقت من الصباح الباكر في المشفى ليس أكثر .





عندما هبطت وجدت أمامها مساحة كبيرة كاستراحة وهناك بابان، بالتأكيد باب أمامي للدخول، وباب خلفي هو باب الحديقة كان كبير وكان من الزجاج، أسرعت الخطى حتى خرجت لتلك الحديقة الكبيرة،

جعلت تدور بها أنها تبحث عن تلك المرأة التي كانت تجلس، وبالفعل وجدتها تجلس كما هي تحت تلك الشجرة الكبيرة، كان صوتها يصل إلى إذن "لميعة"، كانت تقول رحمه عروس، رحمه ابنتي عروس .

-هل من الممكن أن اجلس بجانبك ؟

رفعه المرأة التي ترتدي اللون الأبيض رأسها إليها، وجعلت تنظر لجميع نظرات متفحصة .

-اجلسي بجانبي هنا حتى تبتعدي عن تلك، وشاورت بأصبعها إلى الأعلى . فنظرت "لميعة" في الاتجاه الذي أشرت إليه تلك السيدة، فوجدت أنه في الطابق الرابع، وكأنها بجانب الحجرة التي بها والدتها سيدة تنظر من النافذة، لا تستطيع أن تكتشف ملامحها من هنا، لكن تعتقد أن تلك السيدة تنظر إليها،

كان لديها شعرا طويلا جدا كانت تخرج نصف جسدها من تلك النافذة، وتنظر إليها ويتطاير شعرها الأسود القاتم ويخبئ وجهها، كانت ترتدي ملابس كثيرة الألوان يغلب عليها اللون الأسود والأحمر، وهي تنظر إليهم بل وقامت برفع يدها وشورت إلى "لميعة" وكانها تريدها .


-أن هيئة تلك المرأة غريبة أنا خائفة منها، أعتقد أنها من كانت تترك الباب علي أمس، وكانت تريدني أن اخرج إليها، أنها كبيرة لماذا تفعل مثل الأطفال الصغار .

-لا تذهبي إليها، وليس لك شأن بهيئتها أو ما تفعل فتفعل ما تفعل، حتى وإن وجدتيها أمامك لا تخشى منها شيئا، ولا تخافي حتى لو جعلتك ترتعشين رعبا منها، يجب أن تقاومي أنت تقفين في المنتصف الآن،

على خط رفيع تقفين عليه بقدميك الاثنين، فابتعدي على المنتصف المظلم، لا يجب أن أقول لك هذا لكنني أقول سيقومون بإبعادي من هنا .

-ليه لا تقلقي لن أتكلم معها .

-لا تقلقي على أمك، ستستيقظ قريبا لكن يجب ألا تتركيها أبدا، حتى وإن اجتمعوا عليها جميعا وقاموا على مهاجمتها قفي أنت معها، واستمعي إلى حديثها دائما حديثها يبعدك عن النصف الآخر عن الجانب المظلم الذي تقفين على حافته، فلتنتقلين بقدمك إلى الجانب الآخر فلتبتعد .

-أنا لا أفهم أي جانب، لقد وجدتك جالسه هنا وجلست بجانبك .

-أتعرفين رحمه أنها ابنتي، قريبا ستصبح عروس وبعدها ستكون أم، نعم سأكون جدة لعدة أطفال، ستأتينا للاعبي معهم، أم ستكونين انتقلت إلى ذلك الجانب .

-أي جانب ؟ هل تريدين أن أحضر لك شيئا ؟ أنت جائعة، لماذا تجلسين هنا كل ذلك الوقت .

-ليس لي مكان آخر أنه مكاني، أنا هنا منذ وقت طويل .

-هل أنت مريضة، ولماذا تتواجدين في المشفى منذ وقت طويل، يتم علاجك أما زلت تنتظرين الشفاء .

-كنت في الأعلى .

-في الطابق الرابع مثل والدتي .

-لا تجعلي أحدا يضايقك، ولا تقفي تبكي أوقات كثيرة أمام المرآة مثلما تفعلي .

-كيف عرفت ذلك ؟

-أنها تطاردك لأنك فعلت ذلك، فلتبتعدي عنها ولا تبتعدي عن المرأة .

-عندما انتقلت لغرفة والدتي، ثم وضعت يدها على وجهها وصمتت .

-بعدما ماذا ؟ بعدما قامت أختك الخبيثة بتشويه وجهك .

-كيف عرفت ذلك ؟ اعتقد أنه الطبيب طاهر أليس كذلك، لقد قلت له ذلك، كان ينظر إلى وهو صامت، أعتقد أنه كان لا يصدقني أليس كذلك ؟

-ولما لا تقولي أنه ليس بيده شيء، ماذا سيفعل أنها أختك ماذا سيقول ؟
هل سينتهي معها أنها قامت على تشويهك، ولو فعل ذلك أين الإثبات، وهي أقسمت وقد اقترب موعد زفافها، ويبتعد عنها الجميع، والدتك أيضا تعتقد أن أختك من فعلت بك ذلك، لكنها أيضا تقف في المنتصف لا تعرف ماذا تفعل ؟ أقول لك سرا .

-قولي لن أتحدث لأحد به أبدا، هذا وعد مني .

-أنها تعرف أن أختك من قامت بذلك، أتعلمين قلبها أخبرها، لكنها أيضا تقف في المنتصف، ماذا ستفعل وقد انتهى الأمر، وفعلت هي ما فعلت، هل تقول للناس ماذا فعلت ؟ هل تكشف أختك التي هي ابنتها، التي تعتقد أن والدتها لا تحبها، لكن هذا الحب الذي جعلها تخرس، لا تستطيع أن تقول لأحد من فعل بك أنت الصغيرة الحبيبة ذلك، وهذا ما جعل تلك الصدمة تأتيها بجانب هيئتك التي دخلت بها، كانت تريد مصارحة أختك أنها تعلم .

-لكن أمي كانت تقول لي اصمتي إنه حلم .

-لأنها أم، لو قالت وأعلنت ماذا سنستفيد ؟ فالأمر كان في الماضي، هل عندما تعلن أمك أن أختك من فعلت بك ذلك، سيرجع الوقت إلى الخلف
ولن تفعل ذلك مرة أخرى .

-لا لن يرجع الوقت إلى الخلف، إنما ستعاقب .

-من يعاقبها ؟

-أمي وأبي .
-وهل عقابها سيكون بالضرب أو حبسها بالمنزل ؟

-لا أعلم ؟ لم أشاهد أمي في يوم من الأيام تقوم على ضرب أحد من أخواتي، ونحن بالفعل لا نخرج كثيرا من باب المنزل .
-شاهدت ما هو العقاب، أتعلمين لو تحدثت والدتك ماذا سيحدث ؟

-لا أعلم ؟

-ترتفع الأصوات من داخل منزلكم بالبكاء والعويل، بالتأنيب من والدتك والنكران من إخوتك، يسمع الجيران أليس كذلك ؟

-نعم يستمعوا فقط، اعتاد بعض الجيران عند سماع الأصوات في الكثير من أحد المنازل، الذهاب والاطمئنان على أهل ذلك المنزل .


-نعم كانوا سيأتون إلى منزلكم ويعلموا بالأمر، منهم من يصدق ومنهم من ينكر ذلك، نصفهم سيشارك عليك والنصف الآخر سيقول أنك كاذبة، وماذا تستفيد أختك بعدها، ستعلم تلك المرأة التي أتت لخطبتها هي وأختك لأبنائها الاثنان،

ستمضي تلك المرأة ولن تتم تلك الزيجة الثنائية، وعندما يأتي أحد لخطبتها هي والأخرى في يوم من الأيام، سيتحدث الناس بما حدث معها وما فعلته بك، ويبتعد الجميع وتجلس أختك سنوات وسنوات بدون زواج هي والأخرى، سيفعلون بك الأفاعيل، هكذا تفكر والدتك،
والدتك تريد خروجهم من المنزل حتى تعيشي أنت في سلام .

-لم أكن أعلم ذلك ؟ لكنني وعدت نفسي أني ساعاقبها، نعم ساعاقبها لن اتركها بدون معاقبة على ما فعلته بي، نعم ساعاقبها سأجعلها تتعلم، أتعلمين ماذا تقول عني، قالت عني وجه القنفذ، لماذا أنا وجه القنفذ ؟

أنه ليس شبهي، لقد قالت لي عندما أتت إلى المدرسة منذ عدة أيام، لقد قالت لي والدتي لا تذهبي إلى المدرسة إلا ومعك أختك، كنت خائفة علي وبالفعل أخذتني من يدي وصارت معي وهي على مضض منها، وعندما ذهبنا إلى المدرسة ودخلت معي، قالت ها قد وصلنا لا تزعجيني مرة أخرى وتشتكي إلى والدتي، أنك تخشين السير بمفردك اتفهمين يا وجه القنفذ، وكانت أمل تقف بالقرب، لان أمل كانت تأتي إلى منزلنا وتجلس لتأكل هي وأخيها، لم افعل معها أي شيء،

أمل ضحكت وجرت إلى بعض الفتيات وقالت لهم إنني ادعى وجه القنفذ، علمت المدرسة بأكملها، أنني أصبحت وجه القنفذ .

-ولماذا تريدين أنت معاقبتهم ؟ هم يعاقبوا، لا أحد يهرب من أفعاله لا أحد يهرب مما فعله، هذا وعد من الخالق، ألم تقل لكم والدتكم ذلك، لم تتحدث بالأمر لما تقوله لك ليلا كل يوم وهي تحتضنك .

-نعم كانت تقوله لي، وبعدما تنام اترك حضنها واقف أمام تلك المرأة وانظر لوجهي عن قرب، وارجع مرة أخرى أنام بجانبها، فاسمع من يقول لي يجب أن يعاقبوا، يجب أن تعاقبيهم لا تتركيهم بدون عقاب، لكن أنا لا أعلم كيف أعاقبهم ؟

-لقد تمنيت وطلبت أن يعاقبوا، وأن تكوني أنت القائم على ذلك العقاب، وسيحدث ذلك لكن وقتها ستكونين مثل " جلنار " .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي