الفصـل الرابع والعشرون

الفصـل الرابع والعشرون

أما في المنزل وعلى غير العاده ، تبكي "نغم" و"شغف" تنظر إليها.

-هذه هي المرة الأولى التي اشاهدك تبكين هكذا ماذا حدث؟

-ماذا حدث أن والدتنا مريضة ونحن السبب في ذلك، لا أعلم وكأن هناك قوة تحركني، لا أعلم لماذا لم أقم على إفاقتها، حتى عندما قلت لي أن تذهبين وتأتين بنشادر قلت لك لا، لكنني ندمت بعد ذلك.

-لا أفهمك يا "نغم"، وأعتقد أنك لا تندمين على شيء، وهناك شيء آخر تخبئينه علي.

-أتركيني وشأني.

-لا لن أتركك وشأنك، ماذا حدث؟
أعتقد أنك خرجت وذهبت إلى والدة "حفصة"، وقمت بالاتصال بوالدي من هناك، فأنت تعلمين أن أخاها يعمل مع أبي.

-أعلم أنك لن تصمتين، نعم أيتها الذكية لقد خرجت وقلت لها أن تتصل بأخيها، وتجعله يقول لوالدي ان يتصل بي، وقد أنتظرت 10 دقائق ثم أتصل بي والدي على هاتف منزل والدة "حفصة".

-وماذا حدث؟
هل حزن لمرض امي وبكى؟

-حزن ماذا أنت تتوهمين، إنه يحضر لعرسه، أتصدقين ذلك سيتزوج قبل أن أتزوج أنا، وأنت أيتها الذكية.


-يتزوج ما هذا الكلام!
هل أنت تخرفين؟

-لا أخرف؟

-كيف وهو يعمل في الصحراء، سيتزوج من الهواء
-من قال لك ذكيه لم يكذب، لكنه يقصد العكس مثلي تماما.

-إذا ماذا فلتتحدثي مباشرة.

أتعلمين تلك الفتاة التي بالمدرسه مع "لميعة" التي تدعى "أمل".

-طبعا أعرفها، تلك السخيفه ما بها؟

-قبل أن تسألي ما بها، تذكري ما تفعل "لميعة" معها.

-نعم عندما كانت تاتي امل، كانت "لميعة" تاخذها الى غرفتها وتضع لها والدتنا كثيرا من الطعام، وايضا بعض الملابس الكثيرة، لأني على ما أعتقد وكما أتذكر قد قام والدةا بتطليق والدتها منذ عدة سنوات، ولا يقوم بالإنفاق عليها أو على أخيها "مرتضى".

-نعم هذا ما أردتك أن تتذكريه.

-لماذا أتذكره منذ عدة سنوات ويحدث ذلك؟

-ما لا تعلمين، أن تلك الفتاة اليوم في المدرسة قامت على ضرب أختك، هي من فعلت بها ذلك، كانت تأتي دائما تشتكي لأمي ما كانت تفعله معها "أمل"، وتقوله لها بعدما حدث لها ما حدث في وجهها.

-أعتقد أن تلك الصغيرة تغار مما لدينا، لقد كانت تاتي وتاكل مثل الحيوان الصغير الجائع، أتتذكرين كيف كانت تأكل بيديها الإثنين، وتنظر إلينا نظرات غريبة تنظر لملابسنا وتنظر لأثاث المنزل.

-نعم كانت تنظر وتتحدث لوالدتها "فريال"، تلك السيده التي كانت تتحدث وتقوم بتحريك جميع أعضاء جسدها ووجهيها.

-نعم أتذكرها جميلة الشكل، لكنها بها شيء غريب وكأنها ترقص وهي تتكلم.


-أعتقد أنها حسدتنا على ما نحن به، وتعلمين أن خالها يعطيها جزءا كبيرا من المال، لكي تقوم بالإنفاق على نفسها وعلى أبنائها، "مرتضى"، و"أمل" إلا أن خالها ذلك قام بإقناع والدي بالزواج منها، لأنها أصغر من أمي وفي استطاعتها أن تنجب له الولد، لأنها بالفعل لديها ولد.

-وما دخل ذلك بانجاب الولد؟

-فرق السن بيني وبينك سنة واحدة، إلا أن عقلك يصغر سنك بسنوات كثيرة، أنا أعتقد أن "لميعة" نبيهه عنك.

-يقولون أن السيدة التي تنجب البنات لن تنجب الولد، أما تلك السيدة التي أتت قبل ذلك بالولد والبنت، ففي إستطاعتها أن تنجب المره القادمه ولد فهمتي، لن أقول ذكية إنما غبيه هذه المرة.

-وماذا سيحدث؟
ولماذا فكر في ذلك الوقت بالزواج منها؟

-لا قال لي بعدما أخبرته بما حدث لأمي، أنه علم من الطبيب، وأنه قد اتصل بتلك السيدة منذ ثلاثة أشهر، وبعدها بالزواج وانه قام على قراءه فاتحتها مع خالها، وأنه عندما يأتي سيحضر لها طقما من الذهب، وبعدها يبني لها الطابق العلوي هنا في منزلنا ويتزوجها هنا معنى في نفس المنزل، لكنه قال لي أنها سيكون لها شقة خاصة بها في الطابق الثاني.

-ووالدتنا ماذا ستفعل؟ وماذا سيفعل معنا والدنا؟

-لم يعطيني فرصه للتحدث معه، إنما قام بتهديد أن لم نقف معه بجانبه في تلك الزيجة، لن يقوم على تجهيزنا أنا وأنت كي نستطيع ان نتزوج، ولن يقوم على شراء ما يخصنا، وانت تعلمين ان والدة "جواد" طلبت ان تاتي كل واحده من نومه بحجرتين، هذا بجانب الكثير من المفروشات، وهما سياتون بالباقي وهددني بذلك، وانت تعلمين اننا نحتاج الكثير من الملابس الداخليه للنوم وايضا ملابس للخروج، وقال انه كان يضع لنا مبلغا من المال في البنك، لكن باسمه هو وحينما نوافق على زواجه من "فريال"، بل ونساعده في ذلك ونعاملها معامله حسنة، سيلبي لنا جميع طلباتنا، وأنا لا أعلم الآن ماذا أفعل، وماذا سيكون شأن والدتي؟
قال ان الطبيب قال انها حتى وان شفيت، سيكون معها أثر ما من آثار تلك الجلطة، اتعلمين ان تلك الفتاة التي تدعى "أمل" هي السبب، هي من قامت على ضرب "لميعة"، وقامت على تمزيق ملابسها وشعرها، وعندما شاهدت والدتي ذلك جاءتها صدمة، أتمنى أن تموت تلك الفتاة.


-لا تقلقي عندما تأتي سيكون معها شأن مختلف، أنت تعلمين ما فعلناه مع "لميعة" في اوقات كثيره، اقوم من النوم واشعر إنني اريد البكاء، اقسم لك إنني كنت أريد أن تمرض فقط لا أكثر، لكنك أنت يا "نغم" من فعلت ذلك بوجهها، كيف فعلت ذلك؟
هذه المرة الأولى التي أتحدث بصراحه معك، ونحن جالستان بمفردنا وليس معنى أحد،
ما فعلتيه شيء بشع، أنا كنت أستمع يوميا ليلا لبكائها ولبكاء والدتي.

وما قمت به من القسم على المصحف ونحن كاذبتان، وسمعت ما قالته أمي من القسم ونحن كاذبتان، وأن هناك ثمن سنقوم على دفعه في يوم من الأيام، وسنتزوج ونصبح أمهات هل نريد أن تفعل إحداهن ذلك لبنتا من بناتنا، أو تفعل أخت لأختها ذلك.


-لا لن يحدث ذلك يا "شغف"، أنا لن أقوم بالتفريق ما بين اولادي، لن احتضن واحده، واترك الاخريات واجعل من واحده منهم خادمه، تنظف وترتب وتأتي بالطعام.

-لكنها قالت إنها فعلت ذلك، حتى عندما نذهب إلى منزل أزواجنا، وأنت شاهدتي والدة "جواد" و"حيدر"، إنها تقول إنها تريد منه أن نقوم بالعجن وخبز الأرغفة في المنزل، وقد علمتنا ذلك والدتنا ولو لم تكن تفعل، معنى ذلك كنا سنتزوج ونحن غافلتان عن تلك المهام، وسمعت أيضا والدتهم وهي تقول انها ذهبت لإحدى الفتيات حتى تقوم على خطبتها لخطيبك قبل حضورها إلينا، لكنها وجدت أن الفتاة لا تستطيع أن تعد أي شيء من الأطعمة.

-نعم سمعتها إن كلامها كثير، وقالت إن من ترضى بها هي فقط من سيتزوجها ولدها وقد ساعدت كثيرا، عندما وجدت أننا أختان ومتحابتان وسنتزوج أخين، ولن نفتعل المشاكل ونحن نعيش في منزل واحد، لكن عندما نذهب ونعيش في منزل واحد، هل تتركيني أقوم أنا بكل الأعمال المنزلية أم ماذا؟
ام سنقوم بالخناق كما تفعل السلائف بعضهما مع بعض.


-لا أنت تعلمين يا "نغم" أنني أستمع إلى كلامك، كل الأشياء التي ستقولين لي أن أفعلها سأفعلها، هكذا أعتدت من صغري، انت لست أختي الأكبر مني بسنه أنت توأمي، نحن نجلس لساعات طويلة في تلك الغرفة بمفردنا، نتحدث منذ سنوات طويلة ونحن معا هكذا ولن نفترق أبدا، سأكون سرك وتكونين سري، ليس لنا أحدا أخر وأنت تشاهدين والدتي كانت تحتضن "لميعة" طوال اليوم، لكن ما أريده منك عندما تأتي والدتي أن تعاملي "لميعة" معاملة طيبة وأنا أيضا، على الأقل نصلح ولو بشيء بسيط مما قمنا بفعله معها، ولا تطلقين عليها تلك الكلمة وجه القنفذ.


-الكره الذي بداخلي قد نمى بعد سنوات طويلة، من حب والدتنا وإيثارها لها هل سينتهي بين ليلة وضحاها لا أعرف، لكنها بالفعل تشبهني بوجه القنفذ، بعدما أصبح وجهها هكذا.

-تتحدثين كثيرا ونسيتي ما فعله والدك وما سيفعله، ماذا سنفعل يا "شغف" بدلا من ذلك الكلام الذي تتحدثين به؟

-لا اعلم؟
لكن ما سأفعله أنني سأعامل تلك السيدة التي تدعى "فريال" معاملة حسنة، حتى لا يغضب والدي، وفي نفس الوقت سنعامل والدتي معاملة حسنة، ولا ندع والدتي تتعامل معها، وأفضل شيء سيصنعه والدي أنه سيكون لها مكانها الخاص بعيدا عنا، وسنغلق بابنا علينا كما نحن نفعل الآن.

-في الأيام القادمة سيكون بها أحداث كثيرة، لا سيما أن والدنا سيبعث بعد يومين العمال، بعدما تحدث مع شخص ما يقوم على تأجير العمال وسيقومون بالبناء، وقال لي إنه بعث لهم المال الذي سيجلبون به مواد البناء، وطلب مني أن نغلق بابنا علينا، ونجعل الرجال يعملون ولا نختلط بهم.

-حسنا فلنشاهد ماذا ستأتي به الأيام؟ أما الآن فأنا تعبة جدا وأريد أن أنام، تصبحين على خير.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي