الفصل السادس عشر

الفصل السادس عشر

_ "نغم" أريد أن أتحدث معك في غرفتنا.

-كيف يا "شغف"، ووالدتي قد طلبت مني أن أقوم على إعداد الدولمه والكباب.

-لكني أريدك في شيء ما، قد أتتني فكره وأعتقد أنها فكرةٌ ستعجبك كثيرا.

-بعدما انتهى مما أقوم به، لقد خرجت أنت يا "شغف"ٌ وتركتني أقوم على سلق ورق العنب، وتجهيز الكوسا واللحم وشرائح البطاطس، تركتيني أحضر كل هذه الكمية وخرجتي وفعلت كل شيءٍ، يتبقى أن أقوم على حشو ورق العنب، فلتأتي لماذا تقفين على باب المطبخ هكذا، احضري ذلك القدر الكبير، وضعي في أسفل القدر من الداخل هذه الشرائح من البطاطس، ثم ضعي فوقها شرائح اللحم تلك التي قمت على تتبيلها.

-وبعد ذلك ماذا أفعل؟ فأنا متشوقة أن أقص عليك تلك الفكرة التي أتتني.

-بعدها أحشي أنا ورق العنب والكوسا، ونضعها بجانبٍ بعضهما البعض، ونضعها على الموقد حتى يتم نضجها، وأكون في ذلك الوقت قد أحضرت مفرومٍ لحم الغنم، الذي وضعته في الثلاجة وعليه بعض الدهن وبعض البصل المفروم، وأنت تأتين بتلك الأسياخ والعريضة، حتى أقوم على تجهيز الكباب وقوميٍ على تسخين الخبز لا تنسى ذلك.

-حسنا، أمي تلقي عليك الأوامر، وأنت تلقين علي الأوامر، هل قالت لك أمي أن تقوم "شغف" على مساعدتك، لا لم تقل.

-نعم لأنها تعلم أنك دائما ما تحرقين الطعام، وأنت شاردةٍ في لا شيء.

دخلت "لميعة" المطبخ، بعدما ارتفع صوت "نغم"،و "شغف"ٍ تريد أن تعرف عن ماذا يتحدثون، أنهم يتجنبونها وهي تشعر بذلك، وتشعر بنظرتهم لكنها لم تفعل لهم شيئا، هي تتعجب تريد الاقتراب منهما، تشاهد صديقاتها كيف تقوم الأخوات الأكبر سنا منهم تدليلهم، أما هي لا ينظرون إليها حتى ولا تعرف السبب.

-أختي "نغم" سأقوم أنا على مساعدتك، هل تريدين مني أن أصنع لك شيئا.

-لا فلتخرجي من المطبخ، ولتفعل ما كنت تفعلينه منذ قليلٍ، لا شأن لك بما فهمتي.

-أنا لم أفعل شيئا أنا أريد أن أساعدك، حتى عندما تأتي السيدة والدة "حيدر" تكونٍ انتهيت من صنع الطعام.

وهنا التفتت إليها "شغف"ٌ

-ها قد أتينا لسبب دخولك إلى المطبخ، ماذا تريدين منها أيتها الصغيرة ليس لك شأن بها ومن الأفضل أن لا تشاهد وجهك القبيح عندما تأتي فأنت صغيرة على مجالسه السيدات فلتخرجي لتلعبي خارج المنزل أو تجلس بمفردك في غرفتك ولا نريد أن نستمع إليك أبدا

خرجت من المطبخ وهي تبكي هي لم تفعل لهم شيئا، هي تريد أن تساعدهم، هل تخرج لتلعب كما قالت لها، أمٌ تذهب إلى غرفتها، ستذهب إلى غرفتها وتقوم على تغيير ذلك الفستان الذي ترتديه، لقد آن سكبت عليه بعض الكركديه، التي كانت تشربها بنهمٍ شديدٍ، فقد صنعتها والدتها لتلك الضيفة، التي ستأتي بعد عدة ساعاتٍ قليلةٍ وفي المطبخ.

-لقد خرجت تلك الشمطاء، ماذا تريدين مني الآن يا "شغف"ٌ.

-منذ عدة أيام وأنا أتذكر كلمة والدتنا، انتظري سأشاهد أين ذهبت تلك الشمطاء؟ حتى لا تستمع إلى ذلك الحديث.

وبالفعل خرجت "شغف" من المطبخ، وذهبت تبحث عن أختها الصغيرة "لميعة"، حتى وجدتها في غرفتها قد قامت على تغيير ملابسها وتجلس على سريرها، وفي يدها تلك العروسة الكبيرة التي صنعتها لها والدتها منذ فترةٍ، فدخلت "شغف" مرةٍ أخرى إلى أختها في المطبخ.

-أنها تلعب بتلك العروس، التي أريد أن ألقيها بعيدا
-تحدث ماذا تريدين مني؟

-أختي "نغم" اتذكرين عندما قالت لنا والدتنا منذ عدة أيام، إلا نذهب عندٌ "حفصة".

-نعم أتذكر بالطبع، قالت لو نريد أن نذهب أنا وأنت فقط حتى نطمئن عليها، أما تلك القبيحة لا تذهب إلى هناك، لأنها لم تمرض بمرض الجدري من قبل وهي معرضةٌ للإصابة، أما نحن فلا لقد أتانا ذلك المرض منذ عدة سنواتٍ ونحن صغارٍ.

-هذا هو ما أريد الحديث عنه، نحن لن نمرض بذلك المرض، وأمي قالت إن هناك بعض القشور التي تسقط من المريض على فراشه، وان تلك القشور معدية جدا وقد أتتني فكرةٌ غريبةٌ، لكني خائفةٍ أن ينكشف أمرنا ومع ذلك أريد تنفيذها، لم أنم طوال الليل.

-نعم بالطبع أعرف، فأنا لم أعرف أن يغفل لي عين بسببك، لكنك أختي الحبيبة وانتظرت أن تقول لي السبب.

-هذا هو السبب.

-لم افهم ما تقولين، فهذا بالفعل ما قالته والدتنا ما الجديد في الأمر.

-الجديد أنني أريد الذهاب إلى هناك إلى "حفصة"، ومن الممكن أن آخذ معي بعد الفواكه البسيطة أقدمها إلى والدتها، وكأنني ذهبت حتى اسأل على تلك الصغيرة، ثم أحصل على بعض تلك القشور، لكن لا أعرف كيف واضعهما على فراشٍ "لميعة" حتى تمرت قليلا، واعلم جيدا أنها لن تموت، هي ستمرض فقط لبعض الوقت، وكأنها غربت عن وجهنا، تلزم غرفتها لبعض الوقت، حتى نرتاح قليلا من دلالها، الذي تتصنعه على والدتنا ووالدنا.

-وكيف ستحصلين أيتها الذكية على تلك القشور؟ وكيف ستأتي بها أولا، وهل ستتركك والده "حفصة" تذهبين إليها، وتقولي أريد بعض القشور من تلك التي تتساقط عن جسد ابنتك، هل أنت غبيةٌ؟

-لا لست غبية يا "نغم"، لكنني أريد الصالح، أريد أن تبتعد تلك الشمطاء قليلا عن طريقنا، هي ستمرض فقط لن يحدث لها شيءٌ آخر، قلت لك كيف ستحصلين على تلك القشور.

-لا أعلم لكنني سأذهب، وهناك أحاول الحصول على بعضا منها، لكن هل من الممكن أن أقوم على لمسه تلك القشور بيدي، أن والدتي تقول إنه هناك قشور، وأنا لا أعرف كيف أستطيع الحصول عليها، لكنني سأحاول وسأحصل على تلك القشور حتى تمرض تلك القبيحة.

-"شغف"ٌأنا مشغولةٌ الآن، لدينا وليمةٌ يجب أن تقوم على إكمالها فلتمدي، لي يد المساعدة وفي المساء عندما ترحل تلك الضيفة، نتحدث ونحن في غرفتنا بمفردنا حتى لا تسمعنا، والدتنا فقد خرجت لشراء بعضا من تلك الكعكات الجميلة المزينة بالفستق.

-حسنا يا "نغم" سأنتظر حتى المساء.

وبعدها بعدة ساعاتٍ، أتت السيدة أم "حيدر"، وقد أحضرت معها الكثير من الفواكه والحلويات فاهي وثقه أن تلك العروستان، تستحق أكثر من ذلك فإن والدتهما لبقت الحديث سمحت الوجه وبالتأكيد وبناتها مثلها بالتأكيد بعد وجبة الغداء، التي تغنت والدة "نغم" بأن "نغم" و"شغف" هما من قامت على الطهي اليوم ساعدت، كثيرا والدة "حيدر" وتحدثت مباشرة أنها تريد موعد لكي يأتي أبنائها، ويقوم على تقديم الذهب لبنتين فهي تأخذهم ويتزوجان في ليلةٍ واحدةٍ، ولن ينتظر كثيرا فهي تريد أن تفرح بأبنائها.

-أهلا بك، أنا اسمي "لميعة".

خرجت "لميعة" من حجرتها بعد كل هذا الوقت، وكأنهم قد تناسوها لكنها كانت نائمة واستيقظت منذ قليلٍ قامت على تمشيط شعرها الجميل، وتهذيب ملابسها وخرجت إليهم:

-لقد كنت نائمة واستيقظت الآن، وأنا جائعٌ أمي فلتجعلي "نغم"ٍ أو "شغف"ٍ يضعان لي قليلا من الطعام.

-حسنا يا حبيبتي، حسنا يا وجه القمر.

-"نغم" قوميٌ بسرعةٍ وحضريٌ، لأختك طبقا كبيرا من الطعام، ولا تنسي أن تحضري طبق آخر لتضعي بها الفاكهة والحلوى.

قامت "نغم" على مضضٍ، ونظرت نظرةٌ وكأنها الجحيم الذي يطل من عينيها، إلى تلك الصغيرة لكنها تمسكت وقالت:

-حسنا يا أمي كما تريدين.

وما أشعل النار أكثر أن قامت والدة "حيدر" بالمناداة، على "لميعة" لكي تجلس بجانبها ووضعت يدها على شعرها، وجعلت تتغنى بذلك الشعر الحرير الذي لدى "لميعة" لكن قالت كلمة جعلت الطبق يسقط من يد "نغم"، وهي في المطبخ :

-جميلة هي تلك الصغيرة شعرها كالحرير، هل تضعين لها شيئا ما نوعٌ من أنواع الزيوت؟ أو ما شابه هلا ضعي قليلا منه على شعر "نغم" و"شغف"، أنهما جميلتان ومهذبتان لكن يكتمل جمالها بهذا الشعر الطويل الذي كالحرير.
لم تغضب والدة "نغم" كأي والدة في هذا الموقف، بل ضحكت وهذا ما لم تتوقعه "نغم" أو "شغف"ٍ وقالت:

-لا هذه وجه القمر، لقد ورثت شعرها الجميل هذا من والدتي، حتى أنا لا أملك مثله أنها "لميعة" أنها القمر المضيء، الذي يضيء أيام حياتي أنت تعلمين أن، والدةم يسافر كثيرا وهي من ستقوم على إضاءة منزلي، بالبهجة والسرور بعد أن تتزوج كلتا أختها وتبتعدان عني:

-لا بعد الزواج لن يبتعد عنك، لقد فكرت في الأمر منذ عدة أيامٍ سنقوم على بيع منزلنا لأنه يبعد عن هنا الكثير، وأنت تعلمين أنني لمٌ أنجب بنات وابنتاتي من ستقوم على خدمتي لذلك سيشتري "حيدر" منزلٍ كبيرٍ لنا بالقرب من هنا، حتى نعيش فيه معا فأنت تعلمين أنه بعد وفاة والدةم أصبح كل حياتي، ولا أستطيع الابتعاد عن أبنائي.


-حسنا فعلت، وأنا أيضا لا أستطيع الابتعاد عن "نغم"ٍ و"شغف"ٍ، بزواجهما من أبنائك سنكون عائلة كبيرة، وأنت تعلمين أيضا أنني لمٌ أنجب أولادٌ وإن "حيدر"و"جواد" السند في كبرى أنا وزوجي .

مر هذا الحديث على الصاعقة على الفتاتين، أمام الصغيرة فانشغلت بالطعام والفواكه والحلوى ومع أن وجودهم بعد الزواج، مع حماتهم قد أقلقهم فكلّ واحدةٍ منهما قد رسمت لنفسها أنها ستكون الملكة، في منزلها

بعدما رحلت أم "حيدر" وتم تنظيف المنزل أخذت والدتهم الصغيرة "لميعة" معها إلى حجرتها، أما هما فدخل يتحدث في حجراتهم الخاصة وعندما دخل مباشرة أغلقت "نغم" الباب، والتفتت إلى "شغف" التي كانت قد جلست على السرير الخاص بها :

-شاهدي ماذا حدث اليوم، لا أصدق كنت أعتقد أنني سأسكن في منزلٍ بمفردي يكون عالميٌ وأكون ملكه فيه أخدم تلك العجوز، أنا وأنت وتجلس تلك الصغيرة الحمقاء هنا تكون ملكةٌ على منزل والدتنا، وتقوم أمي على إطعامها والبسها وتدليلها أيضا وعندما نجيء إلى ذلك المنزل، بعد ذلك سنكون أنا وأنت كالأغراب.

من الممكن أن يأتي اليوم الذي تقوم فيه، على طردنا من ذلك المنزل من تتحدث في ذلك السن بتلك القوة والشخصية، ماذا ستفعل؟ عندما تكبر يجب أن نضع لها حدا، أنا أوافق على ما كنت تقولينه لي في الصباح.

-حسنا أنا أيضا قد شغلني الأمر، لا أعلم لماذا يحدث لنا ذلك ولماذا وافقت والدتي حتى عندما قام والدي على الاتصال، وأخبرته وفق مباشرة وكأنهم يشعرون أننا حملا زائدا عليهم، يريدون الإطاحة بنا بعيدا، عنهم لكي ينفردوا بتلك الصغيرة ويستطيع أن يقوم على تربيتها سمعت والدتي، عندما قالت إن تلك المدرسة الخاصة التي قد أدخلتها لتلك الحمقاء، قد رفعت من المصاريف الخاصة بها، ونحن خرجنا من المدرسة ونحن صغيرتين أنه ظلمٌ.

-اعلم يا "شغف"، أنه ظلم وأنا لن نسكت بعد ألان، في الصباح الباكر تستاذنين من والدتنا أو أقول لك قولي لها أنك تريدين الذهاب، حتى تحضريٍ بعد الخضروات وأنك ستاتين ببعض الفاكهة وتعطينها لوالدة "حفصة"، وتطمني عليها وهناك افعلي ما كنت تفكرين به لن نضع خطةٌ لأننا لا نعلم الظروف، التي ستحدث وقتها.

-بالفعل هذا ما كنت أفكر فيه سندع ما سيحدث للظروف، لكنني أعدك أنني سأجلب بعضا من تلك القشور، ولن أقوم على وضعها على السرير الخاصة بتلك النجمة، كما تقول والدتي بل سأقوم على إطعامها، إياهم حتى تكون العدوى مباشرة وسريعة، أريد أن أشاهدها تتعذب قبل أن نغادر ذلك المنزل ونتزوج.

وهذا ما حدث ذهبت "شغف"، لتحضر بعض الخضروات وجلبت بعد الفاكهة وذهبت إلى والدة "حفصة"، وكأن الظروف، قد هيأت لها حتى تفعل ما تبتغيه.

-حبيبتي "شغف" أشكرك على قدومك، لا تعلمي كم فرحت لأنك تسألين على "حفصة"، أنت تعلمين أنني قد حملت بها بعد سنواتٍ طويلةٍ من زواجي، فلتدعي لها الله أن يشفيها سريعا.

-لقد أتيت لكي اطمئن عليها، فإن "لميعة" تبكي صديقتها، وأنا أتيت لكي اطمئن عليها كما أن والدتي تبعث لك السلام.

-حسنا يا حبيبتي فلتدخل أنها بالداخل، لكن هل أطلب منك طلبا صغيرا، أشعر كأن السماء قد بعثتك إلى الآن.

-نعم فلا تطلبي ما شئت.

-اذهب سريعا إلى الصيدلية لشراء الدواء التركيب، الذي قد كتبه الطبيب لها فإنني أضع على جسدها دواء ورديٍ اللون، لكن الطبيب الصيدلي هو من يقوم على تحضيره في الصيدلية وهو يبتعد عن هنا ربع ساعةٍ، سأذهب سريعا وآتي هي نائمةٌ فلا تقومي على إيقاظها حتى لا تتحدث كثيرا، وتقوم إجهاد نفسها باللعب.

-حسنا فلتذهبي، وأنا سأجلس بصمتٍ تامٍ، حتى تأتي ولن تقوم على إيقاظها.

وحدث لها ما تمنت، غادرت والدة "حفصة" وقد استأمنته على بنتها الصغيرة، بل بنتها الوحيدة، دخلت الحجرة ونظرت إلى الفتاة وهي نائمةٌ، لا تعرف ماذا تفعل لكنها وجدت في الحجرة وكان والدة "حفصة"، قد قامت على تغيير الملاءات الخاصة سرير "حفصة" وقد ودعته في نفس الحجرة، وقد فكرت "نغم" أنها لا تريد أن يختلط مع بقية مفروشات المنزل، فما كان منها إلا أن اقتربت وكانها خائفة و نظرت جيدا.

ووجدت غلاف الوسادة، قد وضعته الأم بجانب ملاءات السرير، فما كان منها إلا المادة يدها سريعا ولا تعلم كيف لم تفرده حتى لا تقع منه أي شيءٍ، وضعته بسرعة في نفس الحقيبة البلاستيكية الموضوع بها الخضروات الخاصة بمنزلهم.

-"شغف" حبيبتي لقد أتيت، لا أعلم كيف أشكرك على تلك الصنيعة، التي فعلتيها من أجلي أنه دينٌ في رقبتي، أن جلست مع طفلتي حتى أتيت، وها هو الدواء لم أحضر زجاجةٌ واحدةٌ بل زجاجتين لأنني استخدم منه كمياتٍ كثيرة.

-حسنا أنا لم افعل شيئا إنها مثل أختي "لميعة"، سأغادر الآن سريعا لأن والدتي تنتظر الخضروات سأتركك الآن وقبليها، لي أنها فتاةٌ هادئةٌ لم تستيقظ كل هذا الوقت.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي