الفصل العاشرِ سرُ الدرويشِ القاتلِ

الفصل العاشرِ : سرُ الدرويشِ القاتلِ .

-لا أعلمُ يا "مايكل"ْ كيفْ فعلتْ ذلكَ بها، وأنا الذي كتبتْ لها أشعارا كثيرةً حتى يلينَ قلبها لحبي، ومعَ ذلكَ رفضتني نقمتُ عليها وعلى حبيبها لمْ أكنْ أعلمُ أنَ الحبَ ليسَ دائما أقوال فقطْ بلْ أفعال أيضا، لقدْ حاولتْ أنْ أتقدمَ إليها لطلبِ يدها لكنْ لمْ يكنْ لديَ الإمكانياتُ، طلبتْ منها الانتظارُ لكنها لمْ تستطعْ.

-كانَ منْ الممكنِ لها يا "وهابْ"، أنْ تنتظركَ وتكافحا سويا، أوْ يتمُ خطوبتكما وتعملانِ وتبدلانِ في تأسيسِ منزلِ لكما، مثلما يفعلُ كثيرونَ.

-نختلفُ عنكمْ يا "مايكل"ْ، هناكَ الفتاةَ يجبُ لها أنْ تأخذَ رأيَ والديها وكثيرا منهمْ يكونُ الرأيُ الأولُ والأخيرُ لوالدها، وقالتْ إنَ والدها رفضني لأنني ما زلتْ في الكليةِ هذا أولاً وثانيا لا يمتلكُ الإمكانياتِ وحتى إنَ صبرتْ ابنتهُ ستصبرُ كمَ سنةِ خمسةِ ستةِ سنواتِ، هذا كثيرٌ أنَ الفتياتِ لدينا عندما تتعدى سنا معين يقالُ لهمْ كلمةُ عانسٍ، تحدثَ وقلتُ هددي أهلكَ بالانتحارِ.

فقالتْ لا أستطيعُ لقدْ كافحَ والدي، في سبيلٍ تعليميٍ أنا وأخواتي، وإنْ قالَ لي أنْ ألقيَ نفسيٌ في البحرِ سألقي نفسي، كانتْ تبجل والدها ووالدتها، كانتْ تحسنَ إليهما كانتْ لطيفةً رقيقةً، لكنَ قلبي قدْ جرحَ منها وأنا أشاهدهُ يقومُ على توصيلها لكَ اختارَ لها والدها شخصا لديهِ، وظيفةٌ لديهِ شقةٌ وكانَ ستتزوجُ بعد انتهاءِ الامتحانِ مباشرةِ، لمْ أستطعْ ولمَ أدري ماذا افعلْ كلَ ما فكرتْ فيهِ شيءٌ واحدٌ أنْ أستعينَ بأيِ أحدٍ حتى تقومَ على تغييرِ رأيها.

-هذا ما لمْ تتحدثي معي عنهُ، منْ قامَ بتوصيلكَ السحر أوْ الساحرةِ؟

-كانَ صديقي فؤادْ، الذي كانَ يأتي دائما إلى منزلي قالَ لي أنهُ في منطقةٍ "المرسي أبو العباسْ" خلفَ المسجدِ، في منطقةٍ شعبيةٍ يسكنُ هناكَ درويشْ يقوم بما شأنهُ توفيقَ الأحبةِ، هكذا قالَ قالَ درويشْ وبعدها شيخٌ لكنْ لمْ أكنْ أعرفُ أنهُ ساحرٌ.

-كيفَ ذلكَ لقدْ قلتُ لي إنكَ ذهبتْ إلى مكانِ ما في محافظةٍ أخرى، بعد انتهاءِ كليتكَ وأنكَ أحضرتْ كتابَ حتى أنكَ قلتْ إنهمْ كانوا كتاب أنَ وليسَ كتابٌ واحدٌ.

-نعمَ في البدايةِ التحقتْ بالجامعةِ في القاهرةِ، وبعدِ الذي حدثَ نقلتْ نفسي إلى الإسكندريةِ، حتى أكونَ بجانبٍ أميٍ وكنتَ أذهبُ إليهما لقربِ المسافةِ يومَ الخميسِ ليلاً وأعود الى القاهرةِ السبتَ صباحا.

-أهذا ما كنتُ تخبئهُ لقدْ أحسستُ أنَ هناكَ شيئا مختلفا، ليستْ هيَ الحماماتُ التي قلتْ عليها لا إنهُ شيءُ أكبرَ لأني اعتقدَ أنها مثلكَ لنْ يستطيعَ أنْ يقومَ بالسحرِ، الذي يؤدي إلى موتٍ وإلى دمارٍ بمفردهِ، وأعتقدُ أنكَ لوْ قمتُ بهِ خطأ تضررتْ أنتَ أولٌ وليسَ منْ وقعَ عليهِ السحرُ، كنتُ ستفشلُ ، "أحمد" لقدْ كذبتْ على بعدَ كلِ تلكَ السنواتِ الطويلةِ التي قضيناها معا.

ولمْ تخبرني بالحقيقةِ، بلْ كنتُ تكذبُ وقلتْ إنكَ أنتَ منْ صنعهِ، ذلكَ السحرِ أتعلمُ لمْ أقتنعْ أنا لستُ صغيرا، لقدْ مرَ على الكثيرِ والكثيرِ وظيفتيْ حتمتْ على قراءةِ مئاتِ أوْ آلافُ الكتبِ منها الخاصُ بالسحرِ وبالنجومِ وأنا لا أعتقدُ أنَ أيَ شخصٍ يحضرُ كتابَ ما، ويقولُ ما بهِ ويصنعُ سحرا لأحدٍ ولوْ قامَ بتحضيرٍ جنَ كيفَ يصرفهُ وكيفَ سيتحملُ مشاهدهُ جنيا مرةً واحدةً هكذا.

-كانَ هذا ذنبي أعلمْ أنَ ابنتي تستمعُ إلى، الآنَ لكنْ عندما دخلتْ إلى دورةِ المياهِ منذُ قليلٍ وجدتْ على المرأةِ، وكانَ أحدا منْ المرأةِ يكتبُ أنَ الدينَ لمْ ينتهِ بعدٌ وأنَ وقتهُ قدْ حانَ أعلمَ ذلكَ لكنْ أتمنى أنْ يكونَ هذا الدينِ منى وليسَ منْ ابنتي، هيَ لمْ تفعلْ شيئا وأنا لقدْ ضعفتْ لقدْ قالَ لي فؤادْ، أنَ والدهُ

عندما قامَ بتطليقِ والدتهِ، وتزوجَ منْ أخرى ذهبتْ والدتهُ إلى ذلكَ الرجلِ الذي يطلقونَ عليهِ الدرويشُ وقامَ بعملِ سحرِ ما، منْ شأنهِ أنْ يرجعَ الحبُ مرةً أخرى إلى قلبِ والدهِ وقدْ فعلَ لكنْ بعد فترةٍ منْ وفاةِ حبيبتي اعترفَ لي أنَ زوجةَ أبيهِ التي طلقها، والتي كانتْ صغيرةً وقتها وتبلغُ منْ العمرِ حواليْ 26 عاما قدْ ماتتْ، وأنهمْ حينما كانوا يغسلونها ويقومونَ على تكفينها.

شاهدوا وجهها أسود اللونِ بشعٍ الملامحِ، لكنَ الوقتَ قدْ فاتَ وقتها بكَ ى لذلكَ الذنبِ الذي تحملهُ هوَ والدتهُ، وقدْ بقيتْ أنا أيضا ومنْ بعدها لم أعدَ التيهُ عندما انظرْ إليهِ أتذكرُ ما فعلتهُ وانهَ هوَ السببُ أنْ أرشدني إلى، ذلكَ الرجلِ وهوَ عندما ينظرُ لي يتذكرُ ذلكَ الذنبِ، الذي فعلهُ أيضا مرتينِ مرةُ أنهُ ذهبَ هوَ والدتهُ إلى ذلكَ الرجلِ، ومرةِ أخرى أنهُ أرشدني عليهِ.

-وكيفَ لمْ تستطعْ التفرقةُ ما بينَ الساحرِ والرجلِ الصالحِ؟
-بدايةَ يا "مايكل"ْ لقدْ انتقلَ هذا الرجلِ مكانا منْ شأنهِ إعطائهِ طابعا دينيا، لدينا في الإسكندريةِ مسجد كبيرٍ لشيخِ جليلْ يدعى "المرسي أبو العباسْ" يأتونهُ منْ كافةِ المحافظاتِ الأخرى، ليقوموا على زيارتهِ وهوَ مبجلٌ لدينا لقدْ انتقى هذا الرجلِ المنزلِ الخاصِ بهِ بالقربِ منْ هذا المسجدِ، أيضا المنطقةَ بأكملها مليئةً بالمساجدِ وكلِ مسجدِ بهِ رجلُ صالحِ، لهُ مقامٌ كثيرٌ مثلٌ سيدي "ياقوتُ العرشِ" و"العشرة شيوخ" ومسجدِ "الأباصيري" وغيرهمْ.

وأكمل حديثه:
-كانَ يشترطُ هذا الرجلِ قبلَ أنْ نذهبَ إليهِ أنْ نذهبَ ونصلي في تلكَ المساجدِ، لذلكَ اختبرهُ رجلٌ صالحٌ، وعندما ذهبتْ لمنزلهِ المسابحَ معلقةٌ في كلِ مكانِ لكني لمْ أشاهدْ أيُ علامةٍ دينيةٍ لأيِ دينٍ كانَ معلقةً هناكَ وقتها لمْ ألتفتْ إلى الأمرِ أدخلتنا سيدهُ إليهِ، اعتقدتها زوجتهُ سيدةً كبيرةً في السنِ تخططُ الْ 50 بلْ قربتْ على الستينَ وجهها كانَ يتسمُ بالهدوءِ وعندما فتحتْ البابَ وجدتهُ جالسٌ أمامي علي مقعدا منْ القطيفةِ الحمراءِ، أمامهُ منضدةٌ قصيرةٌ وفوقها ذلكَ الموقدِ النحاسيِ الذينَ يضعونَ فيهِ البخورُ وبعدها بقليلِ مقعدينِ صغيرينِ أيضا بالقطيفةِ الحمراءِ، جلستْ أنا وصديقي كلا منا على مقعدٍ.

-وبعدُ، لماذا صمتٌ أكملَ يا "أحمد"؟


-صراحةُ هذهِ المرةِ الأولى، التي أجدُ فيها "كاترين" تنظرُ إلى وهيَ صامتةٌ وعلى وجهها علاماتِ الاندهاشِ، نعمْ يا "كاترين" فعلتْ بحبيبتي ذلكَ وأقسمَ أنني لمْ أكنْ أعلمُ أنَ ذلكَ سيضرُ بها.

ردتْ عليه "كاترين" التي كانتْ تجلسُ بصمتٍ :
-هلْ كنتُ تعشقها وتحبها يا "أحمد"؟

-أنتَ أيضا تقولينَ يا "أحمد" أعلمَ أنكمْ غاضبونَ مني، لكنَ منْ منا لمْ يصنعْ ذنبا لكني أنا منْ صنعتْ ذلكَ الذنبِ الكبيرِ، اتعلمونْ بعدما كبرتْ عدةَ سنواتٍ وجئتَ إلى هنا وأصبحَ لديَ المالُ الكثيرَ، وقتها ذهبتْ ودفعتْ الديةُ بطريقٍ غيرِ مباشرٍ.

-أكملَ ما فعلتْ وبعدها نتحدثُ عنْ تلكَ الديةِ، التي تقولُ إنكَ فعلتها لكنكَ مضطرٌ أنْ تشرحَ ما هيَ الديةُ.

وهنا جاءَ صوتُ منْ الأعلى، لمرأةِ تضحكُ بجنونٍ:
-أيها المسخُ الذي يدعى "مايكل"ْ، هذا هوَ صديقكَ الطيبُ النقيُ الأبيضُ الذي لمْ يفعلْ أيُ ذنبٍ لقدْ فعلَ، وفعلَ لقدْ جعلها ما فعلهُ تخرجُ منْ منزلها، وهيَ عاريةٌ لقدْ فضحها، ولدينا هذا ذنبٌ كبيرٌ في كلِ البلادِ العربيةِ ليستْ بلدهُ فقطْ سيكملُ ويكملُ، لقدْ نزعتْ القفلَ الذي على لسانهِ أنا وأصدقائي حتى لا يتنمرُ على ويقولُ ساحرهُ، وهوَ ماذا؟

-نعمْ يا "مايكل"ْ إنما تقولهُ صحيحٌ، عندما نظرتْ إلى ذلكَ الرجلِ الدرويشِ كما يطلقونَ عليهِ وجدتهِ يسبحُ، وعندما حاولتْ الكلامَ شاورَ لي بيدهِ أنْ أصمتَ وكأنهُ يكملُ تسبيحهُ، ولكني علمتْ بعدَ ذلكَ أنَ هذهِ هيَ إلا تمثيليةً يتقنُ صنعها وقتها قصصتُ عليهِ، أنَ لي حبيبهِ أريدُ أنْ أتزوجها والغريبَ أنهُ قالَ يجبُ أنْ يكونَ ما اطلبهُ منْ تلكَ الأنثى طلبا شرعيا، أنْ أتزوجَ وليسَ أنْ أضحكَ عليها مثلاً بمعنى اغتصبها أوْ تجيءُ إلى دونَ زواجُ.

وقتها قلتُ إنهُ شيخٌ إنهُ درويشْ، يقوم بالصالحِ فقلتَ لهُ نعمَ أريدُ أنْ أتزوجها لقدْ أحببتها منذُ عدةِ سنواتِ وطلباتِ والدها، وقفتْ عائقَ ما بيني وبينها فطلبَ مني أنْ أحضرَ أيَ شيءِ منْ أثرها أظافر أوْ شعرِ أوْ حتى مخاطيها في منديلِ، أيِ شيءِ منها أوْ منْ أثرها وقتها لمْ أعرفْ ماذا أفعلُ لكنهُ قالَ لي أنني أعرفُ وسيأتي لهُ مرةٌ أخرى.

-أنا لا انتقدكَ يا "أحمد"، ما حدثَ حدثَ منذُ سنواتٍ طويلةٍ، واعتقدَ أنهُ ذنبا كبير ما حصلَ لتلكَ الفتاةِ لذلكَ لمْ تكنْ تستطيعُ، أنْ تقصهُ علي أنا صديقكَ.

-نعمْ بالفعلِ تعلم أعلمْ ماذا افعلْ أولاً، ليسَ لديَ المالُ ثانيا كيفَ سأجلبُ شيئا منها وهيَ محجبةٌ فلنْ أستطيعَ أنَ أخذَ جزءٍ منْ شعرها، ولا أستطيعُ أنْ أمدَ يدي إلى منديلٍ قدْ رمتهُ تبقتْ الأظافرُ، وهذا أيضا شيءً صعبٍ لكنني أنا الذي كنتُ احترمَ الجميعَ وما زلتْ فعلتْ أشياءَ غريبةً كانوا يضعونَ القمامةُ بجانبِ بابِ شقتهِ منْ الخارجِ، حتى يأتيَ منْ يحملُ القمامةَ ويرميها وهيَ كانتْ تضعُ دائما المانيكيرْ الأبيضَ.

وكانتْ تمسحهُ وتزيلُ وقتَ الصلاةِ، وكانتْ تحرصُ على أنْ تكونَ أظافرها طويلةً جدا بلْ كانَ الطويلةُ بسيط الطولِ المحببِ، لايْ فتاهُ كنتُ أذهبُ قبلُ الفجرِ كلَ عدةِ أيامٍ وأسرقُ تلكَ القمامةِ، عدةَ أسابيعَ حتى وجدتْ تقليمَ أظافرها في القمامةِ عرفتهمْ منْ المناكيرْ الأبيضَ، وقدْ تمَ وضعهمْ في منديلٍ لأنهُ لدينا لا يجبُ أنْ تكونَ الأظافرُ التي نقومُ على قصها، تقعُ في أيِ مكانٍ أوْ يخطو عليها أحدِ وقتها أحسستُ، أنني انتصرتْ وإنني سأتزوجها بلْ سيوافقُ والدهُا على، وجلستُ أفكرُ أنني سأتزوجها في غرفتيْ ونستذكرُ دروسنا معا وننجح ونبني منزلنا جزءَ جزءِ نبتدئُ منْ منزلٍ أهليٍ.

وبعدَ ذلكَ نرتقي ونشتري ما يروق لنا، لكنَ بعدما أخذَ ذلكَ الدرويشِ تلكَ الأظافرِ مني لا أعلمُ ماذا حدثَ لكنهُ قالَ إنهُ سيعملُ سحرٌ سفليٌ لمْ أكنْ أعلمُ ما هوَ السحرُ السفليُ، وقتها لمْ أكنْ اعلمْ وقالَ إنَ ذلكَ سيكلفني بعضَ المالِ حتى يعطيَ لتلكَ المرأةِ، التي ستستجيبُ تعجبتْ أيَ امرأةٍ.

-لأنكَ كنتُ صغير وقتها يا "أحمد"، ولمْ تسمعْ بتلكَ الأشياءِ لمْ تعلمْ ما هوَ السحرُ السفليُ أوْ كما نسميهُ نحنُ السحرُ الأسودُ ، ذلكَ السحرِ الذي يعتمدُ على اللذةِ وعلى ماءِ الرجلِ والمرأةِ ويتمُ دمجهمْ معا يكتبُ بهِ بعدَ الرموزِ والأسماءِ الخاصةِ بالجنِ.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي