التاسع والعشرون

تسلل أكرسيوس و الجنود عبر ذلك النفق حتى وصلوا إلى منزل الرجل العجوز. فأمر اكرسيوس الجنود بالبقاء حتى يتأكد من خلو المنزل تمامًا.

أغلق أكريسيوس نوافذ المنزل وطلب من الجنود التزام الهدوء حتى لا يلاحظهم أحد في الحي
وفي ظلام الليل بدأت عملية تسلل الجنود خارجا. كان أكريسيوس حريصًا على أصغر التفاصيل في هذا الاقتحام. وتأكد أكريسيوس من اكتمال عدد جنوده وانتشارهم في أيس، ثم أمر بالذهاب إلى البوابة وإكمال المهمة الرئيسية.

كان جنود الحراسة آمنين. ولم يتوقعوا هذا الهجوم المفاجئ عليهم. وكان أكريسيوس وجنوده الأشداء يحملون في قلوبهم شجاعة لا تضاهى. انطلق إنذار الحرب، لكن أكريسيوس كان منتصرًا بالفعل، وفتحت البوابة لدخول جميع جنود أيولوس إلى أيس.

لقد صدم الرجل العجوز بيلوتس مما كان يحدث. لم يعلم أن الأمر الذي كانوا يخفونه لم يكن سوى اقتحام أيس، لكن كيف حدث ذلك؟ نظر إلى آنا التي اندهشت مما كان يحدث. وكانت واقفة بجانب أيولوس الذي احتضنها بذراعه، يراقب معها جنوده وهم يقتحمون أيس دون مقاومة.

نظر أيولوس إلى بيلوتس العجوز، وابتسم بمكر، ثم قال بصوت عالٍ
_ ألا تهنئني أيها الوزير بهذا النصر؟
تجاهل السيد بيلوتس كلماته ونظر إلى آنا، الذي كان متأكدًا من أنها تعرف ما حدث
.
أسرع الوزير إلى الملك البائس معلنا له سقوط المملكة وأنه لم يعد أمامه إلا الفرار
نظر إلى وزيره بإستسلام وقال
_دعه يأتي ويقتلني، لا أريد حياتي
لكن الوزير صرخ عليه بحدة وقال:
_يجب عليك الهروب. لا أريد أن أراك مذلاً أمام شعبك

نظر الملك إلى وزيره بنظرة فارغة، ولم تهزه تلك الكلمات، ولم يبالي بصوت بوق الحرب.


لم يتحرك جيش أيس على الإطلاق عندما سمع إنذار الحرب، وتركوا جنود الحراسة يسقطون في أعقابهم، وفر الباقون خوفا من الموت. لمرة واحدة، شعر السيد بيلوتس بالهزيمة القسرية أمام ذلك الملك الشاب الداهية.

كانت أورسولا تراقب ذلك من أمام الخيمة، وتدعو أن لا يتم القبض على والدها وأن تمر هذه الليلة على ما يرام، لكنها لم تعلم بأن والدها كان ينتظر مصيره باستسلام.

استيقظت أيس على تلك الأصوات، وكان الجميع عالقين في منازلهم، مذعورين، ينتظرون مصيرهم المظلم
كان الناس في أيس يحملون أطفالهم وينتظرون الأحداث بهدوء

رفعت راية إمبراطورية موكناي الحمراء كإعلان صريح بأن مملكة أيس أصبحت إحدى ممالك الإمبراطورية.

أطلق الجنود صيحات النصر بصوت عالٍ وهم يرفعون سيوفهم إلى الأفق، كل هذا يحدث أمام أعين الجميع.

همس أيولوس لآنا
_ مباركا علينا النصر يا عزيزتي
فنظرت إليه باحتقار ثم قالت
_هل تعتبر هذا انتصارا؟ لقد أهنت مملكة أيس. أنت لم تقل لي أنك ستفعل كل ذلك
ابتسم أيولوس قائلا
- عزيزتي، سبق أن أخبرتك، لكن يبدو أنك لا تفهمين أمور الحرب.
وضع خديها بين كفيه وقال بهدوء.
_انتصاري هو انتصارك. لقد كنت أيضاً أميرة بلا مملكة بسبب كنوت، أليس كذلك؟
أبعد يديه عنها ثم قال
_وعدتك بأني لن اقلق أمن الناس ولن أقترب من الجيش. أعتقد أنني وفيت بوعدي

نظرت آنا إلى بيلوتس العجوز وهو ينظر إلى مملكته التي أصبحت إحدى ممالك موكناي دون أن يتمكن من فعل أي شيء. كان لوجهه الشاحب الحزين تأثير كبير على آنا لدرجة أنها رفضت النظر إلى أيولوس وسارت نحو الرجل العجوز لتواسيه.


لم يستطع الوزير أن يترك الملك لمصيره الكئيب. بل سارع بسحبه خلفه قبل أن يصل الجنود إلى القصر ويقتلوه. وكان الملك يسير مستسلماً تماماً لوزيره حتى أصبح على مسافة بعيدة عن القصر. قال الوزير وهو يلهث.
__لقد ابتعدنا عن القصر، لكن وجودنا هنا ليس امانا و قصري لن يكون مكانًا آمنًا لك ايضا
نظر إليه كنوت وقال بيأس
_ أيها الوزير اتركني ربما هذا هو قدري
_سيدي لن أتخلى عنك. سأجد بالتأكيد مكانًا آمنًا لك

رأى قلعة المتاهة أمامه فقال الوزير
_قلعة المتاهة، المكان الآمن الوحيد
ضحك الملك كنوت وقال
_هل تريد أن يقتلني المينوتور؟
فسأله الوزير متعجباً:
_أنت من بني هذه القلعة. أعتقد أنك تعرفها جديدًا، ولن يصل إليك المينوتور
ضحك كنوت مرة أخرى وقال
_ لقد حل ذلك الوحش تلك المتاهة منذ طفولته. له رأس حيوان، لكن عقله أذكى من الإنسان. لولا وعده لأبيه لكان الآن هو من يحكم ممالك الأرض بقوة الوحوش.

انصدم الوزير وهو يستمع للملك وقال
_هل تقصد أن خروجه قوة قد تهزم أيولوس؟
ابتسم كنوت وقال
_ بالتأكيد هو ملك وحوش الأرض
سأله الوزير
_لماذا لا يخرج وينقذنا من أيولوس؟
أجاب كنوت
_لكن آيس أيضًا لن تنجو من وحوشه
_لماذا أردته أن يخرج إذاً؟
أجاب كنوت بكل كره
_حتى تصبح أيس خرابًا
تغيرت ملامح وزيره ثم قال
_ إلى هذا الحد تحمل هذه الكراهية للمملكة
_ بل وأكثر من ذلك
فسأله الوزير متعجباً
_ لماذا؟
أجاب كنوت وهو جالس على الأرض
_ أحببت الملكة هيوميون، وارتكبت كل الذنوب من أجل الوصول إليها. لقد جعلت مينوس يقتل ثور الإله بوسيدون. بدأت أرش السم في كلامي للملك مينوس حتى جعلته ينتحر بسبب الشعور بالذنب. قتلت ملك موكناي وعائلته، وتحالفت مع ملوك كريت وثيساليا، وهددت أمن أطفالها حتى قبلتني وأصبحت... وصيا على العرش.

تنهد كنوت وقال
_ أردتها أن تحبني كما أحببتها، لكنها كانت تحتقرني دائمًا وتقارني بالملك مينوس. أصبحت ملك المملكة بعد أن سرقت ختم المملكة، لكن لم يقبلني أحد، آنا وطفلتي أورسولا


أشرقت شمس اليوم الجديد حزناً على أيس، فلم يخرج الناس من منازلهم خوفاً. انطلق أيولوس والجميع نحو القصر. كان أيولوس يبحث عن كنوت بشراسة و بغضب كاد أن يقتله أيضًا، لكنه لم يكن في القصر كعادته. ولم يكن شجاعاً للمواجهة. لم يكن سوى هارب جبان اختبأ عندما... حانت لحظة الحقيقة

وقف السيد بيلوتس بجانب آنا وقال في همس عتاب
_لماذا لم تخبريني أم كنت تطمعين في العرش والسلطة؟
أجابت آنا بحزن
_أعتذر عن ذلك، لكنك أنت من أردت الإيقاع بي مع الملك.
سألها السيد بيلوتس بدهشة
_ كيف هذا
_أنت من أخبر الملك عندما سألتك إذا كنت تثق به.
ابتسم الرجل العجوز وقال
_لقد استطاع ذلك المحتال أن يستفيد من كلامي.
أجابت آنا
_وعدني أنه لن يدمر المملكة، ولن يرهب الشعب، ولن يقضي على الجيش، وقد أوفى بوعده
تنهد الرجل العجوز وقال مع بعض الارتياح
- هذا يمنح قلبي بعض الراحة، لكن رؤية سقوط علم أيس جعلت قلبي يؤلمني

قالت آنا برصانة
- ربما أخطأت عندما لم أخبرك، لكنك كنت ستزيد الأمر تعقيدا. على أية حال، اكتشف الملك أيولوس ذلك النفق الذي كنا نأتي منه. سواء قبلت أو رفضت، كان الأمر سيتم، ولكن على الأقل تعهد لي بعدم التسبب في أي ضرر للمملكة،

كانت كلمات آنا مقنعة للغاية. ماذا يمكنه أن يفعل لو وقف في مواجهة أيولوس وحده لهلك الجميع في أيس بلا رحمة؟ ربما كان صمت آنا ذا فائدة كبيرة لجميع أهل أيس.

تحدث بيلوتس العجوز قائلاً
_ صدقت، ربما اعتراضي يجلب البؤس للجميع.
هزت آنا رأسها وقالت
- بالفعل، ولكن الآن ستكون الأمور على ما يرام. الملك أيولوس ليس سيئا. سوف تتمتع أيس بالأمن والازدهار في حكمه.

نظرت حولها ثم قالت بتساؤل
_أين آثي؟
أجاب السيد بيلوتس أيضا في دهشة
_لا أعلم، لقد كانت بجواري منذ لحظات قليلة، لكنها اختفت
قالت آنا مبتسمة
_لقد اشتاقت للقصر. دعها تطفئ نار شوقها.

ضحك السيد بيلوتس ثم قال
_أعتقد أن الملك أيولوس يبحث عن ذلك الكاهن اللعين
قالت آنا
- نعم، إنه ينتظر هذا اليوم بفارغ الصبر
ثم سألت السيدة العجوز قائلة:
- سيد بيلوتس، أعتقد أنك لم تنس وعدك لي، أليس كذلك؟
ابتسم السيد بيلوتس
- حسنًا، لم أنس، لكن الأمور لا تزال غير مستقرة
_أعلم ذلك، أردت أن أطمئن نفسي
أجاب الرجل العجوز بابتسامة ثم قال
_ اطمئني يا عزيزتي، أنا لم أنس

بحثت أورسولا عن والدها في جميع أنحاء القصر، لكنها لم تجده. كان قلبها مطمئنا قليلا. وأحاطها جميع خدمها بالسعادة، وفرحوا بعودتها سالمة إلى القصر. قالت إحدى الخادمات بحزن:
_ لقد افتقدك الملك كنوت كثيرًا، لدرجة أنه لم يغادر غرفته أبدًا
شعرت بالحزن الذي تسببت فيه لوالدها، لكنها أرادت إنقاذه أيضًا.
اقترب منها القائد أكريسيوس وهي بين خادماتها ثم قال مبتسما
_ عزيزتي، سيبدأ الاحتفال بالنصر بعد قليل. يجب أن تقفي بجانبي

نظرت له أورسولا بغضب ثم قالت
_النصر، لقد تمت الإطاحة بمملكتي وتريد مني أن أحتفل بالنصر
ضحك أكريسيوس وقال بسخرية
_عزيزتي أيس كانت على وشك السقوط أمام أضعف الممالك بسبب مهارة والدك في التحكم بزمام الأمور.
_هل تسخر من والدي؟
فأجاب أكريسيوس وقال
_إن جشع والدك في حكم مملكة لا خبرة له في قيادتها كان سبباً في انهيارها

تنهد ثم قال
_كل الممالك كانت تطمع في أيس بسبب ضعفها، والآن ستصبح من أقوى الممالك على وجه الأرض،
ردت أورسولا بغضب
_يبدو أن الحديث معك لا فائدة منه
سحب ذراعها وقال
_ تعال لحضور احتفال النصر


دق البوق بصوت عالٍ معلنا لشعب المملكة أن وقت الخروج إلى ساحة القصر قد حان. خرج الجميع تحسبا. لم يكن أحد يعلم ما قد يحدث، لكن الجميع خرجوا ليروا ما ينتظرهم
وقف أيولوس أمام شعب أيس ممسكًا بيد آنا ثم قال بفخر
_ أنا الإمبراطور أيولوس الأول، وهذه زوجتي الإمبراطورة باسيفاي. نبلغكم أن أيس أصبحت إحدى ممالك إمبراطورية موكناي العظيمة

رأى الناس أميرتهم واقفة بكل فخر، فشعروا بالاطمئنان، فهتفوا بصوت عالٍ
_عاش الإمبراطور وعاشت الإمبراطورة
وتابع أيولوس وهو يطمئنهم
_أنتم شعب زوجتي الحبيبة، فأنا أحبكم بقدر ما تحبكم، ونعدكم بأن أيس ستكون آمنًة وقويًة في عهدنا، كما كانت في عهد الملوك السابقين.

تغير لون أورسولا وتمتمت بغضب
_كما لو أن والدي لم يعمل لاجل أيس
سمعها أكريسيوس تتمتم ثم قال
_والدك لم يفعل أي شيء من أجل أيس. لقد خدعك والدك كثيرًا
أبعدت وجهها عنه وواصلت المشاهدة بتعبير غاضب

همس أيولوس لآنا قائلا بتشجيع
_تحدثي إلى شعبك
لم تعرف آنا ماذا تقول، لكنها قالت بكل حب
_ شعب أيس الأحباء، لقد وثقتم بي جميعاً، وقد أصبح عبء تلك الثقة ثقيلاً على عاتقي. لقد بدأت أفكر في الخطوة التي سأتخذها. هل سيكون ذلك في مصلحة شعبي أم أنه من أجلي فقط؟ شعب أيس الحبيب. لقد أعطاكم والداي كل الحب، وسوف أكون مثلهما تماما أشكركم على هذه الثقة وأشكركم على دعمكم لي.

امتلأت العيون بالدموع وصفق الناس فرحا، ورفعوا أصواتهم تحية لملكتهم العظيمة
_ تحيا الإمبراطورة باسيفاي، تحيا، تحيا

همس أيولوس وأخبرها بفخر
_أنت أعظم إمبراطورة يا عزيزتي. أحسنت. أحببت كلامك. لقد كنت معبرة.
ابتسمت آنا بخجل قائلة
_ شكرًا لك

اقترب بيلوتس العجوز من آنا وقال بكل احترام
_ سيدتي الإمبراطورة، آيس محظوظة بوجودك
مسح الدموع التي خذلته وسقطت دون أي مقاومة
ربتت على ظهر السيد العجوز وقالت بصوت هامس
- السيد بيلوتس، أعتقد أن الأميرة باسيفاي كانت ستقول نفس الأشياء التي قلتها، أليس كذلك؟
ابتسم السيد بيلوتس وقال
_لقد أصبحت واثقًا من أنك تحملين روح سيدتي باسيفاي.

نظر أكريسيوس إلى أورسولا وقال
_هذه نتيجة الحب. ومن يزرع الحقد لن يحصد إلا مصيره الأسود
كلمات آنا للشعب ودموع الناس وتحياتهم كان لها الأثر الكبير في أورسولا اكمل أكريسيوس قائلا
_ كوني مثل الإمبراطورة باسيفاي، فهي لا تهتم إلا بمن حولها وهذه هي الحاكمة الحقيقية.

تحدثت أورسولا أخيرا
_كنت أعتقد دائمًا أنني سأفوز بحب الجميع عندما أصبح ملكة، لكن الحب لا يأتي بالقوة، بل يأتي بالعطاء والتواضع.
نظرت أورسولا إلى آنا المبتسمة و أيولوس السعيد بجانبها ثم قالت
_ تلك الفتاة الغريبة فازت بهذا الحب بالعطاء والتواضع، وكل ما سعيت إليه هو أنانيتي

ابتسمت أورسولا وقالت وهي تمسح دموع الندم
_أكريسيوس، أريد أن أكون محبوبًة مثل باسيفاي، لكن هذه المرة ليس بالقوة، بل بالحب
عانقها أكريسيوس وقال مشجعا
_سوف تكوني امرأة عظيمة سيحبها الجميع. ثق بي يا عزيزتي
أجابت أورسولا بامتنان
_ شكرا لك، أكريسيوس
- ليس هناك حاجة لشكري، هذا واجبي نحو عزيزتي أورسولا


قدمت آثي والدتها وسيجورد بين ذراعيها، وركضت آنا وبيلوتس نحوهم
صرخت آنا بسعادة وهي تعانق سيجورد
_سيجورد، يا صديقي، لقد اشتقت لك
شعرت بيد قوية تسحبها بعيدًا عن سيجورد، ثم قال بغضب
_كيف تحتضين رجلاً آخر؟ حافظي على مسافة بينك وبين الرجال
_أيولوس، إنه صديقي سيجورد الذي سجنه ذلك اللعين كنوت.
تحدث سيجورد بنبرة متعبة
_ سيدتي باسيفاي، أنا سعيد جدًا لأنني رأيتك أخيرًا. اعتقدت أنني سأموت في ذلك السجن

أجابت آنا بسعادة
_سيجورد، كنت عاجزًا تمامًا عن إنقاذك، لكن القدر أرسل لي أيولوس، لذا يجب أن تشكره.

انحنى سيجورد للإمبراطور أيولوس بامتنان
_ شكرا سيدي الإمبراطور
صرخت آثي وهي تقدم والدتها لانا
_سيدتي، هذه أمي
مدت والدة آثي يديها لتبحث عن آنا قائلة
_سيدتي باسيفاي
فبكت وهي تحتضنها ثم قالت
_ السيدة هيوميون أوصتني بأن أعتني بك، لكن ذلك الرجل اللعين سجنني بعد وفاتها
تحدثت آنا
_، لا تقلقي سيدتي، عليك أن ترتاحي الآن. سنتحدث لاحقا

سحب ذراعها وهمس
- عزيزتي هي الخادمة وليست سيدتك
نظرت إليه آنا بغرابة ثم قالت
_ هي سيدة عجوز ولا أعرف اسمها. ماذا يجب أن أسميها؟
_لا يجب أن تتعاملي مع الخدم بطريقة خاصة. أنت الإمبراطورة
_سأعاملهم كما أريد، لا علاقة لك بهذا

عقد حاجبيه بتعجب ثم قال.
_أنا زوجك
_ليس بعد
_ غدًا سنذهب لتقديم التضحيات للآلهة لمباركة زواجنا
نظرت إليه آنا بغضب، ثم عادت لتتحدث بسعادة مع اصدقائها

امتلأت القلوب بالسعادة، ووضعت أعباء الكراهية جانبًا. وهتف الجميع بقلوب نقية خالية من شوائب الماضي القبيح، تطرد كل الذكريات القاسية من مخيلتها، وتبني ذكريات جديدة في عصر جديد مليء بالصفاء والأمل، بعيداً عن كل البؤس والألم والحزن الذي عاشوه، دفنوا الخيبات في مقابر النسيان، ليبدأ عهد الحب والمودة والتفاهم
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي