12

لقد كانت فتاة بمثل عمرها ترتدي ملابس طويلة ومستورة ،اهي ايضا مثلها كانت تحاول الهرب وقد امسك بها ذالك الحارس.

سمعتها وهي تقول بترجي وصوت مهزوز:

" ارجوك اتوسل اليك انا لا استطيع ان افعل هذا ارجوك اتركني اذهب "


نظر اليها ذالك الرجل ببرود شديد وبدون اي اهتمام حمل سلاحه واطلق مباشرة على راسها فارتدت الى الخلف ساقطة على الأرضية العشبية غارقه في دمائها.
تراجعت روح الى الخلف وكل جسدها يرتعش، كانت تضع يدها على فمها تكتم شهقتها المصدمة.


كانت غير مصدقه ما رأته عينيها في هذه اللحظة، لقد رات بأم عينيها جريمة قتل حضرت عليها ورأتها وهي تقتل بلل مبالات وكأنها حشرة.


روح تلك المسكينة كانت تغادر جسدها الملقي امامها، وهي غير قادرة على ان تفعل اي شيء.

شعرت في هذه اللحظة انها حقا تعيش في عالم اذا لم تكن فيه ذئبا سوف تلتهمها الذئاب.

استدار ذالك الرجل لتصعق روح وهي تتساءل هل شعر بها ام ماذا، بدون تفكير وبسرعة تراجعت للخلف، وهي تركض مبتعدة عن المكان.

كانت تلتفت في بعض الاحيان تنضر خلفها وعيناها الخضراء الفريدة مملوءتان بالدموع، وما ان خرجت من ذلك الرواق المظلم المرعب داخل تلك الحديقة .


ما ان وصلت الى الشرفة حتى سقطت على الارض، وقد بدأت دموعها في النزول امامها لتقع على الأرضية الرخامية وهي تضع يدها على فمها في محاولة يائسة منها الى ان تكتم شهقاتها


لقد شعرت وكأن الحياة قد بدأت تغادر جسدها في هذه اللحظة، كان جسدها يرتعش من الفزع وانفاسها متسارعة، وكأنها تغرق كانت على وشك الموت حرفيا.

ولكنها توقفت عن نوبة فزعها، عندما رأت ذالك الادهم ينزل من سيارته بغرور ويقف وسط تلك الحديقة بغرور امام عينيها.

كان يقف على بعد منها وهو يحمل سيجارته الكوبية في يده غير مبال لما حوله.

شعرت في هذه اللحظة بجميع انواع الغضب الذي من الممكن ان يشعر به اي انسان في هذا العالم وهو يتصاعد داخلها،هي تراه يقف هناك كالملك بينما رجاله يحاوطونه من كل جانب، وتلك السمينة المسمة بماريا تركض هي ومساعدتها من اجل استقباله.


عادت صورة تلك الفتاة المسكينة وهي تترجى ذلك الرجل من اجل ان يسمح لها بالعيش، وعندها فقط اقسمت انها سوف تنتقم من ذلك الوحش سوف تجعله يتمنى الموت ولكنه لن يطاله.


شدت على يدها بغضب شديد وهي تنظر اليه كيف ينظر الى رجاله الذين كانوا يحاولون ان يأخذوا رضاه.
قبل ان تتوجه الى داخل عائدة الى الغرفة التي منحوها اياها، فتحت بابها لي تتجه وتقف امام المرآة تمسح دموعها وهي تتوعده بالشر والانتقام.


ادارت رأسها لتنظر الى تلك الثياب الفاضحة التي كانت مرميه على سريرها، لتتنفس بقوة وتغمض عينيها الفريدة وهي تطلب من الرب ان يسامحها لأنها ليست مسؤولة وليست مخيرة وانما هي مجبورة على فعل هذا.




في الاسفل وبضبط في قاعة الرقص الخاصة بالملهى، كان ادهم يجلس بشموخ في المكان المخصص له وكأنه ملك، بينما تحيط به نساء وكأنهن جواري يحاولن جذب انتباهه.

لحظات وعم الصمت والظلام الدامس المكان، بدا الجميع يستغربون وينظرون الى بعضهم البعض في شك، فهذا لم يحدث من قبل ولكن قبل ان يفتح اي منهم فمه سطع ضوء في منتصف ،ليضيء حلبة الرقص واتجهت جميع الانظار الى تلك الفتنة التي كانت تقف هناك.


توسعت عيون ادهم بعدم استعاب وهو لا يصدق ان تلك الفتاة التي تقف هنالك هي نفسها الفتاة التي ارسلها هذا الصباح لماريا من اجل تدريبها.


لقد تغيرت تماما خاصة مع تلك الثياب ،لقد اظهرت منحنيات جسمها الانثوي.


حدقت روح بالشيطان الذي كان يجلس امامها بابتسامة ماكرة ،وخاصة عندما استطاعت ان تقرا تلك النظرة في عينيه .

لقد اخبرته انها سوف تجمع مليون دولار حتى تشتري نفسها، وتقسم انها سوف تأخذ حريتها مهما كلفها الامر،على الرغم من انها كانت تعلم ان ادهم رجل خطير جدا، وان الموت اسهل من التنفس بالنسبة اليه ،ولكن كراهيتها له ورغبتها بالانتقام منه ولعب معه كانت اكبر من خوفها منه.


لذلك سمحت لنفسها ان تنساب وتتمايل مع ألحان الموسيقى وهي ترقص بطريقة مغرية سالت لها لعب كل الرجال.


تعمدت الاقتراب والرقص مع الرجال بحميمية كبيرة وبطريقة جعلتهم يرغبون في أكل جسدها، كانوا حرفيا يفترسونها بجنون.

على الرغم من انها كانت تشعر بالاشمئزاز من نفسها ،ولكن كان لابد لها من فعل ذلك وانقاذ نفسها من هذا المستنقع الكريه.

وقفت ماريا مصدومة من جرئتها ،وخلفها تلك الفتاة صاحبة الشعرالبني المسمى ب يسرى التي رسمت ابتسامة جانبية على شفتيها،

لقد كانت تعتقد ان روح سوف تكون ضعيفة مثلها، ولكن على ما يبدو ان هذه الفتاة سوف تعلمهم اصول الادب وتلاعب الجميع على اطراف اصابعها.

كان الجميع ينظر اليها بهيام ،بينما هي كانت ترقص بطريقه جريئة ومثيرة ،لدرجة ان كل من كان يوجد في ذلك المكان توقف عن ما كان يفعله وظل ينظر اليها بهيام.

اما بالنسبة لادهم فعندما وجدها ترقص بتلك الطريقة المثيرة مع ذلك الرجل اعتلت وجهه نظرة قاتلة.


ضل يشد على يده بغضب شديد وهو ينظر اليها ،كان يود ان يقتلع قلبها من مكانه في تلك اللحظة، خاصة عندما كانت تعود وتستند بكل جسدها على جسد الرجل الذي يرقص معها ،الى درجة ان مؤخرتها كانت تلمس عضوه الذكري.

وبمجرد ان لف ذلك الرجل يديه حول خصرها مقربا اياها اكثر من ذلك المكان الحساس، لم يشعر بنفسه الا وهو يقف وينطلق كوحش كاسر الى ذالك الشخص ،يبعده عنها مبرحا ايه بلكمات مجنونة ،بعدها اخرج مسدسه وافرغ كل مشطه براسه.

توسعت عيون الجميع وتعالى اصوات الصراخ في المكان وعلى الرغم من انها كان يجب ان تشعر بالخوف، وان تصدم كما فعلت مع تلك الفتاة التي قتلت في الحديقة.

ولكنها ولي سبب غريب وجدت نفسها تبتسم وهي تشاهده يفقد عقله بهذه الطريقة،على الرغم من كل ذلك الصراخ والهرج والمرج الذي كان يعم المكان ولكنها لم تهتم وابتسمت بثقة.

لحظات من صمت المهيب عم المكان، رفع وجهه ونظر اليها، شعرت بقلبها ينقبض داخلها تكاد تقسم انها قد رات الجحيم يشتعل في عينيه السوداء الحادة.


ابتعد عن ذلك الرجل ليقترب منها بخطوات هادئة ولا مبالية لما حوله ،مشيا نحوها والغضب يتطاير من عينيه،على الرغم من انه كان مخيفا لدرجة الموت والرعب، لكنها استمرت بالحفاظ على تلك الابتسامة المستفزة وهي تنظر الى عينيه مباشرة.



لا تعلم لماذا كان تحاول ان تثير غضبه وتستفزه بتلك الطريقة ،حافظ على تلك الابتسامة الماكرة امام ملامحه المليئة بالكراهية والحقد، لم تشعر بعدها بشيء الا عندما سحبها من شعرها بقوة.


كان يجرها من شعرها وهو يسحبها خلفه على بلاط الملهى،ينظر امامه بعيون مظلمه لم يستطع احد ان يقف امامه لقد كان الجميع يعرف ان هذا الرجل هو الزعيم هنا.


بينما في جهة المقابلة وفي زاوية مضلمة من ذالك الملهى ،وقف رجل من بعيد ينظر اليه باهتمام وهو يرسم على وجهه ابتسامة شيطانية ماكرة وهو يتمتم تحت انفه:

" يبدو ان الزعيم اخيرا قد حصل على نقطة ضعف وسوف استمتع كثيرا بالعبث بها "

اشار لرجاله بعينه نحو الفتاة من اجل ان يجمع المعلومات عنها وقف ليرتدي سترته الجلدية الطويلة واستدار مغادرا ذالك الملهى .

لقد جاء الى هذا المكان من اجل ان يستمتع قليلا مع ادهم وان يخبره ان الشحنة التي كان قد ارسلها لروسيا قد اصبحت ملك له ،ولن يتمكن احد من اعادتها اليه مهما فعل، ولكنه على ما يبدو قد صاد صيدا ثمينا هذه الليلة وسوف يستمتع كثيرا به.

ظل ادهم يسحبها من شعرها بتلك الطريقة متجها نحو جناحه الخاص، فتح الباب ليدفعها راميا اياها ناحية الحائط بقوة.


اصتدمت به بقوة لدرجة جعلت ظهرها يكاد ينقسم الى نصفين،اغمضت عينيها بالألم لتجده يقف امامها بثانية.



كان امامها يتنفس بجنون وكلتا ويداه على رقبتها تخنقها لدرجة انها شعرت بان انفاسها تكاد تغادر حنجرتها في هذه اللحظة.





يتبع .....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي