17

اغمضت روح عينيها وهي تطلق تنهيدة طويلة لتستلقي على سريرها تنظر الى سقف غرفتها وهي شاردة في الحياة التي وصلت اليها والتي اصبحت تعيشها رغما عنها .
كانت تتمنى لو كان بامكانها ان تعود الى تلك الحياة البسيطة التي كانت تعيشها قبل ان ترمى في وسط هذا المستنقع، ولكن هذا مستحيل
تنهدت وهي تتلمس بيدها على ملأت السرير الحريرية.
لو استمرت بهذه الخطة التي تقوم بها عند ذهاب الى أي زبون جديد سوف تتمكن من جمع المال في اقرب وقت، وعندها ففط تستطيع ان تعود الى عالمها والديها سوف تعود الى الحياة التي كانت تتمناها.

ابتسمت ابتسامة هادئة وهي تحفز نفسها على الا تستسلم الان، فلا شك في ان والديها يبحثان عنها وينتظرها بفارغ الصبر
ابتسمت ابتسامة حزينة وهي تتذكره وتتذكر حبه وخوفه عليها، بينما قلبها كان يملأ بالاصرار من أجل ان تحقق هدفها والعودة الى احضان والديها.

روح التي كانت تمني نفسها في هذه اللحظة بشحنات الامل من اجل ان تعود الى والدها ووالدتها، الاسف لم تكن تعلم أنها لن تتمكن ابدا من رؤيتهم مرة اخرى، وان الاحداث التي سوف تجري معها الان سوف تغير حياتها والى الابد.

في هذه اللحظة التي كانت هي تتمنى ان تعود لديارها، كان والدها يقف امام والد نرجس وهو يرتجف في مكانه من شده الرعب.
تراجع للخلف بخوف بينما كان مسدس جمال مسلطا الى راسه تماما وهو يقول بغضب:

" أيها العجوز اللعين كيف تتجرأ على الوقوف أمامي؟"


انهى كلامه بصراخ شديد وهو يركله ليسقط على الارض بينما كان ذلك المسكين يحاول ان يحمي نفسه بيديه المتعبتين ،لم يكن يريد اي شيء في هذه الحياة كل ما كان يتمناه هو ان يحصل على طفلته ويعيدها الى احضانه.

إبتسام جمال بشماتة وهو يرفع مسدسه من اجل ان يطلق عليه النار، بينما رفع الرجل العجوز رأسه وحاول أن يقاتل في اخر لحظات حياته.
وقف ليدفع جمال بقوة وهو يفكر أن هذا الوغد هو الذي خدعه وأخبره أن ياتي إلى هنا من أجل أن يخبره مكان روح ويعيدها له قد خدعه وساقه الى فخ لم يكن بحسبانه.
دفعه حسن بعيدا عنه ثم أسرع خطواته يركض ناحيه الباب الخارجي، توسعت عيون جمال بصدمة شديدة وهو لا يصدق ان هذا العجوز استطاع أن يتلاعب به في هذه اللحظات البسيطة.

بسرعه ركض ناحيته وهو يأمر رجاله أن يركضوا خلفه ويعيده إلى هنا من اجل ان يقتله وينهي حياته.

وقفت زوجته منار خلفه وهي تدخن سيجارتها ببرود تنظر ألى والد روح المسكين الذي كان يركض لينجوا بحياته
لقد كان عجوز يعمل لديهم في إصلاح سيارات العتيقة لي زوجها جمال، من اجل ان يوفر لقمه عيشه له ولي بنته وزوجته

ابستمت بشر وقالت بلا مبالاة وهي تلاحظ أستماتته من أجل أن ينقذ نفسه:

" أنت تعلم أن موته سوف يسبب مشكله لنا يا جمال"

أبتسم جمال بي شيطانية قبل ان ينظر اليها ثم يقترب منها ويضمها اليه بطريقة جعلتها تشهق من الاثارة وهي تضع يدها بدلع على صدره وتحركها بطريقة أثارت كل مشاعره:


" لقد أصبحت غبيه حقا يا زوجتي، هل تعتقدين أنني سوف أسمح له بالهروب هكذا، هل تعتقدين أنني أصبحت عجوز خرف، لقد سمحت له بالهرب حتى أجعل موته يبدو أمرا طبيعيا لا يشك فيها أي شخص"

عضه شفتيها السفلى بإثارة شديدة ثم اقتربت منه مقبلة عنقه بطريقة مقززة للغاية وهي تقول بدلع مقزز غير عابئةبما حولها :


" إذا كان الامر هكذا دعنا نذهب للسرير من أجل أن اتاكد بنفسي إذا ما كنت عجوزا أم لا عزيزي "

ضحك الرجل بجنون وهو لا يصدق جرئة زوجته امام حراسه، قبلها لينحني ويحملها بين ذراعيه متجهين لسيارة من أجل أن يقضي وقتا ساخنا مع بعضهما غير الابهين بأنهما قد سلب حياة عائلة باكملها لتوهم.

لم تكن هذه العائلة البسيطة تفعل شيئا في حياتها سوى المشي جانب الحائط تجنبا للفتنة والمشاكل.

جمال وزوجته الصغيرة لم يفكر أي أحد منها أنه قد فرق عائلة بدون أي ذنب ،وانهم قد فعلوا كل ذلك فقط من أجل ان يحموا ابنته الوحيدة وسمعة عائلتهم الغنية.



وقفت روح وهي تتاكد من أن كل شيء على ما يرام ،لقد كانت تعلم أن هنالك كاميرات مراقبة في كل زاوية ومكان، ولكن كان لابد لها ان تتأكد أن كل شيء يمشي وفق الخطة التي تجهز لها.
تحركت بخطوات مثيرة وهي تحرك جسدها بطريقة تجعل الرجال يقعون في عشقها بل بصحيح العبارة يقعون في حب جسدها الذي كان الجميع يمجده ويحسدها عليه:

" لقد اتضح انك عاهرة بالفطرة "

اغمضت عينيها بالم شديد وهي لا تصدق انها سوف تتشاجر معه مرة اخرى، لا تصدق أنها عليها في كل مرة أن تصتدم بهذا الوحش البشري القذر.

لا تعرف لماذا عليه أن ياتي إلى هنا ويذكرها بما تفعله، لا تعلم لماذا في كل مرة يحب ان يزعجها بها بهذه الطريقة، وهي التي كانت تعتقد انه لن يراها ابدا حتى تجمع المال له من اجل ان يتركها.


استدارت بهدوء لتنظر مباشرة فيه وتقول بجرأة ودون خوف :

" انا عاهرة بالفطرة وأنت وغد مخنث أنا أشبهك تماما "

كان بإستطاعتها أن تسمع صوت شهقات كل من كان حولها وهم ينظرون اليه برعب شديد،
كان باستطاعتها ان ترى الموت وهو يتجسد في عينيه، ولكنها مع ذلك لم تكن مبالية أبدا.

بل إنها هزت كتفيها بلا مبالاة وهي تتركه خلفها وتتجه ناحية البار لتتكئ عليه بجسدها المثير الذي كان نصفه عاريا، لدرجة انها جعلته يلعنها تحت انفاسه ولسبب غريب كان يتمنى ان يسحب غطاء الطاولة الذي كان بجواره ويرميه على جسدها ليغطيه.

الحقيرة كانت تستمتع حقا بعرض جسدها امام الجميع، ولكنه لم يكن يفهم تلك الغريزة الغريبة التي كانت تشتعل في داخله وتجعله يتمنى ان يخفيها عن انظار الجميع في داخله شيء مرضي يجعله يتمنى أن ياخذها ألى قصره ويحميها، مثل ما يحمي أخته عهد أو أكثر بقليل .


لقد كانت تجعله يشعر بالجنون تجعله يشعر برغبة شديدة في قتلها وسحق جمجمتها تحت قدمه ،ولكنه كان يتراجع في أخر لحظة وهو يحاول أن يتنفس بهدوء.

هز رأسه ليحك جسر أنفه كما هي عادته عندما يغضب وهو يجلس الى جوارها وبدون ان يقول كلمه واحدة.

كان الرجل الذي يقف خلف البار يقدم اليه المشروب الذي كان يطلبه دائما، بينما قدم اليها هي كاس من العصير البرتقال والذي كان لسبب غريب من المستحيل ان تجده هنا.

رسم ابتسامة ساخرة على وجهه وهو يخرج سيجارته مدخنا أياه ويقول:

" لقد اتضح لي أنك ذكيةجداً، ولم تكوني بمثل ذلك الغباء الذي كنت تدعينه أمام الجميع.. "
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي