13

تحدث ادهم بنبرة قاتلة:

" ماذا تظنين نفسك فاعلة؟ هل تحاولين ان تلعب معي".

انهى كلامه بطريقة مجنونة وهو يمسك رأسها ويضربه بقوة مع الحائط خلفها
صكت روح اسنانها بقوة بينما هي تشعر بألم شديد يفتك برأسها ،ولكنها كعادتها اظهرت امامه عدم الاهتمام او المبالات، لذلك ابتسمت ابتسامة مريضة ومجنونة، لقد كانت في هذه اللحظة تبدو مثله تماما.

اقترب بوجهها منه حتى كادت ان تتلامس شفيها مع خاصته لتقول بخبث ودلع انثوي اسر:

" انا لم افعل اي شيء، كل ما كنت اقوم به هو العمل لا تنسى انني احاول ان اجمع المال من اجل ان اشتري نفسي منك، انا افعل هذا لأنها الطريقة الوحيدة التي استطيع بها كسب المال ولكن اخبرني انت ...لماذا تتصرف معي بهذه طريقة ؟؟ "

نظرت الى عينيه الصقرية السوداء متسائلة وحقيقة الامر انها كانت تريد ان تعرف وبقوة.
كانت تتساءل عن السبب الذي يجعله غاضبا بهذه الطريقة، اليس هو من طلب منها ان تجمع مليون دولار، وارسلها الى هذا ملهى الليلي بطبيعة الحال ،كان يتوقع انها سوف تفعل هذا ...اذا لماذا هو يتصرف بهذه الطريقة الان؟.

اقتحم ادهم مساحتها شخصية لتلمع عينيه بشعف وهو يقول :

" ما دام الامر هكذا فانا اريد ان اكون احدا زبنائك "
تحدث ادهم بصوت اجش مرعب، بينما كانت يده تغرس في خصرها المنحوت بقوة.
صرت روح اسنانها بألم كي لا تصرخ من شده قبضته، حاولت ان تحافظ على ثباتها امامه، لترفع حاجبها وهي تنظر اليه بنظرات تقييميه من الاسفل الى الاعلى لتبتسم وتقول :

" للأسف انت لست نوعي المفضل"

رمش لوهلة بدهشة ولكن وعلى الرغم من انه صدم من طريقة كلامها الا انه ظل ينظر اليها بطريقة مرعبة.

بحق خالق السماء لقد كانت الفتاة الوحيدة التي تجرأت على الرد عليه، انه واثق انها لازالت الى حد هذه اللحظة تشعر بألم الضربات ولكمات التي نالتها منه...
ولكن ليلعنها الله ان سمحت له بإخافتها ان سمحت له ان يجعلها تحت سيطرته.

اما بالنسبة اليه ضل ينظر اليها بجنون ،كاد يفقد عقله العاهرة اللعينة تجعله يجن منذ ان راها للمرة الاولى.

اقسم ان موته سوف يكون على يديها، كل ما يريده هو ان يحصل عليها ولكن المشكلة انها ليست مثل باقي النساء التي كان يعرفهم انها مختلفة تماما.

شعرت بجسده يرتجف وعلمت انه قد بدا في الدخول في نوبة جديدة من غضبه،ومن خلال المرات السابقة التي تقابلت معه استطاعت ان تعرف ان لديه مشاكل مع الغضب.

منحته ابتسامة مستفزة وهي تبعد يده على رقبتها لتقترب منه وتلمس خده الملتحي وهي تقول بثقة :

" هذا مسلي حقا الرجل الذي يدعو نفسه بالزعيم لا يستطيع ان يثق بنفسه امام امراة حقيرة مثلي،تؤ تؤ هذا مثير للسخرية والشفقة حقا ".

تنهدت بملل لتبتعد عنه وهي تنطلق خارجة من الغرفة التي رماها بها، بينما ضل هو يقف في مكانه وقد توسعت عيناه من شدة صدمته
انها المرة الاولى في حياته التي يتعرض فيها الى مثل هذا الموقف، المرة الاولى التي تتركه فتاة بدون ان تعطيه ادنى اهتمام.....
المرة الاولى التي يعرض نفسه على فتاة ولا تعطيه اي فرصة وتهينه، شعر برغبة حقيقية في سحب سلاحه وركض خلفها وافراغ ذخيرته في راسها وقتلها.
ولكنه عندما استدار ليفعل ذلك وجدها قد غادرت المكان .

رسم ابتسامة مجنونة على وجهه وهو يهز راسه بملامح قاتلة قبل ان يمشي خارجا من المكان.
كانت ملامحه سودوية قاسية يبدو كوحش بسبب طوله الفارع وبالإضافة الى جسده المنحوت ذاك ذو العضلات التي تخطف انفاس ،ولا ننسى تلك المجموعة من الوشوم التي تغطي ذراعيه وصدره واكثر ما كان مرعبا به هو عيناه المظلمتين بالإضافة الى شعره شديد السواد.
الرجل كان حقا وسيم بكل معنى للكلمة
" ملاك بقلب شيطان "
همست روح بهذه الكلمات لنفسها وهي تراقبه من بعيد وتقسم ان ذلك الوغد سوف تجعله يدفع ثمن ما فعله بها قريبا.

'' انها المرة الاولى التي ارى فيها امراة تقف في وجه الزعيم وتواجهه دون خوف ،انك تستحقين الاطراء حقا"

تحدثت تلك الفتاة صاحبة شعر الاسود القصير المسمى ب يسرى والتي كانت تراقب روح منذ بداية هذا المساء بأمر من مديرة الملهى.

اقتربت منها مقدمة اليها كاس من عصير البرتقال، نظرت اليها روح بملامح جامدة لتدير وجهها ولم تمنحها اي اهتمام ابدا.

رفعت يسرى كتفيها بلا مبالات لتضع الكأس على المنضدة القريبة وهي تقول:

" من حقك الا تثقي بأحد في هذا المكان، ومرة اخرى احييك على عدم ثقتك بي. كل من يتواجد في هذا المكان شيطان يسعى لدمرك او الانقضاض عليك في اللحظة المناسبة"
تحدثنا وهي تستقيم بجذعها وتمشي بخطوات انثوية الى شرفة تلك الغرفة.
بعدما رفضت روح اخذ ما احضرته لها اتكأت على السياج تلك شرفة الذي كانت روح تراقب منه ادهم، الذي غادر المكان بسرعه بعد اخر لقاء بينهما.

" انا اخطط للهرب مع مجموعة من الفتيات "

قالتها يسرى وهي تنظر امامها بصمت.
بينما نظرت اليها روح في الاستغراب فهي لم تتوقع ابدا انها سوف تشاركها معلومة مهمة كهذه.
كما ان الفتاة قالتها بدون مقدمات وبدون اي خوف نظرت اليها روح بالاستغراب لتبتسم يسرى في وجهها وتقول بالانكسار:"

" لقد تم اختطافي وانا ابنة الثانية عشرة عاما، وتعرضت للاغتصاب وانا في سن رابعة عشر ومنذ ذلك الوقت الى الان وانا اتعرض كل يوم للذل والاغتصاب والإهانة، اريد الهروب سواء مت اوعشت، المهم ان احاول الخروج ونيل حريتي على ان ابقى في هذا المكان المقزز ".

كانت يسرى تتحدث وهي تنظر امامها بشرود.
بينما كانت روح تراقبها بصمت قبل ان ترسم ابتسامة جانبية على وجهها وتقول:

" انت سيئة جدا في التمثيل يا فتاة "

نظرت اليها يسرى بصدمة وهي لا تعرف ماذا تفكر به.

بينما اغمضت روح عينيها وهي لا تزال تحتفظ بتلك الابتسامة لتكمل :

" لا انكر ان ما قلته حول انك قد تم اختطافك وانت صغيرة امر حقيقي، ولكنك لا تخططين للهروب انت تفعلين ذلك بأمر من سيدتك اليمين ،انتم تستمتعون بلعبة القط والفار مع كل فتاة جديدة اليس كذلك ؟؟"

توسعت عيون يسرى بصدمة شديدة وهي تنظر اليها بغير تصديق.

لم تكن تعرف ان هذه الفتاة من الممكن ان تكشف خطتها بهذه السهولة.

بينما نظرت اليها روح بقوة وكانت عيناها تتفرسان حرفيا.

" انا اعلم ان احد الغبيين اللذان اختطفاني يعرف ويسمع ما اقول الان،على اي حال انا سوف اهرب من هذا المكان طال الزمن او قصر لان هذا المستنقع ليس مكاني".

وبدون ان تضيف كلمة اخرى، كانت تستدير لتغادر تاركة تلك الفتاة تقف في مكانها وهي تكاد تموت من غيضها وصدمتها.

لقد كانت المرة الاولى في حياتها التي يكشفها شخص بهذه السهولة، شدت على يدها بغضب ساحق وهي لا تصدق ان الامر فشل.


يتبع..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي