25 ملاحظة للقراء

ملاحظة: قد يلاحظ القارئ أن احداث ال١٦ وصلت لفصل ٢٤ والسبب انني قمت بتقسيم عدد كلمات الفصول كاها لأنها كانت ضخمة، وهذا مخالف، شكراً لكم.

..


" متى سوف نغادر المكان؟".

قالتها  عهد بتردد وهي تجلس إلى جوار جابر الذي كان يقرأ إحدى الملفات في يده قبل أن يغلقها بتعجب وهو ينظر إليها بالاستغراب.


لم يكن يتوقع أنها سوف تطلب منه أن يغادروا بهذه السرعة خاصة وانها كانت مشتاقة لزيارة أخيها جدا، وايضا هو لا يزال طريح الفراش كيف يمكن أن تفكر في المغادرة في الوقت الراهن؟.



فكرة لوهلة ليشعر كما لو أن نارا شبت داخل صدره، لا شك أن الامر له علاقة بذلك المجنون المسمى بجبل،لقد كان مصرا خلال الأيام الماضية أن يبقى ملتصقا بها، وذلك من أجل أن لا يعطيه أي فرصه لأجل ازعاجها.



هل يعقل أنهم تقابلوا دون أن يلاحظ؟ ،حاول أن يبعد كل هذه الافكار عن راسه وهو يضع يده على راسها ليمسح على شعرها بلطف بالغ وهو ينظر اليها بابتسامة حنون:

" سوف نغادر قريبا عزيزتي، ولكن دعينا أولا نتأكد من سلامة أخيك ادهم ،فلا يصح أن نغادر و هو لا يزال على فراش المرض".

تنهدت عهد بتعب شديد وهي تجلس إلى جوار زوجها، كانت تعلم أن هذا سوف يكون رده، فهو لا يعلم ما الذي تعيشه من وراء ظهره بسبب ذالك المجنون الذي يلاحقها في كل مكان، لا شك في ذلك في النهاية ،عدوها ليس شخصا عاديا على الإطلاق أنما هو مختل عقليا.

وبينما هي شاردة في افكارها رفعها جابر كطفلة بسرعة وخفة ،قبل أن يضعها في حضنه وهو يلعب بخصلات شعرها ويبتسم بهدوء.

نظرت اإليه بتعجب فهو لم يفعل هذا ولو لمرة واحدة في حياته، منذ اللحظة التي تزوجا بها لم يتجرأ على لمسها او الاقتراب منها، كان بعيدا عنها لم يقترب منها ألا عندما أراد أن ينجب طفلا منها،وهذه كانت المرة الوحيدة الاستثنائية التي كسر بها عهده بعدها هو لم يلمسها ولو لمره واحدة.


كل ذلك التعجب والأستغراب الذي داهمها فجأة ذهب بعيدا بمجرد أن رأته يتجسد امامها كالجني الاسود، غفلت لثواني فقط لتجده يقف امامها ينظر إليهم بتلك الابتسامة المختلة.
تقسم أنها رأت موتها في تلك العينين المظلمتين.


خاصة وأنها كانت سوداوية ومسلطة على ألتفاف يدي جابر حول خصرها، كان هذا الاخير يقربها منه يحميها بطريقة أستفزت رجولة الاخر، هي بين هذاين الرجلين شعرت لأنها على وشك أن تلفظ انفاسها الأخيرة وهي توضع في هذا الموقف المحرج:


" مرة وقت طويل يا جبل"



قالها جابر وهو ينظر إليه بابتسامة جانبية خبيثة، بينما جبل لم هتم به ولا بحديثه بل اكتفى بمراقبة عهد ولم يبعد نظره عنها، لم يمنحه ولو نظرة واحدة، على الرغم من أن ذلك الموقف كان يحرق كل خلية لعينة داخل جسده ألا أنه مع ذلك حافظ على إبتسامته التي كانت يرسمها طوال الوقت ليقول بخبث :"


" لا تظهر حبكم كثيرا يا جابر فالحسد يدور قريبا من هنا".



" لا احد يستطيع أن يقف أمام حبنا، وخير دليل على ذلك هو أدهم بنفسه لم يستطع أن يمنع زواجنا وفي نهاية نحن عائلة سعيدة كما ترى رغم أنف الجميع "

قالها جابر وهو يدخن سيجارته، بينما لا تزال يده تداعب خصلات شعرها.



ظل جبل ينظر إليها بطريقة غريبة كان بأستطاعتها أن ترى فيها كيف يفكر بالتحطيم تلك اليد التي تتلاعب بخصلاتها الحريرية، لم تكن تستبعد أنه من الممكن أن يكسرها في هذه اللحظة ،ولكنها وجدته هادئا وهو يتجه ليجلس على الكرسي أمامها ولا زال ينظر إليها بطريقة ماكرة.

شعرت كما لو إنها على وشك أن تلفظ أنفاسها الأخيرة وهي تراهم ينظران إلى بعضهم بتلك الطريقة، أبتلع ريقها ببطء شديد وحاولت أن تبتعد عن جابر ولكنها وجدت يده تعيدها إليه مره أخرى بتملك سافر ،وكانه يتحداه بهذه الطريقة.


عبس جبل بطريقة طفولية وهو يهز راسه ليقول بطريقة مختلة :

" في النهاية لا يعجبكم أي شيء اقوم به تقولون عني مجرم، وأنتم تستفزون مشاعري بهذه الطريقة يا رجل"

انهى جبل كلامه، وأخيرا أبعد نظره عنها وهو يواجه جابر الذي كان لا يزال يدخن سيجارته ببرود.


بينما قرب أنفه الى رقبة عهد لي يستنشق ذلك العطر الذي يجعله مجنونا بها،رويدا رويدا بدأ في الاقتراب أكثر دون وعي،بينما هي إبتلعت ريقها بتوتر شديد وهي تنظر الى جبل  برعب، كما لو أنها كانت تترجاه بعينيها أن يسامحها فهي لا ذنب لها بما يفعله زوجها في هذه اللحظة.


ولكنه هذا الاخير ظل يبتسم بطريقته المعهود وهو يضع يده أسفل ذقنه، وكأنه يستمتع بذلك المنظر الرومانسي الذي مامه.



" إذا جبل اخبرني لماذا لا تبحث لك عن فتاة مناسبة وتتزوج يا رجل وتدخل أنت أيضا قفص الزوجية ؟".


قالها جابر وهو يطفئ سيجارته، بينما تنهد جبل بملل شديد وهو يعود كي يتكئ على الأريكة بظهره قائلا بلا تردد :

" لقد وجدتها، ولكن مخنثا ما سرقها مني، لا يهم فأنا كما هي عادتي لا أحب الفضلات، أنا أستغرب  بحق من ذالك الرجل الذي يقبل بفضلات رجل آخر غيره "


مثل انه يفكر قليلا ليقول بمكر:


" اممم ماذا نطلق عليه يا ترى؟ أه أجل تذكرت،مخنث داعر عديم الرجولة اليس كذالك يا حابر؟".


ابتسم جبل وهو ينظر أليهم ببرأة شديدة، بينما عهد كانت على وشك أن يغمى عليها من شدة صدمة، لا تصدق ما الذي يتفوه به هذا المجنون وأمام زوجها؟


أما بالنسبة لجابر فإن ملامحه لم يكن أحد يستطيع أن يفسرها، وحقيقة القول أن ما يقوله جبل لا يستطيع أي رجل في العالم أن يتقبله.



فجاه أظلمت ملامح جبل ورأت بوضوح تصلب فكه الرجولي،تكاد تقسم أنها استطاعت أن تشعر بارتعاش جسد جابر أسفلها ولقد كان سبب رعبه هو الغضب الذي شعر به يتدفق من الجالس انه.


في هذه لحضة دخل أنيس الطفل الصغير وهو يركض مبتلا بالمياه ومغطى بالطين،وقف بعيدا ينظر الى والديه قبل أن يشد على يده بغضب شديد وهو يتجه إليهما يجر والدته ويبعدها من احصان ولده وهو يقول بغضب طفولي :


" امي تعالي اريد الاستحمام "


انهى انيس كلامه وهو يسحب امه من بين أحضان والده، نظر إليه جابر باستمتاع شديد، اما بالنسبة لجبل فقد ضل جالسا مكانه ينظر الى ذلك الطفل الصغير كما لو أنه يريد ان يقتله ويفتك به أمام والديه.



كل ذلك الخوف الذي شعر به جابر قبل لحظات تبدد وهو يرى تلك النظرات التي كان جبل يوجهها الى أنيس ليقول بمكر :


" أميري الصغير لا تخبرني أنك خائف على والدتك مني".


نظر اليه انيس نظرات طفولية مستغربة، قبل أن يشد على يده بغضب شديد وهو يتجه لوالدته يسحبها بينما يقول :


"  أنت تعلمين أنه يفعل هذا من أجلي أن يغضبني فقط يا أمي اخبريه أنك ملك لي وحدي صحيح ".


قالها انيس وهو يمسك وجه امه بين يديه الطفولية مجبرا أياها على أن تنظر داخل عينيه الزرقاء.


ضلت تنظر اليه وهي لا تصدق أنها حصلت على مثل هذا الطفل، ولقد تناست في هذه اللحظات كل شيء من حولها.


جبل وجابر وكل مخلوق على هذه الارض ما عدا طفلها ذاك ، الذي كان يقف أمامها وهو ينظر إليها بتوسل أن تاكد كلامه.


أبتسمت بحب غامر لتقول وهي تداعب شعره بحنان بالغ :"

" أجل يا حبيب امك أنا ملك لك فقط، ويستحيل أن أكون ملكا لشخص آخر غيرك "



انهت كلامها وهي تسحبه ناحية احضانها لي تضمه بقوة شديدة، وقف جبل بعيدا ينظر اليهم بأستمتاع شديد ،وعلى الرغم من ذلك الأستمتاع الذي كان واضحا على معالم وجهه، ولكن ان دققت النظر الى داخل عينيه فأنك سوف ترى تحرك مقلتيه بطريقة غريبة وكأن كيانا خفيا يتلبسه ،لقد كان يحترق حرفيا من داخل.

" إنه أجمل منظر من الممكن أن أراه في حياتي، ولكنه لسوء الحظ لن يطول كثيرا".


نظر إليه الجميع بصدمة لقد كان تهديدا صريحا منه ولكن لم يجرئ أحد على قول أي شئ له ففي النهاية هو الزعيم هنا.


وأخيرا عادت ابتسامته المختلة وهو يعود الى النظر ناحية جابر قبل ان يمشي نحوه بهدوء شديد ويقول :


" لديك عائلة جميلة احسدك عليها يا جابر، ولكنها لن تدوم طويلا "

أنهى كلامه وهو يقترب منه قبل أن يمسك يده التي كانت تلتف حول خصر عهد، وينظر إليها بتسلية وأستمتاع شديد وفي لحضة وبدون سابق انذار كان يقوم بلفها وكسرها بسهولة.


صرخ جابر بقوة بسبب الألم الذي داهمه فجأة، وتوسعت عيون الحرس من حولهم بصدمة شديدة ،بينما أغمضت عهد عيناي إبنها انيس وهي لا تصدق ما فعله أمامهم.

نظر إليه جبل بإنزعاج وقد كان هذا واضحا على معالم وجهه ليقول بينما هو يصك أسنانه بغضب :



" "شوووو اصمت يا رجل أنت تعرف انني أكره الصراخ، إذا كنت لم تستطع أن تتحمل الألم كسر يدك، فكيف تتوقع أن تستطيع أن تحمي عائلتك السعيدة هذه، في المستقبل هاااااا ".

ثم التفت ينظر إلى عهد بنضرات توعد وإنتقام ،بينما كانت تنظر اليه بغير تصديق، وهي على وشك أن يغمى عليها من شدة الخوف والصدمة، بينما هي تحضن إبنها أنيس بقوة وتخفيه داخل أحضانها من نظرات ذالك المختل المجنون  .

يتبع....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي