19

عيناه كانت مظلمتين بطريقة جعلت لا لون لهما وملامحه اصبحت مرعبة جدا.

توسعت عيناها وهي تشعر به يقترب منها وانفاسه تلفح وجهها تماما ،علمت انه ثمل رائحة الكحول كانت تفوح منه بقوة، وعلى الرغم من ان ذلك المكان كان مظلما ولكن كان من السهل ان يلاحظهما اي احد.

ابتلعت ريقها وهي تقول بصوت مرتعش من الخوف :


" ارجوك جبل ابتعد قد يروننا"

ولكنه لم يكن يهتم لاي شيء في هذه اللحظة، كل ما كان يريده هو ان يشعر بها بين احضانه،
منذ أن أخبره أدهم أن هنالك شخص قد تقدم من أجل خطبتها وهو يكاد ان يفقد عقله ويجن،
رفع طرف فستانها نحو الاعلى ومد يده ليداعب اسفل بطنها بهدوء غريب.
عضت شفتيها بقوة وهي تحاول ان تحارب ذلك الاحساس الذي بدأ يسيطر على كافة أنحاء جسدها، حاولت أن تدفع جسده الذي كان يلتصق بخاصتها ،وهي تقول بإصرار في محاولة فاشلة منها الى ان تنقذ نفسها على الرغم من انها كانت تعلم انه من المستحيل أن ينقذها أي شخص منه حتى ادهم نفسه:

" أنت ثمل دعني أرافقك لغرفتك ارجوك "

ضغط على جسدها اكثر دافعا إياها ناحية الحائط تاوهت بألم شديد، من المستحيل أن تحرر نفسها منه أو تتخلص منه، لقد كان ضعف حجمها ب مئات المرات.

هنا وفي هذه لحظة قد أستطاعت ان ترى موتها في عينيه، كانت تعلم أنه من المستحيل أن يتركها وشأنها ولكنها لم تكن قادرة على التصرف معه.
امتلات عينيها العسلية بالخوف والرعب وهي تحدق في عيون الزرقاء لذلك الشيطان الذي يقف امامها الان.

شيطانها الوسيم الذي كان يبتسم لها بطريقة جعلت كل عظمة فيها ترتجف من شدة الرعب، قبل ان يقترب برأسه منها وهو يهمس لها بهوس :

" ما بك صغيرتي ليس كما لو أنها المرة الاولى التي نفعل بها هذا"

غاصت بالم شديد وهي تنظر الى الأرض لم تكن قادرة على أن تقول له اي شيء.

لم تكن قادرة على أن تجيبه، ما يقوله هو حقيقة ليست المرة الاولى التي يدنس فيها جسدها دون أن يقول أحد اي شيء
في كل مرة يغضب فيها ينتهك جسدها بالطريقة التي يريدها ولا يجد أي شخص يقف امامه.
حاول تقبيلها ولكنها أمالت راسها بسرعة للجانب، لم تكن لتسمح له هذه المرة ان يفعل ما يريده فهي لم تعد حرة مثل ما كانت من قبل.


لقد اصبحت ملكا لشخص اخر غيره وبطبيعة الحال كانت ذكية ،فهي لن تتجرأ أبدا على ان تقول له شيئا كهذا امامه.
لأنها واثقة ان القبر سيكون أخر مكان سوف تزوره قبل أن تفعل اي شيء شيطانها وتعرفه جيدا.

" أرجوك جبل أنت ثمل ولا تعرف ماذا تفعل؟ اخي والاخرين هناك "


حاولت ان تهرب من بين براثينه لم تعلم انها بتصرفها هذا سوف تشعل براكين الغضب الراكدة داخله.

صر أسنانه بغضب لقد كان يموت ببطء شديد، ولكن لا احد في هذا العالم لعين كان باستطاعته ان يرى ذلك.

الألم الذي كان مرتسما على وجهه منذ اللحظة الذي علم فيها انها سوف تصبح ملكا لشخص أخر لم يلاحضه أي مخلوق على الارض حتى هي.

اقترب منها مقبلا أسفل رقبتها بينما يده لا تزال تلاعب ببطنها كيفما تشاء ليقول بصوت خافت يشبه فحيح افعى :"

" هل أنت خائفة من أن يرانا خطيبك المصون ؟

ضرب الحائط الذي خلفها بقبضة يده ويكمل وهو ينظر اليها بنظرات جنونية :


" لا داعي لهذا الخوف أرهنك يا طفلتي أنني أستطيع أن اضاجعك امامه ولن يجرأ على ان يقول اي شيء"

توسعت عينيها بصدمة شديدة وهي تنظر اليه برعب شديد.

لقد كانت تتوقع انها بمجرد ان تتزوج سوف يبتعد عنها وسوف يتركها وشانها وينساها،
الا انه على ما يبدو أنها كانت مخطئة جدا.

دفعت صدره بغضب شديد وهي لا تصدق  ما يقوله هذا المهووس اللعين بالحق خالق الكون أي مجنون وقعت معه؟

" دعني وشأني جبل انت لست بوعيك"

كانت تدفعه وهي تحاول أن تهرب منه بينما ضل هو يقف في مكانه، ينظر اليها باستمتاع شديد، يحب عندما يجدها هكذا كما لو انها عصفور صغير قد وقع في شرك صياد ولا يستطيع ان يخلص نفسه منه، ومع ذلك يظل يحارب من اجل ان يستعيد حريته.

امسكها من ذقنها بقوة ليرفع وجهها نحوه مقبلا اياها بجنون لقد كان حرفيا يلتهم شفتيها بإحترافية.

صارعته بقوة ودموعها تنهار بقوة من عينيها كانت تتحرك بعشوائية في كل إتجاه ولكن بلا فائدة.
تحررت منه اخيرا لتقول وهي تلهث من نقص الهواء داخل رأتيها :

" إبتعد عني ارجوك يا جبل قد يرانا أحدهم أنا لم أعد ملكك إفهم هذا ودعني اعيش بسلام "

قالتها بعدما إستطاعت أخيرا أن تتخلص من بين أنيابيه الشرسة  التي كانت تلتهم روحها.


بينما وقف ينظر اليها وهو يلعق شفتيه التي كانت مطليه بدماء شفتها باستمتاع شديد،
وقف لبعض الوقت لينظر إليها  بطريقة أرعبتها قبل أن ينقض عليها يمسك رقبتها من الخلف وهو يجذبها نحوه بجنون، مقبلا اياها بوحشيه متمتما بلا مبالاة بينما لا يزال انفه مغروسا هنالك في رقبتها يقبلها جاعلا اياها تطلق اصواتا تقسم أنها لم تكن تعلم أنها باستطاعتها ان تطلقها :

" لا اهتم تبا لهم ولك تبا لكل شيء أخر في هذا العالم "

كانت أسنانه تترك أثرا في كل مكان ،بينما هي كانت تحاول بصوت متوسل ان تهرب من بين احضانه
رفع رأسه محدقا بعينيها المليئتان بالدموع بينما الغضب كان يقتله من الداخل

" لماذا اصبحت خائفة الان؟ هل تخافين من ان يرانا خطيبك اللعين ؟ ام أنك تخافين أن يعلم بالذي أفعله بك من خلفه وخلف ضهر أخيك هه "

أمسك وجهها وهو يعصر فكها بقوة وهو يكمل بغضب عاارم :


" أتركك بضع شهور لعينة فقط لاعود وأجدك مخطوبة لرجل أخر غيري "

قالها وهو يتحدث بجنون قبل ان يدفعها ناحية الحائط مرة اخرى عاصرا اياها بينهما، وقد اصبحت عيناه محمرتين من شدة غضبه.


كانت تعلم انه يحاول ادأن يتحكم في غضبه وأن لا يفقد سيطرته أمامها وهو يقول بجنون :

" لقد رأيتك... كنت تبتسمين له تنظرين إلى وجه، وهو كان يضع يده بالقرب منك لقد رأيتكما معا كنتم تنظران لبعضكما بحب "


أنهى كلامه بصراخ وهو يعود ليقبل رقبتها بجنون.

بينما يعيد شعرها بقوة للخلف من أجل ان يترك مسافة حتى يرسم لوحته ويترك اثره حتى يعلم ذلك اللعين لمن تنتمي.

" ربما علي أن أذكر انت ملك من يا عهد ،علي أن أذكرك لمن تنتمين ومن هو سيدك "



قالها بابتسامة جانبية وهو يقبلها بقوة حتى شعرت بدماء تسير من فمها ولكنها حاولت أن تطبق شفتيها وتصارعه.

لقد أقسمت أنها لن تخون خطيبها جابر تحت أي ضرف، ستستميت في دفاع عن شرفها حتى لو كانت ذالك أخر شيء تفعله في حياتها.


أبتسم بنشوة وهو حقا مستمتع بهذه المقاومة التي تبديها، لم يسبق لها ان قاومته بهذه الطريقة الشرسة من قبل.

عند هذه النقطة بضبط أختفت إبتسامته المستمتعة وأستبدلها بأخرى مرعبة وهو يفكر
، لا شك أن هذه اللعينة واقعة في حب خطيبها.

شعر بالهوس يتملكه في هذه اللحظة، ماذا عن كل تلك المشاعر التي كانت تتدفق بينهما من قبل ؟
ماذا عن كل تلك المرات التي كان يقضيان فيها وقتهما حتى الصباح، بحق خالق الجحيم لقد اغتصبها أكثر من مرة منذ ان بلغت السادسة عشر من عمرها، وهو يأخذها مرة بعد مرة كيف الأن توجه مشاعرها ناحيو شخص اخر غيره، هي ملكه وهوسه بسببها اصبح يعاني من امراض نفسية اخرى غير التي كان يحاول وبقوة أن يتحكم بها من قبل ويعالجها،بسببها أصبح يعاني من إضطراب الحب الهوسي

(( هذا مصطلح يشار به إلى اضطراب نفسي قوي ،يصبح فيه الإنسان مهووسًا بالشخص الذي يحبه أو يعتقد أنه يحبه. ويشعر بالحاجة إلى حمايته وبشكل دائم والتحكم به وبحياته وكل تصرفاته كما لو أنه واحد من أملاكه الخاصة)).



غرس أصابعه الطويلة في فخذها لتشهق بألم شديد، مما فتح له المجال لتقبيلها قبله وحشية بلا اي مشاعر، سوى مشاعر الغضب والكراهية.


بينما يده تجرأت اكثر وبدأت ترفع فستانها حاولت أن تبعده بكل قوة تملكها، ولكنها لم تكن تستطيع ان تفعل ذلك .لقد علمت انه سوف يفعل ذلك مرة اخرى وينتهك جسدها وقد كانت محقة في ذلك الشأن.
كان ينظر إليها مبتسما بمكر شديد وهو يحدق بوجهها المتعب وأنفاسها التي على وشك أن تنقطع، قبل أن يبتعد عندها ويحملها بين ذراعيه غير ابه بأي شئ  من حوله.

لم تستطع أن تفعل أي شئ سوى أن تدفن رأسها في صدره وهي تبكي على الحظ العاثر الذي جعلها تلتقي به في هذه  الحياة.

وفعلا هذا ما ما كان يحدث فبينما كان خطيبها وأخوها يتناقشان حول تجهيزات الزفاف.

كانت هي بين أحضان جبل يحرك مشاعرها كيفما يشاء ويتلاعب بها وبجسدها بهوس،
توسعت عينيها العسلية بدهشة وهي تسمع تلك الهمسة الخافتة التي خرجت منه وهو يقول بصوت باكي :

"ارجوك  لا تفعلي هذا بي لا تتزوجي به يا عهدي وتتركني "

لم تكن تعرف أن كان ما سمعته حقيقة ام أنها فقط تتوهم لانها كانت متعبة جدا من فرط ممارسته السادية وعنفه الجسدي معها،كانت حرفيا على وشك ان يغمى عليها.


نظرت اليه نظرة أخيرة لترفع يدها وهي تحاول ان تلمس خده وكنها لم تشعر بعدها بأي شيء سوى الظلام يحيطها من كل جانب ويسحبها لتستكين داخله.

عندما فتحت عينيها لاحقا كان لا يزال يجلس أمامها على الاريكة مرتديا بطاله فقط، بينما جذعه العلوي كان عاريا تماما، يدخن سيجارته بهدوء، قبل أن يقف وهو ينظر إليها بطريقة مميتة، ليقترب منها ويلقي عليها بعض الاموال لتنظر اليهم بصدمة شديدة بينما هو يقول ببرود :

" لم تعودي ممتعة كسابق ،خذي أجرك واغربي عن وجهي مستحسن أن لا تريني وجهك مرة اخرى هل هذا مفهوم ؟؟"

قالها ببرود وهو ينظر إليها باشمئزاز قبل أن يتحرك ويحمل قميصه بيده، ويغادر تلك الغرفة مغلقا للباب خلفه
بينما ضلت هي تنظر إلى المال المبعثر حولها بعيون اوشكت أن تخرج من مكانها وهي لحد هذه لحظة لا تصدق ما فعل. 
إبتسمت بمرارة لتسير بجسدها المنهك العاري وتقف أمام تلك المراة التي أمامها ،وتنظر الى انعكاسها بجمود وهي تقسم أنها سوف تجعله يندم، سوف تتزوج جابر وتكسر غروره.

لقد كانت في البداية تخطط ان تجعله خطيبا لها فقط، ولكن الآن تبا له سوف تبدأ حياتها وتنسى كل شيء ،أجل سوف تنساه سوف تكون سعيدة في حياتها بعيدا عنه وتنساه تماما.


نظرت إلى نفسها وهي لا تشعر بشيء من حولها ولكن تلك الدموع اللعينة التي تنزل من عينيها،
لما ذالك الالم الذي يضيق على صدرها يرفض أن يغادر؟.
لما هي تشعر وكأنها تختنق وقلبها على وشك الانفجار؟.

لماذا بعد كل ما فعله بها لا تزال متمسكه به؟.

عادت لتلقي نفسها على سريره ضمتا اللحاف حول جسدها المنهك وهي تبكي بقهر وتضرب نفسها ،اللعين ابن العاهرة سوف يجعلها تفقد صوابها حتما، تقسم أنها لم تكره إنسانا في حياتها مثلما تكره ذلك اللعين.
أجل تكره وسوف تتزوج سوف تتزوج إنسانا عاديا وتنجب أولاد عاديين وتنساه تماما.

هو مجرد رجل مر في حياتها سوف تبني حياتها بعيدا عن هوسه وجنونه، وتعيش مع رجل طالما ساندها منذ طفولتها

يتبع.......
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي