14

في مكان اخر وبتحديد في تلك القلعة السوداء، انفجر جبل في نوبة ضحك هستيرية،هو حرفيا يكاد ان يجن الم يقل منذ البداية ان هذه الفتاة مميزة بطريقة غريبة، يقسم انه لم يستمتع هكذا من قبل.
نظر الى صديقه الذي كان يقف عند النافدة يدخن سيحارته بشراهة وهو ينظر الى الشاشة التي امامه يحاول ان يركز وينسى كل شيء حوله.

" ما رايك بلعبتك الجديدة؟"


قالها جبل باستمتاع شديد وهو يحرك احد حاجبيه، بينما لم يحرك ادهم اي شيء وظل ينظر الى الشاشة حيث غادرت ببرود.

" ابقى بعيدا عنها، لا احد سوف يكسر تلك الفتاة غيري"

قالها ادهم وهو ينظر اليها بطريقة مظلمة من خلال الشاشة، ولم يعد الامر متعلقا بالشحنة التي سرقت.
بل اصبح متعلقا بكرامته واحساسه الذي هزته هذه الفتاة، اصبح متعلقا بجنونه المطلق الذي لا يشعر به الا امامها.
توسعت ابتسامة جبل وهو يقسم انه سوف يستمتع كثيرا ،رفع سيجارته ووضعها على شفتيه الرجولية ليرتشف دخانها ويقول ببرود:

" عهد سوف تصل غدا "

اختفت ابتسامة جبل تماما وحل محلها ملامح مظلمة لا يمكن تفسيرها ابدا.
بينما ظل الاخر ينظر اليه ببرود اما بالنسبة للجبل، فقد كان ينظر اليه بطريقة لا يستطيع احد في هذا الكون ان يفسرها.

اخرج ادهم دخان سيجارته من انفه ليكمل وعلى وجهه ابتسامة غامضة :

" ستأتي رفقت زوجها جابر"

انكسر الكاس الذي كان بين يدي جبل وتحول الى فتات، وتطاير دماء من يده بغزارة .

بينما ضلت عيونه الزرقاء تنظر الى الاخر كانه يتحداه ان يقول كلمة اخرى ولكن ادهم اضاف وبلا مبالاة وهو يطفئ سيجارته :

" اذهب غدا واحضرهم من المطار"

ثم وقف وغادر المكان تاركا اياه وحيدا اغلق الباب خلفه ووقف...


ثلاثة.. اثنان.. واحد ...

بوووم بدا صوت التدمير والتحطيم يتصاعد من الداخل ذالك المكتب، بينما رسم ادهم ابتسامة جانبية وهو يتحرك بخطوات واثقة خارج ذالك القصر.

لقد كان جبل يعتقد انه سوف يتلاعب بالجميع. ولكن على ما يبدو ان الزعيم هو من يتلاعب به.

جلس جبل اخيرا على الارض بجوار مكتبه المحطم وانفاسه متسارعة بطريقة جنونية، المكان من حوله كان عباره عن حطام في حطام.
اغمض عينيه الزرقاء وقد عادت ذكرى قديمة لتهاجم عقله مرة اخرى، حاول ان يهرب منها ولكن بدون فائدة لقد وجد نفسه ينغمس في ذكريات الماضي شيئا فشيئا.

قبل خمس سنوات

كان جبل يجلس في مكتب ادهم وهو غارق في الاعمال التي تركها له ذلك الوغد بعد ما تم القاء القبض عليه.
لعن تحت انفاسه وهو يجد ان جميع اعمالهم قد اصبحت محاطة ومراقبة من طرف الشرطة الفيدرالية، واي تحرك بسيط لمنهم سوف يوقعهم في المشاكل مع الإنتربول.
ارجع ظهره للخلف مشعلا لنفسه سيجارة يحدق بالباب طويلا تنهد بملل ولا مبالاة وهو يقول:

" تبا لك ايتها العاهرة الصغيرة، انا اعلم انك خلف الباب منذ اكثر من ساعه وهذا يفقدني صوابي اذا كنت تريدين شيئا ادخلي فقط وانهي الموضوع "

حل الصمت على المكان للدقائق طويلة، قبل ان يفتح الباب ببطء شديد وتدخل تلك الفاتنة الصغيرة المسمى ب عهد.
لقد كانت عهد اخت ادهم الصغرى ونبض قلبه، وقفت امامه بتردد ترتعد وكأنها ارنب على وشك ان يتم اكله من طرف ذئب.
كانت تنظر الى الارض وهي ترتجف في مكانها وتفرك اصابعها ببعضها بتوتر.
شعر بالغضب يتصاعد بداخله عندما شعر بخوفها منه، لم يكن يعرف لماذا هي تخافه بهذه الطريقة؟
بحق اللعنة السماء لقد كان الطف من اخيها، ومع ذلك كانت تخشاه هو اكثر من اكثر من اي لعين اخر في هذا القصر، لدرجة انه كلما كان يدخل الى القصر.

كانت تكاد تبكي من وجوده معها في نفس المكان، وما يجننه اكثر انه احبها واصبح يعشق التراب الذي تمشي عليه فلماذا بحق خالق الكون تعذبه بهذه الطريقة.

" اسفة وشكرا لك حقا لم اكن اقصد ازعاج كل ما اردته هو ان اسال عن حال اخي؟"
قالت كلماتها تلك وهي تعض على شفتيها توتية بتوتر.
تنهد ماسحا وجهه بيده وهو لا يعرف ماذا يقول لها في هذه اللحظة.

هل يخبرها ان اخاك اللعين قد تم القاء القبض عليه من طرف الشرطة الفيدرالية وهو محكوم عليه بالإعدام، ام ينهض اليها وينهش شفتيها تلك التي تعضها امامه طوال الوقت ،نفض رأسه من افكاره المنحرفة ليقول :

" لا تقلقي يا عهد انه بخير هو فقط مشغول بعدت اعمال خارج البلاد"

لقد كان من عادت ادهم ان يسافر لشهور وهذا قد ساعده قليلا في تهدئه الامر داخل القصر.
هزت عهد راسها بتفهم وهي تستدير الى الخارج وهي تقول :


" لقد فهمت شكرا لك، سوف اتركك الان لعملك واسفة مرة اخرى"

انهت كلامها وهي تحاول ان تهرب كما لو ان هنالك وحش يلاحقها، ولكنها توقفت مكانها جامدة غير قادرة على تحريك ولو اصبع صغير من جسدها.

ما ان سمعت صوته البارد وملامحه الجامدة تقول:

" لا اعتقد انني قد سمحت لك بالرحيل بعد يا عهد"

اغمضت عينيها بقوة محاولة ان تخفي ذلك الارتجاف الذي كان يسيطرعلى جسدها، ولكنها لم تتمكن من ذلك لم يكن عليها القدوم الى هذا المكان من الاساس.
بحق خالق الكون لم تجد اي شخصا في هذا القصر اللعين تساله عن اخيها سوى هذا.
غباؤوها هو من تسبب لها بهذه الورطة، دعت بكل ذرة ايمان في داخلها ان ينقذها الله منه قبل ان تلتفت نحوه ببطء، وهي تحدق به وتقول بتوتر:

" انا اسفة هل استطيع الذهاب الان"

" لا"

قالها بلا مبالاة وهو يطفئ سيجارته، بينما استمر هو بالتحديق بها لدقائق طويلة قبل ان يقول بأمر:


" تعالي الى هنا"

رفعت وجهها اليه لتنضر اليه بخوف وتراجعت بضع خطوات للخلف بخوف:

" ماذا؟!"

" انا لا احب ان اكرر كلامي قلت لك تعالي الى هنا"

انهى كلامه بنبرة باردة وهو يراقبها، كانت تحدق به بصدمة كما لو انها قد رات شبح للتو.

كان يعلم انها تفكر بالهرب فلقد كانت تنظر حولها بهلع شديد محاولة ان تجد لنفسها مخرجا، وهذا جعله يبتسم من داخله ويراقبها باستمتاع شديد كما يستمتع الفهد في مطاردة فريسته.

دون تفكير استدارت بدأت بركض ناحية الباب ،ما ان مدت يدها حتى تفتحه ولكنها توقفت في مكانها مصدومة عندما وجدته يهيمن بطوله الفاره ويقف خلفها مباشرة.
كانت بنسبة له ناعمة هشة وجميلة جدا ،لم يكن يسمع في المكان صوت سوى صوت انفاسها الخائفة.
لم تنطق بحرف واحد فقط تجمدت مرتجفة بمكانها، ويده تسللت والتفت ببطيء على خصرها.

بينما يده الاخرى كانت تبعد شعرها عن رقبتها ليضع وجهه بعنقها مستنشقا رائحتها كمدمن، ليقول بصوت هادئ اجش :

" انك ترتجفين هل انا مخيف لك الى هذه الدرجة"

شعر بتصلب جسدها وابتسم بسخرية، ظل يحرك وجهه على رقبتها بطريقة جعلتها تحقد على نفسها بسبب تلك المشاعر التي كانت تشعرها:

" بطبع انا كذلك انا من جعلتك تخافنني هكذا اليس كذلك؟ انا لم اوذيك من قبل ايتها الصغيرة "

ادارها نحوه بعنف وعندما نضر الى عينيها اعادت لها الكثير من الذكريات اللعينة والمرعبة

" انظري الي"


قال جبل وهو يحاول ان يرفع راسها اليه، بين ما كانت هي تنظر الى الارض شادة على اطرف فستانها بقوة شديدة، رغبتها الشديدة في الهروب منه، كانت تفقده عقله ودموعها التي كانت تأبى التوقف ،جعلته يرغب في تمزيقها حرفيا قالت عهد بعيون دامعة :

" ارجوك انا اسفة اتركني ارحل"

صر اسنانه بغضب شديد وهو يقترب منها الى ان كادت شفتاه تلمسان خاصتها ليقول بهوس:

" حسنا سوف افعل ولكنني اريدك.. اريد مضاجعتك كما في تلك الليلة هل تذكرين ذالك حبيبتي "

شهقت عهد برعب شديد وقد بدأت عيناها تتوسعان من شده الهلع والخوف، وهي تترجاه باكيه بتوسل :

" لا لا ارجوك انا لم افعل شيئا هذه المرة ارجوك"

اقترب منها ليعق دموعها بلا اكتراث وهو لا يزال يستنشق رائحتها كالمدمن:

" لا تقلقي ليس كل مرة السابقة اعدك انني سوف احاول او لنقول احرص على ان اكون لطيفا معك، سوف تحبين ما سأفعله بك ولكن لا تقاومي كي لا تغضبيني اتفقنا ،؟"

قالها وهو يفتح اول ازرار فستانها الوردي، بينما كانت هي تحاول ان تمنعه وهي تصرخ بجنون :

" ارجوك لا توقف لست بوعيك ارجوك يا جبل لا "

نزع ثيابها تماما هذه المرة والقاها على الأريكة التي كانت خلفها ،بينما وضع جبهته على جبهتها ويداه تداعبان كل شبر من جسدها وهو يقول باستمتاع شديد :


" فقط استمتعي بالأمر ولا تقلقي لن اؤلمك هذه المرة "


قالها جبل وهو يضمها الى جسده بينما لم يكن يسمع في المكان الا صوت صرخاتها المرعوبة وهي تحاول ان تهرب بين يدي ذلك الوحش الذي كان ينتهك جسدها في كل مرة كان اخوها يغادر القصر.

و كم كانت تكره الاثنين معا، ادهم الذي كان يتركها مع هذا الوحش، وذلك اللعين الذي كان يجن ويأخذ جسدها رغما عنها ولكنها في نهاية الامر استسلمت له.


عاد من ذكرياته وهو ينظر امامه الى الحطام الذي كان في المكان، شد على يده بغضب شديد وهو يكاد ان يفقد صوابه.
يعلم جيدا انه كان السبب في خسارتها ولكنها مجنونة لأنها فكرت بالعودة الى هذا المكان، سوف يقتلها ويقتل لعينها وكل عاهر تجرا على الاقتراب منها.



يتبع....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي