28

نظر اليها بابتسامة خبيثة جدا جعلتها توقن أنها قد وقعت مع الشيطان نفسه ،ابتلعت ريقها برعب شديد وهي تنظر اليه منتظرى أن يكمل كلامه ليقول :

" في هذه اللحظة ليس لدي شيء مضبوط، سوف ننتظر لبضعة أيام أخرى ونرى ما يمكنك فعله، سوف اتصل بك عندها واخبرك بما أريده"

قالها عمر وهو يتجه للخارج بعدما ألقى عليها نظرة مشمئزة ولكنها اوقفته بسرعة وهي تقول :

" سوف تعطيني تلك الصور صحيح"


توقف في مكانه مده كما لو أنه يفكر في الامر، قبل أن يستدير إليها وهو يضع إبتسامة جانبية ساخرة على وجهه :



" أنا من سوف يقرر متى سوف أعطيك تلك الصور ، مهمتك الوحيدة الآن هي أن تنفذي ما اطلبه منك ودون تفكير مفهوم ؟"

قالها عمر وهو يلقي عليها التحية قبل أن يرحل تاركا إياها تندب حظها ولحطة التي فكرت فيها أن تذهب الى ذلك الملهى.


نزل الى اسفل تلك العمارة ليتجه الى سيارة سوداء التي كانت تنتظره بجانب الرصيف.

فتح الباب ودخل اليهاوكما هي العادة كان ياسر يجلس هنالك يدخن سيجارته ببرود شديد ولا مبالات ليقول :

" كيف سار الامر معك؟"

"كما يفترض به أن يكون "


قالها عمر بابتسامة خبيثة وهو ينظر الى ياسر الذي توسعت ابتسامته أكثر وهو يفكر الآن سوف يبدأ المرح.



كانت نرجس بعض الأسطر من روايتها المفضلة وهي تستلقي على سريرها الوفير في غرفتها الراقية، وضعت رواية جانبا هي تنظر الى سقف بشرود,لم تخرج من غرفتها منذ ما حدث ذلك اليوم.


لقد كانت تتوقع أن ذلك الرجل الغريب من الممكن أن يتصل بها في اليوم الثاني من أجل أن يواصل تهديدها وإستفززها كما فعل تلك الليلة.

ولكنها تفاجات أنه لم يتصل بها منذ أكثر من خمسة عشر يوما ،هل من المعقول أنه لم يعد يهتم بامرها وأنها أصبحت شخصا غير مهم له.


اذا كان الامر كذلك فهي قررت أنها سوف تتوب عن كل اعمالها السيئة ولكن قلبها ينبئها أن هذا الهدوء ما هو إلا هدوء ما قبل العاصفة مثلما يقولون،ذلك الشخص لم يكن شخصا عاديا ولقد لاحظت في عينيه كرها واشمزازا غريبا لها .


ارتفع رنين هاتفها فجأة وصوته جعلها تلتفت اليه بسرعة ،وهي تكاد أن تموت في مكانها من شده الرعب، ولكنها توقفت عن الخوف عندما وجدت أن المتصل لم يكن سوى صديقتها سناء

نضفت حنجرتها وهي تفتح الخط :


" مرحبا سناء"

قالتها بهدوء وهي تحاول أن تنظم أنفاسها التي كانت على وشك أن تختنق من شدة رعبها.

ابعدت سماعة الهاتف عن أذنها بينما جاءها الرد من الطرف الآخر بنبرة غاضبةوهي تصرخ بقوة :

" أيتها المجنونة أنا أحاول أن أصل لك منذ عشرة أيام، أين اختفيتي؟"


قالتها سناء وهي تضع يدها في وسطها منتظرة ان تجيبها تلك المدللة المجنونة التي تستمع اليها من الطرف الآخر.
نهضت نرجس من سريرها لتقف أمام تسريحتها حاولت ان تتماسك وهي ترسم إبتسامة سخيفة على وجهها بينما تنظر الى المرأة أمامها:

" يا فتاة لماذا أنت غاضبة هكذا ،كل ما في الأمر أنني كنت متعبة قليلا لذالك أقفلت هاتفي واخذت اجازة "

توسعت عيون سناء بصدمة وقد تحول ذلك الغضب الى خوف وهي تقول:

" يا الهي نرجس هل انت على ما يرام؟ سوف اتي لزيارتك حالا.... ولكن......"


توقفت في مكانها عندما أدركت ما كانت على وشك أن تفعل.


تنهدت نرجس بحزن شديد وهي تنظر إلى الارض ،لقد كانت سناء الفتاة الوحيدة التي احبتها بصدق وتقربت منها ليس لأجل مالها وانما لاجل شخصيتها.

ومع ذلك كان والدها رافضا لهذه العلاقة وهذه الصداقة لقد كانت بالنسبة له هي مجرد فتاو فقيرة لا تتناسب ولا ترتقي الى مستواهم المعيشي.

لذلك نرجس كانت تصادقها من بعيد فقط وبعيدا عن انضار وتحكم عائلتها،وحقيقة الامر ان سناء هي الفتاة الوحيدة التي كانت تسال عنها كلما اختفت.

وهي الشخص الوحيد الذي كانت تلتجئ إليه كل ما وقعت في مصيبه ما،كانت الوحيدة التي تنصحها وتبعدها عن الخطر، ولولاها هي ونصائحها المفيدة، لكانت نرجس قد سلمت نفسها لذلك الوغد منذ زمن طويل ولكن والداها لا يستطيعان أن يفهم هذه الصداقة.

بل يلزمنها بأن تختلط مع محيطها ويجيب على كل العلاقات التي لديها ان تكون مبنية على الطبقة الاجتماعية والمال.

" لا دعي لخوفك هذا ليس هنالك شيء يدعو للقلق ، لقد كنت متعبة مثل ما اخبرني ،سوف اتي واقابلك في مقهى الجامعة ".


قالتها نرجس وهي تنظر لنفسها في المراة قبل ان تتوجه ناحية حقيبتها وتحملها وهي تغلق الهاتف لانها ليس لديها الطاقة من أجل أن تتجدل او أن تكمل أي مناقشة معها.

كانت تنزل السلام بخطوات هادئو قبل أن تتجه ناحية قاعة الطعام لتجد والديها يجلسان هناك على طاولة الفطور وأمامهما كل ما لذ وطاب.



وما أن رأها والدها حتى منحها ابتسامة وهو ينظر إليها بحنان شديد ليقول بينما يفتح ذراعيه:


" أوه واخيرا قد ٱستيقظتي عزيزتي"

قالها جمال وهو يشير لإبنته كي تقترب منه، اخرجت نفسا هادئا وهي تتقدم منه محاولة الا تظهر خوفها.

منحت والدها ابتسامة هادئة وهي تضمه وتقبله من خده ، قبل أن تتوجه الى زوجته التي كانت تبتسم في وجهها هي الاخرى وتقبلها من خدها وتجلس بينهم.

لقد كانت فتاة جد محظوظة حصلت على العائله المثالية التي تريد ،وكما يقول المثل لقد ولدت وفي فمها ملعقة من ذهب ، وهذا ما جعلها لا تعرف معنى الفقر أو الجوع ،على الرغم من إنها لم تكن تحب أن تؤذي احدا ولكنها مع ذلك لم تكن تشعر أبدا بالفقير او المحتاج ليس لديها أي مشاعر نحوهم.




"ارى أنك في كامل أناقتك هل سوف تخرجين؟"



قالها جمال وهو ينظر إلى حقيبتها التي كانت تضعها فوق الطاولة بجوارها.

تنهدت بتعب وهي تدعك راسها بتعب لقد أرهقها التفكير حقا خلال الأيام الماضية لتقول بتعب :


"أجل ابي سوف اذهب الى الجامعة، لقد فوت بعض الحصص وعلي أن استدركها قبل نهاية هذا الأسبوع عن اذنك ".


" حسنا لا بأس لقد لاحظت أنك أصبحت تغيبين كثيرا هذه الأيام، إذهبي ولكن لا تنسي ان تاخذي معك بعض الحرس"

رمى منديل الذي مسح به فمه ليكمل بغضب:


" ذلك صحفي اللعين لا يزال يبحث عني بالرغم من أنه أخذ ابن ذلك البستاني وأعطاه لدار الأيتام "




نظرت اليه إبنته وقد توسعت عينيها برعب شديد، إرتجف جسدها وهي تتذكر ذلك الرجل الذي شهدت موته بام عينيها.
لا تستطيع ان تنسى ذلك اليوم ابدا ، ولا تستوعب أن والدها الذي تفخر به كان هو السبب وراء موته ،ولكنها تذكرت أن فعل ذلك من اجلها من اجل حمايتها.


نفظت كل تلك الأفكار بعيدا عن عقلها وتوجهت خارجة من القصر بإتجاه الجامعة

قبل اسبوع


لم يتجرأ أي شخص فيهم على أن يقول كلمة واحدة، لقد كان الجميع ينظر اليها بصدمة شديدة على الجرأة التي تحلت بها حتى تقول مثل ذلك الكلام، اما بالنسبة لي ٱدهم فقد ضل هادئا ينظر إليها ببرود شديد.

عندما طلب ادهم من روح أن تكون عشيقته وققت لتواجهه ببرود وترفضه أمام الجميع دون إهتمام بأي لعنة حولها.

نظر إليها بزهو وقد أغرته جرأتها ،شعر بشيء غريب داخله يأجج سكونه ويجذب حواسه ويحركه نحوها.

حرك عينيه على ليقع على فمها المكتنز الشهي، بلع ريقه ليرفع يده ويضعها على خاصته يحرك اصبعه برفق فوقها وهو مغمض العينين متلذذ بالاعصار الذي ضرب كيانه.

ألحت عليه رغبة غريبة في الانقضاض عليها الآن وأمام الجميع وتذوق رحيق شفتيها التوتية تلك، لكنه قاوم تلك الرغبة الشيطانية التي تعصف الآن بكيانه.

فتح عينيه بغضب من نفسه وهما تتأججان مثل الجمر ،تتوسع إبتسامته شيئا فشيئا وفي لحظة واحدة ،كانت الطاولة التي أمامه تنقلب بكل ما فيها ليقع وينكسر على الارض.

تقسم أنها كانت تعلم أن هذه سوف تكون نهاية الأمر، ولكنها مع ذلك أرادت أن ترى رده فعله،
شيء ما بداخلها أجبرها على التصرف بتلك الطريقة.

إبتسمت وهي تنظر إلى وجهه الذي كان هادئا، على الرغم من أنه كان بامكانها أن تقرا الغضب الذي كان يتأجج داخل عينيه.


" أنا لا افهم ما هي مشكلتك بالضبط يا ادهم ؟"


قالتها روح ببرود وهي تجلس على الكرسي الذي كان خلفها وهي تضع قدما على اخرى،
ولي سبب غريب وجدت أن عيون كل من حولها تنظر إليها بتحذير ،كما لو أنهم كانوا يعلمون انما سوف تقوله سوف يثير جنون ذلك الوحش.


أمالت راسها للجانب بتفكير وهي تقول في نفسها:


(" هل بامكاني هؤلاء الناس أن يقرؤا الافكار؟")

رددت داخلها بهدوء شديد قبل أن تنظر ناحية ادهم، الذي كان لا يزال يقف أمامها وهو يضع يده في جيبه ،بينما ينظر إليها ببرود شديد منتظرا أن تكمل كلامها.


حركت شفتيها بطريقة تدل على مللها ولا مبالاتها لتقول بينما تنضر إلى اضافر يدها :

" أن عرضك مغري بحق، وهو يناسبني بطريقة لا يمكن وصفها ولكن هنالك مشكلة بسيطة تعترضنا "

رفعت نظرها لتركز عليه هو وحده وتقول بالابتسامة ساخرة :


" للأسف أنت لست نوعي المفضل، أنت تعلم أني أحب أن أدمج بين المتعة والعمل، المشكلة هنا أنك لن تستطيع أن تمنحني تلك المتعة التي يمنحني إياها رجل غيرك"

حرفيا كان بامكانها أن ترى جبل الذي كان يقف خلف ادهم على وشك أن ينذب وجهه كما لو أنه إمراة.

ما اسوء شيء ممكن أن يحدث لها ،الاختطاف وقد خطفت المتاجرة بها وقد فعل ،ما الذي يمكن أن يفعله أكثر من ذالك.


هي مستغربة لا تعرف لماذا وحش مثل جبل خائف من هذا اللعين الذي يقف أمامها الآن،
ولكن الخوف بدأ يتسلل إليها، عندما أدارت عينيها على كل من كان على تلك الطاولة.


الجميع ودون إستثناء كانوا مصفرين تماما وهم ينظرون إلى ادهم، الذي اختفت ملامحه بسبب انه كان ينظر إلى الارض وشعره يغطي معضم وجهه.


كان هنالك شيء واحد يدور في ذهنه هذه اللحظة،هو رغبة في قتلها وتمثيل بجثتها.
توسعت إبتسامته بطريقة مجنونة وهي تراه يرفع رأسه وينظر اليها بطريقة مختلة.


مد يده خلف ضهره ليخرج مسدسه وهو يصوبه إلى راسها مباشرة.


" ارجوك يا سيدي انها مجرد فتاة صغيرة لا تعرف ما تقول"



قالتها ماريا برعب وهي تقترب من ادهم في محاولة يائسه منها أن تهدئ غضبه،ولكن كان من الواضح أنه من المستحيل أن يستمع من أي شخص امامه.


وضع جبل يده على ظهره وهو ينظر اليه بابتسامة متوترة كما لو أنه يحاول أن يهدئ غضبه الذي على وشك أن يفتك بهم جميعا ليقول :


" أنت أعقل من أن تضع عقلك بعقل طفلة".



عقدت روح حاجبيها بغضب شديد ووقفت في مكانها بسرعة وقوة لدرجة أن الكرسي الذي كانت تجلس عليه قد سقط خلفها لتصرخ به وهي تقول :



" ماذا تقصد بقولكم أنني مجرد طفلة يا هذا ؟ أنا أعني كل كلمه قلتها أنا لن اسمح لمخنث عديم الرجولة هذا بأن يلمسني".


ادار جبل راسه ببطء شديد ناحية ادهم وهو ينظر إليه وفمه مفتوح من الدهشة،يقسم أنه يريد أن يترك ادهم يفتك بهذه المجنونة ويقطع لسانها السليط ذاك.

نظر إليها وهو يرفع جاجبه بزاوية مثالية ويقول بتهكم :

" توقفي عن التصرف بهذه الطريقة يا روح ، جميعنا نعلم أنك تهتمين بأمر الزعيم"

رفعت هذه الاخيرة أحد حاجبيها بسخرية شديدة وهي تضم يدها الى صدرها وتقول:

" أهتم بأمره ههه في الحقيقة معك حق"

أدار الجميع رؤوسهم لينظرو إليها منتظرين منها أن تكمل وتقول شيء من الممكن أن يهدئ ذلك البركان الذي على وشك ان ينفجر بهم.

ولكنها كما هي العادة خربت كل شيء من حولها وهي من فجرت قنبلتها في وجههم وهي تقول بعدما رفعت كتفيها بلا مبالاة :


" طبعا أهتم لامره فلمن سوف أدفع المال عندما يموت"

أدارت وجهها وهي تدعي اللامبالاة، ولكنها في حقيقة الامر قد فعلت ذلك من أجل أن تخفي الفزع الذي كان على وشك أن يظهر على وجهها
وإرتجاف جسدها الذي كانت تحاول أن تخفيه بأي طريقة.

" على كل حال، من المستحيل أن أقبل عرضه وأفضل الموت على أن أمنح جسدي له، أنا مستعدة ان اعطي جسدي لأي رجل في هذا العالم إلا لذلك الشخص"

لطمت ماريا وجهها بفزع شديد بينما وضع جبل يده فوق رأسه وأغمض عينيه وهو يترحم على روحها،اما عهد فقد كانت في عالم آخر تماما

أنها المرة الاولى التي ترى فيه شيء كهذا يحدث أمامها المرة الاولى في حياتها التي تجد شخصا ما يتحدث بكل جرأة وصراحة مع اخيها دون ان يخاف منه.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي