21

في مكان اخر


وضعت روح يدها على قلبها وهي تشعر بان هنالك شيئا سيئا سوف يحدث ،تقدمت منها ماريا بخطوات هادئة وهي تضع يدها على ظهرها، لم يعد هنالك داعي لي ان يخفو علاقتهم بعد الآن وخاصة وأن ادهم قد اصبح يعرف كل شيء.

" هل انت بخير تبدين متوترة ؟لا داعي لان تقلقي بهذه الطريقة الرجل الذي سوف تذهبين الى بيته هذه الليلة اغبى من الرجل الليلة الماضية لذا لا داعي للخوف "

تنهدت روح وهي لا تعرف سبب ذلك الانقباض الذي قد اصاب قلبها فجأة ،حاولت ان تملأ نفسها بالطاقة والامل مرة اخرى وهي تفكر في عائلتها التي تنتظرها وعليها أن تحارب من أجل أن تعود إليهم لتقول بعد أن اطلقت تنهيدة طويلة:

" حسنا، ارجوكي جهزي لي الملابس التي أحتاجها سوف أذهب من أجل ان أخذ بعض الهواء في الخارج"

هزت ماريا راسها بتفهم وهي تذهب من أجل أن تجهز لها ما طلبته.

قد تتسائلون عن سبب تغير ماريا ومساعدتها لها، لأنها وببساطة كانت ترى نفسها فيها،
لأنها كانت تجد نفسها في كل مرة تنظر فيها الى تلك العينين البراقتين تتذكر ماضيها وبضبط شخصا عزيزا عليها.

توجهت روح نحو الخارج وهي تنظر إلى السماء المزينة بالنجوم، ولقد بدأ ذلك الانقباض يختفي شيئا وشيئا من داخلها
تنهدت بأسى وهي تعود من أجل أن تجهز نفسها لأجل الليلة، ولكنها تسمرت في مكانها برعب شديد وهي تجد ذلك الرجل من الليلة الماضية يقف مع رجل آخر خارج الملهى يلعب بمسدسه.


ولحسن حظها أنها كانت تقف خلف مجموعة من براميل الشراب لذلك ولم يتمكنوا من رؤيتها اختبأت هناك لتراقبهم وتسمع ماذا يقولون.

كانت هنالك ابتسامة شيطانية على وجه سيزار، الذي كان ينظر الى الرجل بعينين مظلمتين للغاية وهو يقول:

" كل شيء صار وفق ما تريد أيها الزعيم وهذه الليلة سوف يكون رأس ادهم بين يديك، لقد وضعت السم في شرابه وتاكدت بنفسي أنه قد شربه والحريق على وشك أن يشتعل في المبنى كله"

ضحك سيزار بقوه شديدة قبل أن يهز راسه بلا مبالاة وهو يقول:

" على الرغم من اني حزين على تلك الجوهرة التي سوف تدفن في هذا المكان ولكن لا باس لابد من التضحية أحيانا "


إستدار لينضر الى الملهى للحضات قبل أن يرحل من ذالك المكان وهو يبتسم بنصر ،وينظر الى مساعده الذي كان يتبعه بزهو ونشاط وهو يقول بمرح :

" تأكد أن تقتل كل الحراس الموجودين خلف هذا الباب"

اخرج الرجل مسدسه ولم تمضي سوى دقائق قليلة حتى بدأت تسمع صوت الصراخ والرصاص في الخارج.
تكورة على نفسها وهي تغلق أذنيها من صوت رصاص لتفكر وبسرعة.
كل هذه الفوضى تعني أن الطريق امامها خالي وتستطيع أن تهرب الآن من هذا المكان،
وبما أن الحريق سوف يشتغل في المبنى بعد قليل فانها سوف تتمكن من الهرب بدون أن يبحث عنها ادهم أو أي رجل غيره.


لقد كانت فرصة جيدة تستطيع من خلالها أن تعود لحياتها الطبيعية، ركضت ناحية الباب بكل سرعتها ولكنها توقفت وهي تتذكر ماريا بالإضافة الى نصف الفتيات اللواتي لم يكن لهن ذنب بأي شيء ،هن أيضا ضحايا مثلها لقد تم رميهن هنا قصرا مثلها تماما.

لذلك ودون تفكير وجدت نفسها تعود من أجل أن تساعد من تستطيع أن تساعدهم، وكم كرهت في هذه اللحظة ضميرها اللعين الذي لم يجد فرصة ليصحو ألا الآن لو كان الضمير رجلا تقسم انها كانت لتقتله.

سمعت دوي إنفجار قوي لتنظر أمامها الى المبنى الذي بدأ بالاحتراق ،النيران في كل مكان
والدخان قد بدأ يملأ المكان من حولها.


اسرعت لتدخل المبنى وتصعد نحو الفتيات اللواتي كن في مهجعهن يجهزنا انفسهن من اجل السهرة، ومن الواضح أن لا واحدة منهن كانت قد انتبهت الى ما يجري من حولها بسبب الغرف العازلة للصوت.
فتحت الباب بسرعة وهي تنظر اليهن لتقول بصراخ :

" هيا لنخرج من هنا المبنى يحترق"

تعالى الصراخ في المكان وحاولت بعض الفتيات ان يهربن، ولكنها اوقفت هن وهي تنظر اليهم بغضب شديد وتقول بغضب :

" هل انتن مجانين؟ إذا ذهبتم من ذلك الطريق سوف يجدنكم"

وهنا كانت تقصد ادهم بكلامها
لتكمل :

" وهذا يعني اننا سوف نعود الى نفس هذا الجحيم اتبعوني سوف نذهب من هنا"

أخذت الفتيات نحو القبو الذي من المفترض أن يكون طريقه سالكا ،وهي تامرهم أن يخرجوا بدون أن يصدر أي صوت، فلا شك في أنهم سوف يبحثون عنهم إذا علموا أنهم لا يزالوا احياء.
أما إذا ماتوا مع باقي الناس داخل الملهى فهي واثقة انهم سوف يصنفون ضمن المفقودين او الموتى وبالتالي فإن المافيا لن تبحث عنهم.

تركتهم في ذلك المكان وهم يشكرونها ولكن لم يكن لديها الوقت من أجل أن تسمع أي شيء، كان لابد لها أن تنقذ ماريا أعز صديقة لها
المرأة الوحيدة التي استطاعت أن تقف في وجه ادهم في هذا المكان، وتمنحها القوة والشجاعة ومكونات المخدر من أجل أن تنقذ نفسها.

اجل ماريا هي من سمحت للخادمة الخاصة بروح أن تأتي لها بالمكونات وايضا ساعدتها الأكثر من مرة لكي تحمي شرفها وعفتها.

عادت لتبحث عنها وقد وجدت المكان مملوءا بالجثث المتفحمة، واخيرا وجدتها وقد كانت مضروبة في كتفها برصاصة، ركضت إليها بسرعة وهي تتفقد نبضها لتقول بهلع:

" ماريا يا الهي... يا الهي إستيقضي أنت بخير"

فتحت ماريا عيونها بصعوبة شديدة لتجد روح تقف امامها كانت تعتقد انها ميتة ولكنها عادت الى الواقع عندما صفعتها روح بقوة:

" تبا لك ايتها العاهره ما الذي فعلته؟"


صرخت بها ماريا بعدم تصديق ،بينما نضرت لها روح بغضب لتحاول ايقافها وهي تقول :

" تبا لك ماريا لما انتي سمينة إلا هذه الدرجة؟ هيا قومي وساعديني لكي نهرب من هنا هيا أسرعي"

انهت روح كلامها وهي تحمل ماريا على كتفها على الرغم من وزنها الضخم ذاك.
كانت ماريا تنظر إليها بعيون مملوءة بالدموع لم يفعل أحد أي شيء كهذا من اجلها من قبل،
لقد كانت حقا الفتاة التي لم تنجبها.

ابتسمت بحب لتقف وتمشي معها رغم الالم الذي كان يفتك بها.

وجدوا أن الطريق نحو القبو قد اصبح مملوءا بالنيران، لذلك إضطرت أن تاخذ طريقا أخر حتى تخرج ولا شك في أن الحراس الآن مذعورين وقلقين لن ينتبهوا اليهم أبدا.


لذلك حاولت أن تخرج من هناك بسرعة ذهبوا نحو أحد الممرات الفرعية، كانت تحاول أن تسرع ولكنها لم تكن تستطيع أن تفعل ذلك بسبب وزن ماريا التي قالت على الرغم من هذا الموقف الصعب :

" اقسم لك يا روح لو اننا بقينا على قيد الحياة بعد هذا اليوم سوف أقوم بحمية غذائية وأنقص وزني"

كانت تتحدث بجدية وهي تنظر أمامها بعزم، اما روح فقد كانت حقا ترغب بان تضحك من كل قلبها لكن الموقف لم يساعدها على ذلك.

توقفت روح فجأة لتنظر اليها ماريا بإستغراب من اصرفها هل هي لا تصدقها؟؟
هي تتحدث بجدية حقا إذا إستطاعت أن تبقى على قيد الحياة سوف تنقص وزنها وتغير من نفسها تماما.

" انني اتحدث بجدية لذالك لا داعي لكل هذه الدراما"

ساد الصمت بينهما لثواني نظرات ماريا الى ما كانت تنظر اليه روح بتركيز، لتتوسع عينيها بصدمة وهي تجد ادهم ملقى أمامها على الارض غارقا في بركة من الدماء.

لقد كان واضحا على الفتاتين أن لا واحدة منهما،كانت قادرة حتى على إدخال او إخراج الهواء داخل رئتيهما لقد كن حرفيا مصعوقات.



يتبع .....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي