26

هدوء ما قبل العاصفة اليس هذا ما يقال عن مكان معروف بالقتل والصراخ والدماء،فجأة يصبح هادئا كالمقابر، هذا ما كانت تفكر به بضبط روح وهي جالسة حول طاولة الطعام،
كان الكل وبلا إستثناء بذلك القصر الكبير، جالسا حول طاولة الطعام بصمت مريب.



الجميع جالسا وكأن هناك طيرا على رؤوسهم، الكل ينظر الى صحنه برعب شديد، ما عدا ذالك المختل جبل بتأكيد،الذي كان يلتهم طعامه بإستمتاع شديد وهو يصدر أصوات تلذذ صاخبة، لقد أكل ألا الآن أكثر من ثلاثة صحون ولم ينتهي بعد ،فشهيته اليوم مفتوحة الى اقصى حد.



" صحنا أخر لو سمحت"


قالها بصوت عالي وهو ينظر باستمتاع وإبتسامة واسعة الى الطباخ الذي كان يقف بعيدا وهو ينظر اليه بغير تصديق، تدارك نفسه عندما لاحظ ذلك الازعاج الذي إرتسم على ملامحه،ليسرع اليه وركبه تضرب ببعضها بخوف شديد، فأخر شيء يريده هو ان يقع في مشاكل مع شبيه الجوكر هذا المسمى ب جبل.



ملأ له صحنا آخر ويده ترتعش لي يضعه أخيرا أمامه قبل أن يتراجع على الخلف، وهو يدعوا ربه ألا يطلب منه شيء آخر بعد .


كانت روح تنظر إليه وهي لا تصدق هل يوجد مثل هذا الشخص على كوكب الارض،
لقد رأته بامي عينيها منذ ساعات قليل يقوم بكسر يد زوج عهد،والأن يجلس معه بهدوء على نفس الطاولة يأكل بشراهة كما لو أنه لم يفعل أي شيئ قبل قليل.


أدارت روح رأسها إلى الجانب لترى تلك الفتاة التي كانت تجلس امامها وهي تنظر الى صحنها بخوف شديد.


( "ما كان اسمها؟ ")

تسائلت روح لتتذكر إسمها بعد لحضات.اجل
عهد أخت ذالك الوحش.



كان الرعب واضحا على ملامح وجهها المصفر من شدة الخوف، لدرجة أنها لم تستطيع حتى أن تنظر الى مكان جلوس جبل ،بينما كان هو يتناول طعامه غير عابئ بأي شخص امامه.

" يا طبااااخ أسرع وأحضر الطبق الرئيسي "



قالها جبل وهو يضرب بيده على الطاولة،
بينما هو يرتشف شرابه باستمتاع شديد، أبتلع الطاهي ريقه برعب شديد ،وهو يقسم أنه سوف يترك المكان فورا ما أن تنتهي هذه المادبة.




لقد كان جبل كالرجل المجنون تماما كان يتصرف كما لو انه قد فقد عقله بالمعنى الحرفي، ركض الطاهي نحو المطبخ ليعود وخلفه ثلاثة رجال من مساعديه يحملون بينهم صحنا كبيرا جدا،كان كل واحد منهم يحمل من جهة بصعوبة كبيرة فكما يبدو انا تلك الوجبة كانت كبيرة للغاية.

رفعوه بصعوبة قبل أن يضعه على الطاوله بهدوء أمام الجميع، كانت ماريا تنظر إليه بغير مبالات ،لا تعرف لماذا هي موجودة هنا من الاساس، كيف فكرت في أن تأتي وتعيش مع مجنون مثله.



تنهدت وهي تنضر نحو روح وتفكر، ربما قررت هذآ الأمر بسبب تلك الحمقاء الجالسة امامها ،تلك المجنونة التي خاطرت بنفسها من أجل أن تنقذ وحشا كان يفضل أن يموت ويلقى حذفه في ذلك الحريق.


أعاد جبل ضهره للكرسي خلفه ليقول بعد صمت طويل:

" لماذا لا يريد أحد منكم أن يرفع الغطاء؟ أوا لستم جائعين يا سادة "



انهى جبل كلامه بملامح طفولية حزينة وهو ينظر إلى الجميع ويرمش ببرائة ، بينما تجاهله الكل ،رفع كتفيه بلا مبالات وعاد ليأخذ شوكته ويعود لصحنه من أجل أن يكمل ما يوجد فيه تحت أنضار الكل المستغربة من تقلباته.

إرتسمت ملامح طفولية على وجهه ووهو يأكل بالاستمتاع ،لدرجة أن روح التي كانت تنظر إليه أقسمت لو أنها لم تكن تعرف شخصيته الحقيقية ،لكانت قد بصمت بالعشرة أنه مجرد طفل صغير لا يعرف شيئا في الحياة.



وضع شوكة من يده ليأخذ منديلا كان بحجره ويمسح به فمه وهو يقول بتسلية :



" حسنا انتبهوا جميعا ،هذه وجبة طلبتها إعدداها بمناسبة اجتماعنا وعودة الصغيرة عهد من سفرها الطويل الى قصرها ".


قالها وهو ينظر إليها باستمتاع شديد ،بينما عهد ازداد اصفرار وجهها أكثر من اللازم، لترفع راسها أخيرا وتنظر اليه .



ظلت تنظر إليه بينما ترتجف في مكانها من الخوف، تقسم أنها قد رات موتها في عينيه الزرقاء ،وهو ينظر إليها بتلك الطريقة المجنونة.



هز كتفيه بلا مبالاة وهو يدعي الحزن قبل أن يعدل جلسته على الكرسي وهو يلعب بصحنه بشوكة قائلا للخادمة بخبث :


" من الواضح أن لا أحد يريد مشاركتي الأكل يالا الأسف ،ارفعي الغطاء عن الصحن يا روما سوف أكله لوحدي".


تقدمت الخادمة بخطوات هادئة لترفع الغطاء ولكنها بمجرد أن فعلت ذلك اطلقت من حنجرتها أقوى صرخه ممكن أن يسمعها شخص في هذا العالم، بينما نهضت ماريا لتقف بهلع وهي تضع كلتا يديها على فمها تحاول منع نفسها من التقيء.



بينما توسعت عيون الجميع بصدمة شديدة، وهم يجدون داخل ذالك الصحن الضخم ،جثة لرجل ما مقطوع رأس مطبوخ بالكامل موضوعا فوق الطاولة.



لقد كانت الجثة مملوءة مشوهة بالإضافة الى ذلك، كانت هنالك كبير من السكاكين مغروزة في جميع انحاء جسده.

نظر جبل باستمتاع شديد إلى جابر الذي كان ينظر إلى المنظر أمامه وكل خلية في جسده تنبض بالرعب ،حدقة عينيه تهتز برعب شديد ، هو لا يصدق إلى أي مدى ممكن أن يصل جنون جبل.

كان هذا الاخير يجلس امامه وينظر نحوه باستمتاع شديد، وهو يرتشف من كأس الخمر خاصته بسعادة.

أدارت روح راسها الى الجانب8كي تتحاشا ذالك المنضر المقزز،ليقع نظرها على ذلك الرجل عديم المشاعر الذي كان يقف على بعد امتار منها، وهو يناظرهم بإستمتاع شديد، وبالمجرد أن تقابلت عيناهما الخضراء الفريدة، مع خاصته السوداء لامعة ،أعطاها غمزه هادئة لتعلم أنه هو صاحب هذه الفكرة.


سارت رجفة على طول عمودها الفقري وهي تقسم أنها لم تقابل شخصا بمثل جنونه ووحشيته طوال حياتها:

" لماذا أنتم منصدمون لهذه الدرجة؟ هذا ما يستحقه فهو خائن، كان واحد من الرجال الذين حاولوا قتل ادهم قبل اسابيع"

قالها جبل وهو يعود وينظر إلى جابر كما لو أنه يتمنى أن يفعل به نفس شيء.



وضع كأس الخمر امامه على الطاولة وهو يفرك ذقنه قبل أن ينظر الى ادهم الذي كان يقف بعيدا ينظر إليهم باستمتاع شديد ليقول بخبث :


" هل تعتقد أننا نسينا شيئا يا صديقي؟؟"




" ربما نسيت ان تقوم بتقطيع جثته وتوزيعها علينا"



قالتها روح بسخرية شديدة وهي تنظر إلى ما يجري امامها بتقزز وإشمئزاز.



نظر إليها جبل بإعجاب شديد قبل أن يصرخ بها بحماس طفولي وهو يقول بينما يصفق:


" فكرة رائعة، تعجبني أفكارك يا فتاة"


وقبل أن تتمكن من الرد عليه وجدت رصاصة تخترق ذراعه ليصرخ بألم شديد.

توسعت عينيها بصدمة شديدة بينما تقدم منهم ادهم ببرود شديد، قبل أن يجلس على رأس الطاولة وهو ينظر أمامه بهدوء شديد.



تقسم بخالق الكون العظيم أن ما يجري الآن،ما هو الا ضرب من الجنون.


لا تعلم لماذا ولكنها أصبحت تعرفه جيدا،تعرف كل ما يخصه؟
كما لو أنه أصبح مجرد كتاب مفتوح امامها تستطيع أن تقرأه بسهولة في أي وقت تريد.



" لماذا فعلت ذلك يا رجل ؟"


قالها جبل وهو ينظر بإستمتاع الى ادهم ،أنه بحق مرعب.


كان يقف بالاستقامة وعلى وجهه ابتسامة وكأنه لم يتلقى رصاصة قبل ثواني ،نظر له أدهم ببرود شديد،كان يحاول وبقوة إخفاء ابتسامته المجنونة التي كانت تسيطر على وجهه، قبل أن يعود وينظر الى روح بابتسامة مختلة وهو يميل رأسه للجانب:

" لقد تناقشنا أنا وأدهم في أمر شرائك لنفسك، ولقد قررنا الاتي يا روح "



قالها جبل وهو ينظر إلى مسدسه الذي وضعه على الطاولة امامه باستمتاع شديد قبل ان يرفع وجهه وينظر إليها ببرود وهو يقول بنبرة تقسم أنها رأت الموت يتجسد فيها :

" بما أنك هربتي نصف فتيات الملهى تلك الليلة ،قررنا أنه عليك أن تدفعي ضعف المبلغ الذي كنا متفقين عليه في البداية "

توسعت عيون ماريا بصدمة شديدة وقد كان هذا آخر شيء تتوقعه ،لم يخطر في بالها أبدا أنه من الممكن أن يفعل ادهم شيئا كهذا ، وخاصة وأن روح انقذته من الموت.




لقد كانت تتوقع أنه من الممكن أن يسقط ذلك الرهن عليها وربما يطلق سراحها ويراقبها من بعيد ،ولكن أن يزيد ضعف المبلغ عليها
هذا كان آخر شيء تتوقعه .



جلست على الكرسي وهي تفكر بحيرة، هذا يعني أن روح عليها الآن أن تدفع مليونا دولار،
تبا له لقد انتهت حياتها.


ولكن ما صدمها في الحقيقة هو ردت فعل روح التي وقفت بهدوء شديد ،وهي تنظر إلى ادهم الذي كان يجلس على كرسيه يدخن سيجارته باستمتاع شديد لتقول بثقة:"

" حسنا لا مشكلة متى سوف تأخذني الى الملهى كي ابدا العمل لقد مرة وقت طويل على آخر ليلة قضيتها بين أحضان رجل ؟ "

ولثانية واحدة إستطاعت أن ترى ذلك التردد والرعب الذي ارتسم في عيون جبل، وهو ينظر الى ادهم الذي كان لا يزال يجلس في مكانه وهو ينظر اليها بعيون مظلمة.



كما لو أنه كان يريد ان يمزق رأسها عن رقبتها ويلعب به، أو وكأنه يريد أن يشعل النار فيها حية ليراها تركض من حوله وفي كل مكان.

الكثير والكثير من الافكار الدموية التي هاجمت عقله في تلك اللحظة وهو ينظر اليها بتلك الطريقة السوداوية.

رفعت أحد حاجبيها باستمتاع شديد، وهي تنظر اليه بطريقة ماكرة لتقول بينما ترسم على شفتيها التوتية المغرية ابتسامة لعوب :


" لي اكون صريحة معك...في الحقيقة كنت أتوقع أنك سوف تطلب مبلغا أكبر من هذا، ولكن لا باس أستطيع أن اجمعه في أقل من سنة واحدة، إذا اعدتني إلى ذلك الملهى الذي كنت به من قبل ،فانت كما تعلم أنا خبيرة جدا بعملي ومطلوبة من الجميع ولدي زبناء دائمون هناك".



هز جبل راسه بغير تصديق ولكن قبل أن يفتح فمه ويقول أي شيء ،كان ادهم يرسم ابتسامة شيطانية على وجهه الوسيم ،قبل أن ينظر اليها وهو يقول باستمتاع كبير :



" لا داعي للعودة للملهى بعد الآن لأنك هذه المرة لن تكوني متاحة للجميع ،سوف تكونين عاهرتي الخاصة وسوف أدفع لك عن كل ليلة تقضينها معي مئتا الف دولار ".

قالها ادهم وهو يطفئ سيجارته على الطاولة أمامه، بينما ينظر إلى صدمتها باستمتاع شديد.



شدت يدها بغضب ساحق وهي حرفيا كانت تفكر في أخذ ذلك المسدس الذي كان بين يدي جبل وتفرغ محتواه في رأس ادهم لتتخلص منه مرة واحدة والى الأبد.

كانت جديا تفكر بذالك، إذا استطاعت أن تتحرك بدقة وسرعة في الوقت المناسب، فهي سوف تاخذه وتطلق على راسه مباشرة وترتاح منه الى الابد، ولكن هذا شيء مستحيل لأنها بمجرد أن تفعل ذلك سوف تجد جميعا الحرس يقفون عند راسها لي يفتكوا بحياتها.



يتبع ......
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي