لوغاريتم القتل

سابرينا`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2023-12-30ضع على الرف
  • 162.5K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الثاني القاتل

وقف هيركلين بروس، خارج مدخل المستشفى، تنهد براحة يشم الهواء النقي، هو يكره المستشفيات، رائحة المطهرات الطبية والأدوية تثير غثيانه.

قال هيركلين:
يوم المشفى هذا أسوأ شيء في وظيفتي كمحقق.

قالت له إيملي، التي كانت تقف بجانبه:
تنفس، لقد أصبحنا في الخارج.

أدار هيركلين رأسه لينظر إليها، فهي تتمتع بشعر أحمر جميل وعينين زرقاوين، كانت تبتسم له، تحاول أن تخفف عنه.

قالت له:
هل تشعر بتحسن الآن؟

أغلق هيركلين عينيه وأخذ نفسًا عميقًا، ثم فتح عينيه وقال:
أنا فقط أحتاج إلى بعض الهواء النقي.

تنهدت وهي تقول له:
يجب عليكَ تغيير طبيبك؛ فأنا لا أرى أي تحسن في حالتكَ، الدم ليس شيئًا خطيرًا.

-أنتِ لا تعرفين شيئًا عن الرهاب.

-نعم، أعرف، لدي صديقة مصابة برهاب العناكب، لكنها لا تفقد الوعي عندما تراها.

-العناكب ليست مثل الدم، العناكب حشرات لطيفة ونافعة للطبيعة، والأهم من ذلكَ لا تجعلني أشعر بالدوار.

كتمت ضحكتها بصعوبة، ثم قالت له:
لا فائدة من الكلام معكَ، فأنتَ في النهاية تحور كل كلامي إلى ما يناسبكَ.

ثم بدأ كلاهما في المشي بعيدًا عن المستشفى.

قالت إيملي بابتسامة رقيقة:
لقد كان يومًا طويلًا، هل ترغب في تناول شيء ما؟

-نعم، سأكون ممتنًا لكوب من القهوة.

مشيا إلى مقهى قريب وجلسا في الخارج، طلب هيركلين كوبًا من القهوة، وإيملي كوبًا من الشاي.

عندما جاءت القهوة والشاي، أخذ هيركلين رشفة، ثم قال:
هذه القهوة جيدة للغاية.

بعد مرور عدة ساعات.

وفي داخل المكتب، جلست إيملي وهيركلين أمام بعضهما البعض، أخذت إيملي تقلب الملف الخاص بجريمة القتل التي كانوا يحققون فيها، بينما هيركلين يقرأ ملاحظاته.

بعد مدّة، نظرت إيملي إلى هيركلين وقالت:
ألا تجد الأبُ غريب الأطوار؟

رفع هيركلين حاجبيه وقال:
غريب! كيف تقصدين بغريب؟

أجابت إيملي بنبرة خافتة:
أعني أنني لا أعرف، أنه يتصرف بغرابة، لقد ظل ينظر بعيدًا عنا، ولم ينظر إلينا مباشرة، في البداية انفعل علينا ولم يجب على أسئلتنا، وبدا متوترًا للغاية.

قال لها هيركلين:
لقد فقد الرجل ابنته، إميلي، وكاد أن يفقد زوجته، كيف تظنِ أنه يجب أن يتصرف؟ إنه مكتئب فحسب.

-أنا أفهم ذلك، ولكن أشعر أن هناك شيء آخر، شيء لا يخبرنا به.

-ربما تكونين على حق، لكن علينا أن نحصل على المزيد من الأدلة قبل أن نبدأ في اتهامه بأي شيء.

أومأت إيملي بالموافقة، وقالت:
سأواصل التحقيق في زوجته، لعلني أجد شيئًا ما.

قال هيركلين:
حسنًا، وأنا سأواصل التحقيق مع الأبُ، لعلني أجد شيئًا ما أيضًا.

تحركت إيملي في مقعدها، ثم قالت:
لنبدأ العمل.

ثم أتصلت بمكتب الطبيب الشرعي لطلب المزيد من المعلومات، عندما أنهت المكالمة.

قال لها هيركلين:
ماذا قال الطبيب الشرعي عن مقتل الطفلة؟

أجابته إيملي:
لقد تم طعن الطفلة خمس مرات في صدرها، وخمس مرات في وجهها، علامات الطعنات غير منتظمة للغاية، الطفلة طعنها القاتل بطريقة عشوائية، كما لو كان هذا الشخص أعمى لا يرى.

فكرت إيملي ثم أكملت قائلة:
أو يشير إلى أن القاتل شخص مجنون، أو شخصًا غاضب للغاية.

قال لها هيركلين:
أو شخصًا يعرف الطفلة جيدًا.

هزت إيملي رأسه:
لا أعتقد ذلك، إذا كان القاتل يعرف الطفلة، لكان قد قتلها بطريقة أكثر إنسانية دون أن تتألم، لكن يبدو أن القاتل كان يحاول إيذاء الطفلة بقدر ما يستطيع.

قطب جبينه وهو يقول بتفكير:
هذه الطعنات العشوائية تدل على أنه شخص فقد السيطرة على نفسه، ولكن الزوجة تعاني إصابة في الرأس جعلتها تفقد الوعي مباشرة، المعتدي ليس الشخص نفسه.

سألته إيملي:
ما الذي تقصده؟

داعب هيركلين شاربه وهو يقول:
طعنات الطفلة كانت كثيرة وأكثر عشوائية، والأم تلقت ضربة قوية فوق الرأس، ولم يتم طعنها، لو كان شخص واحدًا سيقتل الأم والطفلة طعنًا بالسكين، هناك شيء غير مفهوم.

قالت إيملي:
حسنًا، هذا مثير للاهتمام، إذًا ماذا تعتقد؟ ومن يكون القاتل؟

رد عليها بتفكير:
أعتقد أن هناك شخصين مختلفين مسؤولين عن قتل الطفلة والاعتداء على الزوجة، وهذا يعني أن الشخص نفسه لم يهاجم كل منهما.

ضمت شفتيها، ثم قالت:
إذن، هناك مهاجمان؟

هز كتفيه وقال:
ربما، لم أتأكد بعد من تحليلي هذا.

تحرك من مكانه، وأخذ هيركلين صور الجريمة من فوق المكتب، وبدأ في دراستها، وفي الوقت نفسه كانت إيملي تبحث عن أي دليل يمكن أن يساعدهم على حل القضية.

بعد مدّة من الوقت، قال هيركلين:
وجدت شيئًا قد يكون مهمًا.

أعادت إيملي النظر في الصور، وسألت:
ماذا وجدت؟

أشار هيركلين إلى بقعة صغيرة من الدم على الأرض بالقرب من جثة الطفلة، وقال:
بقعة الدم هذه، تبدو جديدة.

أومأت إيملي برأسها، وقالت:
هذا صحيح، هذا يعني أن القاتل كان مصاب وظل في مكان الحادث بعد مقتل الطفلة ولم يغادر مباشرة.

قال هيركلين:
وربما يبحث عن شيء، أو ربما يحاول إخفاء أدلة، يجب أن نفحص بقعة الدم هذه بدقة، قد تحتوي على معلومات يمكن أن تساعدنا على حل القضية.

أخذت نفس عميقًا ثم قالت:
سأرسل الآن شخصًا من المكتب إلى هناك، يأخذ عينة من الدم المتجمد ويرسلها إلى المختبر.

تثاءب هيركلين، ثم قال بنبرة متعبة:
سوف نباشر التحقيق غدًا، نحتاج بعض الراحة.

مساء اليوم التالي، في داخل مكتب المحقق.

تحدث هيركلين بضيق:
لا أعتقد أن هذه القضية تسير على ما يرام، لدينا فعلًا آراء وحجج مختلفة حول الزوج.

قالت إيملي بثقة:
الزوج هو القاتل، أنا متيقِّنة من ذلكَ

ابتسم وهو يقول:
ليس هنا في عملنا شيء اسمه أنا متيقِّن، ولكن هناك أدلة من خلالها نقول من مرتكب الجريمة، ولا أعتقد أن أبًا يرتجف مثل سمكة تخرج من الماء يجرؤ على فعل هذا بطفلته، الآن كل ما ننتظره هو أن يرسل إلينا آرثر النتائج النهائية للطب الشرعي والتحريات جميعها.

وقد حدث هذا في وقت أقرب مما كان يعتقد، اتصل آرثر بهاتف المكتب وأبلغه بكل النتائج والتحريات، وقبل أن ينهي المكالمة قال:
هناك معلومة أعتقد أنه سيكون من المهم لكَ معرفتها؟

سألها هيركلين:
ما هذه المعلومة آرثر؟

رد عليه آرثر:
الزوج لديه الكثير من الديون، والمنزل الذي يعيش فيه حاليًا مؤجر، ولم يدفع الإيجار لمالك المنزل منذ أكثر من ثلاثة شهور، حتى السيارة مؤجرة، وتم طرده من العمل وعمل في وظيفة جديدة منذ أسبوع.

عندما انتهت المكالمة، أخذ يفكر في كلام آرثر وقطع شروده، صوت إيملي.

قالت بابتسامة:
انظر، لقد أخبرتك الزوج هو القاتل.

نظر إليها هيركلين وهي تتحدث، كانت إميلي تتلألأ بفرحة طفولية، وكانت عيناها تلمعان مثل طفل، ثم قال لنفسه:
"أحب رؤية هذه الابتسامة عليكِ، ومهما حاولتِ أن تكونِ باردة مع الآخرين، وأن تكونِ امرأة بلا قلب وبلا عاطفة، فأنتِ ما زالتِ طفلة من الداخل."

ثم أكملت إيملي قائلة:
لا يوجد دخول قسري إلى المنزل، ولم تلتقط الكاميرات أي شخص يدخل أو يخرج مما يعني أن الجاني كان بالداخل، والعائلة عبارة عن ثلاثة أشخاص فقط، اثنان منهم مصابان، من سيكون أفضل متهم بالجريمة؟

الزوج يعاني مشكلات مالية، أكيد نتيجة الضغوط التي يعيشها فقد أعصابه وتخلص من أسرته، أنا لست مخطئة، لقد قتلهم الزوج حقًا.

شبك هيركلين أصابعه وهو يقول بنبرة مهزومة:
الأدلة كلها تشير إلى الأبُ، ولكن أين أداة الجريمة؟ يجب العثور عليها، هيا، أريد الذهاب إلى مسرح الجريمة، منزل الزوج، ولكن قبل الذهاب أريد أن أسأل، هل ظهرت نتيجة تحاليل بقعة الدم؟

قامت إيملي بفرقعة أصابعها وهي تتحرك إلى الخارج، ثم قالت:
لا لم تظهر نتيجة التحليل بعد، ونحن فعلًا نحتاج إلى البحث من جديد في المنزل، والآن لنتحدث في بعض الأمور الغير الهامة بالنسبة لكَ ولكن هامة بالنسبة لي.

ضحكت وهي تكمل قائلة:
ماذا قلت ستفعل عندما تخسر الرهان في هذه الجريمة؟

عبست ملامحه وهو يقول:
لا أتذكر شيئًا، وهذه الضحكة أصبحت أميزها بشدة، أكيد ستقولين شيئًا لن يعجبني.

وهي تفتح باب السيارة، ألقت عليه أكثر ابتسامة بريئة تمتلكها، ثم قالت له:
لقد وعدتني بوجبة عشاء.

زفر بحدة وهو يقول:
العشاء، تذكرت، ولكن قبل أن نتفق في التفاصيل، والمكان الذي تفضلين الذهاب إليه في حالة الفوز، دعينا نذهب إلى منزل الزوج ونبحث في كل شبر فيه جيدًا، ونقطع الشك باليقين.

قالت له:
إذًا هيا بنا، فأنا أريد الاحتفال بفوزي هذا في أقرب وقت.

كان صوت هيركلين عميقًا وقويًا، وهو يتحدث ببطء:
مبكرًا هذا الاحتفال عزيزتي، ولكن ما زلت أعتقد أن هناك شيئًا آخر لم نصل إليه، وأعتقد أنه بريء.

تحدثت إليه بحدة:
قل إنكَ لا تتحمل الخسارة، لا ترد خسارة الرهان، وتبخل عليَّ بثمن العشاء، أيها البخيل.

ابتسم هيركلين ابتسامة واسعة، ثم قال بصوت حنون وصادق:
هل تعلمين، أن تفوقك عليَّ سيكون من أسعد لحظات حياتي، عزيزتي إيملي؟

احمر وجهها من الخجل، وبعد لحظات من الصمت تحدثت إليه بتردد، وكأنها غير متيقِّنة مما تريد أن تقوله:
هيا نذهب إلى منزل روي قبل أن يحل الظلام.

باب المنزل كان مفتوحًا عندما طرق عليه هيركلين، لذلك فتح الباب على اتساعه، قبل الدخول، وقال بعبوس:
هذا مثير للريبة، لماذا الباب مفتوح هكذا؟ أليس من المفترض أن الزوج في المنزل حسب كلام آرثر والرجل المكلف بمراقبة روي.

في داخل الشَّقَّة، شعرت إيملي بعدم الارتياح بسبب هذا السكون المثير للأعصاب، فقالت:
المنزل مظلم للغاية.

ثم قامت إيملي بتشغيل مصابيح الشَّقَّة لإلقاء بعض الضوء على المكان.

نظر هيركلين حوله، ثم نادى:
سيد روي!

قالت إيملي بخفوت:
لا يبدو أن أحدًا هنا.

نادي هيركلين من جديد:
نريد أن نطرح عليكَ بعض الأسئلة، التقيناكَ بالأمس في المشفى.

نظرت إيملي إلى غرفة المعيشة:
هذه الشَّقَّة فارغة، لا أفهم، لقد أخبرنا آرثر أنه في المنزل، ربما هرب عندما علم أنه سوف يقبض عليه.

وهو يفكر قال:
ربما ذهب إلى المشفى.

سخرت إيملي وهي تقول:
قلت لكَ أنه هرب، لماذا لا تقتنع بكلامي؟

رد هيركيل:
وأنا أقول لا، دعينا نفحص المنزل جيدًا، هيا نبحث أولًا في غرفة النوم.

قالت بسخرية:
ولماذا غرفة النوم تكون بداية بحثنا؟

أجابها بهدوء:
لأنه المكان الذي تمت فيه الجريمة.

تبعت إيملي خطوات هيركلين، إلى غرفة النوم، كانت الغرفة فوضوية للغاية، الملاءات مبعثرة على الأرض، والكرسي مقلوب، وهناك آثار دماء خفيفة على الأرض، ورائحة غير لطيفة تنتشر في الهواء.

قال هيركلين:
لنبحث جيدًا في كل جزء.

وفجأة سمعوا صوتًا يأتي من داخل الحمام.

قال هيركلين بقوة:
سيد روي، هل هذا أنتَ؟

خرج من كان بالداخل، وقفت السيدة ميشيل وقالت بخوف شديد:
من أنتم؟ وكيف دخلتم إلى منزلي؟

عندما علم من تكون، قال لها هيركلين بهدوء:
أهديء سيدة ميشيل، أنتِ لا تبدين بخير، كيف سمح لكِ الأطباء بالخروج، وأنتِ ما زالتِ مريضة؟

ضغطت ميشيل نفسها على الجدار وهي تصرخ من كل قلبها:
اخرجوا من هنا، إلى الخارج.

سارت إميلي نحوها واقتربت ببطء منها، ثم قالت لها بهدوء:
المكان هنا ليس آمنًا، يجب أن تعودي إلى المشفى، حالتكِ سيئة للغاية، وتحتاجين إلى العلاج.

اقتربت منها إيملي أكثر ولكن ميشيل شعرت بالفزع، قالت بهستيرية:
ابتعدِ عني، قلت أخرجوا.

استمرت إيميلي في المشي نحوها، دون أن تلاحظ هذا الشيء الذي تحمله في يدها، مختبئًا خلف ظهرها.

رأى هيركلين ما تحاول ميشيل إخفاءه، أنه شيء صغير، إنه معدن، فقال برعب:
أوه، لا.

ثم ركض بسرعة نحو إيميلي محاولاً دفعها بعيدًا، وقال بصراخ:
إحذرِ، إيملي!

تمكن هيركلين من دفع إيميلي بعيدًا، ولكن ميشيل تمكنت من إصابته بالسكين، صرخ هيركيل بألم، نظر إلى الدماء التي كانت تنزف منه، فشعر بالدوار ووقع على الأرض.

سمع صراخ إيميلي، وكل شيء أصبح ضبابيًا، ثم أصبح كل شيء مظلمًا.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي