الفصل العشرون القائد

صرخت آري من الألم، هذا الرجل المقنع بدا عليه أنه يستمتع بألمها، وكأن هذا أجمل شيء في العالم، وفي تلكَ اللحظة، ظهر نيك في الفيديو وهو يركض تجاه هذا الرجل، ثم ركله بقوة.

وقف الرجل ينظر إلى نيك بغضب عارم، دون أن يرد إليه الضربات، لقد كان ضعف حجم ذلك المراهق الوديع، ولم يكن لديه مشكلة في التغلب عليه، وكأن حياته لا قيمة لها.

ودون أن يتحدث، أشار هذا الرجل بيديه إلى بعض الرجال الآخرين الموجودين في الغرفة، وفي المشهد التالي تعرض نيك للضرب والركل واللكم والبصق، حتى توقف عن الحركة تمامًا، وتم سحب جثته بعيدًا.

أوقف هيركلين هذه اللقطة عندما لاحظ شيئ مريب، كان هناك شيء غريب في الطريقة التي كان بها نيك ينظر إلى الكاميرا، ويسحب ذراع ذلك الرجل الملثم، تقريبًا كما لو كان يحاول أن يُظهر للكاميرا شيئًا ما.

أعاد هيركلين تشغيل الفيديو وهو متأكد من أن هناك شيئًا ما، إنه يحاول أن يقول شيء أمام الكاميرا.

قال هيركلين:
لماذا لم أرَ ذلك من قبل؟

شاهد هذا الجزء أكثر من عشر مرات، وفي المرة الأخيرة، قال لنفسه:
"أعلم أن نيك يحاول قول شيء ما إلى الكاميرا، لكني لا أعرف ما هو حقًا، جودة الصورة ليست جيدة بما يكفي لتكبير يد هذا الرجل، ورؤية ماذا يوجد هناك، في الوقت الحالي يمكن لشخص واحد فقط المساعدة."

وضع هاتفه واتصل برقم إيميلي، رن عدة مرات عليها ولكنها لم ترد.

قال بضيق:
لا أستطيع أن أصدق أنها نائمة في مثل هذه الساعة، هل تعلم عن ذلك؟

رن هيركلين مرة أخرى عليها، وكان أول شيء قالته عندما ردت على المكالمة وكأنها تعلم أنه سيتصل:
لديكَ أخبار جديدة؟

قال لها هيركلين:
الفيديو التي تعرض فيه نيك للضرب حتى الموت، كان نيك يحاول إظهار شيء ما عندما تعرض للاعتداء، هل لاحظت ذلك وقررت الصمت؟

ردت عليه إيملي:
لا، ما الذي تتحدث عنه؟

قال لها بنبرة حادة:
أنتِ أردت مني أرى زوجة روبي، أن أعود إلى تلك القضية، أن أرى هذا الفيديو، أكيد كنتِ تعلمين شيئًا، لذلك رميت الطعم لي.

تنهدت بعمق وهي تقول:
لا أعرف ما الذي تتحدث عنه، ماذا يوجد في الفيديو؟

قال لها هيركلين:
اللقطة ليست واضحة، لكني متأكد أنه شيء يمكن أن يعطينا دليلًا على المعتدي الآخر في الفيديو، هناك شيء ما في يده، لا أعرف، يمكن أن تكون ندبة أو وشماً.

ردت عليه إيملي:
حسنًا، سأرسل إليك رقمًا، إنه محلل فيديو، ربما يكون قادرًا على تحسين جودة الصورة، أخبرني إذا وجدت أي شيء.

ثم أكملت بصوت مرتفع:
لا تسأله أي شيء، أرسل الفيديو على هذا الرقم وأخبره بما تريد، أفعل ذلك خلال ساعة، فهو يغير رقمه كل ساعتين.

هتف هيركلين:
ماذا تقولين؟

قالت له إيملي:
إنه خبير حاسوب مهووس بالقرصنة، ولديه مشكلات مع بعض الأشخاص والمؤسسات.

عبست ملامحه وهو يقول لها:
كان ينبغي لكِ إلقاء القبض عليه، لماذا يترك حرًا دون محاسبة؟

تنهدت عدة مرات وهي تقول:
إنه لا يفعل أي شيء غير قانوني، إنه يلعب فقط بالأجهزة والحسابات ويأخذ المال ويعطيه، وهو مفيد جدًا في بعض الأحيان حتى لنا، لماذا نهدر مثل تلكَ الموهبة ونقبض عليه؟ إلى اللقاء.

هيركلين يعلم أنها تكذب، فعندما تكذب تتنهد كثيرًا، مما يعني أنها تخفي شيئًا ما، ولا ترد قولها له.

حصل هيركلين على الرَّقْم وأرسل إليه رسالة نصية، وفي خمس دقائق حصل على نسخة محسنة من الفيديو المُكبر.

عندما شاهد هيركلين اللقطة المكبرة، قال بنبرة مصدومة:
مستحيل، القائد هو الشخص المقنع، لا أصدق ما تراه عيني.

بإصابع ترتعش، اتصل بإميلي في الحال، وعندما ردت عليه، قال لها على الفور:
كنتِ تعلمين أنه الكابتن طوال الوقت، الشخص الذي حاول نيك لفت نظرنا إليه في الفيديو.

ردت عليه بهدوء:
لا، لقد علمت منكَ هذا توًا.

قال لها بغضب:
تكذبين، إيملي.

-إلى اللقاء، هيركلين.

ثم أغلقت الهاتف في وجهه.

شعر هيركلين بغضب شديد، وأخذ يتحدث مع نفسه:
أنا متيقِّن من أنها كانت تعرف حقيقة القائد، لقد كانت على حق في أنني لا أريد أن أرى السوء في الناس، كانت على حق عندما قالت لي أن ليس كل شخص بشرًا، امتلاك القلب لا يصنع إنسانًا، بل وجود المشاعر فيه يصنعه.

الأمر كله محير للغاية، إنها تعبث برأسي، لماذا قالت تحدث مع زوجة روبي، فتش في الأدلة كلها التي لديكَ؟ أكيد كانت تعلم كل شيء والتزمت الصمت، ولكن لماذا؟ أكيد سوف أعلم الإجابة لاحقًا.

وعندما أتى اسم القائد داخل عقله، هتف غاضبًا:
لماذا لم أشك فيه قط؟ في البداية عندما حاولنا اعتقاله، قال لنا يجب إعطاء طابع الشرعية على المستندات التي عثرنا عليها في منزل روبي، ثم نتقدم بطلب لاعتقاله.

وفي النهاية انتهى بروبي بالسقوط من النافذة، الرجل الذي لا يريد سوى السلام والعدالة، تبين أنه أكبر ذئب يختبئ بين الأغنام.

قم بإنهاء الأمر الآن، أذهب وأبحث عن المزيد من الأدلة لإدانته، مجرد وشم على ذراعه لن يكون السبب في القبض عليه.

أخذ هيركلين مفاتيح سيارته وقناعًا لتغطية وجهه وقبعة لتغطية رأسه وغادر المنزل، كان الطريق إلى منزله طريقًا طويلًا إلى حد ما.

لم يوقف سيارته أمام منزله بل بعيدًا، وقف هيركلين أمام بوابة المنزل ثم قال لنفسه:
يجب أن يكون هناك شيء ما، شيء يمكنه أن يساعدني.

تسلل هيركلين إلى داخل المنزل، قال لنفسه وهو ينظر إلى الأثاث:
"هذا منزل شخص ثري للغاية وليس منزل موظف، لا يملك أي موظف حكومي هذا النوع من الثروة مهما كانت أهمية الوظيفة التي يشغلها."

أندهش هيركلين من مقدار الأموال التي استثمرها القائد على القطع الفنية واللوحات في هذا المنزل، وبدأ في استيعاب التصميم الداخلي قطعة قطعة.

انتقل هيركلين من غرفة إلى غرفة أخرى، بحث في معظم الغرف، ولم يكن هناك شيء، وعندما كان على وشك التسلل خارج منزله، سمع أصوات آتية من الخارج، فقال لنفسه:
"تبًا، لقد عاد قبل ما كنت أتوقع."

ركض للاختباء داخل خزينة غرفة النوم، ثم حدث نفسه:
"سأضطر إلى الإنتظار هنا، حتى يذهب للنوم، أنا أكره الأماكن الضيقة، ولكن كان علي أن أختبئ، بغض النظر عن مدى خوفي من ذلك."

سمع صوتًا، صوت أنثى، فقال لنفسه:
"من هذه المرأة؟ هل هي عشيقته؟ ربما لا تعرف نوع الوحش الذي تواعده، لكنها ستعرف قريبًا."

سمع صوت القائد يقول لها:
عليكِ أن تكوني أكثر صبرًا قليلًا، انتظرِ حتى يموت، لا أستطيع المخاطرة بالمزيد من الفضيحة، هناك ما يكفي منها.

ردت عليه بانفعال:
لا أستطيع الانتظار بعد الآن، أريد الرحيل.

قال لها القائد بنبرة حاول جعلها هادئة قدر المستطاع:
لا يوجد خيار آخر إذا أردنا أموالنا، سيتعين علينا انتظار موته الطبيعي، لقد نصبنا الطعم، ووقع فيه، والآن نحتاج أن ننتظر.

دقت بكعب قدميها على الأرض وهي تقول له:
لن أنتظر أكثر من أسبوع، عدني إذا لم يمت بحلول ذلك الوقت، فسوف تنهي أنتَ حياته.

رد عليها بضيق:
ماذا؟ أنا لن أخاطر بفعل ذلك مرة أخرى، لقد خاطرت بعملي من قبل بسببك، وقمت بدفعه من النافذة، لن أكرر ذلك.

عضت شفتيها بقوة وهي تقول:
كان سيكشف أسماءنا كلها للشرطة، عليكَ إنهاء ما فشلت فيه، لو استيقظ من الغيبوبة وتحدث ستكون كارثة على الجميع.

-سأقتله ولكن عندما تهدأ الأوضاع قليلًا.

-لقد ضحيت بابنتي من أجل هذا، هل تعتقد أنني أستطيع الانتظار بعد الآن؟

-سأقوم بتصحيح الأمر، وبعد ذلكَ سنكون أنا وأنتِ فقط، والآن أحضرِ لي الطعام، فأنا أتضور جوعًا.

سمع هيركلين صوت خطوات تقترب، كانت هذه هي الفرصة، فتح الباب قليلاً حتى يتمكن من رؤية من هي المرأة، شعر هركلين بصدمة شديدة عندما رأى وجه هذه المرأة التي لم يعتقد أبدًا أنها متورطة، إنها ليست زوجة روبي، إنها السيدة سميث، والدة آري.

قال هيركلين لنفسه:
"إذن، فهي على عَلاقة غرامية مع عم آري، وهي تساعد قاتل ابنتها لماذا؟ هل كل ذلكَ من أجل المال."

بعد مرور بعض الوقت، سمع هيركلين صوت نقرات الكعب على الأرض وأدوات المائدة ترص عليها، وبعض الأنين والهمهمات.

أنتظر هيركلين أكثر من ساعة، وعندما أصبح كل شيء مظلمًا وهادئًا، خرج من ممتلكات القائد، مرتبكاً ومجروح، وغاضب؛ بسبب ما سمع، كيف تصمت أم على مقتل ابنتها؟ إلى هذه الدرجة ماتت الرحمة وانعدمت المشاعر الإنسانية.

قاد سيارته بتهور إلى منزل إيملي، طرق على باب شقتها بعنف شديد، وعندما فتحت له الباب دخل في الحال، نظر إليه بغضب وظل صامتًا.

قالت له إيملي بهدوء:
ماذا حدث؟

ودون أن ينطق بأي كلمة، قام بتشغيل التسجيل لإيميلي، هي استمعت إليها، ولم تظهر أي رد فعل، لا ينبغي لها أن تكون كذلك.

صاح في وجهها بغضب:
كنتِ تعلمين؟ لا أستطيع التفكير في أي سبب لعدم إخباري بهذا من قبل، سوى أنكِ متورطة أيضًا.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي