الفصل الثاني عشر القبض على القاتل

بعد عدة ساعات لاحقة.

وفي داخل هذا المقهى، حيث يجلس صفوة القوم، زوجة روبي كانت تجلس هناك في ركن مميز في الزاوية.

قال هيركلين وهو يقف:
هيا، نذهب لكي نتحدث إليها، هناك أشياء كثيرة أريد أن أقولها لها.

قالت إيملي بخفوت:
ليس الآن.

ثم جذبته للأسفل، وجعلته يجلس مرة أخرى في مكانه.

احتج هيركلين على فعلتها تلكَ:
لماذا؟

ردت عليه:
لأنني أراقبها الآن.

سأل بضيق:
ليس هناك فائدة من مراقبتكَ لها، أنتِ هكذا سوف تضيعي الكثير من الوقت، ونحن نريد أن نقبض على روبي في أسرع وقت.

عبست ملامحها وهي تقول له:
ما أفعله ليس إضاعة للوقت، أنا أريد أن أعرف أي نوع من الأشخاص هي، قبل أن نحاول التحدث معها، هل ستقبل التعاون معنا أم لا، عندما تعرف حقيقة زوجها؟

وهما يتحدثان قامت زوجة روبي من مكانها، تمشي بعيدًا، فقالت إيملي بخفوت:
ربما هي ذاهبة إلى المرحاض، سأذهب خلفها.

ثم تركت هيركلين بمفرده، فقال لنفسه:
"هل أنتظر أم أذهب خلف إيملي."

وفي النهاية قرر البقاء مكانه، وأخذ يقرأ رسائل هاتفه، كان لديه العديد من الإشعارات، بعضها من جيري، وبعضها من ستيلا وعدد قليل من أمه، فتح هيركلين جزء من الرسائل الآتية من أمه.

هو لم يتحدث معها إطلاقًا منذ أكثر من أسبوع، في هذه الرسالة كانت تتمنى له عيد ميلاد سعيد، وتطلب منه الإتصال بها عندما يكون متفرغًا، كانت نهاية الرسالة أجب، هيركلين.

ثم نظر إلى رسالة ستيلا المرسلة له، أحتاج مساعدتك اليوم، لدى قياس فستان اليوم وجيري ليس حر، هل يمكن أن تأتي معي؟ لن أعطلك كثيرًا.

ابتسم هيركلين وهو يقرأ رسالته، لا يستطيع أن يصدق أنه لم يرها منذ أكثر من سنة، وما زالت علاقتهم كما هي، علاقة مرحة دون تعقيد.

ثم انتقل إلى رسالة جيري، هل يمكنكَ مساعدة ستيلا عندما تذهب لرؤية فستانها؟ لدي اجتماع ضروري، ولا أريدها أن تذهب وحدها.

قطعت عليها إيملي قراءة رسائله:
زوجة روبي تبدو طيبة للغاية، وهناك احتمال أن تتعاون معنا.

جلست مكانها ثم أكملت قائلة:
لا أعتقد أن لديها أي فكرة عن أعمال زوجها.

قال لها هيركلين:
يجب أن نتحدث إليها الآن.

ردت إيملي:
هيا بنا.

ثم نهض كلاهما وتحركا تجاه طاولة زوجة روبي، عندما أصبحوا أمامها، قال لها هيركلين:
السيدة روبي، أنا المحقق هيركلين، وهذه شريكتي المحققة إيملي، هل يمكننا إجراء محادثة معكِ؟

بدا عليها الخوف، الذي انعكس على ملامح وجهها، حاولت التحدث بثقة:
نعم.

جلس كلاهما دون استئذان على الطاولة، ثم أخرج هيركلين ظرفًا من جيب سترته، أخرج واحدًا تلو الآخر وقام بوضعهم أمامها.

بعد لحظات من الصمت قال هيركلين:
هل تعلمين ماذا كان يفعل زوجك لسنوات عدّة؟.

لم تنظر زوجة روبي إلى الصور وكأنه تنكر وجودهم، مما جعله يقول لها بإصرار:
هل يمكنكِ النظر إليهم؟ أم أنكِ تعلمين ما يفعله زوجك، ولا تبالين بالحياة التي يدمرها، هل تعلمين بذلك؟ نظراتك الخائفة تلكَ، تؤكد أنكِ تعلمين.

بعد أن شاهدت الزوجة الصور ومقطع من فيديو بعد إصرار من هيركلين، قالت بإنكار:
روبي لا يستطيع أن يفعل أي شيء سيئ، إنه أفضل زوج وأب، أنا لا أعرف ما الذي تتحدث عنه، لا يمكن أن يكون هذا روبي، من المؤكد أنه شخص يشبهه.

من الواضح أنها تعلم الحقيقية وتصر على الكذب، كتبت أمي كتبًا تلو الأخرى عن المرأة التي تخشى السيطرة، الزوجة التي تكون عبدة لزوجها.

قالت إيملي بحدة:
لماذا تنكرين حقيقة روبي؟ حتى بعد أن شاهدت مقطع الفيديو، الذي يظهر فيه وهو يغتصب ويقتل فتاة تبلغ من العمر خمسة عشر عامًا، بصمتك هذا ستتحملين مسؤولية الفتاة، والصبي الذي مات وهو يحاول أن يدافع عن صديقته المقربة.

عائلة هذا الصبي اضطرت إلى مغادرة المدينة خوفًا على حياتهم.

ليس الأمر جميلاً عندما تكون إيميلي غاضبة، زوجة روبي تكاد تنهار أمامها.

أشار إليها هيركلين بالتوقف، ثم قال:
سوف تساعدنا؟ لا داعِ لصراخك هذا، إيملي.

بكت زوجة روبي، وأخذ جسدها في الارتجاف بشدة، اعتقد هيركلين أنها سوف تنهار، وتعترف أين يوجد هذا المكان الذي تم تصوير فيه مقاطع الفيديو.

مسحت زوجة روبي دموعها، ثم تنفست بعمق وعادت إلى المرأة الهادئة التي كانت عليها منذ لحظات، ثم قالت:
أنا آسفة، ولكني لا أستطيع مساعدتكم أيها المحققون، لا يوجد أي شيء يمكنني القيام به.

ثم قامت من مكانها وتحركت بعيدًا عنهم، لكن إيملي تبعتها.

قالت لها إيملي وهي تسير خلفها:
بالرغم من استخدامكِ مستحضرات تجميل ذات جودة عالية، ولكنكِ لا تزالي غير قادرة على إخفاء تلكَ الكدمات في ذراعيك.

صدمت زوجة روبي من كلامها، توقفت مكانها دون أن تلفت خلفها.

أكملت إيملي كلامها:
لقد رأيت ذلك سابقًا، لقد كنت تحاولين إخفاء كدماتك، أنا على دراية تامة بهذا النوع من الاعتداء.

عندما سمع هيركلين كلام إيملي، قال لنفسه:
"هل إيملي تعرضت للاعتداء؟ من هي إميلي حقا؟"

صرخت زوجة روبي بانفعال:
لا أستطيع مساعدتكم.


قالت إيملي بإصرار
نعم، يمكنكِ ذلك، يمكنك إنقاذ نفسكِ من هذه الحلقة المفرغة من المفترس والفريسة، أنقذي أطفالك، سيكون لديكِ كل شيء إذا ذهب إلى السجن.

عادت زوجة روبي إلى الوراء قليلًا وهي تقول:
لا أعرف كيف أدافع عن نفسي، لا أريد أن يتأذى أطفالي.

قال هيركلين لها:
لن يفعل ذلك، سنعتقله الآن، فقط إذا قلت في إفادتكِ أنكِ ساعدتنا على الحصول على الأدلة التي لدينا.

نظرت إلى وجه هيركلين، ثم إيميلي، ثم عادت إلى هيركلين، كانت تستغرق وقتًا طويلاً.

تنفست بعمق ثم قالت:
أنا موافقة.

شعر هيركلين بالسعادة العارمة؛ عندما سمع موافقتها، قال لها:
شكرًا لكِ.

قالت زوجة روبي:
لكن من فضلك تأكد من أنه لا يستطيع الخروج أبدًا من السجن، وأن يتم وضعي أنا وأطفالي تحت حماية الدولة ويتم تغيير اسمي واسم أطفالي، أريد حياة جديدة.

أومأ هيركلين برأسه:
بالطبع سنضعك في برنامج حماية الشهود، وسنبذل قصارى جهدنا لمنحه ما يستحقه.

أدلت زوجة روبي بإفادتها في القسم، وفي ما لا يقل عن ثلاثين دقيقة تم احتجاز روبي، والتحقيق معه بسرعة، كانوا بحاجة إلى معرفة المكان الذي يحتفظ فيه بالنساء جميعهم.

وسائل الإعلام قامت بتغطية القضية، وسائل الإعلام تحاول مقابلة محققي القضية، لم يترك هيركلين وإيملي هذه الفرصة تذهب هباءً، وتحدثوا مع الصحف، وعاد هيركلين إلى مكتبه مرفوع الرأس.

بعد عدة أيام
إنها السابعة والنصف عندما انتهى من عمله.

قال هيركلين:
أريد أن أذهب الآن يا إميلي، أحتاج إلى مرافقة ستيلا لمقابلة منسقة الحفل.

وهو يمشي إلى الخارج، تبعته إيملي ثم قالت له:
سأغادر معكَ.

حاولت إخفاء غيرتها وهي تقول:
علاقتكَ مع ستيلا قوية للغاية.

ابتسم وهو يقول:
فعلًا، نحن أكثر من أصدقاء طفولة، الكثير من الناس اعتقدوا أننا متزوجون.

سألته إيملي:
ألم يكن لديكَ أي مشاعر رومانسية تجاهها.

ضحك هيركلين على كلامها هذا، ثم قال:
هي صديقتي المقربة، هي بمنزلة أخت لي، من المستحيل طبعًا أن تكون بيننا أي عَلاقة، وأيضًا كنت أعلم دائمًا أن جيري يحبها، لذا ساعدتهم على التقرب من بعض.

سألت إيملي:
كيف ذلكَ؟

رد عليه هيركلين:
كنا نأكل كل ليلة في المطعم الذي كانت تعمل به، ونبقى لوقت متأخر حتى الليل، لمساعدتها على التنظيف، أحضرتها إلى المنزل وجعلتها معلمة لأخي، أخذتها إلى منزلنا لقضاء العطلات في عيد الميلاد.

لقد كنت أؤدي دور كيوبيد لسنوات عدّة، أنا أستحق أن أكون الإشبين الرئيسي في حفل زفافهما.

وصلوا إلى السيارة المتوقفة، وعندما دخل قال لها:
أراك غدًا.

أومأت برأسها، وقالت:
أراك غدًا.

ثم استدارت وسارت إلى سيارتها دون أن تلتفت مرة واحدة لرؤيته، كما لو كان هناك شيء متبقي لتقوله، علم أنها تشعر أكثر مما يشعر به، علم أنها تحبه كما يحبها، ولكنها تأبى الاعتراف.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي