الفصل الثامن عشر موت ستيلا

قال هيركلين بصدمة:
هذا ليس حقيقيًا، هذا كابوس، ستيلا ماتت، لا، إنها ليست ميتة، لا يمكن أن تكون ميتة، لقد كانت معي بالأمس، كانت تبتسم لي، مستحيل أن تكون ماتت.

صفع هيركلين خده بقوة، يريد أن يعود إلى الواقع حيث كل شيء على ما يرام، ثم كرر قائلًا:
هذا مجرد كابوس آخر، لا بأس، سوف أستيقظ.

سمع هيركلين جيري يقول ببكاء:
لقد قالوا إنها ماتت، أمي.

سمع بكاء الآخرين، لم يبد وكأن هذا حلم بعد الآن، أخذ يصفع نفسه عدة مرات متتالية، وهو يقول بنبرة هستيرية:
أكيد أنا أحلم.

جذب هيركلين جيري بعيدًا عن أمه، أمسك ياقة قميصه بقوة وهو يقول له:
جيري لا تمزح بهذه الطريقة السخيفة معي، أنتَ تعلم جيدًا أنني أحب ستيلا أكثر من حياتي، أنتَ تكذب، قل أنكَ تمزح معنا، كيف يمكنكً أن تقول شيئا مثل هذا؟ أنتَ تحب ستيلا.

ثم قربه منه أكثر وصرخ بصوت عالٍ:
كيف يمكنكَ أن تقول إنها ماتت؟ كيف يمكنك أن تفعل هذا بنا.

أصبح كل شيء ضبابي أمام هيركلين، وهو يقول ببكاء:
أنتَ تكذب.

رمى جيري يد هيركلين بعيدًا عنه وهو يصرخ والدموع تنهمر على خده:
أنتَ من فعل هذا بستيلا.

دفعه جيري فسقط على الأرض، وهو على الأرض جثم جيري فوقه، أمسكه من قميصه وهو يصرخ في وجهه:
لقد قتلتها، لقد قتلت ستيلا، يقولون أنكً قتلت ستيلا.

صاح هيركلين:
أنتَ تكذب.

ركل هيركلين جيري وأبعاده عنه، ثم قال:
ستيلا لم تمت، لقد رأيتها بالأمس، القاتل لم يقتل أي فتاة منذ أسبوع، لا يمكن أن تكون ميتة، لقد خدعكَ الشخص الذي اتصل بكَ.

جيري بصوت جريح:
لقد حصلوا على رقمي من هاتفها، لقد وجدوها في حفرة مقتولة، أنتَ مسؤول عن قتلها.

أغمض هيركلين عينيه وقال بألم:
مستحيل أن أفعل هذا بها، هي كانت الوحيدة في العالم التي تقبلتني كما أنا، هي لم تفعل أي شيء يؤذيني، كما فعل الجميع، كيف أكون المسؤول عن موتها؟

عندما رأت أبنائها يتعاركان، صرخت فيهم:
ماذا تفعلون بحق الجحيم؟

ثم جذبت كلاهما حتى ابتعدوا عن بعض، ثم قالت:
جيري، أذهب إلى المشفى وتأكد إذا كانت هي أم لا، أحتمال كبير أن يكون كل هذا مزحة، لا يمكنكَ القتال مع شقيقك، أنتم تحتاجون إلى بعضكم البعض، وتحتاجون إلى البقاء معًا.

ثم أمسكت هيركلين من قميصه بقوة، وقالت له أيضًا:
أذهب مع شقيقك، هل تسمعني؟

أومأ هيركلين رأسه بقوة، وهو يقول:
أنتِ على حق أمي، كل هذا يمكن أن يكون مزحة.

نظرت الأم إلى جيري، وقالت:
هل تسمعني ، جيري؟ هيا نذهب.

وفي داخل السيارة، شعر هيركلين بطنين عال في أذنيه، لدرجة شعر أنه أصم، مخدر، أعمى، سمع أصوات بكاء، هذه الأصوات تخترق روحه، ربما يكون صوت البكاء يعود له، أو لجيري.

قال لنفسه:
"ما مقدار الألم الذي يعانيه، جيري؟ ما مقدار الألم الذي سيشعر به إذا فقدها حقًا؟ هذا سيدمره تمامًا."

في الطريق، الشيء الوحيد الذي كان يدور في ذهن هيركلين هو:
ماذا لو؟ ماذا لو اضطررت إلى رؤية جثة ستيلا على طاولة صلبة باردة؟ جسد امرأة كانت تعني لي الكثير، وتعني الكثير لأخي الصغير، ولعائلتي.

كيف سأتصرف، كيف سأتحمل ذلك الألم، كيف سيتحمل جيري ذلك؟

في المشفى، وداخل غرفة الغرفة المشرحة، ذهبت كل الشكوك في ألا تكون هي، ستيلا كانت أمامهم مباشرة، جثة هامدة، تسمر هيركلين في مكانه، كل ما سمعه هو صرخات وآهات جيري.

قال هيركلين ببكاء:
أنا لن أفقد الوعي.

قال الطبيب لهم:
هي لم تمت منذ مدة طويلة، احتمال أن يكون القاتل لم يكن لديه الوقت الكافي ليفعل ما فعله بالضحايا الآخرين، أو تعمد أن يفعل هذا بها، هي ليس لديها وشم منحوت على الجلد، لكن لديها وشم تم رسمه بقلم تحديد، الوشم نفسه على نفس النمط الدقيق، من حسن حظها أن موتها كان سريعًا.

سمع هيركلين هذه الكلمات، وشعر بألم شديد بداخل قلبه، كانت ستيلا صديقة عظيمة، لقد أعطت الكثير له، ولحياته، كانت رائعة مع الجميع، الكل أحبها، كيف يمكن للمرء ألّا يحبها؟

سأل جيري الطبيب:
ماذا تقصد بكلامك هذا؟

-يبدو أن القاتل يحاول أن ينقل لنا رسالة.

-ما الرسالة؟

نظرت هيركلين إلى الصوت الذي سأل هذا السؤال.

إميلي كانت هنا، سألت مرة أخرى:
ما هذه الرسالة، أيها الطبيب؟

قال لها الطبيب:
من أنتِ أولا؟

أظهرت له إيملي شارة المحققة، ثم قالت:
ما هي الرسالة التي اكتشفتها؟

هز الطبيب رأسه، وقال:
هذا مجرد تخمين مني، قلت احتمال أن يكون هناك رسالة من القاتل، طريقة قتل ستيلا مختلفة بعض الشيء، وعلينا أن ننتظر حتى تظهر نتائج التحاليل الحمض النووي.

سألت إيملي:
متى ستظهر؟

رد الطبيب ساعتان على الأكثر.

بعد مرور ساعتين.

قالت له إيملي بخفوت:
عليكَ أن تكون قوياً.

وعندما ألتزم الصمت، قالت له إميلي:
أنسى المشاكل التي بيننا الآن، عائلتكَ أهم.

أخذ نفس عميق، هو يريد التحدث مع أي شخص، حتى لو كانت إيملي، قال لها بنبرة متألمة:
أنتِ على حق، لقد نسيت بعد خمسة وعشرين عامًا من التدريب، نسيت كيف أكون قوي.

قالت إيملي له:
لا يمكن لجيري أن يكون قوياً الآن، والدتك ليست قوية بما يكفي لمواساة الجميع، لكنكَ كذلك، عليكَ أن تستجمع قواك من أجل عائلتك.

مسح دموعه، ثم قال:
أنتِ محقة، هم يحتاجون دعمي، أحتاج أن أكون قوياً من أجلهم؟ لكن كيف؟ أنتِ تعلمين أنني لست قوياً، أنتِ تعرفين ذلك أكثر من أي شخص آخر.

عانقته إيملي وهي تقول له:
أعلم أنكَ تحب عائلتكَ، يجب عليكَ أن تكون السند لهم، جدارهم القوي الذي يستندون إليه، ستكون قويًا من أجلهم.

همس بصوت متألم:
كيف أفعل هذا؟

ضغطت على يديه بقوة وقالت له:
فقط كن معهم، ثم نفكر لاحقًا كيف نأخذ بثأر ستيلا.

ثم جلسوا في صمت، ينتظروا وصول نتائج التحاليل، لكن الأمر استغرق وقتًا طويلاً، الانتظار كان مميتاً بالنسبة لهيركلين.

كل جزء منه كان يئن من الألم والحزن الشديد، قطعت إيملي الصمت بينهم:
من الجيد أن جيري ذهب مع والديه.

تنفس هيركلين بعمق، ثم قال:
على الأقل سوف يحصل معهم على بعض الراحة، على عكسي، لا يمكن أن نكون في نفس المكان معًا وهو لا يزال غاضبًا مني، لا أستطيع أن أكون الشخص الذي يعانقه ويخبره أن الأمر سيكون على ما يرام.

لا يمكننا أن نجد الراحة مع بعضنا البعض، لكن أمي يمكن أن تفعل ذلكَ له، فهو يحتاجها أكثر مني، أنا فقدت صديقًا، صديقًا مميزًا جدًا؛ خسارته أكبر بكثير مما أتخيل، لقد فقدت جزءًا من نفسي.

قالت له بنبرة مواسية:
أعلم شعورك هذا، الصديق فراقه مؤلم جدًا، لكن الزمن كفيل بعلاج هذا الألم.

قرر هيركلين سؤالها عن القاتل:
هل تعتقدِ أنه القاتل نفسه؟ وكيف يمكن أن يتغير أسلوبه في القتل، بشكل جذري بين عشية وضحاها؟ ربما هو شخص آخر.

ردت عليه إيملي بنبرة خافتة:
فقط تقرير الطبيب الشرعي هو من يستطيع أن يخبرنا ما إذا كان هو نفسه أم لا، ولكن لدينا نظرية.

ردد هيركلين:
نظرية؟

تنهدت وهي تقول:
لم يتم تأكيد أي شيء حتى الآن، ولكن ننتظر ظهور النتائج النهائية.

-إذًا، هناك شيء ما؟

-نعتقد أن قتل ستيلا له عَلاقة بك.

قال هيركلين بحدة:
هل تعتقدِ أنني قتلتها؟ أنا تلك النظرية.

زفرت بعمق وهي تقول:
لهذا السبب لم أخبرك بهذا في الحال، أنتَ تحب أن تهاجم بسرعة دون تفكير، أنا لا أتحدث عن قتلك لها، أنا أقول أعتقد أن هذا القاتل يحاول إرسال رسالة إليكَ.

-لماذا أنا بالتحديد؟

-يجب أن يكون هناك سبب وراء وجود حمضك النووي الخاص بك مع الضحية الأخيرة، يجب أن يكون هناك سبب وراء تغيير القاتل أسلوبه الآن، وكيف تمكن من الحصول على شعرك في مسرح الجريمة، ربما تعرفه، ربما رأيته من قبل.

-أنتِ على حق إيملي، كيف لم أفكر في هذا الأمر من قبل، كنت متيقِّناً أن هناك خطأ وأنه ليس حمضي النووي، ولكن جميع التحاليل أثبتت أنه حمضي النووي.

ولكن كيف حصل عليه، ولماذا فعل ذلك؟ عقلي لا يعمل بما يكفي لحل هذا اللغز، لذا من الأفضل أن أتوقف عن حله الآن وسأنتظر حتى يقل الألم في رأسي قليلاً.

نظر إلى إيميلي، ومن نظرات عينيها إليه، تأكد أن هناك كثيراً من الكلام تريد أن تقوله، لكنها تحجم عن ذلك، ربما لأنها تعتقد أن هذا ليس الوقت المناسب.

قال لها هيركلين بعد لحظات من الصمت:
نحن سنغادر هذه المدينة، سنترك جميع ذكرياتنا الأليمة هنا.

تنهدت وهي تقول له بحزن:
أنتَ ما زالت مصمماً على المغادرة، كلانا يؤذي بعضنا البعض بشكل يفوق الخيال، لقد آذيتكَ كثيرًا، هل تعتقد أنه يمكننا المضي قدمًا معًا، هل بإمكاننا فعل ذلكَ؟

أومأ هيركلين برأسه:
لا، أعتقد أننا نستطيع، أعتقد أن السبب هو أبي، فهو والدي ولا يثق بي، لكن لا يمكنني إبعاده عن حياتي، لا أريد المزيد من الناس مثله، أريد فقط شخصًا يثق بي، ويحبني، مثل أمي.

لقد استقلت فعلًا، لم أعد شرطيًا، لا أعتقد أن لدينا أي سبب للالتقاء بعد ذلك، سأعود إلى الحياة التي أستحقها وستعيشِ أنتِ الحياة التي تستحقينها.

وضعت كلتا يديها على ركبتيها، وهي تقول:
أنتَ على حق، لم نعد شركاء، ولكن ليس من العدل ألا نلتقي مرة أخرى بعد ذلك، وليس من العدل أن تترك قاتل ستيلا حرًا.

قال لها:
كلامك هذا يدل على شيء واحد، أنكِ أصبحتِ لا تشكِ بي مثل السابق.

وقبل أن ترد عليه، بدأ هاتفها بالرنين، أخرجتها من جيبها وأجابت، مر عدد قليل من الثواني، ثم أعادت هاتفها مكانه ووقفت.

قالت له:
لقد ظهرت النتائج، وهناك أيضًا أخبار جديدة ظهرت، هل تريد المجيء معي.

-لكن أنا قدمت استقالتي.

-هل ستأتي معي؟

فكر هيركلين لعدة ثوان ثم قال:
-نعم، فقط من أجل ستيلا.

قالت له إيملي بحماس:
إذًا، هيا بنا.

في داخل غرفة المكتب.

سألت إيملي:
أيها القائد، ماذا لدينا؟

كان القائد مع الطبيب سوليفان المسؤول عن كل الجثث الخاصة بالقاتل المتسلسل.

رد عليها القائد:
إنه نمط القاتل نفسه، هذا ما يقوله ملف الطب الشرعي، التقرير يؤكد أن القاتل هو نفسه، الجروح التي تم كويها، الدقة في التشويه، شكل الوشم، كل تلكَ التفاصيل اللعينة.

ضرب القائد الملف على الطاولة بعنف وهو يقول:
هذه المرة فقط، الضحية شخصية مشهورة، أعلم ما يفكر فيه القاتل، هذه الأخبار ستجعله يظهر في الأخبار، أكبر من ذي قبل، الأمور ستكون أسوأ لو انتشرت الأخبار في وسائل الإعلام، أنها فقط مسألة وقت.

قال هيركلين
هل تعتقد أنه يرفع مستوى لعبته؟

نظر إليها القائد للحظات، وقرر عندما سؤاله لماذا يوجد هنا؟ ثم قال له:
أعتقد أن صبره بدأ ينفذ، وأنه أصبح أكثر إهمالاً، وكأنه ينتظر شيئاً لم يعد بإمكانه انتظاره.

قال سوليفان:
هذه المرة تخلص من الجثة دون أن يأخذ وقته في التعذيب، ربما لأنها لم تكن من نوعها ولم يكن يريدها، أعتقد أنه قتلها لسبب آخر.

أضاف الكابتن:
لدينا نظرية هنا، لقد تأكدنا أن الأمر يتعلق بكَ، هيركلين، كل شيء يعود في النهاية إليك.

قال هيرلكين بصدمة:
أنا؟

وضع سوليفان الملف في يد هيركلين، وهو يقول:
للأسف نعم، كان هناك عدة آثار للحمض النووي على جسد ستيلا، لذلك، قمنا بالتحقق من الحمض النووي وهو نفس الحمض النووي الخاص بك.

-وهذا يعني ماذا؟

قال له سوليفان:
إما أن تكون القاتل أو أن القاتل يعبث معنا، لسبب ما أنتَ متورط في جرائم القتل تلكَ.

أضاف القائد:
وبما أننا لدينا عذر لغيابكَ وأنكَ كنت في مكان آخر وقت الجريمة، نعلم الآن أنكَ لست القاتل، لذا، لا بد أن يكون شخصًا آخر، هل تشك في أي شخص تعرفه؟

رد عليه هيركلين:
أنا ليس لدي أصدقاء لكي أشك فيهم.

تنهد القائد، ثم قال:
بما أنكَ مدني الآن ولا يمكنكَ مساعدتنا، فيمكنكَ المغادرة.

عندما كان هيركلين في أشد الحاجة إلى المشاركة في هذه القضية، تم طرده.

قال هيركلين:
لكن، كابتن، أنا أريد التعاون معكم في هذه القضية، التعاون كشخص مدني عادي، وليس كمحقق.

قال القائد له بحدة:
لا يمكننا مشاركة تفاصيل القضية مع مدني، أنتَ متورط بما فيه الكفاية.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي