الفصل الخامس والعشرون ذكريات من الماضي

ذهبوا إلى مكتبه، والأدرينالين يتدفق في أجسادهم، والآمال عالية أيضًا، ربما تتجاوز السقف، فهو قال لهم لقد حصلنا على شيء مهم في القضية.

صوته وقتها كان متحمسًا للغاية، كما لو أنه حصل فعلًا على شي مهم يخص القاتل المتسلسل.

دق هيركلين على باب المكتب، ثم دلف كلاهما إلى الداخل، كان لينكولن جالساً على كرسيه يقرأ ملفاً، وبمجرد رؤيتهم نهض من مكانه وتوجه نحوهم.

قال لهم لينكولن:
تعالا، هناك شيء أريدكم أن تروه.

ثم أخذهم إلى صندوق كان محتفظاً به على طاولته، ثم قال:
لقد حصلت عليه منذ ساعة، الطرد مرسل إلى شخص اسمه اليشم.

ردد هيركلين
اليشم، ما هذا الاسم الغريب؟

رد لينكولن:
فعلًا اسم غريب.

ثم فتح تلك العبوة البنية وأدخل يده إلى الداخل، وهو يقول:
في البداية اعتقدت أن العنوان لا بد أن يكون خاطئًا، وأن الطرد أرسل إلى هنا بالخطأ، لكن انظر ما يوجد بالداخل.

كان هناك حزام أسود للتايكوندو، في داخل الصندوق الذي يمسكه القائد.

قال هيركلين:
لا أرى أي شيء مريب.

-اقرأ الملاحظة مع الحزام.

قرأ هيركلين القصيدة في صمت.

حسنا يا أمي أنا أحبك، أحبك كثيرًا، حبيبك هيركلين.

أمسك القائد بالصفحة وقرأها بصوت عالٍ، دون أي إيقاع حرفيًا، على عكس أم هيركلين عندما كانت تقرأها له.

وعندما انتهى القائد من قراءة القصيدة، قال:
أنا متيقِّن الآن أن الطرد مرسل لكَ.

قاطعه هيركلين:
وأنا أيضًا، ومتيقِّن أن اسم اليشم كتب بالخطأ، يجب أن يكون الاسم به خطأ مطبعي.

سألت إميلي:
هل أنتَ متأكد؟

أومأ هيركلين رأسه على نحو غريزي، وهو يقول:
بالطبع متيقِّن، هذه قصيدة كتبتها عندما كنت في السادسة من عمري.

قال القائد:
متأكد من أنها القصيدة نفسها؟

رد هيركلين عليه بنبرة مؤكدة:
بالطبع، هذه القصيدة وضعتها أمي في أحد كتبها مأساة الحياة قبل ستة وعشرين عامًا، يمكنكَ العودة إلى الكتاب والتحقق من القصيدة.

قال لينكولن:
حسنًا، سوف أقرأ هذا الكتاب، ولكن هناك صندوقاً آخر.

قام لينكولن بفك غلاف رسالة أخرى، تملك هيركلين شعوراً بأن شيئًا سيئًا على وشك الحدوث.

قرأها لينكولن ولسبب غريب، شعر هيركلين بقشعريرة في جميع أنحاء جسده بمجرد سماعه هذه الكلمات.

تراجع هيركلين عن التفكير من يكون هذا الشخص، وتساءل عن الشخص الذي علم أنه كتب هذه القصيدة، الأشخاص الذين يعرفون أنه كتب هذه القصيدة، هم والداه وجيري وستيلا.

سأله القائد:
هل سمعت باسم اليشم من قبل؟

رد عليه هيركلين بالنفي:
لا، هذا اسم لا أستطيع أن أنساه أبدًا، أنا لا أعرف حقًا أي شخص بهذا الاسم.

تنهد لينكولن وهو يقول:
طريق مسدود آخر، اعتقدت أنه يمكننا أخيرًا الحصول على دليل يوصلنا إلى القاتل، الأدلة كلها تؤدي إلى طرق مسدودة.

وهو يسير عبر الغرفة، قال لهيركلين:
هل أعددت قائمة الأسماء التي طلبتها منكَ؟

أومأ هيركلين برأسه، وهو يقول:
نعم.

ثم سلمها إلى القائد على مضض.

قال القائد له:
حسنا، دعونا ننظر في هذه القائمة.

تحدث هيركلين، عندما لاحظ نظرات الدهشة على القائد وهو يرى عدد الأسماء القليل:
أنا ليس لدي حياة شخصية إطلاقًا، جميع الأشخاص الموجودين في القائمة هم أشخاص أقابلهم خلال يومي النمطي والرتيب للغاية.

هناك شخصان من محطة الوقود التي أذهب إليها عادةً، وستة منهم من متجر البقالة الذي لا أعرف اسمه حتى، واثنان هما الأب والابن المسؤولان عن قسم الجزارة، وأحدهما رجل الإنترنت الذي لديه دائمًا مشكلات مع زوجته.

وخمسة من متجر خدمة السيارات وغسيل السيارات، وثلاثة حراس أمن في هذا المبنى السكني، ورجل التوصيل، ورجل البريد، وعدد قليل من معارفي في الحي، وخادم مطاعم الوجبات السريعة وزملائي في العمل.

زفر القائد بقوة وهو يقول:
ستقومان باستجواب كل شخص في هذه القائمة.

قالت له إيملي:
حسنًا، أيها القائد.

حرك لينكولن يديه تجاه الباب، ثم قال لهم:
هيا، اذهبوا وافعلوا ما طلب منكم.

في الخارج، قال هيركلين:
أنا أحتاج إلى شراء بعض الأشياء الضرورية قبل البدء في العمل.

عبست ملامحها وهي تقول:
لا نريد أي تأخير، هيركلين، نريد البدء في الحال.

قال هيركلين:
سأشتري بعض الأغراض من السوبر ماركت، شراء بعض المناشف والقهوة ومشروبات الطاقة وألواح بالبروتين.

تأففت إيملي وهي تقول:
لماذا لم تشتري هذه الأشياء قبل الآن، سوف نتأخر هكذا، ونحن نريد مقابلة معظم الأشخاص في تلكَ القائمة.

-السوبر ماركت على بعد خمس دقائق من شقتي، وسوف نستغل هذا الوقت ونحن هناك ونسأل تلك الفتاة التي ذكرت اسمها في القائمة، وجميع العاملين هناك، وسأشتري ما أحتاجه وفي الوقت نفسه نعمل.

قالت له إيملي:
هيا بنا الآن.

في داخل السوبر ماركت، قال هيركلين:
سوف أذهب لكي أتحدث إلى الفتاة.

ثم أشار إلى الفتاة التي تجلس عند شباك الدفع، فقالت له إيملي:
تبدو صغيرة للغاية للعمل في هذا المكان.

ابتسم هيركلين وهو يقول:
ليست صغيرة إلى هذه الدرجة، عندما تحدثت إليها، قالت إن عمرها تسعة عشر عامًا، وأنها تعمل هنا بدوام جزئي من أجل مصاريف دراستها.

وعندما تحرك هيركلين تجاه الفتاة، قالت له إيملي:
دعني أتحدث معها.

حرك يديه في الهواء، وقال لها:
افعلي ما تريدين.

اقتربت إميلي من الفتاة، وقالت:
أنا المحققة إيملي، وهذا شريكي المحقق هيركلين.

شعرت بالفتاة بالرعب، وعقدت الصدمة لسانها عدة ثوان قبل أن تسأل بنبرة متوترة:
هل أنا في ورطة؟

ثم نظرت إلى وجه هيركلين، لأنه الشخص الذي تعرفه.

قالت إيملي بهدوء:
نريد فقط أن نطرح عليكِ بعض الأسئلة، مثل ما اسمك، وماذا تفعلين في يومك العادي؟ أسئلة بسيطة للغاية.

ثم قامت إيملي بتشغيل مسجل الصوت، لتسجيل كلام جين.

قالت جين:
لقد أخذت إجازة لمدة عام لأكسب بعض المال للدراسة في الكلية، وأيضًا أعيش في شَقَّة مشتركة مع ابن عمي، أنا في التاسعة عشرة من عمري وأريد أن أصبح ممرضة.

ثم أخذوا المعلومات الشخصية لها ولجميع الموظفين الآخرين، الجميع تعاون معهم، فهم يريدون القبض على ذلكَ القاتل، الذي أرعب الجميع.

ثم طلب هيركلين من كل العاملين في السوبر ماركت، الحضور إلى القسم لتقديم عينات من الحمض النووي الخاص بهم.

وفي الخارج، قالت إيملي وهي تتنهد:
ما زالت القائمة طويلة، لا أعتقد أننا سننتهي منها اليوم أو الغد.

ثم أخرجت القائمة، وإزالة أسماء العاملين كلهم في السوبر ماركت.

وبترتيب الأسماء في القائمة، ذهبوا إلى كل شخص وأخذوا منهم جميع المعلومات الشخصية، وأيضًا طلبوا منهم الحضور إلى القسم لأخذ عينات منهم.

هناك شيء واحد ظل عالقًا في ذهن هيركلين طوال اليوم، من هذا الشخص وكيف علم بتلكَ القصيدة؟ فهو يعرف أشياء شخصية عنه لم يشاركها مع أحد أبدًا، سوى عائلته.

قالت له إيملي:
هل ما زلت تفكر في تلكَ الرسائل؟

أمسك هيركلين بعجلة القيادة حتى أبيضت مفاصله، ثم قال لها:
أنا لا أفهم الهدف من إرسال تلكَ الرسائل.

وهي تفكر قالت له:
هل تعتقد أنها مزحة؟

هز رأسه بالرفض وهو يقول:
لا، أنا متيقِّن أنها ليست مزحة، عائلتي من الشخصيات العامة، خاصة في نيويورك، أمي وأبي زوجين معروفين بحبهم للأعمال الخيرية والمزادات، لذلك كانت الصحافة والصحفيون يتابعون كل تحركاتهم.

أبي وأمي حاولوا على قدر المستطاع حمايتنا أنا وأخي من فضول الصحفيين، حافظوا على خصوصيتنا بشدة، لذلك من المستحيل أن يعلم أحد غريب بتلكَ القصيدة.

همست إيملي:
كلامكَ هذا ليس له سوى معنى واحد، هيركلين، أن مرسل تلكَ الرسائل شخص مقرب للغاية.

عبست ملامح هيركلين وهو يقول بنبرة متوترة:
أنا خائف من مجرد التفكير، هناك أربعة أشخاص علموا بتلكَ القصيدة، أبي وأمي وجيري وستيلا.

قالت إيملي بخفوت:
ستيلا ماتت، لم يتبقَ سوى ثلاثة أشخاص، من فيهم إذًا.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي