الفصل العاشر ستيلا و جيري

شعر هيركلين بالقلق عندما رن جرس الباب، وأخذت الأفكار تجول في عقله، هل الطارق الرجل الذي سرقناه توًا، أم أنه أبلغ رجال الشرطة وجاءوا لكي يقبضواعليَّ؟ مجرد الفكرة أصابته بالصدمة.

قال هيركلين لنفسه:
"يا رجل، إذا حدث ذلك، فسوف تفقد وظيفتكَ إلى الأبد، واحتمال أن تسجن."

وعندما أصبح أمام الباب قال بخفوت:
من الطارق؟

أجاب من على الباب:
أنا جيري، افتح الباب.

كان جيري وستيلا يقفون في الخارج حاملين في أيديهم صندوقًا أحمر ذهبي.

وعندما أصبحوا بالداخل، قالت ستيلا وهي تنظر من فوق هيركلين:
مرحبا، أوه! إميلي.

وقفت إيملي بجانب هيركلين الذي قال لنفسه:
"اللعنة، لماذا اليوم؟ لن تتركني ستيلا وسوف تلح عليَّ في الأسئلة، وأنا لا أرغب في ذلك."

نظرت ستيلا إلى كلاهما، ثم قالت:
لم أكن أعلم أنكما..

قاطع هيركلين حديثها:
كنا نعمل فقط، نحن مجرد رفقاء في العمل.

ثم نظر إلى جيري وقال بتساؤل:
ما سبب هذه الزيارة، يا رفاق؟

قالت ستيلا:
هل نسيت عيد ميلادك؟ أعتقد أنها ستكون المرة الأولى منذ خمس سنوات التي نجتمع فيها معًا، فلماذا لا نحتفل بها معًا؟ لقد صنعنا أنا وجيري كعكة لك.

ثم قاموا بفك علبة الكعكة، وقالت ستيلا بابتسامة:
إنها وصفة أمي، بالتأكيد ستحب مذاقها.

لا يعرف هيرلكين لماذا يصبح رجل بالغ على وشك أن يبلغ الثانية والثلاثين،عاطفي جدًا، وهو على وشك الإحتفال بيوم ميلاده.

حدث هيرلكين نفسه وهو يشعر بالتأثر:
"أنا لم أتذكر أن اليوم هو عيد ميلادي، الذي من المفترض أن يكون أحد أهم ذكريات حياتي، ولكن تذكره أخي وأعز صديقة لي، أنا لن أبكي."

ثم قال لهم وعيناه تلمع بالدموع:
أنا لا أعرف ماذا أقول، ولكنني ممتن للغاية بسبب هذه المبادرة اللطيفة منكم.

جذبتها ستيلا نحو الطاولة وهي تقول له:
لا تبكي، هيا لكي نحتفل بيوم ميلادك.

ثم وضعت ستيلا قبعة زاهية من الألوان فوق رأس هيركلين، وقالت بمرح:
الآن نحن جميعًا جاهزون، للإحتفال.

ستيلا كانت أقرب صديقات هيركلين طوال مدّة المدرسة، وكانت لديهم أهداف حياة مشتركة، فهي تحب الحياة ولا تهتم بأي شيء في العالم، على عكس جيري، لذلك هي وهيركلين ينسجمان معًا.

الآن، هي أيضًا أصبحت من العائلة، وشخص يعتز به هيركلين، ليس كزوجة أخيه، ولكن كأخت حقيقية.

التقطت ستيلا عدة صور له وهو أمام الكعكة، فقالت له بابتسامة مرحة:
أعلم إنكَ تكره التصوير، ولكن من أجلي ابتسم قليلًا.

رد عليها بابتسامة:
حسنًا، سأبتسم من أجلكِ أنتِ فقط.

شعرت إيملي بالغضب؛ بسبب العَلاقة القوية التي تجمع بين هيركلين وستيلا.

وعندما أخذت ستيلا الصور التي تريدها، قالت له:
حان وقت تقطيع الكعكة.

بعد مرور عدة دقائق، قال جيري:
هذه الهدية من أبي.

ثم أعطاه صندوقاً مغلقاً، لم يرَ هيركلين أباه منذ عدة أشهر، منذ اليوم الذي طرده فيه من حياته، أخبره وقتها أن يختار، إما أن يكون ابنه، أو يكون نفسه، واختار هيركلين أن يكون نفسه ويستقل بحياته ويبتعد عن المنزل.

أراد هيركلين أن يعرف ماذا يوجد في ذلك الصندوق الصغير، ولكنه لا يريد أي مشاعر قد تجعله ضعيفًا وتجعله يعدل عن قرار البعد، ويعود مرة أخرى إلى المنزل.

وإذا عاد ورآه أباه سيعلم مدى معاناته، سوف يرى ذلكَ من خلاله، لذلك قرر ألا يقابله قط، مجرد مكالمات هاتفية عرضية في أيام العطلات، يقوم بواجباته كابن، باعتباره الابن الأكبر.

قال له جيري عندما ألتزم الصمت بمجرد رؤية هدية والده:
يجب عليكَ رؤية والدك.

أومأ هيركلين برأسه، وهو ينقر بأصابعه على الطاولة:
لاحقًا جيري، سوف أقابله.

فتح هيركلين الصندوق، وشعر بالصدمة عندما رأى ما بالداخل، لقد كانت ساعة، ساعة الجيب، كان يعتز بها أكثر منه.

قال له جيري:
لقد أعطاكَ أنتَ إرث العائلة، ساعة جدي الأكبر، هل تعلم ما يعنيه هذا؟

أومأ هيركلين برأسه دون النطق بأي كلمة، كان غارقًا في مشاعره، ولا يعرف كيف يعبر عن مشاعره بالكلمات.

قال هيركلين بصوت يرتعش:
لماذا فعل هذا؟ لماذا الآن؟

رد عليه جيري:
إنه يريدكَ أن تعود إلى المنزل.

قال له بصوت متأثر:
لا أستطيع العودة إلى الوراء، يجب أن أثبت نفسي أولًا قبل العودة إلى المنزل.

كانت إيميلي تراقب ما يحدث في صمت، دون أي تدخل منها، بالرغم أنها كانت تتلهف إلى الحديث.

نظر إليها هيركلين هو الآخر، لا يعرف إذا كانت تفهم لماذا لا يريد أن يخسر هذه الوظيفة، أخبرته عيناها إنها تفهم، كان ذلك كافياً ليمنحه شعوراً بالراحة.

قطعت ستيلا حديثهم قبل أن يتطور وتتحول هذه اللحظات السعيدة إلى لحظات كئيبة، وقالت بينما كانت تأكل شريحة كبيرة من الكعكة في فمها:
ماذا كنتم تفعلون يا رفاق في المنزل بمفردكما؟ هل أنتم عشاق؟ اعترف وقل الحقيقة.

قال لها هيركلين:
اعترف بماذا، عزيزتي ستيلا، لقد كنا نعمل معًا، نحن بحاجة إلى فرز بعض الأدلة لنرى ما إذا كان بإمكاننا العثور على شيء مفيد.

قالت ستيلا بنبرة متحمسة:
هل يمكننا المساعدة؟ هل تحب أن تساعد، جيري؟

أومأ جيري برأسه وهو يقول:
بالطبع، إلا إذا كانت هذه القضية سرية.

بعد لحظات من التفكير، قال هيركلين:
ليست سرية بالكامل، ولكن لا تتحدثا مع أي شخص عن هذه القضية، هذه المستندات استولينا عليها على نحو غير قانوني.

في الحقيقة هيركلين لم يحب أي تدخل، ولكنه كان بحاجة حقًا إلى أكبر عدد ممكن من الأيادي، ولم يكن هناك غير ستيلا وجيري يمكنه الوثوق بهم.

بحماس قامت ستيلا بتنظيف الطاولة، ثم جلسوا هم الأربعة على الكراسي، كان لدى هيركلين جهاز الحاسوب المحمول الخاص به، وكان لدى ستيلا جهازها الخاص، وجيري أيضًا، وكانت إيميلي تقوم بفرز المستندات التي طبعتها.

ولمدة ثلاث ساعات، قاموا بتشغيل اللقطات جميعها بسرعة متوسطة، كان هناك أربع شاشات تعمل بشكل متتال.

قالت إيملي بيأس:
لا أعتقد أن لقطات كاميرات المراقبة ستحتوي على أي شيء سيفيدنا في القضية.

هتف جيري فجأة وهو ينظر إلى شاشته:
يا رفاق، أعتقد أنه يجب عليكم رؤية ذلك، تعالوا بالقرب مني.

التزمت ستيلا الصمت، وهي تشاهد ما يحدث على الشاشة، وارتعش جسمها من الخوف.

عندما رأى هيركلين الصدمة على وجه جيري والخوف على وجه ستيلا، شعر بالذنب، وقال لنفسه:
لماذا وافقت على مساعدتهم لي؟ لم يكن ينبغي لي أن أسمح لهم بمشاهدة الواقع، الذي من الأفضل أن يظل بعيدًا عنه معظم الناس.

أعلم أنها كانت فكرتي، فكرتي الغبية أن أسمح لهم بمساعدتنا على فرز تلكَ اللقطات التي تمتد لساعات، لم يخطر ببالي أبدًا أننا قد نجد شيئًا ما على تلكَ الأشرطة.

لم تبتعد عين هيرلكين من على الشاشة مثل الجميع، شعر بالخدر الشديد يسري في جميع أنحاء جسده.

نادت إميلي عليه مرات عدّة:
هيركلين.

في نهاية الأمر رد عليه هيركلين:
نعم.

-لقد وجدنا ما نبحث عنه.

ثم توالت اللقطات أمام أعينهم جميعًا، كان هناك امرأة يتم جرها في هذه الغرفة، إنها مقيدة ومكممة وتبدو صغيرة جدًا.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي